أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           

كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله هذا الركن يختص بعرض كتب سيدي فضيلة الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله ونفعنا به وبعلومه وبركاته

إضافة رد
قديم 02-03-2009
  #71
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 284 } لو اصغيت إلى حديث أكثر الناس عن انفسهم لوجدتهم يقولون نحن سابقون بالخيرات ، ولا يقول واحد من هؤلاء أنا ظالم لنفسي ولغيري ، وهذه مصيبتنا ، لذلك قالوا : من لم يعرف نفسه لم يعرف ربه ، ومعرفة النفس لا تكون إلا بمعرفة المعرف ،
ـــــــــــــــــــــــــ ص 178 ـــــــــــــــــــــــــــ
ومن كان يعرف نفسه أنه ظالم لنفسه وظالم لغيره ثم يقول بلسانه : أنا سابق بالخيرات ، هذا معذب في الدنيا قبل الآخرة إذا لم يعف الله عزوجل عنه .
{ 285 } إذا كان الرجل قوياً في دينه وطريقته ، ولا يخشى عليه تقليد الآخرين ، فهذا لا يضره زيارة أحد من الناس ، أما إذا كان ضعيفاً فإن الزيارات المطلقة قد تشوش عليه ، لأن بعض الناس يتشدقون بالكلام وهذا الزائر قد يتضرر فيقصر في سيره وفي مجاهداته . فإذا كان من القسم الأول فإن قوته تمنع الضرر أن يسري إليه ، وأما الثاني فننصحه بعدم الزيارة حتى لا يتضرر من تشكيك المتشككين . نحن لا نقول زيارة المؤمن لا تجوز ، ولكن نقول المقلد المبتدئ ليس له استقامة كاملة فننصحه بعدم الاختلاط حتى يقوى .
{ 286 } من خالف الدين والشريعة فهو أعمى ، ووقع في بئر نفسه الأمارة بالسوء ، وحاله اشد من حالة أعمى البصر الذي وقع في بئر محفورة ، لأن هذا له اجر الشهيد أما ذاك فقد خسر الدنيا والآخرة ، والعياذ بالله تعالى ، لأنه آثر الحياة الدنيا ، واتبع هواه قال تعالى : { فَأَمَّا مَن طَغَى {37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى } سورة النازعات / 39
ـــــــــــــــــــــــــ ص 179 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ 287 } علماء السوء خدم الشياطين ، ما خرجوا عن دائرة الإيمان ، ولكنهم لم يعملوا بمستلزمات هذا الإيمان ، وهؤلاء بعضهم باع دينه بدنياه ، وبعضهم باع دينه بدنيا غيره ، وهذا شرٌ من الأول والعياذ بالله تعالى . نرجو الله تعالى الحلاص . ولقد رأى الإمام الرباني رحمه الله تعالى الشيطانَ يوماً فقال له الإمام : لم أنت قاعد ؟ قال : عندي خدام يعملون عملي ، قال له : من هم ؟ قال : علماء السوء . فهناك من يهدم الدين باسم الدنيا وهناك من يهدم الدين باسم الدين والعياذ بالله تعالى . وشر الناس من باع دينه بدنيا غيره .
{ 288 } مفتاح الوصول إلى الله تعالى الأخذ بالشريعة ، ومن الأخذ بالشريعة الأخذ بالسنة ، ومن أخذ بهما حاز على الرضا . ومفتاح باب الطريق كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور ، والذكر من القرآن الكريم ومن السنة ، فليس لأحد حق الإنكار وليس لأحد حق الترك ، فكل المؤمنين مخاطبون بكثرة الذكر لله تعالى ، فلماذا لا يكثرون الذكر ؟ لابد من المجاهدة ، فالذكر ثقيل على النفوس الامارة بالسوء .

{ 289 } الفتور في العبادات يحصل بسبب ثقلها على النفوس ، والاستسلام لها ، فلابد من المجاهدة والاستغفار عند الفتور لأن خير العمل عائد لنا ، والله عزوجل يريد منا أن نربح الحياة
ـــــــــــــــــــــــــ ص 180 ــــــــــــــــــــ
الدنيا في حسن العمل والإقبال عليه حتى نسعد في الآخرة لقوله في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فلْيَحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ) رواه مسلم
الله عزوجل لا يربح منا شيئاً إذا جاهدنا نفوسنا وأقبلنا عليه ، فهو يقول في الحديث القدسي : ( ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ) رواه مسلم
والعاقل لا يقبل خسارة الدنيا ، بل يتأثر ولو كانت خسارة قليلة ، ويتأثر إذا فاته ربح ولو كان قليلاً ، فلماذا لا يكون هكذا في دينه ؟ كن حريصاً على التمسك بالشريعة ، وإجراء أحكامها على جوارحك الظاهرة والباطنة ، ولا تكن من الغافلين في دنياك وتحقق بقوله تعالى : { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور / 37
{ 290 } أخرج نفسك من البين ، ولا تنسب الفضائل إلى نفسك لأن الفضائل من الله تعالى ، قال تعالى : { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } سورة النحل / 53
فإذا أخرجت نفسك من البين لا يقوى عليك
ــــــــــــــــــــ ص 181 ـــــــــــــــــــــــــــ
الشيطان ، إلا إذا كان الشيطان مع نفسك عليك وعندها تُصرع والعياذ بالله تعالى ، فأرجع النعمة إلى مصدرها ، وأكثر من ذكر مولاك حتى لا يوسوس لك الشيطان .
{ 291 } حلال الدنيا وإن لم يكن ممنوعاً إلا أن فيه السم ولا يدريه إلا من وقف على حقيقة الدنيا ، فمن وقف على حقيقتها أخذ من حلالها بمقدار الحاجة . أما إذا لم يقف على حقيقتها فهو جاهل ، وقد يلحقه ضرر عظيم من حيث لايدري ، والله تعالى ما جعل لعبد من قلبين في جوفه ، والقلب إذا تعلق بالله ، فإنه لا يتسع لغيره ، قال تعالى : { مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } سورة الأحزاب / 4
فالقلب خلق للمحبة ولكونه واحداً فلا يصلح إلا لمحبوب واحد لا شريك له ، فقلبك خلق لمعرفة ومحبة ربك فلا يرضى إلا بمولاك ، فلا تكن ظالماً لقلبك ، فمن اشتغل بالدنيا قلباً وقالباً ثم ادعى حب الله وحب الآخرة فهو كاذب في دعواه ..... آه ... واأسفاه
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-03-2009
  #72
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 292 } أفٍ لقلوب تسأل عن رزقها المضمون ، وترتحل من مكان لآخر من أجله ، ولا تبحث عن دينها لتأخذها من التقي النقي . مسلكي في هذه الحياة قديماً ، أني أنتقل من
مكان لآخر ، وأرتحل بين البلاد وأنا أبحث عن الأستاذ التقي النقي ، ووالله ما
ــــــــــــــــــــــــ ص 182 ـــــــــــــــــــــــــ
كان يخطر في بالي مسألة الرزق ، كيف اسأل عن هذه والله تعالى يقول : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } سورة هود / 6
إن الله تكفل بالأرزاق الدنيوية لكم ، وما تكفل لكم بدخول الجنة ، لا تشتغلوا بالمضمون ، اشتغلوا بالعبودية فإنها سر سعادتكم في الدنيا والآخرة ، ولا تتعلقوا بالدنيا فإنها تذهب بدين الإنسان من حيث لا يشعر . أنتم تحبون التقوى ولكن تعملون لجمع المال . كونوا الرجال الذين مدحهم الله تعالى بقوله : { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ } سورة النور / 37
تعودوا كثرة الذكر لله تعالى ، حتى إذا صليتم الصلاة المفروضة خرجتم بثمرتها ، وثمرتها أنها تنهاكم عن الفحشاء والمنكر . اللهم أكرمنا بذلك يا أرحم الراحمين .
{ 293 } ارض بما قسم الله لك ، لأن الله تعالى قال : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } سورة الزخرف / 32
فلا تفرح بكثرة المادة ، ولا تغتر بها لأنها قد تكون بلاء عليك ، لأنه كلما كثر المال عظم الحساب ، ومن نوقش الحساب عذب ، ولا تضجر وتخجل لقلة المادة ، وارض بما اختار لك ربك ، فكلنا تحت القضاء والقدر . نحن نسأل من ربنا جل
ــــــــــــــــــــــ ص 183 ـــــــــــــــــــــــ
. وعلا فإذا أعطانا نفرح مرة واحدة ، وإذا لم نعطَ نفرح عشراً ، لأنه تعالى ما مَنعَ إلا لحكمة ، وربنا جلا جلاله قد تكفل بأرزاقنا ، أفلا نرضى بكفالته ؟ .
{ 294 } صبر العبد عن معصية الله عزوجل ، والصبر على طاعة الله عزوجل يورث الرضا بقضاء الله وقدره ، فلابد من مجاهدة النفس أولاً في ترك المعاصي وهذه هي التخلية ، ثم مجاهدة النفس في فعل الطاعات الموافقة للشرع الشريف
، وهذه هي التحلية . نرجوا الله عزوجل أن يرزقنا الرضا بالقضاء والقدر .
{ 295 } علينا معاشر المؤمنين الشاذليين أن نكون عباداً لله عزوجل ، لأن الله تبارك وتعالى منَّ علينا بفضله وبكرمه وبرحمته أن أخرجنا من العدم إلى الوجود وبدون طلب منا ولا تعلق فيه ، أخرجنا طاهرين مطهرين على فطرة الإسلام ، ومن علينا بأن عفا عنا كل ما صدر من مخالفات قبل سن البلوغ ، فلم يجرِ القلم علينا ، ولم يعذبنا ، ولم يؤاخذنا حتى دخلنا سن التكليف ، وكأن هذه المرحلة مرحلة تدريبية على امتثال الأوامر واجتناب النواهي . انظروا إلى هذه الرحمة التي منَّ الله بها علينا .
فالعجيب في الإنسان بعد هذه النعمة أن ينحرف عن تلك الفطرة الطاهرة بسبب تعلقه بنفسه وشيطانه ، لأن الانحراف بسببهما ، فالإنسان باختياره ينحرف ، وإذا أراد الله بعبده خيراً
ــــــــــــــــــــــــ ص 184 ــــــــــــــــــــــــــــ
فقهه في الدين ، وإذا فقهه فإنه يجد في قلبه تلك الجوهرة من الفطرة الأولى التي فطر الناس عليها ، ثم يوجهه ربه عزوجل ــ بطلب من العبد ــ إلى واحد من المؤمنين الصادقين ليسلم إليه نفسه حتى يوجهه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوجهه إلى ربه عزوجل ، حتى يتخلص من نفسه الأمارة بالسوء ، ومن شياطين الإنس والجن ، ووضع له طريقة الاستغفار المطهر للذنوب وهو تبارك وتعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .
فإذا صدر من العبد شئ مخالف لأوامر الله عزوجل عليه أن يستغفر ويرجع إلى الله تبارك وتعالى ، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الطريق المبارك ليس شيئاً خارجاً عن الشريعة ، حاشا لله عزوجل
. بل هو التمسك بالكتاب والسنة أولاً ،
وترك الهوى والمعاصي ثانياً ،
وحفظ حرمة المشايخ والمؤمنين ثالثاً .
والذي يريد أن يكون من أهل هذه الطريق المبارك عليه أن لا يشتغل بالآخرين ، بل يقبل على نفسه بالمجاهدة والمخالفة ليحملها على امتثال أوامر الله عزوجل وعيوب نفسه تكفيه بأن يشتغل بها عن الآخرين إلى آخر حياته . قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ

ــــــــــــــــــــــ ص 185 ـــــــــــــــــــــــــ
أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } سورة المائدة / 105
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) رواه الإمام مالك في الموطأ
وأخيراً أقول :
1ً ــ حافظوا على قراءة الأوراد الصباحية والمسائية ، ولا تتركوها ولو بلغتم المراد ، لأن هذا من جملة المحافظة على العهود .
2ً ــ اذكروا الله ذكراً كثيرا ، وليس هناك أفضل من كلمة التوحيد لأهل الإيمان ، ومن دخل الخلوة عليه أن يذكر الاسم المفرد {الله} ربع ساعة صباحاً ومساءً .
3ً ــ عليكم بتلاوة القرآن الكريم بتدبر ، في كل يوم جزءاً ، وعار عليكم أن لا تقرؤوا كتاب ربكم ، الخير كل الخير في كتاب الله عزوجل ، فهو الكلام الذي لا يعلوه كلام .
4ً ــ عليكم بطاعة المأذون خادم الطريقة وقبول نصيحته .
5ً ــ عليكم بقبول نصيحة الأحباب الصادقين المخلصين في هذا الطريق المبارك .
رعاكم الله عزوجل وحفظكم من شرور أنفسكم بحرمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وببركة أسيادنا رضي الله عنهم ، ووفقنا الله وإياكم لاتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــ ص 186 ـــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-03-2009
  #73
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 296 } علينا معاشر الشاذليين ــ الذين تعلقوا بطريقة الشيخ عبدالقادرعيسى رحمه الله تعالى في حال حياته مع الصدق ، وبقوا على هذه البيعة والعهد ــ ألا ننكر نعمة الله عزوجل علينا ، وبعد ذلك علينا ان نذكره ونشكره ، لأن العبد المنْعَم عليه له جهتان بالحكم الشرعي :
الجهة الأولى : أن يعلم علماً قطعياً أن هذه النعمة جاءت من الله تعالى .
الجهة الثانية : ان يشكر الواسطة ، لأن شكر الواسطة من الدين كما قال ربنا جل وعلا : { اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } سورة لقمان / 14
ومِن شكره بعد انتقاله من الدنيا ، أن نبقى على طريقته ، وندعو له لأن الشيخ رحمه الله تعالى كان السبب والواسطة بيننا وبين ربنا جل وعلا ، وبيننا وبين رسولنا صلى الله عليه وسلم ، حتى فهمنا هذا الطريق المتصل بالسلسلة الذهبية إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو رحمة الله تعالى على ما نرى في مريديه ، بذل الكثير الكثير في توجيه الرجال والنساء إلى الله تعالى ، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله فعلينا أن لا نكون سبباً لقطع هذا الطريق المبارك ، ولو كانت فروع الطريقة كثيرة ومتصلة ، ولكن نحن شربنا من هذا النبع الصافي بواسطة شيخنا رحمه الله تعالى ، وفهمنا أنه
ـــــــــــــــــــــ ص 187 ــــــــــــــــــــ
مأذون من الله تعالى ، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن شيخه رحمه الله تعالى ، وبعدها حصل ما حصل . ومعلوم أن الدنيا لا تدوم لأحد من البشر ، ولو دامت لأحد لدامت لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولكن يأتي جيل بعد جيل حتى يميز التابع من غير التابع . لا تنظروا إلى الكثرة ، ولا إلى العدد ، عليكم أن تنظروا إلى النوعية والكيفية التي ترى فيها علامة الصلاح ، وهذه العلامة لا تعرف إلا بالشريعة المحمدية التي جاءت من الله تبارك وتعالى بواسطة سيدنا جبريل عليه الصلاة والسلام ، إلى
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإذا كنا نحن موافقين لآداب أسيادنا رضي الله عنهم لا يضرنا من خالفنا ولا يضر من بعدنا إذا كنا مستقيمين على هذا الطريق المبارك المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولو لم نكن فهمنا من هذا الطريق المتصل لما استفدنا منه ، لأن هذا الطريق المبارك كما ذكر أسيادنا رضي الله عنه تُجلى به مرآة قلب السالك ويكون مرآة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ، بعد متابعته قلباً وروحاً .
ومن وزن نفسه وقلبه بميزان الشريعة والسنة يقف على هذه الحقيقة ، ويقف على ما كان في قلبه من الاتباع وعدم الاتباع . ومن حصل منه عدم الاتباع عليه أن يستغفروا ويرجع إلى الله تبارك وتعالى . لكن خادم الطريقة ليس له في هداية العبد شئٌ إلا التوجيه وهو واسطة . وإذا أخذ العبد بالواسطة والتوجيه فإن الله تعالى
ــــــــــــــــــــــ ص 188 ــــــــــــــــــــ
يعينه ، ويعين واسطته قال تعالى : { إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } سورة الأعراف / 196
وتولي الله لعباده مرتب على طلب العبد من الله تعالى ، فإذا طلب العبد الهداية ، فإن الله أكرم من أن يرد ويخيب فرداً من أفراد عباده طلب بالصدق ، كيف لا يعطيه الهداية وهو صادق ؟ هذا محال . ولكن التقصير يوجد في العبد أحياناً وبمقدار زوال الحجاب ، والتخلي عن الأخلاق الذميمة ، ومخالفة النفس الأمارة يكون الوصول ، فإذا وجد التقصير نتدارك ذلك بالتوبة والاستغفار والرجوع . فلا تزكوا أنفسكم لأن الله عليم بكم حيث يقول : { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } سورة طه / 7
ربنا جل وعلا ليس محتاجاً إلى تزكية نفوسنا ، إنه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا .
نرجو الله أن يعفو عن تقصيرنا ، ويوفقنا لعبادته وللعمل بما يرضيه وأن يتقبل منا ذلك بدون نظر إلى تقصيرنا ، لأن
عبادتنا غير لائقة بربنا ونرجو الله أن ينظر إلينا برحمته وبكرمه ببركة سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - قاله حفظه الله تعالى في المسجد الحرام في مكة المكرمة يوم الأربعاء 4 شعبان 1416 هـــ .

{ 297 } يجب علينا معاشر المؤمنين الشاذليين أن نقدم
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 189 ــــــــــــــــــــــــ
النصح لكل مؤمن ، ولا نترك نصحه إذا ارتكب ذنباً من الذنوب لأن المؤاخذة عليه لا علينا ، ننصح ونفوض الأمر إلى الله تعالى ، وليس بوسعنا ولا بوسع واحد من البشر أن يزيل حب الأنا والظهور والأعجاب والتعالي والتمسك بالرأي والعصبية ، من قلب واحد من البشر إذا لم يطلب هذا العبد من ربه جل وعلا ، لأن خلق الهداية في القلب من الله تعالى ، وهذا متوقف على إرادة العبد ، فإذا لم يرد العبد الهداية ولم يصدق في الطلب ، فإن أحداً لا يستطيع أن يجعله من أهل الهداية ، ومهمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التبشير والإنذار والتبليغ والتذكير ، وليس عليه صلى الله عليه وسلم خلق الهداية ، فإذا كان هذا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن من باب أولى ، فلا تذهب أنفسكم حسرات على المخالفين للشريعة ، وفوِضوا أمرهم إلى الله تعالى .
مسلكنا في هذا الطريق المبارك مسلك نبوي ، ندعوا الناس إلى الشريعة باللطف واللين ، ونترك العنف والفحش ، ندعوهم إلى القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ،ندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ونصبر على اذى المخالفين بدون مداهنة ، ونستخدم استعدادنا في هداية الناس إلى الله تعالى .
سدد الله خطاكم ووفقكم لمتابعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى الله تعالى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ـــــــــــــــــــ ص 190 ـــــــــــــــــــــــــ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2009
  #74
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 298 } علينا معاشر المؤمنين الشاذليين أن نكون من الصادقين في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا ، لأن هذا الطريق الشاذلي المبارك من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر حياتنا باقٍ بإذن الله تعالى ، ولا يخلو هذا الطريق من الصادقين ، فإذا اجتمعنا على الصدق فاجتماعنا يكون حجة ، كما كان اجتماع من قبلنا حجة ، المهم أن نكون صادقين فإذا لم يوجد الصدق فينا فهذا الطريق لا يقبلنا . يقول الله تعالى وتقدس : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة / 119
فمن قصر في محبة الخالق يكون تقصيره بسبب عدم صدقه مع الخالق الرب الرحيم جل سلطانه وتبارك وتعالى وتقدس هذا أولاً ، وثانياً : ميله إلى عالم الأسباب ، وكلما زاد الميل إلى عالم الأسباب ضعف الإيمان . ولم ينتقل من علم اليقين إلى عين اليقين فضلاً أن يكون في مرتبة حق اليقين ليكون من الصديقين ـــ علماً أنه لا تأثير للأسباب في القدَر عند أهل السنة والجماعة ـــ ولهذين السببين لا يترقى العبد ولا يخرج من طبيعته البشرية التي هي الكثافة الترابية ، ويبقى محروماً من المحبة الذاتية التي وعد بها ربنا جل وعلا ، ومحروماً كذلك من الرضا ، لأن الله تبارك وتعالى جعل ثمرة الصدق الرضا ، فقال تعالى : { قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 191 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة المائدة / 119
وإذا أخرج العبد حب الدنيا من قلبه ، واسودت الدنيا في بصيرته ، وانتقل من بصيرته إلى بصره ، ونور بصيرته بنور عين اليقين فإنه لا يمكن أن يدخل في صدقه ما يشوش عليه محبة ربه عزوجل . فوجب على كل واحد فينا أن يكون حريصاً على بصيرته لأن تجليات الله سبحانه وتعالى لائحة على عبده ما لم يحصل الحجاب ، وذاك الحجاب هو اشتغال العبد بغير الله تعالى .
فكن حريصاً على بصيرتك كما تكون حريصاً على بصرك أن لا يدخل فيه غبار ، فإذا حافظت على بصيرتك يكون ظاهرك منوراً ، وباطنك بمحبة ربك معمَّراً .
اللهم ارحمنا برحمتك الخاصة ، ووجهنا إليك ، واشرح قلوبنا للإسلام المقيد بالشريعة والسنة ، ووفقنا لاتباع حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم . لأنك قلت : { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } سورة آل عمران / 31
وارزقنا بفضلك مقام الذين اهتدوا فزدتهم هدى ، كما قلت : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } سورة محمد / 17
وإن لم نكن أهلاً لهذا ، فأنت أهل لذاك أهل التقوى وأهل المغفرة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 192 ـــــــــــــــــــــــــــــ
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-09-2009
  #75
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 299 } إلى إخواننا المؤمنين في هذه الطريقة المباركة نقدم هذه الوصايا العشرة سائلين المولى جل وعلا أن يوفقنا للعمل والالتزام بها إنه على كل شئ قدير :
الوصية الأولى : أيها السالك في هذا الطريق الشاذلي اعرف عمن تأخذ دينك ، خذ عن أهل الصدق والاستقامة وحاذر غيرهم ، لأن دينك هو لحمك ودمك ، وكن متبعاً للأحكام الشرعية ، والسنة الشريفة السنية ، في أقوالك وأعمالك وأحوالك ، وتوَّج ذلك بالنية الصادقة التي ترضي الله عزوجل .
الوصية الثانية : أيها السالك إذا كنت حريصاً على أن تترقى في مدارج الكمال يجب يجب عليك أن تبتعد عن لقلقة اللسان ، وأن تلازم الصمت إلا إذا دعتك الحاجة إلى الكلام فتّكلم بمقدار الحاجة مع الحضور التام مع حضرة الله تبارك وتعالى .
الوصية الثالثة : أيها السالك كن صادقاً في محبتك لخادم الطريقة ، فبصدق محبتك لخادم الطريقة تنقل إلى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومنها تنقل إلى محبة الله عزوجل ، والصادق في المحبة متبع لا مبتدع .
الوصية الرابعة : ايها السالك لتعلم أن المريد الصادق قد
ـــــــــــــــــــــــــ ص 193 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستفيد من شيخه في حالة البعد أكثر من حالة القرب ، لأن القرب قد يكون حجاباً للبعض فيشتغل ببشرية شيخه عن السر الذي أودعه الله تعالى فيه ، فلتتعلق بإيمان شيخك لا بشبحه .
الوصية الخامسة : أيها السالك حبك لشيخك لا يكون مانعاً لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون مانعاً لحب الله تعالى فشيخك يأخذ عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ عن الله عزوجل ، وإيمان شيخك متعلق بإيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلق بالله عزوجل .
الوصية السادسة : أيها السالك ضعف الهمة يأتي من عدم المجاهدة ، وقلة ذكر الله تعالى ، وقلة الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلابد من المجاهدة بكثرة الذكر لله تعالى حتى تقوى الهمة على الاستقامة الشرعية ، فأكثر من ذكر ـــ لاإلــــه إلا الله ــــ.
الوصية السابعة : ايها السالك كن بحالة الطهارة دائماً ، وحافظ على وضوئك ، ولا تنم إلا على طهارة تامة ، وحافظ على صلاة الجماعة في أوقاتها ، وهذا أمر ضروري جداً للسالك الصادق .
الوصية الثامنة : أيها السالك لا تشتغل بالخلق ألا بمقدار الضرورة ، وخاصة بعد حضرة الذكر ، ولا تشرب الماء بعد
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 194 ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحضرة ، وصل ركعتين سنة التوبة بعد الحضرة .
الوصية التاسعة : ايها السالك الصادق المحب اجعل لنفسك ورداً من القرآن الكريم في كل يوم اقرأ جزءاً واحداً مع التفكر والتدبر وحضور القلب ، وبقوة الإيمان على أن هذا الكلام كلام الله تعالى ، وأنه فوق كلام البشر .
الوصية العاشرة : أيها السالك حافظ على صلاة النافلة على الشكل التالي :
أ ـــ صلاة الضحى ثماني ركعات ، ركعتان تقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الكافرون ، وسورة الإخلاص ، وسورة يس في بقية الركعات .
ب ـــ صلاة الأوابين ست ركعات ، ركعتان تقرأ فيهما سورة السجدة ، وركعتان تقرأ فيهما سورة الدخان ، وركعتان تقرأ فيهما سورة الواقعة .
ج ـــ صلاة قيام الليل ثماني ركعات ، كما تصلي صلاة الضحى
د ـــ صلاة التهجد ثماني ركعات ، ركعتان تقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الكافرون والإخلاص ، وركعتان تقرأ فيهما بعد الفاتحة الآيات العشرة من سورة الكهف ، واربع ركعات تقرأ فيهما ما تيسر من سورة الكهف .
وعند الانتهاء من الصلاة تستغفر الله تعالى من الذنوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 195 ــــــــــــــــــــــــــ
والخطرات / 100 / مرة ، ثم تضجع على شقك الأيمن حتى يؤذن الفجر ، ثم تصلي صلاة الفجر مع الجماعة وبعدها تقرأ أورادك وتذكر إلى طلوع الشمس ، ثم تصلي صلاة الضحى .
نرجو الله عزوجل أن يمن علينا وعلى المؤمنين عامة ، وأهل الطريق خاصة . بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يختم لنا بالخاتمة الحسنى إنه على ما يشاء قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-27-2009
  #76
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 300 } لاتخرج بدون قرب من الله جل وعلا وبدون واسطة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الخروج بدون قرب ومعية قد يشوش عليك ولا تجمع كما قال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله : ( من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة ) . لأن الطرق والأبواب في جسد الإنسان كلها مفتوحة على الدنيا ، كل باب وطريق يقتضي ما كان مناسباً له . ولكن القرب يغلق هذه الأبواب بشرط أن يكون هذا السفر انتهاؤه متعلقاً بابتدائه . تأمل هذا تجده إن شاء الله تعالى . ولا تكن من الناقدين الذين ينقدون بغير فهم ، وانظر إلى نفسك بأنها مقصرة تجد الفتح إن شاء الله تعالى . نرجو الله تعالى أن تكون عبداً متبعاً موافقاً . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
ــــــــــــــــــــــ ص 196 ـــــــــــــــــــــ
العظيم . ــ قاله حفظه الله تعالى في المسجد النبوي الشريف 2 شعبان 1416 هــ .
{ 301 } من أراد أن يتعلق بذات الله جل وعلا لابد له من الارتقاء من الأفعال إلى الصفات ، ومن الصفات إلى الذات ، كمن يريد ان يرتقي إلى سطح لابد له من ارتقاء الدرج درجة درجة .
فالدرجة الاولى : التفكر في الافعال ، والارتقاء منها إلى الصفات ، وهذا ما يوجهنا إليه ربنا جل وعلا في قوله : { وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) }سورة البقرة / 164
والتفكر في الافعال للمبتدئ حتى يقوي إيمانه ، ويخرج عن الإيمان التقليدي وينتقل إيمانه من دائرة علم اليقين إلى عين
اليقين ، لأنه قرأ آية الله في كونه ، ومن قرأ آية الله في كونه فإنه يرتقي من الأفعال إلى الصفات . أما من كان إيمانه في دائرة علم اليقين فقط فإنه قد يدخل عليه بعض الشكوك والشبهات ، كمن يقرأ في كتاب ويتشكك فيه ، أما من دخل إيمانه في دائرة عين اليقين فإنه لا يدخل في إيمانه شك ولا شبهة ، كما قال
ـــــــــــــــــــــــ ص 197 ـــــــــــــــــــــــــ
تعالى { كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) } سورة التكاثر /7
إذا حصل التفكر في الأفعال فإنه فإنه يقبل على الارتقاء إلى الصفات ، لان الافعال مرآة للصفات ، فيتعرف على صفات الله بأنه تبارك وتعالى سميع بصير عليم قادر ، فإذا قوي إيمانه بصفات الله جل وعلا فإنه يتقلب في صفات الله جل وعلا كما يتقلب السمك في الماء ، ولا يستغني عنها كما لا يستغني السمك عن الماء ، لأنه إذا خرج من الماء فهو يموت . كذلك العبد إذا ضعف إيمانه في الصفات فإنه يموت ، وموته غفلته عن الله جل وعلا ، أما إذا شعر بقربه وبسمعه وببصره يكون كالسمك في الماء ، فيه حياته . لذلك يوجهنا ربنا تبارك وتعالى للارتقاء إلى الصفات بقوله تبارك وتعالى : { ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الشورى /11
الدرجة الثانية : هي الارتقاء من الصفات إلى الذات ، ولقد وجه الله سبحانه وتعالى عباده إلى ذلك في سورة الروم فقال : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ .... } إلى قوله تعالى : { .. وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ } سورة الروم /20 -26
صاحب الإيمان الكامل لا يتفكر في الأفعال ولا في الصفات بل يرتقي مباشرة إلى الذات
ـــــــــــــــــــ ص 198 ـــــــــــــــــــــ
القدسية ، لأنه يعلم حق اليقين محو الأفعال في الصفات ، ومحو الصفات في الذات ، هذا المؤمن لا يحتاج إلى أن يرجع إلى الوراء حتى يندرج درجةً درجةً إلى الذات . والفارق كبير من يستدل بالكون والمخلوقات على المكون والخالق ، وبين من يستدل على الكون والمخلوقات بالمكون والخالق . والذي ينتقل من الصفات إلى الذات فإنه ينتقل بدون تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ، قال تعالى : { ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الشورى / 11
ويكون صاحب هذا المقام عبداً لله مجرداً من كل الحظوظ الدنيوية والآخروية .
نسأل الله أن ينفعنا ، ويلحقنا بأهل هذه المراتب إنه سميع مجيب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-13-2009
  #77
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 302 } الاستعانة بالخلق لا تغني شيئاً ، إذ كيف يغني اعتماد العاجز على العاجز ؟ فلا ترفع حوائجك إلا لمن لا يشق عليه قضاؤها ، ولا تسأل إلا من لا تنفذ خزائنه ، ولا تعتمد إلا على من لا يعجزه شئ . ينصرك من غير معين ويحفظك من كل جانب ومن غير صاحب ، ويغنيك من غير مال ، فيقلل أعداد الأعداء إذا حماك ويكثَّر عدد المال القليل إذا كفاك .
{ 303 } صاحب الهمة العالية من تعرّى عن الدنيا بنفسه ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 199 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن العقبى بروحه ، وبقلبه ترك مراده لمراد الله تعالى ، وبسره لا يلمح فيه شيئاً من الكون . ومن أراد أن يرقق طبيعته البشرية ويقوى على نفسه والدنيا والخلق فعليه بكثرة الخلوات ، والذكر مع الحضور التام حتى تغلبَ رُوحُه نفسَهُ . والطبيعة البشرية من طبيعة النفس الأمارة بالسوء وهي فرعونية خبيثة ، ولا يصدر عنها إلا ما كان من طبيعتها .
{ 304 } كل ما سوى الله له نهاية ، ومعرفة الله تعالى ليس لها نهاية ، فعلى المؤمن السالك أن يتعلّق بما لا نهاية له ، وألاّ يتعلق بما له نهاية ، وهذا أمر صعب فلا بد فيه من مجاهدة النفس ومخالفة هواها ، وثمرة مجاهدتها ومخالفتها معرفةُ الله تعالى .
{ 305 } من جمع الناس على نفسه بنعم الله عليه يكون خائناً في حق ربه عزوجل ، لأن الله تعالى ماآتاه هذه النعم إلا ليكون خليفة الله في أرضه ، فوجب على العبد أن يعرف أن الله هو مصدر النعم ، وأن يصرفها في طاعة الله ، وأن لا يجمع الناس عليه بل يحولهم إلى الله تعالى ، فمن جمع الناس عليه كان كفرعون وهامان ، أجارنا الله تعالى من ذلك .
{ 306 } الاهتمام يوجب الالتزام ، والالتزام يأتي بالعمل ، فمن ادعى الاهتمام بدون التزام فهو ليس بصادق ، ومن ادعى الالتزام بدون عملٍ فهو ليس بمجاهدٍ لنفسه ، والذي يعين على
ــــــــــــــــــــــــــــــ ص 200 ــــــــــــــــــــــــــــ
العمل بعد الالتزام هو كثرة ذكر الله تعالى ، والذكر هو مجالسة المذكور فمن كان لله ذاكراً كان له مجالساً ، ومن كان ذكره صلاةً على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له صلى الله عليه وسلم مجالساً ، والله تعالى هو المعين ورسوله صلى الله عليه سولم هو الأسوة والقدوة .
{ 307 } من تمسك بالشرع الشريف واتبع النبي صلى الله عليه وسلم وفرغ قلبه من الأغيار ، عندها يملأ قلبه حكمةً وعلماً لدنّياً ، كيف لا يكون هذا وقد أوحى الله إلى النحل ، وهو حيوان صغير وعمله كبير وهو خدمة الإنسان ؟ كيف لا يلهم الله تعالى صاحبَ ذلك القلب ؟ فمن تمسك بهذا النور الساطع من الإيمان المتصل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المتصلِ بالله عزوجل وهو جدير بأن يكون في مرضاة الله تعالى .
{ 308 } من مقتضى الإيمان أن لا يألف صاحبُه كلَّ مخالفٍ وكلَّ من اتخذَ لنفسه حظاً من حظوظه الدنيوية بل يألف من عمل بمقتضى الإيمان ، فإذا كان من أهل التواضع يتواضع له صاحبُ الإيمان ، وأما إن كان من أهل التكبر فإن إيمان المؤمن يأبى عليه أن يذل نفسه أمامه ، لأن التواضع في هذه الحالة ليس لله تعالى بل هو رياء ، والعزةُ غير الكبر ، فالعزة بالله تعالى ودينه ، والكبر بالنفس الأمارةِ بالسوء .
{ 309 } أصحاب الرياضات والمجاهدات كلَّما أمعنوا في
ــــــــــــــــــــــــــــــ ص 201 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قهر القوى البدنية ، وتجويع الجسد ، قويت قواهم الروحانية ، وأشرقت أسرارهم بالمعارف الإلهية ، وكلما أمعن الإنسان في الأكل والشربِ وقضاءِ الشهوة الجسدية صار كالبهيمة ، محروماً من أنوار المعرفة .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-15-2009
  #78
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة










































الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202.jpg‏
المشاهدات:	586
الحجـــم:	90.2 كيلوبايت
الرقم:	398   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 001.jpg‏
المشاهدات:	598
الحجـــم:	89.7 كيلوبايت
الرقم:	399   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 002.jpg‏
المشاهدات:	600
الحجـــم:	90.0 كيلوبايت
الرقم:	400   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 003.jpg‏
المشاهدات:	602
الحجـــم:	90.2 كيلوبايت
الرقم:	401   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 004.jpg‏
المشاهدات:	573
الحجـــم:	91.5 كيلوبايت
الرقم:	402  

اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 005.jpg‏
المشاهدات:	576
الحجـــم:	88.7 كيلوبايت
الرقم:	403   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 006.jpg‏
المشاهدات:	597
الحجـــم:	92.4 كيلوبايت
الرقم:	404   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 007.jpg‏
المشاهدات:	579
الحجـــم:	89.6 كيلوبايت
الرقم:	405   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 008.jpg‏
المشاهدات:	575
الحجـــم:	91.2 كيلوبايت
الرقم:	406   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 009.jpg‏
المشاهدات:	584
الحجـــم:	87.0 كيلوبايت
الرقم:	407  

اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 010.jpg‏
المشاهدات:	577
الحجـــم:	90.5 كيلوبايت
الرقم:	408   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 011.jpg‏
المشاهدات:	579
الحجـــم:	89.3 كيلوبايت
الرقم:	409   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 012.jpg‏
المشاهدات:	593
الحجـــم:	92.0 كيلوبايت
الرقم:	410   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 013.jpg‏
المشاهدات:	589
الحجـــم:	88.2 كيلوبايت
الرقم:	411  
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 07-25-2011 الساعة 05:55 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-15-2009
  #79
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة






















































الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 013.jpg‏
المشاهدات:	562
الحجـــم:	92.4 كيلوبايت
الرقم:	307   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 014.jpg‏
المشاهدات:	568
الحجـــم:	91.4 كيلوبايت
الرقم:	308   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 015.jpg‏
المشاهدات:	572
الحجـــم:	91.5 كيلوبايت
الرقم:	309   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 016.jpg‏
المشاهدات:	596
الحجـــم:	87.6 كيلوبايت
الرقم:	310   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 017.jpg‏
المشاهدات:	568
الحجـــم:	91.0 كيلوبايت
الرقم:	311  

اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 018.jpg‏
المشاهدات:	571
الحجـــم:	89.3 كيلوبايت
الرقم:	312   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 019.jpg‏
المشاهدات:	564
الحجـــم:	90.0 كيلوبايت
الرقم:	313   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 020.jpg‏
المشاهدات:	570
الحجـــم:	91.2 كيلوبايت
الرقم:	314   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 021.jpg‏
المشاهدات:	593
الحجـــم:	89.2 كيلوبايت
الرقم:	315   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 022.jpg‏
المشاهدات:	563
الحجـــم:	88.2 كيلوبايت
الرقم:	316  

اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 023.jpg‏
المشاهدات:	552
الحجـــم:	89.9 كيلوبايت
الرقم:	317   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202.jpg‏
المشاهدات:	550
الحجـــم:	89.4 كيلوبايت
الرقم:	318   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 025.jpg‏
المشاهدات:	546
الحجـــم:	88.9 كيلوبايت
الرقم:	319   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 026.jpg‏
المشاهدات:	569
الحجـــم:	91.6 كيلوبايت
الرقم:	320   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 027.jpg‏
المشاهدات:	562
الحجـــم:	90.3 كيلوبايت
الرقم:	321  

اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 028.jpg‏
المشاهدات:	511
الحجـــم:	89.7 كيلوبايت
الرقم:	322   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 029.jpg‏
المشاهدات:	557
الحجـــم:	91.6 كيلوبايت
الرقم:	323   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 030.jpg‏
المشاهدات:	554
الحجـــم:	90.5 كيلوبايت
الرقم:	324  
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 07-25-2011 الساعة 05:59 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-15-2009
  #80
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة













الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 031.jpg‏
المشاهدات:	552
الحجـــم:	92.2 كيلوبايت
الرقم:	325   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 032.jpg‏
المشاهدات:	553
الحجـــم:	91.2 كيلوبايت
الرقم:	326   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 033.jpg‏
المشاهدات:	532
الحجـــم:	91.1 كيلوبايت
الرقم:	327   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 034.jpg‏
المشاهدات:	548
الحجـــم:	89.3 كيلوبايت
الرقم:	328   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	202 035.jpg‏
المشاهدات:	546
الحجـــم:	91.0 كيلوبايت
الرقم:	329  

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 07-25-2011 الساعة 06:00 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 06-11-2013 01:41 PM
المنازل البهية في الوصايا الشاذلية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 09-05-2012 07:15 AM
من الوصايا الموجهة للنساء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-02-2011 01:55 PM
الدرر في احصار المغازي والسير ل يوسف بن عبد البر النمري أشعري مالكي المكتبة الاسلامية 0 05-05-2010 10:48 PM
جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 17 01-27-2010 10:27 PM


الساعة الآن 12:42 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir