أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-30-2010
  #1
سامر
محب متألق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 160
معدل تقييم المستوى: 16
سامر is on a distinguished road
افتراضي "الجاروشة"- مطحنة الماضي.

"الجاروشة"- مطحنة الماضي... تجوب شوارع "الدير"


هاني آصف شويخ

الأربعاء 29 أيلول 2010

حافظت "الجاروشة" (تسمى المطحنة التي يجرها الحصان أو التي تحمل بواسطة سيارة، الجاروشة في وادي الفرات) على دورها الوظيفي لعقود عديدة بسبب ميزات عديدة فيها منها سهولة التنقل حتى للأماكن البعيدة وكذلك الدور الوظيفي المهم الذي تؤديه.


موقع eSyria اغتنم فرصة وجود إحدى هذه "الجاروشات" فكان لنا مع صاحبها وهو السيد "رداد ناصر الخليفة" هذا اللقاء الذي عرفنا به على هذه الآلة الجوالة، فقال لنا: «أمارس هذا العمل منذ الطفولة فهي مهنة والدي، إذ كان عمري 10 سنوات عندما نزلت إلى ميدان العمل لأول مرة، وأفضل هذه المهنة على أي مهنة أخرى.

ومجال عملنا هو محافظة "دير الزور" بالكامل ريفاً ومدينة وعندما نذهب للريف فإن ساعات العمل أطول وقد يأتي المساء ونحن نعمل ما يضطرنا للمبيت عند أحد الريفيين الذين نطحن لهم، وعادة تكون الكميات التي يطحنها الريفيون أكبر بكثير من التي يرغب بطحنها الناس في المدينة، لأنهم يموّنون الحبوب من منتجات أراضيهم، إضافة إلى أن عدد أفراد الأسرة في الريف عادة أكبر من المدينة.

وبالنسبة للمواد المطحونة فهي الحبوب كالقمح والشعير... الخ، كما نطحن الكشك أو الكشكة.

وبالنسبة لكيفية الطحن فهي تختلف حسب المادة المطحونة، إذ إن طحن القمح "يتم الطحن مرتين إحداهما للتقشير والأخرى للتنعيم" إذا كان مسلوقاً يعطينا البرغل، أما إذا طحن القمح دون سلق فسيعطينا "الفشيق" المكون الأساسي لصناعة الكشك، كما يطحن القمح أخضر ليعطي "الفريكة"، ونطحن العدس على درجة الخشن لإزالة قشره، وبالنسبة للزعتر



الجاروشة بأجزائها المختلفة.


فتجمع كافة المكونات التي تدخل في صناعته وتطحن مع بعضها لتعطي زعتر المائدة.

ونطحن على درجة الناعم كلاً من الفول والحمص "ثلاث دورات" ليقدم كعلف للحيوانات، كذلك يطحن الخبز اليابس على درجة الخشن ليقدم كعلف للطيور وللمجترات الصغيرة كالأبقار والأغنام، وكذلك الأمر بالنسبة للذرة الصفراء، ونطحن أيضاً العلف المصنع في المؤسسة العامة للأعلاف على درجة الوسط لتستفيد الماشية منه أكثر، كما تطحن الجاروشة الفصة على الدرجة الناعمة، وذلك لاستخراج بذر الفصة منها للزراعة».

وللحديث عن التفاصيل التي تتعلق "بالجاروشة" كآلة التقينا السيد "راشد الخليفة" وهو صاحب جاروشة أيضاً، يقول: «تكثر الجاروشات خصوصاً في الميادين، والبوكمال وريفهما، إذ يوجد في محافظة "دير الزور" أكثر من 100 جاروشة بعضها يقطرها جرار أو طرطيرة أو "حصان"، ويتراوح سعر "الجاروشة" مع حصانها من 40000 ل. س إلى 100000 ل.س حسب استعمالها، ونوع المحرك المستخدم، ويوجد بعضها برأس واحد وأخرى برأسين، وجميعها من نوع "آرمسترونغ"، أما قمع الجاروشة فتصنيع "المصري" في "حلب" –"باب النيرب" وتتألف من الأجزاء التالية: محرك آرمسترونغ، وقشاط كاوتشوك، وقمع يتصل مع المحرك بالقشاط، وأجزاء القمع: فيتألف من المخروط العلوي مع رحى والذي يحوي المادة المجروشة، وهذه الرحى مسننة ومصنوعة من مادة


السيد راشد الخليفة


"الفونط" وتحتوي على عدة قطع رحى يمينية وأخرى يسارية متجانسة كلاهما بالحجم، وتكون إحدى الرحيين ثابتة "عادة اليسار" واليمين متحركة حيث يحركها القشاط مع عقارب الساعة، كما يوجد "عيّارة" لتتحكم بدرجة الجرش، حيث يوجد ثلاث درجات أساسية، ويمكن الحصول على درجات أخرى بالطحن نحو الأنعم أو الأخشن من خلال تعيير "شد أو رخي" مسنن العيارة.

وتكون عربة الجاروشات التي تجرها دابة مصنوعة من الخشب بأربعة دواليب، وعادة ما نبيتها على باب المنزل وذلك بعد فك الحصان من رسنه.

ومحركات الجاروشة تعمل على الديزل وأعطالها قليلة، وبالنسبة لصيانتها وتصليحها في "دير الزور" فتوجد عدة ورشات مثل ورشة "محمد العجاج" وأبناء "الملا فخري" و"حاج كاسر" و"حاج حسان"».

ومن الأهالي الذين يعتمدون على الجاروشة في طحن حبوبهم التقينا السيد "عواد المحمد" الذي حدثنا بقوله: «نطحن كل الحبوب التي نستهلكها بالمنزل بواسطة "الجاروشة" لأنها توفر علينا عناء نقل الحبوب إلى المطاحن الثابتة، إضافة لجودة طحنها، وقدرتها على طحن كميات كبيرة من الحبوب بسرعة، وهي بذلك تعد وسيلة رخيصة نسبياً مقارنة بغيرها من وسائل الطحن الثابتة والتي نحتاج لنقل الحبوب إليها ما يضيف أجرة النقل على كلفة الطحن».

كما أعطانا السيد "غسان رمضان" نظرة تاريخية

السيد رداد ناصر الخليفة


عن هذه الآلة، ومدى انتشارها بقوله: «منذ عقود عديدة قد تصل إلى نصف قرن، وهذه الآلة تحل مشكلة طحن الحبوب للسواد الأعظم من سكان "دير الزور" وبالذات أهل الريف، وهذا النوع من المطاحن أكثر ما يشاهد بمنطقة الجزيرة والفرات، سواء أكان بالعقود الماضية أو الآن، بل هي من الأشياء التي تميز ريفنا لأن منطقتنا هي منطقة زراعة الحبوب الأولى وبالذات القمح والشعير في القطر».
سامر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
"الراس" صورة الماضي العريق والحاضر المتطور عبدالقادر حمود القسم العام 0 09-02-2011 10:26 AM
"دار التراث" في "الرقة"... نموذج الماضي برؤية الحاضر الـــــفراتي القسم العام 0 05-23-2011 09:43 PM
تذكارات "دمشق القديمة"... رسالة الماضي إلى الحاضر والعالم الـــــفراتي ركن بلاد الشام 0 04-29-2011 02:44 PM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM


الساعة الآن 06:42 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir