أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2011
  #1
حجة الإسلام
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
حجة الإسلام is on a distinguished road
افتراضي معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 1)

معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 1)


النشأة الدينية للحلاج :
ولد أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج عام 244 هـ في قرية الطور في الشمال الشرقي من مدينة البيضاء ، في الجنوب الغربي من إيران ، ولقب بالحلاج لأن أبوه كان حلاج قطن دعته مهنته إلى التنقل حتى استقر في مدينة "واسط" ، التي نشأ فيها أبو المغيث ليتعلم القراءة والقرآن و النحو و الصرف في مدرسة قرآنية معروفة حيث حفظ القرآن وهو ابن عشر ...
كانت طفولته طفولة الصالحين حيث ما أحب اللهو قط بل كان منذ نعومة أظفاره كثيرة العبادة و التفكر ؟؟ !!! ...
ثم تتلمذ الحلاج عند العارف بالله "ٍسهل بن عبد الله التستري" طيب الله ثراه ، وهو في عمر الستة عشر ، لمدة عامين في الفترة الواقعة ما بين ( 260-262 هـ ) ، ومن المعروف أن سهل التستري كان عالماً في أصول التوحيد و التفسير ، وعلم السلوك "تزكية النفس" أو التصوف ...
ومن أقوله رضي الله عنه في التوحيد عندما سئل عن الله فقال : ( ذات موصوفة بالعلم غير مدرَكـَةٍ بالإحاطة ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا ، وهي موجودة بحقائق الإيمان من غير حد ولا حلول ، تراه العيون في العقبى ظاهراً في ملكه وقدرته ، وقد حجب الله سبحانه الخلق عن معرفة كنه ذاته ودلهم عليه بآياته ، فالقلوب تعرفه والأبصار لا تدركه ) ...
و التستري إمام متحقق أجمع العلماء على عدالته ...
وهو من الأقلاء الذين خصوا بحقيقة المشاهدة كعارف بالله توج بالولاية حيث نال مرتبة "السجود القلبي" ...
وهذه الهبة الربانية لا يدركها إلا من أدرك الولاية ثم صبغ قلبه بمعاني حقيقة التوحيد ...
وسجود القلب مرحلة ما بعد خشوع القلب الذي يعني السكون مع الله و السمو به ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( إن من خيار أمتي قوما يضحكون جهرا من سعة رحمة الله ويبكون سرا من خوف عذابه أبدانهم في الأرض وقلوبهم في السماء [ إي في سمو بالله عن الدنيا زهاده ] أرواحهم في الدنيا وعقولهم في الآخرة [ بالإنابة إلى دار الخلود ] يتمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة ) رواه الحاكم في "مستدركه" و البيهقي في "شعب الإيمان" ، وإسناده ضعيف ولكن يحسنه شواهده ولأن البيهقي لا يروي الضعيف ...
أما سجود القلب فهو خبت القلب فناءاً بوحدة الشهود تعظيماً لله المشهود لقدرته وقهره وهو عين الإخلاص ...
يقول الله تعالى : ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) [الحج : 54] ...
يقول العارف بالله سهل بن الله التستري : (الدنيا جهل وموات إلا العلم ، و العلم كله حجة إلا العمل به ، و العمل كله هباء إلا الإخلاص ، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به ) ...
وفي الخبر المرسل عن سهل التستري أيضاً : ( الناس هلكى إلا العالمون ، و العالمون هلكى إلا العاملون ، والعاملون هلكى إلا المخلصون ، والمخلصون على خطر عظيم ) ، أورده السيوطي في "النكت" ... وورد في "اقتضاء العلم "
ويقول باب مدينة العلم كرم الله وجهه : (المخلصين على خطر عظيم ، ما لم يبلغوا حق اليقين ، ويؤمنوا بالله العظيم ) ...

وهذا يعني أن الحلاج نشأ نشأة دينية صحيحة عند هذا العالم الرباني ...
ثم انتقل الحلاج إلى البصرة مدينة العلم و الدين ، ليأخذ من أستاذه و شيخه الجديد الحنبلي الإمام المحدث الورع " عمرو بن عثمان المكي " طيب الله ثراه ، و الذي تتلمذ وأعني عمرو المكي على يد الإمام البخاري في الحديث الشريف فأخذ الحلاج عنه الورع و الدقة في نقل السنة الشريفة ...
وكان عمراً هذا متمكن في الفقه متحقق في علم السلوك "التصوف" أي كان معتدل بالجمع بين التزكية و التفقه ...
وفق ميزان الإمام الفقيه مالك رضي الله عنه الذي يقول : ( من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق) ، ورد في "شرح عين العلم وزين الحلم" للإِمام مُلا علي القاري { ج1/ ص :33 } ، و ورد في شرح الإمام الزرقاني في "الفقه المالكي" { ج3 / ص : 95 } ...
ويقول الإمام الورع التقي "عبد القادر الجيلاني" : ( كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة. طِرْ إِلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه وسلم ) ، ورد في "الفتح الرباني" للشيخ عبد القادري الجيلاني { ص : 29} ...
لذلك فقد كان تاجراً معروفاً في البصرة ...
عاملاً بالأثر القائل : ( ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة و لا الآخرة للدنيا ، ولكن خيركم من أخذ من هذه و هذه ) ، أورده الماوردي في "أدب الدنيا و الدين" ...
وقد أخذ الحلاج منه أصول الحديث الشريف ، والفقه الحنبلي ، وعلم التزكية و السلوك " التصوف" الذي بويع به وأعني عمرو المكي شيخاً على الحجاز ببيعة من إمام الطائفتين "أبو القاسم الجنيد " قدس سره ، وهو من الأئمة العدول ...
وقام الإمام عمرو بتربية وتزكية الحلاج مع الاعتدال ، ثم أرسله إلى مكة عاماً كاملاً ليقوي الحلاج إيمانه وتقواه و يبعده عن ما شغله في البصرة ...
ولم يرسله معلمه إلى مكة إلا بعد أن تزوج من ابنة كاتب الوزير " أبو يعقوب الأقطع البصري" ، وهو من آل الكرنبائي الذين دعموا "ثورة الزنج" المحرومين المناوئة للخلافة العباسية ...
و التي ارتبط الحلاج بها فيما بعد عندما عاد إلى الأهواز ؟!!! ...
بدأ الحلاج بدعوته الإصلاحية السلوكية ضد الترف الفكري و المادي السائد في ذلك الزمان بعد عودته من مكة ؟!!..
تأسياً بالحملة التي أطلقها خال الجنيد البغدادي وأستاذه "السري السقطي" الذي كان يقول : ( إياكم وقراء الأسواق وجيران الأغنياء وعلماء الأمراء ) ...
وقد كانت علاقة الحلاج مع آل الكرنبائي التي دعمت ثورة العبيد أو الزنج المحرومين ، موضع حرج لعمرو المكي ، إضافة لاعتبارات مسلكية سيطرت على شخصية الحلاج حيث توقد ذكائه الحر مع دخوله سن العشرين ، وبدأت بنية الداعية المصلح تترسخ في شخصيته ، وقد أدرك الحلاج معارضة شيخه عمرو لهذا السلوك ، فهجره وترك البصرة متوجهاً إلى بغداد عام 264 هـ ، وهو يشبه في شبابه شخصية حجة الإسلام "أبو حامد الغزالي" طيب الله ثراه المتمردة لكن الحلاج كان يطالب بالإصلاح وتحقيق الصلاح الذاتي الذي ينشده كل من ابتغى الولاية لله ...
ليلتقي بمعلمه الثالث الإمام الجنيد رضي الله عنه ...
وهنا بدأت دعوة الحلاج الإصلاحية العقائدية ضد المترفين المفسدين و المداهنين متملقي السلطة من علماء الرسوم ، ولكن التوقيت كان خاطئ بالدعوة ؟!!! ...
يقول الله تعالى : ( هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً ) [الكهف : 44] ...
هنالك هي إشارة للبعيد وهي من الناحية المعنوية تدل على أن تحقيق الولاية الحقة أمر بعيد المنال يستلزم التفاني في جنب الله ، ومن الناحية المادية هي إشارة للآيات البعيدة في السورة وهي الآية : 37 و 38
بسم الله الرحمن الرحيم : ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً۞لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ) [الكهف :37-38] ...
وهذه الآيات تشير إلى مكنون الحوار بين الحلاج و المترفين والذي انتهى بقول الحلاج : { ما في الجبة سوى الحق } إشارة إلى أنه نسب الفضل بالكلية لله وحده ، وجعل كل ما عدا الله باطل ، وهو "عين الشكر" عند أهل الصلاح ( لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ) [الكهف : 38] ، وهذه الولاية لله الحق في الآية 44 ...
ويوثق ذلك أكثر الآية التي تليها :
بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً ) [الكهف : 39] ...
وهو يتوافق مع سنه المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) ، رواه الشيخان في "الصحيح" مع اختلاف الأطراف ...
نهاية الفصل الأول من الجزء الأول ...

حجة الإسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-18-2011
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 1)

بانتظاركم اخي الكريم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 3 ) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 04-04-2011 01:15 AM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 1) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 03-28-2011 05:58 PM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 2) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-27-2011 08:02 AM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 3) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 03-21-2011 07:26 PM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 2) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-19-2011 04:04 PM


الساعة الآن 01:33 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir