أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ،والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
قديم 09-06-2008
  #71
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"فلا تظنّ أن هناك سعادة فوق الإيمان، واحذر من نزغات الشيطان، واعلم بأن الشيطان لا يحارب إلا القلب العامر بالإيمان، لأنه كنـز تتجلَّى فيه أسرار الرحمن، فهو ينتهز فرصة غفلتك واشتغالك بلذتك، ويهجم على القلب فيسرق منه ثمرة من ثمرات الإيمان.


واعلم أن اللص قسمان: الأول: يسرق الجيوب. والثاني: يسرق القلوب.


فكما تحرص على الأموال ، فاحرص على كنـز السعادة ومنبع الكمال، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن) .


وهكذا جميع المعاصي، يعني أن نور المراقبة يفارقه، ويفوته الكمال والمزيد، ويستحوذ الشيطان المريد، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة ) (2) . يعني: شجرة الإيمان كشجرة لها بضعٌ وسبعون فرعاً، كل فرعٍ له ثمرة خاصة، فالحياء من الإيمان (3) ، والرحمة من الإيمان. وحب الوطن من الإيمان (4) .


وهنا أنبهك إلى الوطن كذلك هو موطن الإقامة بدار السعد، فالجنَّة هي الوطن الباقي في جوار الواقي، والتواضع وحب الفقراء من الإيمان، والبحث عن العلماء العاملين، واحترامهم من الإيمان. وبغض المعاصي وأهلها من الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه ) (5) .


وقد ذكر العلماء أن الأخ ولو كان أخاك في الإنسانية لا في الدين؛ تحبّ له ما تحب لنفسك، وأهمها أن تتمنَّى له الإسلام، وتتجمَّل له بالأخلاق الفاضلة ليعشق الدين. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن من أمن جاره بوائقه ) (6) . يعني: أمن شرّه وضره، فهو يغض الطرف عن عوراته، ويعفو عن سيئاته. " اهـ


اقتباس:====================== الحاشية ======================


(1) - قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) . رواه الإمام أحمد، والبخاري عن أبي هريرة، وزاد في رواية "ولا تنتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن"،. وزاد مسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي "والتوبة معروضة بعد"، وزاد في رواية عن مسلم وأحمد "ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن، فإياكم إياكم". ورواه الشيخان، والنسائي عن ابن عباس بلفظ: ( لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن). زاد عبد الرزاق: ( ولا ينتهب النهبة وهو مؤمن) .وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى وعن عبد الله بن مغفل وعن علي وعائشة وابن عمر. ولفظ الترجمة عند الطبراني عن أبي سعيد، وزاد: يخرج منه الإيمان، فإن تاب رجع إليه.‏
انظر: كشف الخفاء للعجلوني – الحديث رقم 3070.

(2) : حديث ( الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود في السنن، والنسائي في سننه، وابن أبي الدنيا بسندهم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
انظر: كشف الخفاء ومزيل الإلباس للعلامة العجلوني – الحديث رقم 26.


(3) : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( الحياء من الإيمان) . رواه مسلم في صحيحه، والترمذي في السنن.

(4) : قوله: ( حب الوطن من الإيمان) هكذا يرد على أنه حديث وجرت الألسنة به، قال في ‏تذكرة الموضوعات،للإمام الفَتّنِي - في: كتاب التوحيد - باب الإيمان بالله وبالقدر ومعرفته وشعبه وفضل من دعا إليه: "حب الوطن من الإيمان": لم أقف عليه ومعناه صحيح.‏

(5) : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري، ومسلم في صحيحيهما، والترمذي والنسائي وابن ماجة في سننهم ، كلهم بسندهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر: الجامع الصغير للإمام السيوطي – الحديث رقم 9940.

(6) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ". وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن!) قيل: من يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: (الذي لا يأمن جاره بوائقه) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) . والبوائق: الغوائل والشرور."اهـ 4/297



(يتبع إن شاء الله تعالى.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #72
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ولما كان المؤمن قد ائتمنه الله على كنـز ثمين غال، وأمانة فوق قدر الأرواح في مقامها العالي، لذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( المؤمن مرآة المؤمن ) (1) .


وذلك لأن المؤمن إذا رأى أخاه المؤمن تجلَّى لكل واحد نقصه، فتكمل بكمال أخيه.


وهناك معنى آخر وهو: أنَّ العبد المؤمن مرآة لظهور الرب "المؤمن"، فمتى رأى العبد المؤمن تجلي نورِ الربِّ "المؤمن" لأنه هو مفيض الإيمان، ومقيم البرهان، ومنـزل القرآن، فالعبد المؤمن إن نظر إلى نفسه ظهر له نور ربه "المؤمن"... (2) .


والمؤمن هو الذي آمن بالغيب، وهو عنده كالشهادة، فالجنة كأنه يراها، والمحشر كأنه فيه، والصراط كأنه مارٌّ عليه.


وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لسيدنا حارثة: " كيف أصبحت يا حارثة؟!.
قال: أصبحت مؤمناً حقاً.
فقال له: إن لكلِّ حقٍّ حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟.
قال: تركت الدنيا حتى استوى عندي ذهبها وحجرها، وحلوها ومرّها، وكأني أرى القيامة قامت، وأرى عرش ربي بارزا، وأرى أهل الجنة يتزاورون فيها، وأهل النار يتعاوون فيها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:عرفت فالزم...(3) .


فمتى أخبرنا القرآن بحقيقة فتأكَّدْ بأنها فوق شهود أبصارنا، لأن نظرنا قاصر، والقرآن كلام الحكيم القادر.


وكلُّ عبدٍ تجمَّل بالرحمة على العباد فأرشدهم إلى السعادة، والدارة الآخرة، ونبهم إلى فضائل الإيمان حتى يأمنوا بسببه من شر النار والعار والأخطار، هذا هو العبد المؤمن الوارث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي من عاشره نجا من الهلاك والكفر (4) .


وخير أمان محصن بحصون الرحمن أن تضع يدك في يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي شريعته الغرَّاء، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممسك بيمين الرحمن، وهو القرآن، فاربط به القلب لأنه أول العباد إيمانا.


قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} (5) .


فأكثر من الصلاة عليه ، واربط قلبك به؛ فهو وسيلة أوصلت إليك الإيمان حتى عرفت الرحمن، فأكثر من ذكر المؤمن، وتوسَّل بعبده المؤمن، يتجلى لك نور المؤمن في قلبك، وتشرق على جوارحك؛ فتراك مرآة لتجليه وظهور معانيه.. .


الدُّعــــــاءُ


" إلهي.... تجلِّي لي بنور اسمك المؤمن حتى آنس بك في سري، وفي علني، وظاهري، وباطني، فإن كل نعمة نورانية هي قبس من تجلي اسمك المؤمن، فكلُّ أمن وأمان هو منك موهوب، وإليك يرجع الأمر كله يا علاَّم الغيوب، فنور إيماني من تجليك، ونور أذكاري من هدايتك وعنايتك، وحالي غير خافٍ عليك، فاحفظ علينا الإيمان يا رحمن!!!.

وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم". ." اهـ 4/302


اقتباس:======================= الحاشية ====================

(1) : قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( المؤمن مرآة المؤمن) . رواه أبو داود عن أبي هريرة رفعه، والعسكري من طرق عن أبي هريرة ولفظه في بعضها: (إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى شيئا فليمطه). وأخرجه الطبراني والبزار والقضاعي عن أنس، وأخرجه ابن المبارك عن الحسن من قوله، وقال في اللآلئ أخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه)، وفي إسناده كثير بن زيد مختلف في عدالته انتهى. والمشهور: ( المؤمن مرآة أخيه) .


(2) : فتكون بذلك من الذين تحقَّقوا باسمه تعالى:"المؤمن" ومن آثار هذا التحقق أن يشرق نور اليقين في قلبك، حتى ترى الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها، وترى الدنيا وكسفة الفناء ظاهرة عليها، ويصير ما كان غيباً عندك شهادة، وما كان آجلاً صار عاجلاً، وأن يعظم صدقك حتى تصدّق بالمحال عادة. روي أن سيدنا عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام رآى رجلاً يسرق، فقال:سرقت يا فلان؟ فقال: لا والله، ما سرقت، يا روح الله . فقال عيسى عليه السلام: آمنت بالله وكذبت عيني . فإذا تحقق صدقك، ورسخ فيه قدمك، كتبت عند الله من الصديقين المقربين حشرنا الله معهم، آمين.


(3) : حديث سيدنا حارثة : أخرجه البزار من حديث أنس، والطبراني من حديث الحارث بن مالك، قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء المجلد الرابع - كتاب الصبر والشكر: وكلا الحديثين ضعيف.


(4) : ومن جملة التخلق بهذا الاسم العظيم: أن يعظم صدقك، ويقوى إيمانك حتى لا يخالط قلبك ريب، ولا وهم، ولا ينـزل بساحته جزع ولا هم، وأن يأمن الخلق كلهم من جانبك، لقوله عليه الصلاة والسلام:( والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)، وأن تصدق كل من يقصد نصحك، ويخبرك بما فيه صلاحك، ورشدك .


(5) : سورة البقرة – الآية 285." اهـ



(يتبع إن شاء الله تعالى مع ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #73
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

المُهَيْمِنُ جَلَّ جَلالُه



"هو المشرف على أعمال العباد، القائم بأرزاقهم وآجالهم، وهو القائم لجميع الوجود بالاستيلاء والحفظ، فالاطِّلاع يرجع إلى سعة العلم، والحفظ يرجع إلى نفوذ القدرة، وليس ذلك إلا لله تعالى (1) .


والعبد الذي يريد أن يتخلق بهذا الاسم: فليراقب قلبه وخواطره، ونفسه ودسائسها، ويقوم أعضاء جسمه على نهج الشريعة، فيكون وارثاً لأنوار "المهيمن" في نفسه، فإذا اتسع إشراقه ونفوذ بصيرته، حتى قام بحفظ عباد الله، وتقويمهم على نهج السداد، ومداواة سرائرهم بالعطف والرحمة على مصالحهم، فهو الوارث لأوفر حظٍّ وأعظمِ نصيبٍ من اسمه:"المهيمن"، وهو أقرب العباد من "المهيمن" (2) .


والذي تحقَّق بنور هذا الاسم على أكمل حال هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنه كان حريصاً على نجاة الأمة، رحيماً بجميع العوالم؛ حتى الكافر والمنافق فقد نفذت بصيرته في سرائر الكل وضمائرهم، فداواهم بالرحمة، وحذَّرهم من النقمة، وبذل في إنقاذهم أنفاسه الغالية، وأقواله العالية. " اهـ4/304


اقتباس:==================== الحاشية ===================


(1) : وأحسن ماقيل فيه قول بعضهم: إن المهيمن هو الشاهد المحيط بداخلة ما شهد فيه، فلذلك يقل وقوعه في شهداء الخلق، بمعنى أنه سبحانه هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم ، وإنما قيامه عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه، وكل مشرف على كنه الأمر مسؤول عليه حافظ له، فهو مهيمن عليه، والإشراف يرجع إلى العلم، والاستيلاء إلى كمال القدرة، والحفظ إلى العقل .فالجامع بين هذه المعاني اسمه (المهيمن) ولن يجمع ذلك على الإطلاق والكمال إلا الله تعالى؛ ولذلك قيل إنه من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة ويحق اختصاصه بالشهيد الحق، لعلمه بإحاطة ما هو الشاهد فيه وكمال إنبائه عنه، فهو اسم جامع لما يرجع لمعنى العلم والكلام.


(2) : ومن التخلق به: أن تكون مهيمناً على نفسك، بأن تحاسبها، وتراقبها في كل أحوالها، علماً بأنه لا تخفى عليه خافية، وأن تنـزل به حوائجك وتكتفي بنظره لك، علماً بأنه رقيب عليك، وحفيظ لك. أما التحقق به: فبأن تسكن المراقبة في قلبك، حتى لا يخطر عليك - في الغالب - خاطر سوء.

قال القشيري في التحبير: أن من آداب الذي عرف معنى هذا الاسم أن يكون مستحيياً من اطلاع الله المهيمن عليه ورؤيته له، وهذه هي المراقبة عند أهل التحقيق، ومعناها: علم القلب باطلاع الرب . ولذلك رووا أن إبراهيم ابن أدهم كان يصلي ليلة، وحين جلس مدَّ رجليه، فهتف به هاتف: أهكذا تجالس الملوك ؟ .

وقال أبو محمد الجريري: من لم يحكم بينه وبين الله التقوى والمراقبة لم يصل إلى الكشف والمشاهدة." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #74
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وقام من بعده بهذا الميراث خليفته الصدِّيق [ ] ، فبذل جميع قواه، وسهر الليل في إنقاذ عباد الله، ونفذت بصيرته إلى معرفة الغائب والشاهد، وقام بالحق وهو خير مجاهد.


وورث هذا أيضاً الخليفة الفاروق [ ] ، فكان يبحث عن الضعفاء ، ويواسي الفقراء، ويتجسَّس على كل مخالف، ويبحث عن كل مضطر، فيدفع عنه الآلام، وهكذا جميع الخلفاء وبعده الأولياء [ ].


وسرُّ مكاشفة الرجال بأسرار تلاميذهم هو تخلُّقهم بنور هذا الاسم الجليل.


وإذا أردت أن تفوز بسرِّ هذا الاسم فابحث عن العارفين أهل الهمة العالية والبصيرة النافذة، واعشق فيهم تلك المكارم، وتحبَّب إليهم حتى يحصل لك الاتحاد بمبادئهم الكلية، وتذوق أسرارهم الغالية، وعند ذلك يتجلَّى لك فيك سر"المهيمن" فتهيمن على جميع قواك فتحاسب ضميرك ونفسك على الهفوات والخطرات، وتهيمن على أهلك وأقاربك وأصدقائك، فتراقب أعمالهم، وتلاحظ أسرارهم، فتكمل الناقص، وتنبِّه الغافل.


وإذا أكثرت من ذكر هذا الاسم مع ملاحظة تلك المعاني، أمدَّك "المهيمن" بسرِّه، وأطلعك على باهر أمره.



الدُّعـــــاءُ


"إلهي.... أنت المهيمن الذي أحاط علمه بالعوالم، ونفذت قدرته في الوجود. أشرق لي سرَّ هذا الاسم الشريف، حتى أحيط علماً بدقائق نفسي، وخفايا ضميري، وطوايا سري، فأراقب النوايا، وأقوِّم الجوارح، وأقومها على ما تحب، وأنفذ همتي بقدرتك في جوارحي، فأصرفها في شرعك، وتسري بصيرتي في العالم، فأمدَّ الجميع بمددك الفيَّاض، وألاحظهم بسرِّك الساري، إنك على كل شيء قدير.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"." اهـ 4/307





(يتبع إن شاء الله تعالى مع: العَزِيزُ جَلَّ جَلالُهُ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #75
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

العَزِيزُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو: جليل القدر، خطيرٌ، غالبٌ في حقيقة الأمر، تتحيَّر العقول في كماله وفضله، وهو من تشتدُّ الحاجة إليه، ولا يوجد له نظير.


فالشمس مثلاً تشتدُّ الحاجة إليها ولا يصعب الوصول إلى ضيائها، كذا الأرض نفعها كثير ، سهلٌ يسير، ولا نظير للشمس والأرض في المنفعة.


فالشمس وإن كانت واحدة، ولكنها مملوكة مقهورة، يسيرها السحاب، وتحبسها الأرض، ويعتريها الكسوف، ويمكن لله أن يوجد مثلها أو أحسن منها، فكل الحقائق مهما كانت جليلة كثيرة النفع فهي محتاجة إلى مُمِدٍّ يبقيها، وحيٍّ يحييها.


و"العزيز" المطلق هو الله الواحد الأحد، الغني بذاته عن جميع العوالم، والكلُّ مفتقر إليه، ويسندون حاجاتهم إليه، فهو"العزيز" والكلُّ أذلاَّء، وهو القوي والكلُّ ضعفاء.


ومن أراد أن يذوق من رحيق العزة في نفسه، وفي إخوانه، فلتمسَّكْ بتعاليم طه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ويرخص كل عزيز في طلب "العزيز"، فالأموال مبذولة، والأوقات معمورة بذكره، والنفس رخيصة في معاينة سره.


فإذا كانت الجنة عزيزة عندك لم تدرك سرَّ"العزيز"، فالعزيز هو الله، فلا تطلب غيره حتى يواجهك بنور العزة، فتصير عزيزاً في عصرك، فريداً في دهرك، وتطلبك الأرواح لتعرفها كمال "العزيز".
والعزيز في عصره هو من يحيي القلوب بإرشاده، ويدلُّهم على الله، فيكشف لنفوسهم نور"العزيز" فيضحّي في سبيله كل غال ونفيس (1) ." اهـ 4/309


اقتباس:======================= الحاشية ===================


(1) : : وذلك لأن العبد الذي يريد التعلق بهذا الاسم فعليه بطلب الهداية لأسباب العز، والانخراط في سلك أهل العز بالله، وهم أهل الطاعة والإيمان، وأهل المحبة والعرفان. قال تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} .وقال بعضهم: من أراد العزة فليطع العزيز. وقال بعض العارفين: ظهور عزِّه للقلوب يقتضي وجود الخضوع منها له، والهيبة والاجلال والتعظيم ، وبذلك عز الأبد، ونسيان الغير تعززاً به تعالى، وذلك بساط الولاية ( )، لقوله تعالى: { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}. ومن أراد التخلق به فيكون: برفع الهمة عن الخلق، والاعتماد على الملك الحق، لأن ذلك نتيجة العز بالله وسبب الزيادة منه . قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه: والله ما رأيت العز إلا في رفع الهمة عن الخلق . وقال سيدي ابن عطاء الله السكندري [ ] في التنوير: ويقال لك إذا استندت إلى غير الله فعدمته، أو اعتمدت عليه ففقدته، و{وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا }. وقال الإمام القشيري [ ] في " التحبير" : فإنما يعرف الله تعالى عزيزاً من أعز أمره بالسمع والطاعة، فأما من استهان بأمره فمن المحال أنه تحقق عزه، ومن عرف عزه يُمنَع فيشكُر، ويُبتلى فيصبر، ويستلذ لحكمه الهوان، فيستحلي الحرمان، لأن القلوب مجبولة على تحمل المشاق من الأكابر والأعزة ، والانقياد لأحكامها بالجوارح والقلوب ." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #76
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وأعلى رتبة في ذلك الأنبياء [ ] ، ثم ورثتهم [ ] ، فإذا رأيت رجلاً عنده شيء عزيز غير الله فاعلم أنه لم يتجمَّل بأنوار "العزيز" تعالى.


ولما كانت العزَّة هي صفة الله"العزيز" قال تعالى: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } (1) .

ولله [ ] : تحقيقاً.

ولرسوله [ ] : فضلاً، لأنه محبوب له أزلاً.

وللمؤمنين [ ] : ببركة إيمانهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عظيم الجاه (2) .


واعلم أن حضرة "العزيز" لا يمكنك الوصول إليها، ولكن ابحث عن أهل العزَّة في عصرك وهم المقبلون على الله تعالى، الشاربون الحُمَيّا فمتى وصلت إليهم فقد ظفرت بأنوار العزة.


ولقد كان الإمام الشاذلي رضي الله عنه، وغيره من الأفراد يسيحـون في الأرض، ويسألون عن الرجال ليصلوا إلى أهل العزة، وقد فازوا والحمد لله (3) .


وإنني - والحمد لله - قد أكرمني الله بالرجل المتحقِّق بأنوار العزة وهو الإمام أبو العزائم - رضي الله تعالى عنه - فتخلَّص قلبي على يديه من عقبات وظلمات، وتخلَّصت نفسي من رذائل ودسائس وخفيات، فشكرت الله على تلك السعادة، وأنا أعترف بتقصيري ، وأسأل الله الزيادة.


وقد رأيت رجلاً من أهل الإخلاص سائحاً مهاجراً، فقلت له: ما السبب في السياحة؟ (4) ، فقال لي: إني أطلب الرجل الواصل إلى الحقيقة فإنه عزيز بين الخليقة، وقد سافرت إلى الشام، ثم إلى الحجاز، ثم إلى اليمن، ثم إلى السودان، ثم إلى مصر!!. فأسمعته سرّاً من أسرار الإمام أبي العزائم رضي الله تعالى عنه؛ فاهتزَّ وتمايل وقال:" واشوقاه إلى أهل هذا الكلام!، يا ليتنا وجدنا في عصرهم لنحظى بالمرام". فقلت له: صاحب هذا الكلام في هذا الزمان، وهو يقيم بمصر يرشد الإخوان؛ فتوجَّه الرجل في الحال، ونال من الإمام حلَّةَ الوصال، وصار من العارفين ببركة اتِّصاله بالوارث الأمين.


الدُّعــــــاءُ


" إلهي.... أنت العزيز الذي تسند إليك حاجات العباد، وأنت العظيم الذي يصعب الوصول إلى عزَّتك، وأنت للقلوب مراد، وأنت الجليل الواحد الأحد الذي لا نظير لك، وتنـزهت عن المثل والأمثال، والأنداد. صفِّ قلبي من الأغيار (5) حتى لا يرى عزيزاً سواك، وأشهدني معنى العزة في نفسي لتكون روحي فداك، واجمعني على العارفين الذين منحتهم العزة فكانت قلوبهم بعزتك عامرة. وأفض عليَّ من أسرار عزتك حتى تصير نفسي إليك طائرة، واجعلني وإخواني داخلين تحت قولك سبحانك : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } (6) ، وانفحني وإخواني في كل وقت وحين، إنك على كل شيء قدير. وصلِّ اللهمَّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".


اقتباس:==================== الحاشية ==================

(1) : سورة المناقون - الآية 8.
قال سيدي ابن عطاء الله في الحكم: "إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى، فلا تستعزّنّ بعزّ يفنى. وقالوا: من تعزّز بمخلوق مات عزّه. وأنشدوا :-

ليكن بربك عـــزّك *** تســـتقرّ وتثبـت
فإن اعتززت بمن يمو *** ت فإن عزّك ميتُ

(2) : حكي أن رجلاً أمر بالمعروف على هارون الرشيد رضي الله عنه، فغضب عليه هارون، وكان له بغلة سيئة الخلق فقال: اربطوه معها حتى تقتله، ففعلوا ذلك، فلم تضره ! فقال: اطرحوه في بيت وطينوا عليه الباب، ففعلوا فرأوه في البستان مع أن باب البيت كان مسدوداً كما كان! فقال: من الذي أدخلك هذا البستان؟ قال: الذي أخرجني من البيت. فقال هارون: أركبوه دابة وطوفوا به في البلد، وقولوا : إن هارون أراد أن يذل عبداً أعزه الله، فعجز عنه.

(3) : لذلك لا عجب إن سمعنا أن كثيراً من الصالحين والعارفين والعلماء العاملين من سلف هذه الأمة المباركة قد ساحوا من شرق البلاد إلى غربها وبالعكس بحثاً عن شيخ لهم يأخذ بيدهم ويوصلهم إلى ربهم ، يخليهم من كل خلق ذميم، ويحليهم بكل خلق كريم، ويرقيهم في معارج الكمال ومدارج اليقين، اسمع معي يا أخي إلى مقالة سيدي القطب أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه وهو يحكي لنا قصة لقائه مع شيخه قطب العارفين سيدي ومولاي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه ، يقول إمامنا الشاذلي: " لما دخـلت العراق اجـتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الموصلي، فما رأيت بالعراق مثله وكان مطلبي على القطب، فقال لي بعض الأولياء: أنـت تطلب القطب وهو ببلادك ؟!! ، ارجـع إلى بلادك تجده!!". فرجـع إلى بلاده إلى أن اجتمع بسيدي عبد السلام بن مشيش وتربى على يديه، وكان يقول له في تربيته له: " الزم الطهارة من الشرك، كلما أحدثت تطهر من دنس حب الدنيا، وكلَّما ملت إلى شهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى أو كدت، وعليك بمحبة الله على التوقير والنـزاهة، وأدمن الشرب بكأسها مع السكر والصحو، كلَّما أفقت أو تيقظت شربت، حيث يكون سكرك وصحوك به، وحيث تغيب بجماله عن المحبة والشراب، والشرب والكأس، بما يبدو لك من نور جماله، وقدس جلاله".

(4) : وليس المقصود من السياحة ما تعورف عليه اليوم من تضييع الوقت وتزجيته في التفرج على شواطيء البحار وفيها المعاصي من كل جنس ولون، ولا التفرج في بلاد الكفر والمعاصي على الملاهي ونوادي العراة، ومنتديات القمار فهذه ليست سياحة إنما هي بالتعبير الدارج: " صِياعَة، وتحلُّلٌ، وإباحية، " حيث يذهب أحدهم إلى تلك الأماكن المحرَّمة فبدلاً أن يعود بعبرة يعود بغبرة، ويزداد هذا "السائح - أو الصَّايع - " إثماً على إثمه، ويرجع إلى بلده بذنوب لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم! - إلا أن يتغمدهم الله برحمته ويتداركهم بلطفه -، هذه هي "الصِّياعَة أو السياحة" كما تعارف عليها أهل زماننا الأغبر، وأيامنا النحسات.

أما السياحة الحقيقية والسياح المقصودون كما اصطلح عليه ساداتنا الصوفية رضي الله عنهم فهم: المنقطعون بالجبال والشعاب والسواحل وبطون الأودية، ويسمون "السياح"، ومنهم من يلازم بيته وصلاة الجماعات، ويشتغل بنفسه، ومنهم صاحب سبب ومنهم تارك السبب، وهم صلحاء الظاهر والباطن، وقد عصموا من الغل والحسد والحرص، والطمع والشره المذموم، وصرفوا كل هذه الأوصاف إلى الجهات المحمودة، ولا رائحة عندهم من المعارف الإلهية والأسرار ومطالعة الملكوت والفهم عن الله تعالى في آياته حين تتلى غير أن الثواب لهم مشهود، والقيامة وأهوالها ، والجنة والنار لهم مشهودتان، دموعهم في محاريبهم: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}، و {تضرُّعاً وخفية} : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}،{ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}، {يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}، شغلهم هول المعاد عن الرقاد، وضمروا بطونهم بالصيام للسباق في حلبة النجاة، إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما، ليسوا من أهل الإثم والباطل في شيء، عمَّالٌ وأي عمَّال؟! عاملوا الحق بالتعظيم والإجلال، فشتان شتان ما بين ما كانوا عليه وما صار حالنا إليه، يا حسرة على العباد!!!.

(5) : الأغيار: كل ما سوى الله عز وجل.

(6) : سورة المنافقون - الآية 8." اهـ 4/318



(يتبع إن شاء الله تعالى مع الإسم الشريف الجليل: الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ................... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #77
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي تنفذ مشيئته جبراً، ويظهر أحكامه قهراً، ولا يخرج أحدٌ عن قبضة تقديره، ولا ينفد أحدٌ من مشيئته في تقديره وأحكامه، وليس ذلك إلا لله، ولا يجبره أحد ولو كان عظيماً في همَّته.


وقد أشار لذلك العارفون فقالوا:" همَّة الرجال لا تخرق أسوار القدر في أي حال" (1) .


والجبَّار من العارفين: هو المنكسر في الظاهر والباطن (2) . جبر " الجبَّار" كسره، ورفع قدره، ونشر ذكره، وحلاَّه بالحال، وجمَّله بالمقال، فكلُّ من رآه جبرته حالته على أن يصغي إليه، لأن حالته الظاهرة مجملة جذَّابة للقلوب، وسريرته الباطنة معمورة بأسرار الغيوب، فيصير قدوة متبوعاً نافعاً، والكلُّ تابع له، يشهدون فيه الخير، مَن تابَعَهُ جبر كسره، وانصلح أمره، له همَّةٌ عالية، تذلُّ الكفرة والفجرة. لا يهمه إلا ظهور الحق، ولا يأنس إلا بأهل الصدق، ومن وجد فيه هذا الخلق وجب علينا أن نحبَّه ونتمسك بهديه، فإن له العناية في سعيه.


فإذا أردت أن تتجمَّل بأنوار هذا الاسم الشريف فتمسَّكْ بهدي طه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وتجمَّل بالذل لله، وتخلَّق بالخلق الحميد حتى يلبسك الله حلة الهيبة، فتجبر القلوب على احترامك، وتخضع القلوب عند رؤيتك وكلامك. وإذا رأيت ظلماً انتشر بين العباد فاجمع إخوانك وتوبوا إلى الله ، وتوسَّلوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقولا:" يا جبَّار!! بأدب واستحضار، حتى يتجلَّى لكم الربُّ فينصركم، ويجبركم، ويقهر خصمكم (3) .


والعبدُ المحبوب لله هو الذي يكون جباراً على نفسه، شديداً على الكفار والعصاة، لا يلين لنسه، وينفذ همته فيها مع شدة بأسه، يكون جباراً على الشيطان، محترساً من العصيان، متيقظاً في دقائق الأمور ، متنبهاً عند وساوس الصدور.


الدُّعــــــاءُ


"إلهي... أنت الجبَّار الذي تنفذ مشيئتك في جميع العوالم، وأنت القهار لكل عدوٍّ ظالم، فتسلِّط جبروت الانتقام على كل مسيء لبني الإسلام. أمدَّنا بالقوة النافذة العالية حتى نتجبَّرَ على أنفسنا، ونتعالى على الكفار وأهل الشرور، ونتخلَّص من الشيطان الرجيم، وامنحنا الانكسار لجنابك حتى تجبر كسرنا، وأعطنا التمسُّك بالشرع حتى ينصلح أمرنا، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم." اهـ


================================

(1) - : يقول سيدي ابن عطاء في بعض حكمه الجليلة:" سَوابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدَارِ ". يعني: أن ما قدره الله في الأزل لا تَخْرِقُ أسوارَه المحيطة به - فضلاَ عن أن تصل إليه - سوابقُ الهمم ؛ أي الهمم السوابق ، وهي قوى النفس التي تنفعل عنها الأشياء بإرادة الله تعالى، وتكون للولي كرامة ، ولغيره كالساحر والعائن إهانة . وفيه تشبيه الأقدار بمدينة لها أسوار في الصيانة والحفظ على سبيل المكنية . ؛ أي يجب عليك - أيها المريد - أن تعتقد أن الهمم أسباب عادية لا تأثير لها، وما ينشأ عنها إنما هو بقضاء الله تعالى وقدره، فيكون عندها لا بها . فإرادتك خلاف ما أراده مولاك لا تجدي نفعاً ، ولا تأثيراً لها في الحقيقة ، حتى تظن أنها توجب لك رفعاً .فـ:" أرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبِيرِ ، فما قامَ بهِ غيرُكَ عنْكَ لا تَقُم بهِ لنفسِكَ ".

(2) : فالتحقق بهذا الاسم: أن يكون عندك نور يخرق البواطن، فكل من واجهك انجبر كسره، ونهض حاله، فتجبر ما فسد من القلوب حتى تتهيأ لحضرة علاّم الغيوب.

(3) : فالتعلق بهذا الاسم كما قال سيدي ابن عجيبة في شرحه لهذا الاسم: بأن تبتهل إلى الله سبحانه في جبر خللك، وتكميل نقصك، أو بأن تكون جبّاراً على نفسك، قاهراً لهواك وشيطانك ، مالكاً لأحوالك تأخذ النصيب من كل شيء ، ولا ينقص من نصيبك شيء . فمن علم أنه "الجبار" دقَّ في عينيه كل جبار، وكان راجعاً إليه في كل أمر بوصف الافتقار، فجبر المكسور من أعماله، ورجّى الناقص من آماله." اهـ






(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: المُتَكَبِّرُ جَلَّ جَلالُهُ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #78
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

المُتَكَبِّرُ جَلَّ جَلالُهُ



"هو الذي يرى الكلَّ حقيراً بالنسبة لذاته، ويرى العظمة والكبرياء لنفسه، وينظر إلى العوالم كلها نظر الملك لعبيده المملوكين. تفرَّدت ذاته بالعظمة، وكل ما سواه يتَّصف بالذل أمام هذه العزة.


وليس هذا الوصف إلا لله تعالى شهوداً وتحقيقاً، وكل شخص ادَّعى الكبرياء والعظمة وتعالى على العالم، حاربه الله تعالى وقصم ظهره، وخذله، وقهره.


قال تعالى في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي، والعظَمَةُ إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قصمته ولا أبالي) (1) .


وسر خذلان الإنسان وضياع الآمال هو التكبُّر على الإخوان (2) ، يرى نفسه خيراً منهم، أو متميزاً عنهم، وسرُّ عزِّ الرجال ووصولهم إلى الكمال هو التواضع لله ذي الجلال .


قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من تواضع لله رفعه) (3) .


والمتكبِّر تبغضه جميع العوالم لأنه جهولٌ ظالم، يأخذ أوصاف الملك المتكبر، ويدَّعي أنها له، فيظهر بالتكبُّر والتجبُّر، فيجعله الله عبرةً للمعتبرين، وموعظةً للخائفين.


وقد ادَّعى ذلك النمروذ فأذلَّه الله ببعوضة، وفرعون فأغرقه الله وأهلك جنوده، وقارون فخسف به وبماله وبأهله الأرض.


وقد قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:" إن الذنوب ثلاثة أقسام: ذنوب جبروتية، وذنوب إبليسية، وذنوب حيوانية. " اهـ


اقتباس:==================== الحاشية ===================

(1) قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الجليل:" الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار". رواه مسلم في صحيحه، وابن حبان، وأبو داود، وابن ماجه بسندهم عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعا يقول الله الكبرياء - الحديث، لكن لفظ ابن ماجه: " في جهنم"، وأبي داود: " قذفته في النار"، ومسلم: "عذبته". ورواه الحاكم بلفظ:" الكبرياء ردائي فمن نازعني ردائي قصمته". وقال: صحيح على شرط مسلم. وممن أخرجه بلفظ الترجمة القضاعي عن أبي هريرة بزيادة: " يقول الله". وللحكيم الترمذي عن أنس رفعه بلفظ: يقول الله عز وجل: " لي العظمة والكبرياء والفخر والقدر سري فمن نازعني واحدة منهن كببته في النار". وروى ابن ماجه بلفظ: " الكبرياء ردائي والعز إزاري من نازعني في شيء منهما عذبته". انظر كشف الخفاء للعجلوني الحديث رقم 1912.‏

(2) : فيجب علينا أن نرى أنفسنا دون إخواننا في المقام، لا أنا نرى لنا مقاما فوقهم، كما يجب علينا أن نتنازل لهم منه كما هو ظاهر لفظ التواضع. وهذا الأمر يحتاج من يريد العمل به إلى شيخ عارف بالله تعالى ، مخلص، عامل عالم، يخليه من كل خلق ذميم، ويحليه بهذا الخلق الكريم وأمثاله، وذلك بالرياضة والمجاهدة، والتربية العرفانية.

(3) : قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ( من تواضع لله رفعه الله ). رواه أحمد، وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري بزيادة: " به درجة ومن تكبر وضعه الله "- الحديث، وأخرجه أبو يعلى وأحمد بلفظ: ( ومن قنع أغناه الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله)، وأسنده الديلمي عن عمر بلفظ: ( فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس عظيم) ، ورواه أبو الشيخ عن معاذ بلفظ: ( من تواضع تخشعا لله رفعه الله ومن تطاول تعظما وضعه الله )، وفي تاريخ ابن عساكر عن طلحة بن عبيد الله أن التواضع لله تبارك وتعالى الرضى بالدون من المجالس انتهى. انظر: كشف الخفاء للعجلوني - الحديث رقم 2445.



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: فالذنوب الجبروتية: ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #79
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"فالذنوب الجبروتية: هي أن يدَّعي العبد أنَّ له صفةً من صفات الربِّ سبحانه مثل العزة، والعظمة، والكبرياء، والقدرة النافذة، والملك ؛ فمن ادَّعى ذلك فقد شارك الربَّ سبحانه وتعالى في صفاته.


وخير علاجٍ للمتكبِّر أن يشهد في نفسه أن أصله نطفة قذرة، وأنه يجري من مجرى البول مرتين، وأنه يحمل الجيفة في بطنه ونهايته يرقد في التراب، وترتع فيه الديدان، وتأكله الأرض، وينفضح يوم العرض، ويكفينا أنه إذا حبس فيه البول ذَلّ، وإذا تحرَّك عليه عرق الصداع استغاث!!.


قال الإمام علي كرم الله وجهه:" عجباً لابن آدم تقتله شرقة، وتؤلمه بقة، وتنته عرقة، فكيف يتكبَّر؟!.


أما الذنوب الإبليسية: فأساسها الحسد، وحب الرئاسة، وحب الذات. وهذه الأمراض يعسر علاجها في أصحابها إلا من سبقت لهم العناية (1) ، فإن الحسد مرض في النفس، وليس للمحسود جناية صدرت منه للحاسد، ولكنه مرضٌ خبيثٌ علاجه صعب، ولم يصدر من سيدنا آدم أي أذى لإبليس حتى صدر منه ذلك، وهكذا حب الرئاسة.


وبقية الأمراض والذنوب الحيوانية هي ما تكون بدافع الشهوة، وقاهر الطبع، والفطرة، وذلك مثل السرقة والزنا، وكل داعٍ لها شهوة في الإنسان؛ مثلاً: إذا جاع الإنسان طلب الأكل، وإذا ثارت شهوته طلب النكاح، فيحكم داعي الشهوة بتسليط الحظ على نور عقله، فيقع في الذنب، فإذا تاب تاب الله عليه وقبله، لأنه أعلم بالعوامل الدافعة في العبد.


ومن أراد أن يشهد نور " المتكبِّر " يتجلَّى له في نفسه حتى يتخلَّق بهذا الاسم، ويكون له النصيب الأوفر، والحظ الأكبر، فعليه أن يزهد في الدنيا والآخرة (2) ، وفي كل مقام ومرتبة، وتصريف وتشريف، ويقبل على الله بالكلية معرضاً عن كل البريَّة، فيتكبر على كل شيء في الكون يريد ان يغرَّه أو يحجبه عن المكوِّن، ولا يرى التواضع إلا لله تعالى (3) ؛ فيحتقر كل شيء بالنسبة لعزِّ مولاه، حتى لو التفت إلى الجنة لا يذوق سر "المتكبر".


والزاهد في الدنيا لأجل الآخرة إنما هو تاجر، يبيع العاجل بالآجل، فما هي إلا معاملة ومعاوضة، ولكن العارف الزاهد: هو الذي لا يلتفت إلى الآخرة لأنه رأى في مولاه الكمالات الباهرة.


ومن استعبدته شهوة المأكل والمشرب ولو كان ذلك العبد دائم الأذكار فهو حقير الهمة لا يعرف سر المتكبر.


ورد في الحديث :" الدنيا حرامٌ على أهل الآخرة، والآخرة حرامٌ على أهل الدنيا، والدنيا والآخرة حرام على أهل الله تعالى (4) " .


فإذا ظفرت بزاهد في الأكوان، عارفٍ بأسرار الجنان، فاتَّبع نهجه، واعمل بنصحه. وقد أشار لذلك الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:




غيري يميل إلى الجنان ويرغب=وأنا الذي أفرُّ منها وأرهبُ
الكلُّ طمعاً في الجنان تعبّدوا=وأنا القتيل بحبه لا تعجبوا
نار الجحيم مع الرضا هي جنتي=أما النعيم بغيره لا أرغب

1
2
3غيري يميل إلى الجنان iiويرغب وأنـا الـذي أفــرُّ منـهـا iiوأرهــبُ
الكـلُّ طمعـاً فـي الجنـان iiتعبّـدوا وأنــا القتـيـل بحـبـه لا iiتعجـبـوا
نار الجحيم مع الرضا هي جنتي أمــا النعـيـم بـغـيـره لا iiأرغـــب




الدُّعـــــاءُ


"إلهي ... أنت المتكبر، وكل شيء سواك ذليلٌ حقير. تجلَّ لي حتى تخضع قواي وتتواضع حقائقي فأكون لك عبداً وأنت لي سيداً، وهذا هو الشرف الأعلى، حتى أزهد في كل شيء سواك، فلا أرى عظيماً ولا كبيراً غيرك، فأفرَّ من نفسي، وأفرَّ من آفاقي كلها، حتى من الجنة والمراتب والمقامات، فأتكبَّر على نفسي، وعلى إبليس، وعلى الكفار والعصاة، وعلى كل ما يحجبني عنك حتى أصل إليك فأفهم سرَّ المتكبر ويكون لي منه النصيب الأكبر، إنك على كل شيء قدير وصلى لله تعالىعلى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". " اهـ


اقتباس:==================== الحاشية ===================

(1) : أي الذين سبقت لهم من الله العناية والتوفيق فجمعهم بالعارفين به سبحانه، والمربين المخلصين من شيوخ التربية ، ليهذِّبوا نفسه، ويطهِّروا قلبه ، ويرقوا بروحه إلى معارج الكمال، عند ذلك يشفى من تلك الأمراض والآفات المهلكة للقلب والروح والبدن في الحال والمال والمآل إن لم يتدارك الله العبد برحمته، فعليك يا أخي الكريم بلقاء أحباب الله ، ومجالستهم، ومحبتهم، والأخذ عنهم، ومدارسة العلم والعمل معهم، وإلا فلا تطمع أن تخلص نفسك، وتنجو من آفات قلبك، وأمراض روحك، وفقنا الله وإياك للقاء أحبابه، وأمدنا بإمداداتهم، ونفعنا بهم وببركاتهم، ونظراتهم، ونفحنا من نفحاتهم بجاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نحن ومن قال: آمين.


(2) : وقد أمرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نزهد في الدنيا بقلوبنا ونرضى منها بالقليل اقتداء بجمهور الأنبياء والأولياء، ونرغب جميع إخواننا في ذلك، روى الترمذي مرفوعا: ( ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا هو أن لا تكون بما في يدك أوثق مما في يد الله تعالى وأن تكون في ثواب المصيبة إذ أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك). وخرج بقولنا بالقلب الزهد فيها باليد مع تعلق القلب بها، فليس ذلك هو الزهد المشروع. ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ عظيم ما فوقه شيخ في عصره يسلك به حتى يخرجه من ظلمة حب الدنيا إلى نور حب الآخرة ويريها له كأنها رأى عين، وهناك يزهد في الدنيا وجميع شهواتها المكروهة حين يرى حجابها له عن ربه مع فنائها وانقطاعها وعدم نظر ربه لها، كما ورد: "إن الله تعالى منذ خلق الدنيا لم ينظر إليها هوانا بها" ومن التخلق باسمه تعالى المتكبر: أن تتكبر على كلِّ متكبر جبار، فإن التكبر عليهم تواضع، وأن ترفع همتك عن كل مخلوق، ولا يتم لك هذا التخلق حتى تتواضع لكبريائه، وتخضع لحكمه وقضائه، حتى يظهر تواضعك بين أبناء جنسك، فمن تواضع دون قدره رفعه الله فوق قدره، ومن رفع نفسه وضعه الله، ومن تكبر قصمه الله.


(3) : والتعلق بهذا الاسم: يكون بالتواضع لكبريائه، والخضوع تحت مجاري أقداره، وهو مقابلةُ ذلِّ العبودية وخضوعها لكبرياء الربوبية وعلوّها، فينادي من كوة الذل والخضوع: يا متكبر!! اجعلني من المتواضعين لكبريائك، الخاضعين لحكمك وقضائك. والتحقق به: أن يكون أمرك كله بالله، وتتحقق بالفهم عن الله، فإن تجلى فيك باسمه (المتكبر) تهت على الوجود، وإن ردّك إلى وصفك عطّل ذلّك ذلّ اليهود.


(4) : قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" الدنيا حرام على أهل الآخرة، والآخرة حرام على أهل الدنيا، والدنيا والآخرة حرام على أهل الله " رواه الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس ، ورمز السيوطي لحسنه. انظر: الجامع الصغير – الحديث رقم 4269." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الخَالِقُ جَلَّ جَلاَلُهُ ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #80
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الخَالِقُ جَلَّ جَلاَلُهُ


"هو الذي قدَّر الأشياء، وهي في طوايا العدم، وكمَّلها بمحض الجود والكرم، وأبرزها وفق المشيئة، ورتَّبها على الحكمة الإلهية.


واعلم أن من أسماء الله تعالى ما تكون لله تعالى حقيقة، وللعبد من طريق المجاز، وهي أكثر معاني الأسماء والصفات. ومنها ما تكون للعبد حقيقة، وللحق من باب التجوُّز والتأويل.


فالذي لله تعالى: اسمه"الخالق" فإنه الذي قدِّر الأشياء على وفق العلم، وأبرزها على نظام الحكمة.
ومن الأسماء التي هي للعبد حقيقة، وللحقِّ من باب المجاز ؛ مثل اسمه"الصبور، الشكور، الوكيل"؛ فالصبر صفة للعبد ثابتة، والشكر جمالٌ للعبد مؤكد لأنه يشكر المنعم المعطي، وأما "الوكيل" فهو من توكِّلُُ على شيء لك فينوب عنك في مباشرته كأنك مالك أصلي، وهو نائبٌ عنك، وليس ذلك إلا للعبد.


فأما اسمه تعالى "الخالق" فهو من الأسماء التي لا قدم فيها للمخلوق إلا من باب التجوُّز والتأويل (1) ، فإنه مهما كان للعبد آثار في الوجود ومعارف في الشهود فما هي إلا من مولاه بمحض الجود، قال تعالى: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } (2) .


يعني: أن كل عمل من أي مخلوق من الملائكة أو الإنس أو الجن، أو العناصر، فالكلُّ مخلوق لله ومن اعتقد أن أحداً يخلق غير الله، فقد كفر...!. (3)


وقد زلَّ المعتزلة في هذا الموطن حيث أثبتوا للعبد أنه يخلق أفعال نفسه الاختيارية، وهذا شركٌ خفي - غفر الله لهم - (4) .


وقد قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:" إن أهل السنة خافوا من الله فسلموا، والمعتزلة خافوا على الله حيث لم ينسبوا إليه ظلماً للعباد، فقالوا: إن العبد يخلق أفعال نفسه؛ فيحاسبه الله عليها، ولكن العبد ليس له مع الله شيء، وليس له ملك اغتصبه منه ربه، حتى يدَّعي أنه مظلوم، فالعبد وما ملكت يداه لسيده، وهو الحكيم البصير، الذي لا يُسأل عما يفعل".


فإن كل حقيقة في الوجود أفاض عليها الحق كمالها اللائق بها، والوجود مثل شجرة، ففي الشجرة ثمار محترمة للادِّخار والحفظ، وفيها خشب للنار والوقود، فلا يليق للخشب أن يعترض ويقول: خلقتني خشباً؟ وخلقت غيري ثمرا؟.


وقد يمنح الله أنوار اسمه:"الخالق" لعبد من عباده المخلصين فيعطيه كلمة "كن" فيبرز على يديه شؤوناً تدلُّه على الخلاَّق العظيم، وذلك يكون للعبد المطيع الأمين، السميع، الواقف على الحدود، المستمدّ من خزانة الجود .


وقد أعطى الحقّ لسيدنا عيسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – هذا السر، حيث قال: { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} (5) .


وقد يكون هذا العطاء للأولياء من باب الوراثة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( العلماء ورثة الأنبياء) (6) ).


واعلم أن المخلوقات أقسام؛ منها: ما لا يدخل تحت تصرُّف العبد مثل الكواكب والأفلاك.


ومنها: ما يدخل تحت تصرفه وهي سياسة نفسه وجهادها، حتى يتجلَّى له حقائق عليّة تبرز على يديه، لم يكن لها مثال سبق من فتوحات ومعارف، وتصرفات؛ فيكون على يديه أمور لم يسبقه بها أحدٌ فيفهم من معنى نور اسمه"الخالق" ما لم يفهمه غيره.


وخير من تجلَّى له هذا الإسم على أكمل مثال هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه أتى في الوجود بما لم يسبقه إليه أحد من أخلاق عالية، ومعارف غالية، ورحمة واسعة، وأنوار لامعة، فالمتابع لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يشرق له نور اسمه"الخلاَّق" فيتجمَّل بالأخلاق.


الدُّعـــــــاءُ


" إلهي.... أنت الخالق، الذي قدَّرت الأمور ، ودبَّرت الأشياء وهي في ظلام العدم لأنك النور، خلقت العباد، وخلقت فيهم الأسباب وهي العقل والجوارح، فما يبرز منهم فعل إلا بمشيئتك، ولا يصدر عنهم أمرٌ إلا بإرادتك وقدرتك. فامنحنا عيون التوحيد حتى نشهد الخلاَّق متجلياً منفذ المراد في النفس والآفاق، وامنحنا قوةً نسوس بها أنفسنا حتى تطهّرنا من رجس الأغيار، وتتجلَّى من اسمك "الخالق" الأنوار، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ".


اقتباس:====================== الحاشية =====================


(1) : قال العلامة المرحوم الشيخ محمد بن كمال الخطيب رحمه الله تعالى رحمة الأبرار: إتقان عمله، وحسن صنيعه، وأن يصلح في الأرض مستعمراً، ويقاوم الفساد والمفسدين مجاهداً مضحياً، وأن يقيم الحق في أرض الله، ويفعل الخير ما يرضي الله، فيزداد بذلك قربى من رفيع الدرجات جلَّ سبحانه، وهو الغني عن عباده، وله المنة والفضل فيما أعطى ومنع، أما الخالق فقد رجع حاصله إلى العلم، وأما البارىء فقد رجع حاصله إلى القدرة، فحظ العبد من الخالق: تكوين القوة النظرية بمعرفة الحقائق، واكتساب العلم، وحظُّه من البارىء : تكميل القوة العملية بمحاسن الأخلاق، وأرى أن الخلق بتكوينه أشمل دلالة لما يلازمه من ضرورة العلم، والقدرة، والإرادة جميعاً، وبهذا استخلف الخلاق الإنسان في أرضه من بين خلائقه، واستعمركم فيها، قائلاً: { لننظر كيف تعملون}، فإن قوام العمل علم وقدرة وإرادة، وعلى أساس ذلك الجزاء، وحياة الخلود يوم القيامة، فالله تعالى خلاَّق، والإنسان عامل كادح، { والله خلقكم وما تعملون} ، أعدَّ لكم مؤهلاته وأسبابه، ومنحكم له الحرية، وحمَّلكم التبعة، قائلاً: { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، وبهذا فإن من عرف نفسه عرف ربه خالقه، ومن عرف الخلاق عرف قدره، ووقف موقف العبودية لله وحده، وإن معرفة الإنسان المخلوق بخالقه توجب عليه شكره، وأداء حقه، والإخلاص بعبادته وحده، وقد أقام له من دلائل آياته فيما خلق ما يجعل عبادة الله غاية الكمال، وسبيل التسامي إلى رفيع الدرجات، واستحقاق الخلود والإنعام من قدرة وإرادة، وعلم ، يمكنه من العمل وإتقان الصنع، وحظ العبد منه أن يعرف منة الخالق بما أنعم عليه من الخلق، وما أعطاه وما آتاه من فضله، وأن يديم شكره، ويستزيد بذلك من فضله، وما قدر عليه ونقصه منه، وابتلاه بمصائبه، فإن عليه مع الصبر الرضا، وأن يأخذ من الأسباب ما فيه المنة فضلاً من الله تعالى كالدواء وهو يتكل على ربه ، وما أعجزه لم ييأس منه { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}، فإن لله تعالى خوارق العادات، مع حكمته، وما يهيؤه من الأسباب، على مثل قوله تعالى: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} .

(2) : سورة الصافات – الآية 96.

(3) : والعجب بل والأعجب من هذا أن كثيراً من الناس في أيامنا هذه يتبعون المعتزلة في قولهم من باب "خالف تعرف" بل يحتجون أن الإسلام دين العقل، وكأنه لم يتبع العقل إلا فرقة المعتزلة !!، فدسَّ هؤلاء في مناهجهم الدراسية خاصة منهاج التربية الدينية الإسلامية الكثير من آراء المعتزلة ليسمِّموا بها عقول الأبناء، غير آبهين بخطورة تلك الآراء، وهذا بدون شك إحياء غير معلن لهذا المذهب الذي تصدى له الأئمة في وقت كان له صولة ودولة... ولكن ما ذا نقول ومن نحذِّر ؟، وقد اختلطت الأمور وصار المعروف منكراً والمنكر معروفاً، وعاد الدين غريباً كما بدأ وتولَّى الأمر من ليس له بأهل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

(4) : وذلك مصداقاً للحديث الشريف الذي رواه البخاري بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَه".

(5) : سورة آل عمران – الآية 49.

(6) : قطعة من حديث: رواه أبو داود واللفظ له بسنده عن دَاوُدَ بنِ جَمِيلٍ عن كَثِيرِ بنِ قَيْسٍ قالَ: "كُنْتُ جَالِساً مَعَ أبي الدّرْدَاءِ في مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: يَا أبَا الدّرْدَاءِ إنّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أنّكَ تُحَدّثُهُ عنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا جَئْتُ لِحَاجَةٍ. قالَ: فإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَك الله بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنّةِ، وَإِنّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْحِيَتَانِ في جَوفِ الْمَاءِ، وَإنّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ علَى سَائِرِ الْكَواكِبِ، وَإِنّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً، وَرّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أخَذَهُ أخَذَ بِحَظّ وَافِرٍ".

قال العلامة العجلوني: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء). رواه الإمام أحمد في المسند، والأربعة وآخرون عن أبي الدرداء مرفوعا بزيادة: " إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم" – الحديث. وصححه ابن حبان، والحاكم، وغيرهما. وحسَّنه حمزة الكتاني، وضعَّفه غيرهم لاضطراب سنده، لكن له شواهد، ولذا قال الحافظ: له طرق يعرف بها أن للحديث أصلاً.

ورواه الديلمي عن البراء بن عازب بلفظ الترجمة وبزيادة: " يحبهم أهل السماء وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا". ورواه أيضا بلا سند عن أنس بلفظها، وبزيادة: " وإنما العالم من عمل بعلمه"، وقال النجم وروى أبو يعلى عن علي: "العلماء مصابيح الأرض وخلفاء الأنبياء وورثتي وورثة الأنبياء". انظر: العجلوني - كشف الخفاء - الحديث رقم 1745." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع الإسم الشريف: البَارِىءُ جَلَّ جَلالُهُ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 100 12-06-2012 05:08 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM


الساعة الآن 06:14 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir