أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتدى الإحسان > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-19-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ
(94)
قولُهُ ـ جلَّ مِن قائلٍ: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا …} فيه حذفٌ وإضْمارٌ والتقديرُ: “وما أرسلنا في قريةٍ من نَبِيّ فَكَذَّبُوهُ، أو فكذَّبَه أهْلُهَا، إلاَّ أخذنا أهلها …” حرَّكناهم بالبَلاءِ الأَهْوَنِ تحذيراً مِنَ البلاءِ الأَصْعَبِ، فإنَّه ـ سبحانه ـ يُخْبِرُ أَنَّهُ لَمْ يُرْسِلْ نَبِيّاً إلى قَوْمٍ لِيَدْعُوهُمْ إلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، ثُمَّ أَعْرَضُوا عَنْ قُبُولِ مَا يَدْعُوهُمْ إِلَيهِ نَبِيُّهُمْ، إلاَّ ابتلاهُمُ بِإِصَابَة أَبْدَانِهِمْ بِالأَمْرَاضِ وَالأَسْقَامِ، وَابتلاهم بالفَقْرِ وَالحَاجَةِ، لِكَيْ يتوبوا، ويَتَضَرَّعُوا إلى الله تَعَالَى، ويسألوهُ كَشفَ الضُرِّ عَنْهُمْ ومَا نَزَلَ بِهِمْ بَأْسَاء. والبَأسَاءُ: البؤسُ، وضيقُ العيشِ، والشِّدَّةُ والفَقْرُ. والضراء: الضرُّ، وسوءُ الحالِ، وما ينالهم مِنَ الأمْرَاضِ، وقيل: العكسُ.
وقيلَ: البَأسَاءُ في المال، والضَّرَّاءُ في النَّفْسِ. وقيل: البَأسَاءُ: في الحزن، والضَّرَّاءُ: في الجدب.
وذكر القريةَ؛ لأنَّهَا مجتمع القوم، ويَدْخُلُ تحت هذه اللَّفْظَةِ المدينة؛ لأنَّهَا مجتمع الأقْوَامِ.
قولُهُ تعالى: {وما أرسلنا في قريةٍ من نبيٍّ} عطفت هذه الواوُ جملةَ “ما أرسلنا” على جملة {وإلى مدين أخاهم شعيباً} عطفَ الأَعَمِّ على الأَخَصِّ لأنَّ ما ذُكِرَ مِنَ القَصَصِ ابْتَداءً مِنْ قولهِ تعالى: {لقد أرسلنا نوحاً إلى قومِهِ} كلِّه، القصدُ منهُ العبرةُ بالأُمَمِ الخالِيةِ مَوْعِظَةً لِلكفَّارِ، فبعد أن تَلا عَلَيْهم قِصَصَ خمسِ أُمَمٍ جاءَ الآنَ بحكمٍ كُلّيٍ يَعُمُّ سائرَ الأُمَمِ المُكَذِّبةِ على طريقةِ قياسِ التَمثيلِ أوْ قياسِ الاسْتِقراءِ الناقِصِ، وهو أَشْهَرُ قياسٍ يُسْلَكُ في مقامِ الخطابِ، وهذه الجُمَلُ إلى قولِهِ: {ثم بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهم مُوسى} كالمُعْتَرِضَةِ بَينَ القِصَصِ للموعظةِ، وهو المقصودُ من تلك القصص، فهو اعْتِراضٌ ببيانِ المَقْصودِ مِنَ الكَلامِ
وهذا كثيرُ الوُقوعِ في اعْتِراضِ الكَلامِ.
وعُدِّيَ “أرسلنا” ب “في” دون “إلى” لأنَّ المُرادَ بالقريةِ حَقيقَتُها وهيَ لا يُرْسَلُ إليْها، وإنما يُرْسَلُ إلى أَهْلها المقيمين فيها، فالتَقديرُ: “وما أرسلنا في قريةٍ من نَبيّ إلى أهلِها إلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها”.
قولُهُ: {إلاَّ أخَذْنَا} استثناءٌ مفرَّغٌ من أَعَمِّ الأَحوالِ، أي ما أَرْسلْنا نَبيّاً في قريةٍ في حالٍ مِنَ الأَحْوالِ إلاَّ في حالِ أَنَّنا أَخَذْنا أَهْلَها بالبأساءِ. و “أخَذْنَا” في محلِّ نَصْبٍ على الحَالِ من فاعل “أرسلنا“، والتَّقديرُ: وما أرْسَلْنَا إلاَّ آخذين أهلها …، والأخْذُ: هنا مجازٌ في التَنَاوُلِ والإصابَةِ بالمَكروهِ الذي لا يُسْتَطاعُ دَفْعُهُ، وهو معنى الغَلَبَةِ. والفِعْلُ الماضي لا يقعُ بعد “إلاَّ” إلاَّ إذا تَقدَّم فعلٌ كهذه الآية، أو سبق ب “قَدْ” نحو: ما زيدٌ إلاَّ قد قَامَ، فلو فُقِد الشَّرْطان امتَنَع فلا يجوزُ: ما زيد إلاَّ قام. وقد كَثُرَ، نحو: ما لَقيتُهُ إلا أَكْرَمَني، لأنَّ دخولَ إلاَّ ـ في الأَغلَبِ الأَكْثَرِ ـ على الاسمِ، فهو بتأويلِ: إلاّ مُكرِّماً لي، فَصارَ كالمُضارِعِ المُثْبَتِ، وما في هذه الآيةِ مِنْ هذا القَبيلِ، وقد يجيءُ مَعَ الواوِ، وقد، نحوَ: ما لَقيتُه إلاَّ وَقَدْ أكَرَمَني، ومعَ الواوِ وحدَها، نحو: ما لَقيتُه إلاَّ وأَكرمني، لأنَّ الواوَ مَعَ إلاَّ تَدْخُلُ في خَبرِ المُبتَدَأِ، فكيفَ بالحالِ، ولم يُسْمَعْ فيه “قدْ” مِنْ دون “الواو”، وقال المرادي في “شرح ألفيّةِ ابنِ مالكٍ” إنَّ الحالَ المُصدَّرَةَ بالماضي المُثْبَتِ إذا كان تالياً ل “إلا” يَلزمُها الضَميرُ، والخُلُوُّ مِنَ الواوِ، ويمتَنِعُ دخولُ “قد” أما قول الشاعر الجاهلي قيسٌ بنُ الخَطيمِ بنِ عَدِيٍّ الأَوْسِيّ:
متى يأتِ هذا الموتُ لم تُلْفَ حاجةٌ …… لِنفسيَ إلاَّ قد قضيتُ قضاءَها
فهو نادرٌ، والظاهرُ أن امتناع “قد” بعد “إلا” فيما ذُكِرَ إذا كان الماضي حالاً لا مُطْلَقاً. وإلاَّ فقد ذَكَرَ الشِهابُ أنَّ الفِعلَ الماضي لا يَقَعُ بعدَ “إلاَّ” إلاَّ بأحَدِ الشرطين المتقدِّمين.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 99 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:42 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 10:03 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir