أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
قديم 08-09-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي خوند خاتون صاحبة أول مركز معماري متعدد الأغراض


المرأة وفنون الإسلام.. يمثل علامة على مكانة السيدة السلجوقية الأولى
خوند خاتون صاحبة أول مركز معماري متعدد الأغراض


من المصدر ©مجمع خوند خاتون نقطة جذب سياحي
د. أحمد الصاوي

خوند خاتون هو لقب تركي يعني السيدة الأولى للسلطان السلجوقي ويظهر أنها استحقت هذا اللقب ربما لأنها كانت أولى الزوجات أو لأصلها التركي خلافاً لأخريات تزوجهن السلطان السلجوقي الشهير “علاء الدين كيقباد” من الأرمن والمغول. أما اسمها فهو “ماهي بري” والجزء الأول منه يعني “القمر” في اللغة الفارسية.

لم تترك الأحداث الجسام التي رافقت حكم زوجها “كيقباد الأول” فيما بين عامي 1220م. و1237م. وأيضاً سلطنة ابنها “كيخسرو الثاني” الذي حكم من 1237م. إلى عام 1246م. لم تترك مجالاً لأن تأتي المصادر التاريخية إلى ذكرها، ولكن السيدة الملكة أو السلطانة شاءت أن تحفر اسمها بنفسها في تاريخ العمارة السلجوقية، بل والإسلامية كلها عندما أمرت بتشييد أول مجموعة معمارية متعددة الأغراض بمدينة قيسارية بالأناضول فاتحة الباب بعد ذلك لظهور المجمعات المعمارية التي ازدانت بها مدن الأتراك ثم القاهرة والشام خلال العصر المملوكي.

وقد بدأت السيدة “خوند خاتون” إنشاء هذا الصرح المعماري في حياة زوجها “كيقباد” وانتهت منه في أوليات حكم ابنها “كيخسرو الثاني” وبالتحديد في عام 1238م.




أوجه البر
يشمل مجمع خوند خاتون بقيسارية المدينة التركية الواقعة بهضبة الأناضول حماماً ومسجداً ومدرسة، بالإضافة إلى ضريح أو قبة ضريحية دفنت بها خوند خاتون.

ويظهر أن الرغبة السامية للسيدة الأولى بدأت بإنشاء حمام ثم تطور المشروع المعماري ليضم وحدات وظيفية أخرى ومن المعروف أن إنشاء الحمامات في بلاد الترك كان حسبما لاحظ الرحالة المغربي “ابن بطوطة” من أوجه البر نظراً لبرودة أجواء تلك الأصقاع حتى عد توفير الماء الساخن للاستحمام إعانة على التطهر اللازم لكل مسلم ومسلمة كأحد شروط صحة الصلاة. وطبقاً للدراسات المعمارية، فإن مجمع خوند خاتون بدأ بالحمام، ثم ألحق به المسجد ومن بعده المدرسة وأخيراً شيَّدت قبة المدفن التي يرجح أن مشيدها هو ابنها السلطان “كيخسرو الثاني” أو هو على الأقل الذي أتم تشييدها وزخرفتها بالبلاطات الخزفية.

وقد شيدت المجموعة كلها من الأحجار البيضاء المشذبة ويجمعها سور خارجي يدور حول وحداتها المختلفة ورغم أن لكل منها مدخله الخارجي الخاص، فإن ثمة اتصالاً داخلياً بين المسجد والمدرسة والمدفن، بينما بقي الحمام مستقلاً كلياً.

والحمام الذي يعد أقدم أجزاء المجمع المعماري “حمامان” مستقلان تماماً شيدا إلى جوار بعضهما وقد خصص الأكبر للرجال، بينما الثاني للنساء.

المسلخ

وقد تعرضت حجرة تغيير الملابس في حمام الرجال والمعروفة بالمسلخ للانهيار، بينما احتفظت مثيلتها الصغيرة بحمام النساء بمعالمها كاملة. ويتألف كل حمام من ثلاثة أجزاء تبدأ بالمسلخ ثم بالحجرة الباردة وأخيراً تأتي الحجرة الدافئة التي خصصت للاستحمام بالمياه الحارة. ويظهر من تصميم حمام الرجال أن الحجرة الباردة كانت مغطاة بقبو طولي تحمله عقود جانبية بقي منها عقد واحد وتؤدي إلى القاعة الدافئة ذات الإيوانات الأربعة وبكل ركن من أركان القاعة نجد أربع حجرات صغيرة، وكانت المساحة كلها مغطاة بسقف كروي به بعض فتحات على هيئة نجوم يرجح أنها كانت معشقة بالزجاج الملون بغرض توفير إضاءة ناعمة لمكان استحمام واسترخاء رواد الحمام.

أما حمام النساء الذي احتفظ تقريباً بمكوناته المعمارية الأصلية فقاعة المسلخ به لها قبو طولي محمول على عقدين وتفضي إلى ثلاث حجرات استخدمت كقاعة باردة تستقبل النساء بعد خلع الملابس وتودعهن بعد الاستحمام حتى لا يتعرضن لنزلات البرد إذا غادرن الحمام إلى الطريق العام مباشرة. ولحجرة الاستحمام الدافئة بحمام النساء ثلاثة إيوانات فقط وليس بها سوى حجرتين اثنتين بالأركان. وقد غطيت جدران القاعة الدافئة ببلاطات من الخزف المزجج اتخذت هيئة النجوم وأيضاً الأشكال الهندسية المتقاطعة ويغلب على زخارفها الهندسية اللونان الأزرق والأخضر.

وإلى الشرق من الحمام يوجد مسجد كبير له مدخل في الضلع الغربي ورغم أنه ليس متسع الفتحة إلا أنه مزخرف الحنايا والأركان ففي قمة فتحة الباب المعقودة صفوف من المقرنصات الحجرية التي اشتهرت بها العمارة السلجوقية، بينما عضادات المدخل زينت بزخارف هندسية تم حفرها في أحجار المدخل بإتقان كبير.

تصاميم

المسجد يحتل مساحة شبه مربعة وهو مقسم من الداخل بواسطة العقود المدببة إلى أروقة عددها في عمق المسجد عشرة عقود وفي العرض ثمانية وعلى طول الضلع الممتد من الشمال إلى الجنوب فناءان مكشوفان لكل منهما أربعة عقود والفناء أو الصحن الجنوبي منهما يواجه المحراب الذي غطي بقبة حجرية ما زالت قائمة إلى اليوم. أما الفناء الثاني الذي يتوسط الصحن فقد غطي في بعض سنوات القرن التاسع عشر بقبة مضلعة مؤلفة من 12 ضلعاً وهي تهيمن بارتفاعها الكبير على منظر المسجد الذي جددت أسقفه على هيئة أقبية طولية مماثلة لما كانت عليه وقت البناء. وتعرض توازن الوحدات المعمارية للمسجد لخلل ظاهر بعد تشييد ستة عقود في الركن الجنوبي الشرقي، وذلك من أجل إنشاء المدفن الثماني الأضلاع الذي دفنت به “خوند خاتون”.

أما المدرسة التي خصصت لتدريس الفقه الإسلامي على المذهب الحنفي السائد بين الأتراك فلها مدخل مستقل بالجدار الغربي، وهو أيضاً متوج بمقرنصات رائعة التشكيل ويفتح على صحن به بوائك من دعامات وعقود حجرية وفضلاً عن الإيوان الكبير المخصص للتدريس والمغطى بقبو طولي مدبب المقطع فهناك عدة مداخل صغيرة تحيط بالصحن في الضلعين الشرقي والغربي وهي تؤدي إلى خلاو خاصة بإقامة الطلاب وعدد هذه الحجرات أو الخلاوي ثمان بواقع أربع في كل ضلع وكلها ذوات قبوات مدببة أيضاً.

وقد توقفت المدرسة عن أداء وظائفها التعليمية منذ أمد طويل وتستخدم اليوم كنقطة استقبال للزوار المحليين والسائحين الأجانب فضلاً عن استيعابها للأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تحرص مدينة قيسارية على أن يكون مجمع خوند خاتون بمظهره المعماري المهيب خلفية حضارية وجمالية لتلك الأنشطة.

واللافت أن مسجد المجموعة وكذا الحمام بقسميه الرجالي والنسائي يتم استخدامهما حتى اليوم في ظل خطة محكمة للحفاظ على هيئتهما الأثرية الأصلية.

مميزات المدفن

يتميز المدفن المستقل بفخامة ظاهرة بفضل استخدام الأحجار البيضاء الناعمة في تشييد جدرانه الثمانية، واستخدام أعمدة رخامية لحمل عقود القبة من الداخل. وبكل ضلع من الخارج شباكان متماثلان يفصل بينهما عمود صغير من الرخام الأبيض ويحمل في ذات الوقت العقد الذي يتوج فتحات الشبابيك. ويحيط بكل ضلع إطار من زخارف هندسية حفرت في الحجر، بينما نقش شريط من كتابات بخط النسخ حول الجدران من الخارج. وثمة سلالم تربط بين حجرة المدفن المغطاة ببلاطات خزفية وبين المدرسة الملحقة بالمجموعة المعمارية.

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صاحبة الدَّين عبدالقادر حمود القسم العام 2 04-10-2019 01:50 AM
مركز خيام شوقي المسوقة//العنود عنود شوقي ملتقى الأعضاء 1 10-26-2011 05:57 PM
خاتون والبحرة الخاتونية admin ركن وادي الفرات 1 09-27-2009 05:38 PM
مركز الوثائق التاريخية ذاكرة سوريا عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 3 10-22-2008 09:59 PM
يا طير مهاجر لبعيد الـــــفراتي الصوتيات والمرئيات 3 09-28-2008 02:35 AM


الساعة الآن 05:00 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir