المراة الصالحة وأثرها على البيت والاولاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله علام الغيوب الحمدلله الذي تطمئن بذكره القلوب
واشهد ان لااله الا الله وحده لا شريك له اعز مطلوب واشرف مرغوب واشهد ان سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله
الذي ارسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله بأذنه وسراجا منيرا
صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الى يوم الدين وعلى جميع من سار على نهجه واتبع سبيله الى يوم الدين
المرأة الصالحة واثرها على البيت والاولاد
إن المرأة الصالحة تشبه الأرض الخصبة، ولقد حض النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اختيار أجود الأرض، حيث قال: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة
الزوجة الصالحة هي المرأة المؤمنة العابدة، التي تحفظ نفسها، وتحفظ زوجها في نفسه وعرضه، وتحفظه في ماله وولده، وهي التي تُحسن معاملة زوجها وأهلها وجيرانها، وتُحسن إدارة بيتها الذي هو مملكتها الخاصة التي جعلها الله سبحانه وتعالى ملكة متوَّجة عليه. فالزوج قد يقضي في منزله ساعات قليلة في اليوم لكن المرأة تقضي معظم وقتها في بيتها، فإن كانت صالحة صلَح البيت كله وإن كانت فاسدة فسَد البيت كله. ولم لا وهي بمثابة القلب للإنسان، فإن صلَح القلب صلَح الجسد كله وإن فسَد القلب فسَد الجسد كله وضاع صاحبه!
إن المرأة الصالحة لها عمل عظيم في حياتها وبيتها لا يَقلّ إن لم يَزِدْ عن عمل الرجل وكَدِّه في الحياة لتوفير المال، فالمرأة سكن لزوجها وحضن لأطفالها ووزيرة اقتصاد لشؤون بيتها، تعامل زوجَها ـ كما أمَرَ ربها سبحانه وتعالى ـ بالمودة والرحمة والطاعة التامة في غير معصية، وتربّي أولادها تربية إسلامية صحيحة رشيدة، فتَغرس فيهم مبادئَ الإسلام العظيم منذ الصغر فينشأون صالحين في المجتمع
لماذا نتزوج
أصل الزواج كله قائم على ما ذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: (إني لأكره نفسي على إتيان المرأة، رجاء أن يخرج الله من صلبي نسمة توحده)
إن الغاية من إقامة البيت المسلم هي توحيد الله عز وجل وإقامة حدوده، وإن من أهم المقومات لهذا البيت المرأة الصالحة، ولقد حض الشرع على اختيار المرأة الصالحة؛ لأنها بمثابة المصنع الذي يخرج منه الرجال، فالرجال الذين يعول عليهم نصرة هذه الأمة لن يأتوا إلا بعد اختيار الأرض الخصبة التي تخرجهم، وبعد اختيار المرأة الصالحة ينبغي علينا أن نحسن تربية الأولاد، وفق شرع الله عز وجل
وهذه نماذج من تلك النسوة
كان الرجل إذا خرج من منزله تقول له امرأته أو ابنته: إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار
وهمَّ رجل من السلف بالسفر فكره جيرانه سفره فقالوا لزوجته: لم ترضين بسفره ولم يدع لك نفقة؟ فقالت: زوجي منذ عرفته عرفته أكَّالا وما عرفته رزَّاقا ولي ربٌّ رزَّاق يذهب الأكَّال ويبقى الرزَّاق
روي أن أسماء بنت خارجة الفزاري قالت لابنتها عند التزوُّج: إنك خرجت من العش الذي فيه درجت فصرت إلى فراش لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهاداً يكن لك عماداً، وكوني له أَمَةً يكن لك عبداً، لا تلحفي به فيقلاك (الإلحاف في المسألة: الإلحاح)، ولا تباعدي عنه فينساك، إنْ دَنَا منك فاقربي منه، وإن نأى فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه: فلا يشمنَّ منك إلا طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلا
وقال رجلٌ لزوجته:
خذي العفو مني تستديمي مودتي... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنقريني نقرك الدف مرة... فإنك لا تدرين كيف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى... ويأباك قلبي والقلوب تقلب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى... إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
روي أن الأصمعي: قال دخلت البادية فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجها تحت رجل من أقبح الناس وجها فقلت لها: يا هذه أترضين لنفسك أن تكوني تحت مثله،فقالت: يا هذا اسكت فقد أسأت في قولك لعله أحسن فيما بينه وبين خالقه فجعلني ثوابه، أو لعلي أسأت فيما بيني وبين خالقي فجعله عقوبتي. أفلا أرضى بما رضي الله لي؟! فأسكتتني
وقال الأصمعي: رأيتُ في البادية امرأة عليها قميص أحمر وهي مختضبة وقد جلست تذكر الله تعالى وبيدها سبحة، فقلت: ما أبعد هذا من هذا ؟ فقالت:
ولله مني جانب لا أضيعه... وللهو مني والبطالة جانب
فعلمت أنها امرأة صالحة لها زوج تتزيَّن له.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 01-03-2012 الساعة 03:49 AM