الفوضى والقيادة الرعناء تحصد شابين يومياً على الأقل
الفوضى والقيادة الرعناء تحصد شابين يومياً على الأقل .. الدراجات النارية .. تعليمات وقرارات تنفذ لأسابيع فقط
دمشق .. شام برس من مها التش
تصاعد استخدام الدراجات النارية نتيجة التطور الاجتماعي والاقتصادي في ظل ضعف وسائل النقل العام أمر لا بد منه ، ولكن المشكلة هي تفشي قيادتها من قبل الشبان والمراهقين اللذين يقودونها بلا خبرة ، حيث يعتبر معظم الشبان دراجتهم أداة مثالية للتعبير عن الذات ، وبذلك فهي تعتبر وسيلة إزعاج ولا سيما أصواتها المرتفعة والتي تصل إلى درجات عالية تقض مضاجع المواطنيين في منازلهم ، فهناك ممن يقودون هذه الدراجات يلجؤون إلى نزع كاتم الصوت عن محركاته ومن ثم القيام بحركات بهلوانية في الطرقات والحارات ، معرضين حياتهم وحياة الأخرين للخطر حيث بدأ هذا المرض يتفشى في جميع مدن وبلديات الريف السوري .
وبذلك فإن الدراجات النارية أصبحت القاتل الأول للشبان واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين ( 15 – 35 ) عاماً في سورية حيث يقتل شابان تقريباً كل يوم بالإضافة إلى عشرات الجرحى ، وذلك حسب إحصائيات غير دقيقة تماماً .
فوضى ورعونة وتحرش ..
إن الرعونة والطيش صفات مشتركة لشبان الدراجات النارية ، والمطلب الشعبي أن تنتهي حالات التلطيش والتشبيب بالدراجات ، وصولاً لكبح التحرش الجنسي بالطالبات والفتيات ، مروراً بلجم حالات خطف الحقائب من أيدي السيدات ، وانتهاء بالمشاجرات والمسيرات الجماعية للزعران ، في حين كانت الدراجات حتى الأمس مقبولة بمسوغ الفقر بالأرياف ،ولكن الأن فإن ظاهرة ركوب الدراجات في أغلب المناطق تسير بشكل غير مسؤول ، ودون التقيد بالأداب العامة ، أو احترام قواعد السير أو أنظمة المرور بينما نرى في بقية دول العالم احترام سائقي لأنظمة المرور ، فالدراجات تتوقف عند الإشارة ، وهي ملزمة كغيرها من المركبات بتطبيق قواعد السير والمحافظة على أمن وسلامة المواطن .
والسؤال الذي يفرض نفسه في ضوء هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه جميعاً وهو محور أحاديث الناس ولا سيما في أمكنة تلقي التعازي بوفاة شخص هنا وآخر هناك ، السؤال ما الحل ومن الجهة المعنية بتنفيذه ؟ ! يا ترى هل الحل بمنع الدراجات النارية نهائياً كما حصل مع الدراجات ذات العجلات الثلاث ( الطراطير ) ؟ أم الحل بتطبيق شروط وقائية لحركة تلك الدراجات التي وصلت أعدادها للآلاف في كل محافظة ؟
الدراجات النارية تخضع لقانون السير وتعامل معاملة أي مركبة أخرى
ويؤكد اللواء محمد يونس عمار مدير إدارة المرور بدمشق أن الدراجة النارية تخضع لقانون السير وتعامل معاملة أي مركبة أخرى تعمل بقوة الدفع ولها شروط للسير والاستخدام ، إذ يجب أن يكون لها لوحة نظامية ، وأن يقودها شخص حامل إجازة سوق نظامية وهي لا تعطى لمن هم دون سن الثامنة عشرة ، ومن الشروط أن يضع السائق خوذة على رأسه ، وقفازات في يديه وموانع صدم على الركبتين والكوعين .
ويقول : نحن دائماً نطبق ونحذر من مخالفة شروط ركوب الدراجة النارية على الطرق العامة ووسط الأحياء ، وبالنسبة للأحداث ، ولكن للأسف فإن الدراجات التي تقوم بالحوادث هي دراجات يقودها شبان لا يملكون إجازة سوق ، سرعتهم كبيرة ، يقودون بدون وعي أو التزام ، مضيفاً أن 275 حادثة وفاة ناتجة عن الدراجات هو رقم كبير جداً خلال أشهر قليلة لأي استقراء آخر .
كما ذكر اللواء عمار أن القانون واضح ، وهناك تعليمات وتعميمات خاصة للملاحقة والمتابعة ويتوجب على الشرطة مصادرة كل دراجة تسير دون إجازة سوق ، أو لوحات ويقودها شخص تحت السن القانوني .
وقد وصل عدد الدراجات المحجوزة على مستوى القطر خلال النصف الأول من عام 2009 إلى 21907 دراجات مخالفة لقانون السير منها 1333 دراجة غير نظامية حولت إلى الجمارك ، ومن بينها 7563 دراجة تحمل أوراقاً نظامية سلمت إلى أصحابها أصولاً .
لكن يبقى السؤال .. من أين تأتي هذه الدراجات وكيف يتم دخولها إلى سوريا
الاستيراد تهريباً على شكل قطع غيار صغيرة تجمع لاحقاً .. ووزارة الاقتصاد نائمة بالعسل !!
إنها تباع نقداً وبالتقسيط المريح جداً .. وهذه الدراجات تخلف الموت أو الاعاقة لعائلات بكاملها ، وهذا ليس بسبب الدراجات نفسها ، بل بسبب سوء وجهل مستخدميها ، مما يستوجب تنظيم فوضى ( الاستيراد ) على شكل قطع تأتي من منشأ صيني وتجمع لاحقاً بعشرات الآلاف .. ! عدا تهريبها قدوماً من لبنان .
هل تبقى ( خوذة حماية الرأس ) خارج نطاق الاهتمام الرسمي ؟؟
ومع ما جرى ويجري من المفترض وعلى أقل تقدير لفت اهتمام وزارة الداخلية لتنفيذ الإلزام القانوني بارتداء ( خوذة حماية الرأس ) لجميع الدراجين ، كون الخوذة تخفف ( 65% ) من الإصابات المميتة بحسب أبحاث الخبراء المتخصصين ، وهذا الإجراء سهل التنفيذ وبسيط وفعال وغير مكلف ، ولكنه تصرف إسعافي مهم وناجح ، والجميع ينتظر همة الجهات المعنية لفرض تطبيقه بكل تشدد ضماناً للمصلحة العامة .
محمد الكسم خبير الحوادث اقترح استراتيجية وخطة وطنية للسلامة عبر تطبيق الحلول المتكاملة
وبين لـ شام برس أنه لا بد من تنفيذ الإلزام القانوني بارتداء خوذة حماية الرأس عند القيادة كون الخوذة تخفف ( 65% ) من الاصابات المميتة وعدم السماح بركوب الدراجات النارية لمن هم دون سن (20) ، وتحسين شبكة الطرق الريفية كونها لا تلبي معظم متطلبات السلامة والأمان مضيفاً أنه لا بد من تفعيل دور الفعاليات الاجتماعية والمؤسسات التعليمية والجمعيات الأهلية لتكريس الوعي من مخاطر قيادة الدراجات النارية ، إلى جانب تعليم قواعد السير والصحة والوقاية من الحوادث وما بسمى ( الصحة العامة ) عبر دمجها ( بالمناهج التعليمية )، كما نوه الكسم لضرورة إعفاء جميع معدات السلامة والوقاية من الحوادث والحرائق من الرسوم الجمركية بعد تحديد ( مواصفات دقيقة جداً لجودتها ) ، ويأتي الإعفاء الجمركي لتخفيف أثمانها ما يشجع على استخدامها .
إحصائيات غير دقيقة .. لماذا .. ؟
يذكر أن ( 80 % ) من حالات الإسعاف في أغلب المشافي كانت نتيجة حوادث الدراجات بالرغم من الحملة التي قامت بها وزارة الداخلية كما أن الشرطة قامت بحجز أكثر من 500 دراجة نارية منذ بداية العام لتاريخه ولجنة السير بالمدينة منعت دخول الدراجات إلى المدينة إلا أنها بالريف تسرح وتمرح وتزهق الأرواح .
وتبقى الاحصائيات غير دقيقة بسبب عدم تدوين أغلبية حوادث الدراجات النارية لدى قوى الأمن الداخلي فهذه الحوادث قانوناً تعاقب في حال وقوع اصطدام دراجة نارية وحدوث إصابات بمصادرة الدراجة وتغريم صاحبها ثلاثة أضعاف ثمنها ، إضافة إلى توقيف جميع السائقين المشتركين بالاصطدام ، ما دفع بأغلبية المصابين وأهلهم إلى التستر على تلك الحوادث فساهموا في عدم الحصول على المعلومات الصحيحة عن عدد ضحايا الدراجات النارية وإخفائها ، وهذا الإخفاء بحسب الكسم ذو أثر سلبي لأنه يخفف من عدد الضحايا الذين يعلن عنهم بالإحصائيات الرسمية على حين تكون الحقيقة أكبر من ذلك بكثير ، فبرأيه إذا ما أجرى استطلاع لسائقي الدراجات النارية عن تعرضهم لحوادث فإن أكثر من 42 % منهم سيقر بأنه تعرض لتجربة حادث واحد على دراجة بأقل تقدير .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
04-27-2010
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
