بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته









الحبيب زين بن ابراهيم بن سميط




هو العالم الفقيه حافظ المذهب النحوي المفن المشارك في شتى العلوم، العارف
بالله والدال عليه بمواعظه ورقائقه الصوفية، ذو الطلعة العلوية السلفية،
الحبيب زين العابدين بن ابراهيم بن سميط، الذي انتهت اليه المرجعية
والفتوى في ال البلاد الحجازية.

ولد في جاوة عام 1361هـ ، وتربى بها في أسرة صالحة وكان في صغره يحضر
مجالس الحبيب علوي بن محمد الحداد صاحب بوقور ونقيب السادة العلوييين في
تلك البلاد، ثم سافر الى حضرموت لطلب العلم الشريف سنة 1377هـ وكان عمره
16 سنة، وكان برفقته أخواه محمد وأحمد وكريمته، وأقاموا في بيت والدهم في
تريم.

وهناك بدت همته وتفانيه وصدقه وإخلاصه في طلب العلم، فأخذ عن الحبيب محمد
بن سالم بن حفيظ المختصرات الفقهية مع حفظ صفوة الزبد وقراءة شرحها، ثم
قراءة "الإرشاد" لإبن المقري وحفظه الى باب الجنايات، وأخذ عنه الفرض
وبعضا من علم الفلك بالإضافة الى "هدية الصديق". كما أخذ عن بعض من
العلماء الموجودين انذاك في علم النحو والبلاغه العديد من المصنفات حتى
حفظ الألفية قرأ شرحها.
كما كان يحضر روحة الحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب الدين، وله العديد من المشايخ الذين أخذ عنهم تبركاً واستجازهم.

وبعد أن مضت عليه 8 سنوات في تريم، أرسل الحبيب محمد الهدار للحبيب محمد
بن سالم بن حفيظ يطلب مدرساً من رباط تريم، فاستشار الحبيب محمد الحبيب
زين في الأمر، فوافق وتوجه الى البيضاء مرورا بعدن.

وفي رباط الحبيب محمد الهدار بالبيضاء، فرح به الحبيب محمد فرحاً كبيراً
وزوجه ابنته، ويعتبره الحبيب زين من أكبر شيوخه وإن لم يقرأ عليه في الكتب
العلمية كثيراً. وصار الحبيب محمد الهدار يستعين به كثيراً في الدروس
الخاصة والعلمية. وكان من عادة الحبيب محمد اذا كان في مجلس وأفتى فيه أحد
العلماء أو أجاب على مسألة فقهية أن يراجع المسألة بعد المجلس مهما كان
العالم، إلا إذا أجاب الحبيب زين يقول ما معناه: إذا أجاب الحبيب زين فلا
داعي للمراجعة.

ومكث الحبيب زين في البيضاء أكثر من 20 سنة وانتفع به العباد، وتخرج على
يديه العديد من الرجال، وكان رضي الله عنه يخرج للدعوة إلى الله مع بعض
الطلبه إلى القرى حول البيضاء، فكان يخرج مع أحد طلابه على حمار واحد
ويتبادلان الركوب عليه ضحى الجمعة ويعودان في المساء، ومن أكبر تلاميذه
هناك الشيخ محمد الحريري الذي نفع الله به في يافع، ومحمد عبده، ومنصور
اليافعي، وعبدالرب اليافعي، والعلامة الداعية الى الله القائم بالدعوة الى
الله في افريقيا الشيخ محمود بن عبدالباري الصومالي والشيخ عبدالله
النخشبيالموجود الان في رباط البيضاء، وابناء الحبيب محمد الهدار، وشيخنا
العلامة الفقيه المربي الداعية الى الله الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن
حفيظ، ومنهم ايضا الحبيب شهاب الدين بن علي المشهور، وغيرهم كثير.

وبعد 21 سنة في البيضاء سافر الحبيب الى المدينة المنورة للتدريس في الرباط الموجود هناك عام 1406هـ ،
وشاركه في هذا العطاء الحبيب سالم بن عبدالله الشاطري 12 سنة منها. وبقي الحبيب زين الى يومنا هذا قائما بالتدريس في ذلك الرباط.
وأذكر من طلابه هناك: الحبيب عبدالله باعبود وهو مدرس برباط تريم الان.
والشيخ حسن بصري وله الان رباط في جاوه، والشيخ عثمان المهيني من الكويت
وهو قائم الان في بلاده بالتصدر لنفع الناس والشيخ محمد فال الشنقيطي وهو
من العلماء المتواضعين في رباط المدينة، والحبيب سالم بن أحمد الجفري وهو
الان في جاكرتا.

وللحبيب زين عدة مؤلفات من أهمها:

- هداية الطالبين في بيان مهمات الدين.
- الأجوبة الغالية في عقيدة الفرقة الناجية.
- الفتوحات العلية في الخطب المنبرية.
- الفيوضات الربانية من أنفاس السادة العلوية في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
- شرح أصول منهج آل البيت بحضرموت: العلم، العمل، الورع، الإخلاص، والخوف من الله.


وقد رزق الله الحبيب هيبة في المظهر والطلعة ووضع له القبول بين الخلق،
وله ترتيب خاص في أوراده الكثيرة جدا منذ قيامه في الليل الى الصباح وحتى
صلاة العشاء مع كثرة انشغاله، كما يكثر من المراجعة والمطالعة في شتى
الكتب، ويعتني بتوجيه طلبته وتربيتهم ومتابعتهم. حفظه الله ونفعنا به
وبعلومه في الدارين آمين اللهم أمين.