أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           

إضافة رد
قديم 08-19-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي مشاهدات رحّالة في مكة ودمشق والقاهرة

صور قلمية لعادات وتقاليد أيام وليالي شهر القرآن كتبها ابن جبير وابن بطوطة والعياشي
مشاهدات رحّالة في مكة ودمشق والقاهرة





عبد المجيد عبد الحميد

زار رحالون عرب وغربيون من المستشرقين الديار المقدسة في مكة المكرمة، وسجلوا تفاصيل دقيقة عن الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما عايشوا الناس واختلطوا معهم، وسعوا وطافوا وحجوا وصاموا شهر رمضان الكريم، وتعرفوا إلى تفاصيل دقيقة لحياة المكيين من عادات وتقاليد متوارثة عندهم، فدونوها لنا في رحلاتهم الجميلة.

وحين نطالع رحلة الرحالة العربي الأندلسي ابن جبير الكناني (ت 614هـ)، في رحلته الأولى صوب مكة المكرمة بعد مغادرته مدينة غرناطة الأندلسية يوم الخميس الثامن من شوال سنة 578هـ، الموافق 3 يناير 1183م، نجد أنه خصّ رحلته المعروفة بـ”رحلة ابن جبير” صفحات للحديث عن رمضان. فبدأ حديثه عن استهلال شهر رمضان قائلاً: “استهل هلاله ليلة الاثنين التاسع عشر لدجنبر (ديسمبر) عرّفنا الله فضله وحقه ورزقنا القبول فيه”.

أما عن صيام أهل مكة المكرمة للشهر المبارك واحتفالهم به فقال ابن جبير: “وكان صيام أهل مكة له يوم الأحد بدعوى في رؤية الهلال لم تصح، لكن أمضى الأمير ذلك ووقع الإيذان بالصوم بضرب دبادبه ليلة الأحد المذكور”. بعد ذلك أوضح الرحالة الأندلسي ما كان يجري من تهيئة للاحتفال بمَقدَم شهر القرآن: “ ..وحقّ ذلك من تجديد الحُصُر وتكثير الشمع والمشاعيل وغير ذلك من الآلات حتى تلألأ الحرم نوراً وسطع ضياءً، وتفرقت الأئمة لإقامة التراويح فرقاً”.




سحور المكيين
كما لم ينسَ ابن جبير في معرض حديثه عن شهر الصيام بمكة المكرمة من الإشارة إلى سحور أهل مكة داخل الحرم المكي الشريف ونقل أيضاً ما كان يؤديه المؤذن الزمزمي من نداءات لتسحير صائمي مكة المكرمة للإمساك عن طعام السحور في صومعته بالحرم الشريف فيصفها الرحالة بقوله: “والمؤذن الزمزمي يتولّى التسحير في الصومعة “المنارة” التي في الركن الشرقي من المسجد بسبب قربها من دار الأمير، فيقوم في وقت السحور فيها داعياً وذكراً ومُحرِّضاً على السحور ومعه أخوان صغيران يجاوبانه ويقاولانه، وقد نصبت في أعلى الصومعة خشبة طويلة في رأسها عُود كالذراع، وفي طرفيه بَكرتَانِ صغيرتانِ يُرفَع عليهما قنديلانِ من الزجاج كبيران لا يزالانِ يَقِدَانِ مُدّة التسحير”. ثم يضيف ابن جبير: “فإذا قرُبَ تبين خيطي الفجر ووقع الإيذان ـ الأذان ـ بالقطع مرّة بعد مرّة حطّ المؤذن المذكور القنديلينِ من أعلى الخشبة وبدأ بالأذان، وثوّبَ المؤذنون من كل ناحية بالأذانِ. وفي ديار مكة كلها سطوح مرتفعة، فمن لم يسمع نداء التسحير ممّن يبعد مسكنه من المسجد يُبْصِر القنديلينِ يَقِدان في أعلى الصومعة، فإذا لم يبصرهما عَلِمَ أنّ الوقت قد أنقطعَ”.

العين الباصرة

كانت عين الرحالة الأندلسي ابن جبير باصرة لكلّ حدث يحدث في الحرم المكي الشريف، فها هو ينقل مشاهداته لليلة الثاني من رمضان مع العشي لطواف الأمير مُكثر بالبيت العتيق مودعاً، وخرج للقاء الأمير سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أخي صلاح الدين الأيوبي الذي قَدِم من مصر، ثم رأى دبادب الأمير مُكثر حيث قال عنها: “وفي ضحوة يوم الأربعاء الثالث من الشهر المبارك المذكور كُنّا جلوساً بالحجر لمُكرم فسمعنا دبادب الأمير مُكثر وأصوات نساء مكة يولون عليه. فبينا نحن كذلك دخل مُنصرفاً من لقاء سيف الإسلام المذكور وطائفاً بالبيت المُكرم طواف التسليم والنّاس قد أظهروا الاستبشار لقدومه، والسرور بسلامته، وقد شاع الخبر بنزول سيف الإسلام الزاهر، وضرب أبنيته فيه، ومقدمته من العسكر قد وصلت إلى الحرم، وزاحمت الأمير مُكثراً في الطواف، فبينا النّاس ينظرون إليهم إذ سمعوا ضوضاء عظيمة وزعقات هائلة، فما راعهم إلاّ الأمير سيف الإسلام داخلاً من باب بني شيبة ولمعان السيوف أمامه يكاد يَحُول بين الأبصار وبينه، والقاضي عن يمينه وزعيم الشيبيين عن يساره، والمسجد قد أرتجّ وغصّ بالنظارة والوافدين، والأصوات بالدعاء له ولأخيه صلاح الدين قد علت من الناس حتى صكت الأسماع وأذهلت الأذهان؛ والزمزميّ المؤذن في مرقبته رافعاً عقيرته بالدعاء له والثناء عليه؛ وأصوات الناس تعلو على صوته، والهول قد عظُمَ على مرأى ومستمعاً. فلحين دنوّ الأمير من البيت المعظم أُغْمضت السيوف وتضاءلت النفوس وخلعت ملابس العزّة وذلّت الأعناق وخضعت الرِقاب وطاشت الألباب مهابةً وتعظيماً لبيت مَلِك المُلوك العزيز الجبار الواحد القهّار”. ثم واصل ابن جبير وصف طواف سيف الإسلام ودخوله قبة زمزم وخروجه من باب الصفا إلى السعي، واصطفاف الناس أول المسعى إلى آخره سماطين.. ثم عودة الأمير إلى المسجد الحرام ومبادرة الشيبيين إلى فتح باب الكعبة المشرفة له ومن بعده لكافة الطائفين.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2010
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الاحتفال في الحرم

أورد أحمد الصاوي في “رمضان زمان” عن رمضان مكة المكرمة عند ابن جبير بقوله: “وقد احتفظ لنا ابن جبير بوصف دقيق وشامل لما كان يجري بالحرم المكي من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان. فسجل أوّل ما سجل ذلك الاهتمام الكبير بزيادة أحجام وأعداد وسائل الإضاءة منذ صلاة المغرب حتى صلاة الفجر، وهو ما تتفق عليه كافة الأقطار الإسلامية منذ العصور الوسطى إلى يومنا هذا. فضلاً عن تجديد فرش الحرم من الحصير عند دخول أول أيام الشهر الكريم. ومن غرائب ما دوّنه ابن جبير أن صلاة التراويح كانت تقام بالحرم في نواحٍ متفرقة بحيث تخصص كل ناحية لفرقة بإمامها، وعدد أئمة التراويح.. وذكر ابن جبير عن صلاة التراويح في الحرم المكي الشريف قائلاً: “وكل وتر من الليالي العشر الأواخر يختم فيها القرآن. فأوّلها ليلة إحدى وعشرين، ختم فيها أحد أبناء أهل مكة، وحضر الختمة القاضي وجماعة من الأشياخ. فلما فرغوا منها قام الصبيّ فيهم خطيباً، ثم استدعاهم أبو الصبيّ المذكور إلى منزله إلى طعام وحلوى قد أعدّهما وأحتفل فيهما”.

وأضاف الصاوي إلى ذكر الرحالة إلى غلام مكيّ من ذوي اليسار دون سنّ الخامسة عشرة احتفل به أبوه احتفالاً بديعاً عند ختمه للقران في ليلة ثلاث وعشرين وذلك أنه أعد له ثرية مصنوعة من الشمع ذات غصون علقت فيها أنواع الفواكه الرطبة واليابسة وأعد لها شمعاً كثيراً “وضع وسط الحرم شبيه المحراب المربع أقيم على قوائم أربعة تدلت منه قناديل مسرجة وأحاط دائر المحراب المربع بمسامير مدببة الأطراف غرز فيها الشمع، وأوقدت الثريا المغصنة ذات الفواكه.. ووضع بمقربة من المحراب مثير مجلجل بكسوة مجزعة مختلفة الألوان، وحضر الأمام الطفل وصلى التراويح وختم وقد ملء المسجد بالرجال والنساء وهو في محرابه وحوله الشموع”.

إحياء تاج الليالي

تُعد ليلة السابع والعشرين من الليالي المباركة في شهر الصوم الفضيل، فهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم. وقد أحياها الرحالة الأندلسي وهو في مكة المكرمة، حيث كتب عنها بقوله: الليلة الغرّاء، والختمة الزهراء، والهيبة الموفورة الكهلاء، والحالة التي تمكن عند الله تعالى في القبول والرجاء، ثم يصف مقدار ومنزلة تاج الليالي: “وأيّ حالة توازي شهود ختم القرآن ليلة سبع وعشرين من رمضان خلف المقام الكريم وتجاه البيت العظيم؟ ووقع النظر والاحتفال لهذه الليلة المباركة قبل ذلك بيومين أو ثلاثة، وأُقيمت إزاء حطيم إمام الشافعية خشب عِظام بائِنَة الارتفاع موصُول بين كل ثلاث منها بأذرع من الأعواد الوثيقة، فاتصل منها صفٌ كاد يُمسك نصف الحرم عرضاً ووصلت بالحطيم المذكور، ثم عرضت بينها ألواح طوال مُدّت على الأذرع المذكورة، وعلت طبقة منها طبقة أخرى حتى استكملت ثلاث طبقات، فكانت الطبقة العليا منها خُشُباً مستطيلة مغروزة كلها مسامير مُحددة الأطراف لاصقاً بعضها ببعض كظهر الشيهم نصب عليها الشمع، والطبقتان تحتها ألواح مثقوبة ثقباً مُتصلاً وضعت فيها زجاجات المصابيح ذوات الأنابيب المنبعثة من أسافلها”.

كما سرد ابن جبير تفاصيل مكان الحفل والحضور في هذه الليلة المباركة، وكيف كان صبيان مكة يحدقون بشرفات الحرم المكي من نواحيه الأربع وإيقادهم لشرفاته ورفع أصواتهم بيارب يا رب على لسان واحد، وكذلك ارتجاج الحرم لأصواتهم. وكيف تقدم القاضي وصلّى العشاء الآخرة لشهر رمضان، وتوقف جميع الأئمة من قراءة التراويح، تعظيماً لختمة المقام، وحضروا متبركين بمشاهدتها. وعودة الأئمة لإقامة التراويح بعد أن فرغ من خطبته.

بينما كان المختتم في ليلة تسع وعشرين في رمضان لجميع أئمة التراويح، واحتفل جميع المالكية للختمة، وكيف تناوبها أئمة التراويح، فقضوا صلاتهم سراعاً عجالاً. وذكر بألم كيف انقضت ليالي الشهر الكريم بقوله: “وانتهت ليالي الشهر ذاهبة عنّا بسلام، جعلنا الله ممّن طهّر فيها من الآثام، ولا أخلانا من فضل القبول ببركة صومه في جوار الكعبة البيت الحرام”.

رؤية هلال شوال

كما ذكر أحمد الصاوي عن رحلة ابن جبير بأن: “ما أن ثبتت رؤية هلال شوال حتى أوقدت أعالي المآذن من الأربع جهات في الحرم وأوقد سطح المسجد الذي في أعلى جبل أبي قبيس، وأقام المؤذن ليلته تلك في أعلى سطح قبة زمزم مهللاً ومكبراً وحامداً”. في حين أشار الرحالة ابن جبير إلى أن صلاة العيد أقيمت بالمسجد الحرام، وأن الناس بكّروا بالحضور وقد لبسوا أثواب عيدهم، وبعد فراغ الخطبة أقبل بعضهم على بعض “بالمصافحة والتسليم والتغافير والدعاء مسرورين جذلين فرحين بما آتاهم من فضله وبادروا إلى البيت الكريم فدخلوا عليه بسلام آمنين مزدحمين عليه فوجاً فوجاً فكان مشهداً عظيماً وجمعاً بفضل الله تعالى مرحوماً”.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2010
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

ابن بطوطة ورمضان مكة

أمّا رحلة أبي عبد الله اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة فهي من أشهر الرحلات في التراث الجغرافي العربي في القرن الثامن للهجرة (الرابع عشر للميلاد) وتعدّ رحلة ابن بطوطة من الرحلات الشعبية المؤنسة والطريفة لما حوته من المدهش والعجيب في سرد الأسفار والمشاهدات التي قام بها ابن بطوطة خلال خمس وعشرين سنة مدة رحلته.

وكما فعل قبله الرحالة الأندلس ابن جبير في ذكر استهلال الأشهر القمرية عند أهل مكة المكرمة، فعل ابن بطوطة ذلك فحدثنا عنه بقوله: “أن يأتي أمير مكة في أوّل يوم من الشهر، وقوّاده يحفُون به، وهو لابسٌ البياض مُعتماً مُتقلداً سيفاً، وعليه السَكِينة والوِقار. فيصلي عند المقام ركعتين، ثم يُقبِّل الحجر. ويشرع في طواف أسبوع ـ سبعة أشواط ـ ورئيس المؤذنين على أعلى قُبّة زمزم، فعندما يكمل الأمير شوطاً واحداً ويقصد الحجر لتقبيله، يندفع رئيس المؤذنين بالدعاء له والتهنئة بدخول الشهر رافعاً صوته بذلك”. وأضاف الرحالة المغربي: “وإذا أهلَّ هلال رمضان تضرب الطبول والدبادب عند أمير مكة، ويقع الاحتفال بالمسجد الحرام من تجديد الحصر وتكثير الشمع والمشاعل حتى يتلألأ الحرم نوراً، ويسطع بهجة وإشراقاً، وتتفرق الأئمة فرقاً، وهم الشافعية والحنبلية والحنفية والزيدية، وأما المالكية فيجتمعون على أربعة من القُرّاء يتناوبون القراءة ويوقدون الشمع ولا تبقى في الحرم زاوية ولا ناحية إلاّ وفيها قارئ يصلي بجماعته، فيرتج المسجد لأصوات القُرّاء، وترقُّ النفوس وتحضر القلوب وتهمل الأعين”.

ختمة الصائمين

ثم تحدث ابن بطوطة عن ختمة الصائمين للقرآن الكريم أيام شهر رمضان المبارك، قائلاً: “وفي ليلة وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان يختمون القرآن، ويحضر الختم القاضي والفقهاء والكبراء، ويكون الذي يختم بهم أحد أبناء كبراء أهل مكة، فإذا نصب له منبر مزين بالحرير، وأُوقد الشمع، وخطب، فإذا فرغ من خطبته استدعى أبوه الناس إلى منزله فأطعمهم الأطعمة الكثيرة والحلاوات. وكذلك يصنعون في جميع ليالي الوتر”. أما عن أعظم الليالي عند المكيين فهي ليلة القدر المباركة التي قال عنها في رحلته: “وأعظم تلك الليالي عندهم ليلة سبع وعشرين، واحتفالهم لها أعظم من احتفالهم لجميع الليالي، ويختم بها القرآن العظيم خلف المقام الكريم، وتقام إزاء حطيم الشافعية خشبٌ عِظَام توصل بالحطيم، وتعرض بينها ألواح طِوَال، وتجعل ثلاث طبقات، وعليها الشمع وقنديل الزجاج، فيكاد يغشى الأبصار شُعاع الأنوار، ويتقدم الإمام فيصلي فريضة العشاء الآخرة، ثم يبتدئ قراءة سورة القدر، وإليها يكون انتهاء قراءة الأئمة في الليلة التي قبلها، وفي تلك الساعة يُمسك جميع الأئمة عن التراويح تعظيماً لختمة المقام، ويحضرونها متبركين، فيختم الإمام في تسليمتين ثم يقوم خطيباً مستقبل المقام فإذا فرغ من ذلك عاد الأئمة إلى صلاتهم وانفض الجمع، ثم يكون الختم ليلة تسع وعشرين في المقام المالكي في منظر مختصر، وعن المباهاة مُنزّه موقر، فيختم ويخطب”.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2010
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

وفي دمشق...

ضمن رحلته طيلة السنوات الخمس بعد العشرين وصل ابن بطوطة إلى دمشق الشام غير مرّة وصادف فيها شهر رمضان عام 749هـ، يذكر الصاوي لفضائل الدمشقيين عنده: “أنه لا يفطر أحد منهم في ليالي رمضان وحده البتة، فمن كان من الأمراء والقضاة والكبراء فإنه يدعو أصحابه والفقراء يفطرون عنده، ومن كان من التجار وكبار السوقة صنع مثل ذلك، ومن كان من الضعفاء والبادية، فإنهم يجتمعون كل ليلة في دار أحدهم أو في مسجد ويأتي كل واحد بما عنده فيفطرون جميعاً”، وأنّ الفقه والحديث كانت تنتظم بالجامع الأموي خلال شهر رمضان ويحضرها جمع غفير من الفقهاء وطلاب العلم. وعندما أقام الرحالة ابن بطوطة في مدينة دمشق في شهر رمضان عام 726هـ فقد سمع جميع صحيح البخاري خلال أربعة عشر مجلساً أولها يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان، وآخرها الثامن والعشرون منه. وكان ذلك على الشيخ المعمر، رحلة الآفاق ملحق الأصاغر بالأكابر شهاب الدين أحمد بن أبي النعم بن حسن بن علي بن بيان الدين مقرئ الصالحي المعروف بابن الشحنة الحجازي.

وقد كانت دروس رمضان بجامع دمشق تستوعب أيضاً عدداً لا بأس به من السيدات اللاتي جَلَسْنَ للتدريس وأجَزْنَ رجالاً كان من بينهم ابن بطوطة الذي ذكر أن من بين مَن أجازُوه إجازَة عامة الشيخة الصالحة أم محمّد عائشة بنت محمد بن مسلم بن سلامة الحرّاني، والشيخة الصالحة رحلة الدنيا زينب بنت كمال الدين أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2010
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

العياشي في القاهرة

عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي، رحالة عربي مغربي زار مصر غير مرّة وهو في طريقه ضمن قافلة الحجّ المغربي. وقد ترك لنا مذكراته في رحلاته للحج وهي التي نشرت باسم “الرحلة العياشية”. وإن لم يهتم بإيراد ملامح الحياة الاجتماعية في البلاد التي مر بها من الجزائر إلى طرابلس الغرب مكتفياً بتسجيل ملاحظاته اليومية في القاهرة وبلاد الحجاز. فقد تحرك الرحالة المغربي العياشي في السادس والعشرين من شهر رمضان1072هـ ـ 1662م ورفاقه من مدينة إمبابة قاصدين ميناء القاهرة النيلي بولاق فهالهُ أن وجد النيل في غاية من النقصان وقد انحسر الماء عن بقاع كثيرة في وسطه. وعند وصوله إلى بولاق اكترى العياشي وحجاج المغاربة ثلاثة من الإبل العجيبة. ويحدثنا الصاوي قائلاً: ولم يستطع الرحالة أن يحقق أمنيته بالإقامة قرب الجامع الأزهر لانشغال الدور بالحجاج من الشمال الإفريقي وقد كانوا أحرص الناس على الاحتفاء بشهر رمضان الكريم في الأزهر. فطرح أمتعته هو وأصحابه بوكالة قايتباي بباب الأزهر الغربي وجعلنا نتطلب داراً للسكنى فما وجدنا إلاّ آخر النهار بمحل بقال يقال له البردبكية وجدنا هناك داراً واسعة فيها مساكن عدة إلاّ أنها بعيدة عن الجامع الأزهر بنحو أربعمائة خطوة قريبة من مشهد الحسين عليه السلام.

عند شيخ القُرّاء

رمضان هو شهر القرآن الكريم، وفيه يقبل المسلمون الصائمون على قراءته وتجويده، لذا هبّ العياشي إلى زيارة شيخ القرّاء ورئيس أهل التجويد بلا مراجعة الشيخ سلطان، وقد سلم الشيخ عليه ودعا له وكان ذلك هو غاية ما أراده الرحالة وقصّاد الحج المغاربة من تلك الزيارة. وقد سجل لنا في رحلته بندم وأسىً أنه لم يحضر إلى الأزهر في يوم التاسع والعشرين من رمضان لأسباب ثلاثة، أولها لبعد منزله عن المسجد وتلك واحدة من الغرائب إذ استكثر الأربعمائة خطوة وهو الذي سار وقطع الصحراء خمسة وأربعين يوماً دفعة واحدة من مصراته إلى مصر. والسبب الثاني ما لحقه من التعب بسبب الصوم. أما السبب الثالث فكان ذلك اللغط الذي ثار في القاهرة حول تعيين أو أيام عيد الفطر.

ويروي الرحالة بأن قاضي الشافعية صعد مع الشهود العدول في ليلة الثلاثين إلى أعلى المئذنة، ويعني بذلك مئذنة المنصور قلاوون بالنحّاسين، وبقي الجميع فوقها من قبيل الغروب حتى انتشر الظلام، فلم يروا شيئاً، فأوقدوا المصابيح في المئذنة كما هي عادتهم في ليالي الشهر كلها، فعلم الناس أن الغد من رمضان، وكذّب أقوال المنجمين. وبعد أن أتم العياشي صيام شهر رمضان في مدينة القاهرة نجده يجري على عادة المصريين في الخروج لزيارة المقابر، فيخرج عشاء إلى القرافة الصغرى، ولكنه لم يستكمل مراده من الزيارة، فعاد إلى القاهرة لشدة الحرّ من ناحية، ومن ناحية أخرى “لكثرة الزحام بالمقابر لأن عادة نساء مصر أن يخرجن ليلة العيد ويومه إلى المقابر، ويبقين هناك برهة من الزمان”. وعلى الرغم أمن أنّ الرحالة العياشي قد ذهب إلى القرافة بغرض الزيارة والتبرك بمقابر الأولياء، إلاّ أنه لم يجد أي غضاضة في أن يصف عادة المصريات بأنها: “عادة مذمومة في جميع الأيام، فما بالنا بيوم العيد، إنه يوم أكل وشرب ومرح وسرور، وزيارة القبور تذكر بالآخرة وتثير في القلب حزناً”.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2010
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

أطفال الإمارات ابتكروا مدفع رمضان

لا تستغرب هذا العنوان.. فنحن نتحدث عن أطفال الإمارات أيام زمان، يوم أن كانت الإمكانات محدودة، والابتكارات مجرد حلم صغير، لكن يبدو أن رمضان كان مصدراً لتطبيق المقولة الشهيرة (الحاجة أم الاختراع) لا سيما بالنسبة للأطفال الذين عشقوا صوت مدفع رمضان والعيد.. حتى توصلوا إلى ابتكار بسيط لصنع هذا المدفع.. فكانوا يأتون بقطعة أنبوب المياه بطول 20 سم وقطر1 سم، وبعد أن يثنوا أحد طرفي القطعة، بحيث تكون مغلقة تماماً، يقومون بثقب القطعة ثقباً صغيراً، ويضعون كمية من البارود وأعواد الثقاب، والقطن والقماش داخل الأنبوب، ثم يضعون في الثقب فتيلاً، وفي المساحة المعروفة بـ (البراحة) يدفنون مدفعهم داخل الأرض بحيث لا يظهر منه سوى الفتيلة، وما هي إلا لحظات حتى يسمع صوت واضح وقوي في المنطقة، لتظهر الفرحة وعلامات السرور على وجوه المخترعين الذين كانوا بعد نجاحهم هذا يتلقون المزيد من الحلوى وأطعمة رمضان المشهورة آنذاك.. اختفت اختراعات الزمن الجميل بسبب الألعاب الإلكترونية والتقنية الحديثة التي بدّلت في حياتنا الكثير الكثير؟!





منقول من جريدة الاتحاد الاماراتية
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-09-2011
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: مشاهدات رحّالة في مكة ودمشق والقاهرة

اللهم يا دائم الفضل على البرية ، يا باسط اليدين بالعطية ، يا صاحب المواهب السنية ،صل على سيدنا محمد خير البرية واغفر لنا يا ذا العلا في هذه العشية
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رمضان القاهرة في الزمن الجميل بعيون رحّالة أجانب عبدالقادر حمود القسم العام 2 06-21-2013 01:54 AM
العرب يسكنون الشّام ودمشق منذ أقدم الأزمنة ساره ركن بلاد الشام 2 09-27-2008 08:13 PM


الساعة الآن 02:51 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir