أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           

إضافة رد
قديم 02-09-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي المقداد بن عمرو فارس "بدر" المغوار

هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن سعد بن لؤي بن قضاعة، كان قد حالف الأسود عبد يغوث الزهري في الجاهلية الذي تبناه فقيل له المقداد بن الأسود، فلما نزل قول الله تعالى (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)، قيل له المقداد بن عمرو، كنيته أبو معبد .


وهو من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة فنزل على كلثوم بن الهدم، وآخى النبي “صلى الله عليه وسلم” بينه وبين جبار بن صخر .


لا يشق له غبار


شهد رضوان الله عليه بدراً، وكان فيها فارساً مغواراً لا يشق له غبار، حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو، وقال القاسم بن عبدالرحمن: إن أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن عمرو، ولقد شهد المقداد أحد والخندق وبقية المشاهد النبوية، وكان واحدا من أمهر الرماة، وقد أشار ابن سعد إلى بعض من صفاته، نقلا عن ابنته كريمة بنت المقداد - قالت: كان أبي رجلاً طويلاً ذا بطن، كثير شعر الرأس يصفر لحيته وهي ليست بالكثيفة ولا بالخفيفة، أعين مقرون الحاجبين، مات بالجرف على بعد ثلاثة أميال من المدينة وهو ابن سبعين سنة أو نحوها، فحمل على رقاب الرجال حتى صلى عليه عثمان بن عفان في خلافته سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة ودفن بالبقيع .


حمل المقداد بن عمرو اللواء مرتين أولاهما في سرية الإيواء التي حدثت في ذي القعدة سنة (1ه / 622 م)، وثانيتهما في غزوة الغابة التي حدثت في ربيع الأول سنة (6ه/627م)، وصفوة أمرها أن غنم الرسول صلوات الله وسلامه عليه كانت ترعى بالغابة وفيها أبو ذر الغفاري وابنه، فأغار عليها عيينة بن حصن في أربعين فارسا فاستاقها وقتل ابن أبي ذر، فنودي في المدينة ياخيل الله اركبي، فكان أول من قدم على النبي “صلى الله عليه وسلم” هو المقداد بن عمرو وعليه الدرع والمغفر شاهرا سيفه فعقد له الرسول صلوات الله عليه لواء في رمحه وقال له: امض حتى تلحقك الخيول وإنا على أثرك، فمضى رضوان الله عليه باللواء النبوي واسترد بعضا من الأغنام المنهوبة .


كلمات قاطعة


يقول عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحب إليّ مما في الأرض جميعا) .


في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا . . حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد وإصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها، والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الإسلام، حيث كانت هذه أول غزوة لهم يخوضونها وقف الرسول صلوات الله وسلامه عليه يعجم إيمان الذين معه، ويبلو استعدادهم لملاقاة الجيش الذي الزحف عليهم في مشاته وفرسانه . وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول صلوات الله وسلامه عليه يعلمون أنه حين يطلب المشورة والرأي، فإنه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه، وحقيقة رأيه، فإن قال قائلهم رأياً يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها، فلا حرج عليه ولا تثريب .


ولقد خشي “المقداد” أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات وقبل أن يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ كلماته القاطعة شعار المعركة، ويسهم في تشكيل ضميرها . ولكنه قبل أن يحرك شفتيه، كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد شرع يتكلم، فاطمأن المقداد كثيرا . . وقال أبو بكر فأحسن . . وتلاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال وأحسن . . ثم تقدم المقداد وقال: “يارسول الله . . امض لما أراك الله، فنحن معك . . والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون . . بل نقول لك : اذهب انت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون”، والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه . ولنقاتلن عن يمينك، وعن يسارك، وبين يديك، ومن خلفك حتى يفتح الله لك” انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف . . وتهلل وجه الرسول صلوات الله وسلامه عليه وأشرق فمه عن دعوة صالحة دعاها للمقداد . . وسرت في الحشد الصالح المؤمن حماسة الكلمات الفاصلة التي أطلقها “المقداد بن عمرو” والتي حددت بقوتها وإقناعها نوع القول لمن أراد قولاً . . وطراز الحديث لمن يريد حديثاً .


أجل، لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين، فقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار رضي الله عنه، وقال: “لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق . . وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا . فامض يارسول الله لما أردت، فنحن معك . . . والذي بعثك بالحق . لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك . ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا . . إنا لصبر في الحرب . صدق في اللقاء . . ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك . . فسر بنا على بركة الله .


امتلأ قلب الرسول بشرا . . وقال لأصحابه: “سيروا، وأبشروا”
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلقة خاصة من برنامج "ممكن" بعنوان "إلا رسول الله" عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 2 09-26-2012 02:02 PM
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
إعلامي "الجزيرة" أحمد منصور اساء للشعب السوري في برنامجه "شاهد على العصر" نوح القسم العام 2 05-14-2011 08:59 AM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM


الساعة الآن 04:20 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir