أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           

إضافة رد
قديم 05-04-2015
  #1
محمد الميانى
محب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 86
معدل تقييم المستوى: 10
محمد الميانى is on a distinguished road
افتراضي متى تنتهي جمرة النفس

بسم الله الرحمن الرحيم

أن الإنسان لا يحبُّ أن يكاشفه أحدٌ بما هو فيه، وإذا كوشف بعيب فيه؛ ربما يشـرد، وربما يثور ويغضب، وكلُّ ذلك هو علامة منازعة النفس الإبليسية، ودليل على أن جمرة الغضب لم تنتهِ في نفسه بعد.
متى تنتهي جمرة النفس، إذا كان القدح أحبُّ إليه من المدح، وإذا شجَّع من حوله
وقال: (رحم الله إمرئ أهدى إليَّ عيوب نفسي)

فــإذا وصل لهذا المقام على التحقيق يعلم أنه قد وضع قدمه على قدم الصدِّيق، وأن هذه بداية سلوكه للطريق.

أما إن كان يحزن من هذا إذا نصحه، ويغضب من هذا إذا كاشفه بعيب له، أو فيه، بل ربما يتخذ موقفاً، أو ربما يتحوَّل ويُحوِّل الأمر إلى عداوة، فإن ذلك دليل على أن النفس ما زالت كامنة، وإن كانت في الظاهر ساكنة، إلا أنها لم تنتهِ كما يحبُّ ربُّ العباد من العباد .

فإذا ماتت النفس فإن علامة الموت :( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ )
ما عطاؤه ؟ ( وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) (122 سورة الأنعام)

يرى كما يرى سيِّد الورى ، يرى الآيات الْمَلَكيَّة ؛ فيرى خـواطر النفوس ، وتجول روحه وقلبه في غياهب القلوب ، ويكاشفه الله بالمحجوب ، لكنه قد رزقه الأدب الذي به لا يفصح عن العيوب ؛ حرصاً وخوفاً على أسرار حضرة علام الغيوب .

وهذا هو مقام السالكين ؛ يرون حقائق الأشياء ، وفيهم يقول إمامنا رَضِيَ الله عنه :
فني من شاهد المجلي ونال الســـرَّ وارتاح
وغنَّى بالحقــــائق من رأى الأشباح أرواح

فنحن نرى ظاهر الإنسان ، وهو بعين قلبه يريه الله غيوب باطن الإنسان ؛ ولذلك يفيض الله على صاحب هذا المقام وهو من أهل البدايات ، لكن له عند الله عنايات يفيض الله عليه من

مقام :( تَعْرِفُهُم بستماهم ) (273 سورة البقرة)
فينظر إلى شاشة المرء وهي السيميا فيعلم ما يدور في خلجات قلبه ويرث مقام
( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) (30 سورة محمد)
فيعرف من فلتات اللسان؛ خبايا ما في جنان الإنسان ،وهي رؤية الإسراء التي رآها سيد الأنبياء، وبيَّن الله لنا أنه مع أن الله

(علَّمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيماً) ؛ إلا أنه احتاج أن يرجع في كل مشهد إلى صاحب الروح، لأن معه فتوح أعظم؛ ليكشف له اللبس، ويبين له حقيقة المشـهد، حتى لا ينفرد السالك إذا رأى مثل ذلك، ويظن أنه واصل، فيكون بذلك هالك

لأن بعض السالكين بمجرد أن يرى رؤية مناميه، يظنُّ أنه وصل إلى مقامات الولاية، وينقطع عن صحبة العارفين، فإذا كاشفه الله ببعض المشاهد الكونيَّة، يظن أنه قطب الوقت، ويطلب مدح المريدين، وثناء العلماء والواصـلين،
ويستغني عن العارفين

في حين أنه يحتاج إلى من يفك له رموز هذه المشاهد، كما حدث مع النبي الشاهد صلَّى الله عليه وسلَّم.
إشراقات الإسراء- ج2

منقول من كتاب {إشراقات الإسراء الجزء الثاني}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً



إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رمي جمرة العقبة ليلا عبدالقادر حمود الفقه والعبادات 1 07-14-2018 10:23 AM
جهاد النفس والشيطان والهوى ضياء الروح المواضيع الاسلامية 0 09-24-2014 03:56 AM
في ظلال الإسلام عن مفهوم النفس ابو معاويه المواضيع الاسلامية 1 03-30-2013 01:43 PM
وقفة مع النفس ....!! صبا الجمال المواضيع الاسلامية 10 02-14-2009 09:13 PM
الاخلاق والسير فى مداواة النفس علاء الدين المكتبة الاسلامية 0 09-10-2008 04:02 AM


الساعة الآن 02:54 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir