بيت الشَعَر" مسرح الحياة في البادية

الاثنين 01 شباط 2010



بيتٌ قد لا تنطبق عليه الشروط المتعارف عليها للبيوت ولكنه يشكل على صورته التي عرفناه عليها المأوى الأكثر مثالية لسكان البادية إنه بيت الشعر،الذي يحمل البدوي في حله ويحمله البدوي في ترحاله.








eSyria حاول التعرف على هذا البيت،مميزاته وأقسامه، فالتقى بالسيد "عبد الرحمن الحسين" وهو ممن كانوا يقيمون في البادية في فترات الربيع لرعي أغنامهم، الذي حدثنا عن صناعة بيت الشعر وبنائه قائلاً: «يصنع بيت الشعر من شعر الماعز وذلك عن طريق غزل الشعر وتحويله إلى خيوط بواسطة ما يسمى "المبرم" أو "الدوك" وتشكل هذه الخيوط على شكل كرات لسهولة التحكم بها، ويتدرج لون الخيوط حسب لون شعر الماعز من الأسود القاتم إلى البني الفاتح فتفرز وتشكل كل لون لوحده، وبعدها تحاك هذه الخيطان بواسطة أداتي "المنساج" و"الصيصاية" وهي مصنوعة من قرون الغزال فتنسج على شكل قطع كبيرة تسمى"شكاك" حسب طول بيت الشعر، وبعدها تجمع هذه "الشكاك" بواسطة "مخّاط" وهو عبارة عن أداة تشبه الإبرة لكنها أكبر حجماً وذلك بنفس الخيط الذي نسج منه بيت الشعر، ثم ينصب بيت الشعر بواسطة الأعمدة ويثبت من زواياه بحبال مصنوعة من القنب ويلف "الرواق" حوله و"الرواق" عبارة عن قطع


قماشية كبيرة "شكاك" مصنوعة من





قسم الطبخ والأواني وأدوات الطعام.القطن تلف على محيط بيت الشعر من الجهات الثلاث الجهة الخلفية والجهة اليمنى والجهة اليسرى أما الجهة الأمامية فتبقى مفتوحة وهذا دليل على كرم العرب».

أما فيما يتعلق بأقسام"بيت الشعر" فق أفادنا مضيفاًًًًًًًً: «يقسم بيت الشعر من الداخل إلى

"الربعة" وهي مفتوحة دائماً وأكبر قسم في بيت الشعر ويجلس فيها الضيوف والرجال.

"المحرم" وهذا القسم مخصص لجلوس النساء وهو مغلق من كل "الجهات" ويترك باب صغير للمرور منه.

قسم الطبخ والأواني وأدوات الطعام.

ويزين بيت الشعر من الداخل بواسطة السجاد المصنوع من الصوف ويفصل كل قسم عن الآخر ما يسمى بـ"الزرب" وهو مصنوع من "القصب" وخيطان الصوف الملونة وهي على هيئة أشكال هندسية جميلة أما المساند أو الوسائد فهي مصنوعة من نسيج الصوف الملون ومحشوة بالصوف ودلال القهوة والفناجين الحاضرة دائماً في الربعة بحيث تشم رائحة القهوة من مسافة بعيدة فهي دليل كرم أهل هذا البيت».

أما فيما يتعلق بأنواع بيت الشعر فقد التقينا السيد"محمد



المحَرَم.






بسيس الصالح " والذي يعرف تفاصيل الحياة في البادية من خلال زياراته المتكررة لها "الذي ذكرها قائلاً: «ًتقسم بيوت الشعر حسب الفصول إلى:

- "كيظي" أي صيفي: وهو مصنوع من القطن ليوفر البرودة في فصل الصيف.

-"شتوي" : وهو مصنوع من شعر الماعز ولشعر الماعز ميزة جيدة ومهمة أثناء هطول الأمطار تتمثل بأن مسامات "الشكاك" الناتجة عن عملية النسيج تصغر وتتقلص حين تعرضها لمياه الأمطار وبهذه العملية لا تسمح لمياه الأمطار بالتسرب إلى داخل بيت الشعر.

وأيضا ًتقسم بيوت الشعر حسب حجمها إلى:

"كطب" : ويحتوي على عمود واحد في منتصف البيت وهو صغير.

"خص" : ويحوي على عمودين في منتصف البيت.

"مثولث" : ويحوي ثلاث أعمدة وسط بيت الشعر وهكذا مروبع، ومخومس، ومسودس، ومسوبع، ومثومن، ومتوسع، فكلما زاد عدد الأعمدة في بيت الشعر كبر حجمه.

أما عن الأدوات التي تستخدم في بيت الشعر فقد حدثنا السيد"زياد ربيع الناصر"، راعي أغنام فقال لنا:

«الأدوات



محمد بسيس الصالح.






كثير، نذكر منها:

أدوات الطعام وهي "القدر" و"القدرية" و"الصينية" و "الكفكير" وكلها مصنوعة من النحاس و"الطاسة" لشرب الماء.

دلال القهوة المرة، والفناجين.

"مُخمر الخشب" يستخدم لحفظ الخيز.

"الصاج" : ويخبز عليه الخبز .

"قربة الماء" : وتستعمل لحفظ الماء وهي مصنوعة من الجلد.

صندوق خشبي مزين ومرصّع يستخدم لحفظ الألبسة.

"العبّارة" : وهي سرير لهز الطفل يصنع من الخشب».