أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           

إضافة رد
قديم 01-09-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
حذيفة بن اليمان

اتق فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله، وكلما زادت التقوى كلما اشتدت الفراسة، ويكون صاحبها ملهماً. ومن هؤلاء صحابي جليل ملهم الذي كان ينظر إلى الرجل فيعلم أنه مؤمن أو منافق، لأنه كان يعرف المنافقين بسيماهم، وهو حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة العبسي، ولقب أبوه باليمان لأنه حالف بني عبدالأشهل وأصلهم من اليمن، كما قال ذلك ابن عبدالبر في كتابه “الاستيعاب في معرفة الأصحاب” وكذلك ذكره ابن سعد في طبقاته.


أسلم حذيفة وأبوه وأخوه صفوان وشهدوا غزوة أحد وفيها استشهد أبوه اليمان بأيدي المسلمين خطأ، بعد أن ظنوه من الكفار، فوهب حذيفة دمه للمسلمين ودعا لهم بخير وعفا عن قاتله بغير دية.


وكان رضي الله عنه يعرف المنافقين بسيماهم فلا يخطئ واحدا منهم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه كيف يعرفهم وتلك خصوصية خصه الله بها دون غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمر بن الخطاب لا يصلي على جنازة لم يصل عليها حذيفة إذا كان حاضرا وكان يقول: “يا حذيفة هل ترى فيّ علامة من علامات النفاق”؟ فيقول حذيفة: “لو كان فيك شيء منه لأخبرتك”، هكذا هم الرجال، واحد منهم يتقي الله ويخاف أن يكون فيه علامة من علامات النفاق، والآخر لا يهاب منه فإذا كان فيه خصلة من النفاق نبهه عليها وعرفه بها حتى يدعها.


يقول ابن حجر في كتابه “الإصابة في تمييز الصحابة” عن حذيفة أنه كان فقيهاً مفتياً له دراية واسعة بأخبار الفتن كلها حتى قيام الساعة وهذه ميزة أخرى من ميزات حذيفة رضي الله عنه ليست لأحد سواه، روى الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال: “لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان وما يكون حتى تقوم الساعة”، وكان رضي الله عنه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشر أكثر مما يسأله عن الخير مخافة أن يدركه.


مهمة خطيرة


كان حذيفة صاحب بصر وبصيرة أنعم الله عليه بهما فكأنه كان ملاكاً يمشي على الأرض، وقد ساهم حذيفة بنصيب كبير في الجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين.


ومن أعظم المهام العسكرية التي أوكلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة في غزوة الخندق والتي اجتمع فيها المشركون والقبائل جميعاً وذهبوا ليقضوا على كلمة التوحيد ويدمروا الإسلام في المدينة وحفر المسلمون الخندق وحاصر المشركون المسلمين، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة ليذهب إلى المشركين ويعلم أخبارهم دون أن يعرفوا ويذهب بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب حذيفة في الظلام ودخل في صفوف المشركين وانطفأت النار وانكفأت القدور فخاف أبو سفيان وهو قائد قريش أن يتسلل إليهم أحد من المسلمين فحذر جيش المشركين قائلاً: يا معشر قريش ليعلم كل منكم جليسه وليأخذ بيده وليعرف اسمه، يقول حذيفة: فسارعت إلى يد الرجل الذي إلى جواري وقلت له: من أنت؟ قال: فلان بن فلان فقال لأبى سفيان: ليس بيننا غريب وقيل إن هذا كان عمرو بن العاص داهية العرب وكان كلما تذكر ذلك يضحك من هذا الموقف. وهكذا أمن وجوده بين الجيش وثبته الله في هذا الموقف وعاد حذيفة بالأخبار وبشر النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد كان حذيفة رضي الله عنه من السابقين إلى فتوح العراق وغيرها من البلاد شرقاً وغرباً.


بطل نهاوند


وعرفت له في هذه المعارك بطولات نادرة أجبر فيها حذيفة التاريخ أن يسجل له اسمه بكل إجلال وإكبار في أنصع صفحاته وأنورها خصوصاً في فتح المدائن عاصمة الفرس، وفتح نهاوند التي كان صاحب الراية بها وكان عدد جيش المسلمين في نهاوند ثلاثين ألف رجل وجيش الفرس مائة وخمسين ألفا مجهزين بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وعدد، وكان الفاروق عمر رضي الله عنه وهو في المدينة يرسم لهم الخطط الحربية قبل أن يغادر الجيش كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق فقال عمر: ليكن أمير الجيوش النعمان بن مقرن فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة فإذا استشهد حذيفة فجرير بن عبدالله وسمى عمر سبعة من القواد وسقط النعمان رضي الله عنه شهيدا فتلقى الراية حذيفة وأوصى ألا يذاع خبر مقتل النعمان حتى تنتهي المعركة، وأخذ يصيح بصوت تهتز له الجبال: “الله أكبر الله أكبر صدق وعده ونصر جنده” وأخذ يذكرهم بأيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزواته حتى تم له شحن القلوب بأنوار الله، فقاتل المسلمون قتالاً عنيفاً شديداً، وانتهت معركة نهاوند بهزيمة ساحقة للفرس على كثرتهم وقلة عدد المسلمين لأن العبرة ليست بالقلة أو الكثرة إنما العبرة بالدين فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.


لقد عاش حذيفة بن اليمان في دنياه عيشة من يطلب الآخرة فاتخذ الدنيا مزرعة للآخرة، فكان غريبا في الدنيا بل عابر سبيل، أي أن متاع الدنيا لا يؤثر فيه ولا ينسيه الآخرة.


وكان فقيهاً مفتياً عالماً بالكتاب والسنة وأصول الدين فكان يقول لأصحابه: “ليس خياركم الذين يتركون الآخرة للدنيا ولكن الذين يأخذون من هذه وهذه”، فهو لا ينسى نصيبه من الدنيا ويجعل غايته الآخرة.


لقد رضي حذيفة بقضاء الله في الدنيا حتى اشتاق إلى رؤية حبيبه صلى الله عليه وسلم فوافته المنية في السنة السادسة والثلاثين من الهجرة النبوية فرضي الله عنه وأرضاه.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2010
  #2
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: حذيفة بن اليمان

:extra139:
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حذيفة بن اليمان الفاتح صاحب سر النبي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-06-2011 02:24 AM
يا معشر الخلان أبو أنور الصوتيات والمرئيات 2 02-17-2009 12:26 AM


الساعة الآن 01:06 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir