أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
قديم 06-26-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
صفية بنت حيي.. شهادتان نبويتان بحسن إسلامها

الصحابة الرواة


صفية بنت حيي.. شهادتان نبويتان بحسن إسلامها








وصفوها فقالوا: شريفة عاقلة، ذات حسب وجمال، ودين وتقوى، وذات حِلْم ووقار، هي سليلة كبار عائلات اليهود في الجزيرة العربية، نسبها يتصل بالنبي هارون عليه السلام، وكانت لها مكانة عزيزة عند أهلها، بل كانت طفلة عائلتها المدللة، وكانت حبيبة أبيها سيد بني النضير وقرة عينه، تزوجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن خيرها بين الإسلام والعتق، فاختارت الإسلام، وكان عتقها صداقها، أتت النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقالت: يا رسول الله إن النساء يعيرنني ويقلن لي: يا يهودية بنت يهوديين، فقال لها صلوات الله عليه وسلامه: هلا قلت: إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد؟



هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلب بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم، وقيل: يتخوم، وقيل: نخوم، والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم، وكان أبوها سيد بني النضير وهو من سبط لاوي بن يعقوب، ثم من ذرية نبي الله هارون بن عمران، أخي موسى عليهما الصلاة والسلام، وأمها هي: برة بنت سموأل، رفاعة بن سموأل القرظي من بني قريظة إخوة النضير.



في بيت أبيها



كان أول ما سمعت عن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق رسالته، ما سمعته بنفسها من أبيها وعمها حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً، فقد سمعت بأذنيها من أبيها أن النبي حق، وأنه هو المكتوب عندهم في التوراة، وقد حدّثت صفية رضي الله عنها عن هذا كما روى ابن إسحاق في السيرة فيما ذكره ابن هشام فقالت: كنت أحَب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ونزل قباء في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي حُيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس، فأتيا كاليْن كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي واحدٌ منهما، مع ما بهما من الغم، وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حُيي بن أخطب: أهوَ هُوَ؟ قال: نعم والله، قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت.



لم تكن تلك الواقعة هي الوحيدة التي عرفت فيها رأي كبار اليهود في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنها سمعت بما وقع بعد ذلك ويرويه البخاري في إسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه، فقد كان حبراً من فطاحل علماء اليهود، ولما سمع بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في بني النجار جاءه مستعجلاً، وألقى إليه أسئلة لا يعلمها إلا نبي، ولما سمع ردوده صلى الله عليه وسلم عليها آمن به لساعته ومكانه، ثم قال له: إن اليهود قوم بُهت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت اليهود، ودخل عبدالله بن سلام البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيُ رجل فيكم عبدالله سلام؟”، قالوا: أعلمنا، وابن أعلمنا، وأخيرنا، وابن أخيرنا، وفي لفظ: سيدنا، وابن سيدنا، وفي لفظ آخر: خيرنا، وابن خيرنا، وأفضلنا، وابن أفضلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفرأيتم إن أسلم عبدالله؟” فقالوا: أعاذه الله من ذلك، مرتين، أو ثلاثاً، فخرج إليهم عبدالله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا، ووقعوا فيه، فقال: يا معشر اليهود، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق، فقالوا: كذبت.



رؤيا البشارة



كان ذلك أول ما تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود، في أول يوم دخل فيه المدينة، ولا شك أن مثل تلك الواقعة قد فرضت نفسها على بيت سيد بني النضير، ووصلت أصداؤها إلى سمع بنته صفية، وأبوها يعترف بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو النبي المكتوب عندهم في التوراة، وتسمعه صفية بأذنيها، ثم يسلم كبير أحبارهم عبدالله بن سلام ويعلن إسلامه على الملأ، ما شغل بال بنت السبعة عشر ربيعاً، وجعلها ترى رؤيا كأنها البشارة، وهي الرؤيا التي قصتها على أهلها في حينها، قالت: رأيت كأني، وهذا الذي يزعم أن الله أرسله، ومَلَكٌ يسترنا بجناحيه، فردوا عليها رؤياها، وقالوا لها في ذلك قولاً شديداً.



وحين تقع الواقعة بين المسلمين واليهود، ويفتح الله على المسلمين حصون خيبر، ويقتل أبوها وزوجها، تخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأته في منامها، وكان صلى الله عليه وسلم حين صارت في رحله، قد رأى بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها، فقال: ما هذا؟ قالت: يا رسول الله رأيتُ في المنام قمراً أقبل من يثرب حتى وقع في حجري، فذكرت ذلك لزوجي كنانة، فقال: تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة، فضرب وجهي، وكانت ذكرت رؤياها لأمها فقالت لها كلاما مشابهاً لقول زوجها، “إنّك لتمدّين عُنُقك إلى أن تكوني عند مَلِك العرب”.



كبرت في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع منها رؤياها، وواسى آلامها وخفّف من مُصابَها، وخيّرها صلى الله عليه وسلم بين البقاء على دينها ودين آبائها وبين اعتناق الإسلام، فإن هي اختارت اليهودية أعتقها وردها إلى أهلها، وإن هي أسلمت سيمسكها لنفسه، فاختارت الإسلام، وقالت: يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقتُ بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك، وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي، واختارت صفية الإسلام، وأمسكها رسول الله لنفسه فأعتقها صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وكان عتقُها صداقها.



زواجها من النبي



خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ولم يعرس بها، ولما قُرب إليه البعير ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت، ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه، وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها، وانظر إليها تصف كيف تصرف النبي معها فتقول: ما رأيت أحداً أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد رأيته وقد ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلاً، فجعلت أنعس فيضرب رأسي مؤخرة الرحل، فيمسني بيده، ويقول: يا هذه مهلاً، يا بنت حيي مهلاً.



ولما صار النبي إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها، فأبت عليه، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من ذلك، حتى إذا ابتعد عن خيبر وجاء الصهباء أعرس بها رسول الله هناك، وسُر بها، وقال لها: ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك؟ فقالت: خشيت عليك قرب يهود، فزادها ذلك عند رسول الله.



وظل النبي صلى الله عليه وسلم يدافع عنها ويشملها بعطفه ورأفته وحبه وشهد لها مرتين شهادتين تزكيانها، وكان ذلك أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ومعه صفية فأنزلها في بيت من بيوت حارثة بن النعمان، فسمعت بها نساء الأنصار، وتحدثن عن جمالها، فجئن ينظرن إليها، وجاءت عائشة رضي الله عنها متنقبة حتى دخلت عليها، فلما خرجت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثرها، فقال: كيف رأيتها يا عائشة؟ قالت: رأيت يهودية، فقال صلى الله عليه وسلم شهادته على إسلامها فقال: لا تقولي هذا يا عائشة، فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها.



وكما شهد لها النبي بحسن إسلامها فقد شهد لها صلى الله عليه وسلم بصدقها في حبه وافتدائها له بنفسها، فيما رواه زيد بن أسلم قال: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي، فغمزن أزواجه ببصرهن، فقال صلى الله عليه وسلم لهن: مضمضن، فقلن من أي شيء؟ فقال: من تغامزكن بها، ثم قال: والله إنها لصادقة.



عبادة وقنوت



وكانت رضي الله عنها عابدة مسبحة قانتة لربها وقد دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وبين يديها كوم من نوى، فسألها: ما هذا؟ فقالت: أسبح به يا رسول الله، فقال لها: لقد سبحتُ منذ قمت عنك أكثر من كل شيء سبحت، فقالت: كيف؟ قال: قلت سبحان الله عدد ما خلق.



وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها، وسألت الجارية عن سبب فعلتها قالت: الشيطان، فأعتقتها، وقالت: اذهبي فأنت حرة.



لها في كتب الحديث عشرة أحاديث، وفي كتاب: “أسماء الصحابة وما لكل منهم من العدد” وضعها ابن حزم الأندلسي في رقم 178 فيمن رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: ورد لها من الحديث عشرة أحاديث، أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه.



وحدث عنها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومولاها كنانة، وآخرون، والحديث المتفق عليه أخرجه البخاري في الاعتكاف في باب “هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟”، فعن علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد، عند باب أم سلمة، مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً”.



توفيت رضي الله عنها في المدينة، في عهد الخليفة معاوية، سنة 50 هجرية، ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-26-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: صفية بنت حيي.. شهادتان نبويتان بحسن إسلامها

رضي الله عنها وأرضاها

شكراً لك أبا معاوية على إيراد هذه السيرة العطرة
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-27-2009
  #3
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: صفية بنت حيي.. شهادتان نبويتان بحسن إسلامها

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-27-2009
  #4
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: صفية بنت حيي.. شهادتان نبويتان بحسن إسلامها

المقال ممتاز لكن العنوان يوحي بان احد يتكلم في حسن اسلامها
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شهادة أصحابه له بحسن الخلق: نوح المواضيع الاسلامية 2 02-26-2009 11:35 AM
صفحة من نور أبو أنور المواضيع الاسلامية 5 01-09-2009 12:47 AM
أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 11-02-2008 02:18 PM
لا تحزن إن الله معنا" نوح المواضيع الاسلامية 1 09-14-2008 10:25 PM


الساعة الآن 11:13 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir