في ساعة من ساعات الصفاء.. حينما ينجلي الغمام عن القلب فنرى أشياء لأول مرة وهي أمامنا منذ زمن بعيد .. نراها في هذه الساعة صافيه نقيه مجردة من عوائق الرؤيه القلبيه .. ورؤيتينا هذه الساعة لبركة من نوع خاص .. اختص بها المولى عز وجل لتكون لها الفضل والكرامة ..
ونبدأ بضرب بعض أمثلة لها ولعل أهمها هي الرسل والأنبياء فقد اختص المولى عز وجل سيد الأنبياء وأشرف المرسلين ليكون آخرهؤلاء الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم
واختص أمته وهي آخر الأمم بأفضل الأمم على الاطلاق والحمد لله أن جعلنا منها ..
واختص كذلك من العام آخره
فقد جعل الله في ثلث العام الأخير أفضل الشهور شهر رمضان المبارك
وآخر الشهور ذو الحجه وما به من أفضل الأيام يوم عرفه وفيه تأديه لركن الاسلام الخامس الحج .. واختص من أيام شهر رمضان المبارك الثلث الأخير ليكون أفضل أيام رمضان وما به من ليله خيرُ من ألف شهر
واختص من الأسبوع آخره يوم الجمعه ليكون خير أيام الاسبوع
واختص من ساعات اليوم آخره ليتقبل فيه الدعاء بخصوصيه هن باقي ساعات اليوم
واختص من الليل آخره ليجيب الداعي والسائل..

فنلاحظ
من هذه الأمثله أن الله اختار خواتم وأواخر الأزمنه والأنبياء لتكون خيرها..ولعلنا نطبق هذه المعادله الربانيه على حياتنا ولينظر كل واحد الى حياته وما مر بها من أعوام عديده وأن ما تبقى ما هو الّا آخرها فيهم بالعمل الذي سيقابل به ربه ويتلمس الفضائل التي وهبنا بها الله مثل فضل أداء عمره وما بها من محو للذنوب واذا كانت في شهر مضان فهي أفضل لأن ثوابها يعدل ثواب الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وصلاة اثنى عشر ركعه كل يوم تبني لك بيتاً في الجنه وصلاة ركعه بالحرم تعدل مئة ألف فيما سواه وبذلك يكون فضل اتمام صلاة يوم واحد بالحرم يعدل صلاة مئتان واربعة وسبعون عاماً فيما سواه تخيل كأنك تعيش كل هذه الأعوام بدون اخطاء ولا ذنوب فقط صلاه .. الله أعلم بأعمارنا فهيا بنا نرجع الى الله ونتلمس هذه البركات الربانيه في كل الأوقات وخاصةً في أواخرها.
وصلى الله وسلم على نبينا آخرالأنبياء وأكرمهم وأشرف المرسلين وأعظمهم.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ..