استمرار أعمال البعثة السورية الفرنسية فـي تل العشارة‏

( ترقا)‏

بدأت البعثة السورية الفرنسية أعمال التنقيب في تل العشارة (ترقا ) في 20/9/ 2008 برئاسة السيد أوليفيه رووه من الجانب الفرنسي والسيد ياسر الشوحان من الجانب السوري وتتألف البعثة من /20/عضواً .‏‏

وذكر السيد شوحان مدير الآثار بدير الزور أنه سيتم التركيز في أعمال التنقيب في منطقة البستان القطاع /F/ وهدف الحفر هو الوصول إلى أعمق سوية في مدينة ترقا /الألف الثالث ق.م/ وتستمر أعمال البعثة لغاية 15/11/ 2008‏‏

كما بدأت البعثة الفرنسية أعمال التنقيب في تل المصايح / الطيانة / بتاريخ 20/ 9/ 2008 برئاسة الدكتورة ماريا غراسيا رووه والممثل عن الجانب السوري السيد معين العلي أمين متحف دير الزور‏‏

وأشار العلي أن العمل في تل المصياح سوف يشمل عدة جوانب أهمها التنقيب في القصر الآشوري الحديث 900 ق.م‏‏

ومن ثم متابعة أعمال التنقيب التي بدأت في المواسم السابقة والعمل ضمن الفترة الآشورية حصراً وتنهي البعثة أعمالها بتاريخ 5/ 11/2008‏‏

يقع تل العشارة في وسط المسافة بين ماري ومصب الخابور على الفرات ، محافظة دير الزور العشارة هو الاسم للقرية فوق التل الأثري ، الذي كان مدينة ترقا القديمة ، والتي ذكرت في كثير من الوثائق الإبلوية والبابلية وأرشيف ماري. وقد آتت من هذه المدينة أول لوحة كتابية مسمارية من أصل سوري ، ومن ثم ذهبت على أوربا : وهو نص ذو محتوى عقاري ، يذكر مدينة ترقا ، ومملكة خانا التي كانت عاصمة لها. أجرى فيها العالم الشهير تورو دان جان عام 1923 م Thoreau Dan gin سبراً نشر نتائجه في مجلة SYRIA وبقيت أطلال ترقا دون مساس حتى استأنف أعمال التنقيب بعثة أمريكية من جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس بإدارة جيورجيو بوتشيلاتي من عام 1975 م وحتى 1986 ثم تولتها بعد ذلك بعثة فرنسية بإدارة أوليفيه رووه ولا يزال العمل مستمراً حتى الآن ومن المعروف أن ترقا كانت ذات أهمية بالغة في الألفين الثاني والأول ق .م . من الرقم الطينية التي أفادتنا في معرفة ثلاثة عشر ملكاً من ملوك مملكة خانا ، ونستطيع أن نسلسل خمسة منهم في التسلسل التاريخي . ومعظم الرقم الطينية عثر عليها في معبد ( نينكاراك ) تتركز الأعمال حالياً في القطاع C الذي يعتبر الحي السكني والقطاع f الذي يعتبر الركن الإداري . من أهم المكتشفات السور الدفاعي الذي يتألف من ثلاثة أطواق من اللبن بعرض 1800 م وكانت الأبراج تبرز إلى الخارج والداخل ولم يتم العثور على بوابة للمدينة ولكن ثمة ممر صغير وضيق ويحيط بالسور خندق عريض ويقدر أن السور قد استكمل بين 2900 - 2700 ق .م وهو أضخم سور معروف في سورية في مطلع الألف الثالث ق .م ومن أهم المكتشفات أيضاً بيت بوزوروم الذي يقوم عبر شارع أمام معبد الربة نناراك . وقد حوى على رقم في أغلبها عقود تعود لعهد ياديخ أبو وطبعات أختام أسطوانية تتعلق برجل أعمال اسمه بوزوروم وأيضاً هناك معبد الربة ننكاراك وقد عثر في هذا المعبد على رقيم يحمل قائمة أسماء يتقدمها اسم الربة ويليه لقب ( ملك ) وكذلك عثر على دمية برونزية صغيرة تمثل كلباً وهو رمز هذه الربة مخطط المعبد له صلة بالعمارة الرافدية الدينية ، قوائم الأبواب مغروزة والأعمدة مندمجة في الجدران ومخطط البناء منعطف أن القسم المخصص للطقوس في المعبد يتصل بقسم أوسع للخدمة ، ويربط بينهما ممر معقود وقد عثر على أدوات طقسية عديدة على أرضيات قسم الخدمة وقد توالت على ترقا عدة عهود حيث وجد ختم الفترة الحثية القديمة وذلك بسبب مرور الحثيين من ترقا في غارتهم ضد بابل . دلائل الوجود الآرامي محدودة ولكنها ولكنها هامة ومن ذلك ذكر جزية تدفعها عشيرة لاقد في مدينة ( سرقو) - و اسم ترقا في العهود المتأخرة - في الحوليات الآشورية وقد وجد أيضاً لقى رومانية لعلها من دوراً أو روبوس وترك المكان حتى العهد الأيوبي حيث نشأت قرية صغيرة بسيطة ولكنها واسعة حيث عثر على فخار مزجج و67 نقداً فضياً شبيهة بنقود الميادين أكثرها من القرن الثاني عشر . ولعل لهذه الفترة يعود اسم - العشارة - الذي نعرف أول دليل عليه من القرن السادس عشر