في غياب الأب .. هل تنجح الأم تربوياً


تعاني العديد من الأسر في مجتمعنا غياب الأب حيث لم يعد يلعب ذلك الدور المحوري والأساسي داخلها ناهيك عن أن وسائل الحياة العصرية جعلت تنصل الأب من مسؤولياته أمراً محتماً في ظل توفر الحياة المادية الميسورة ووسائل الترفيه وفي ظل تراجع دور العادات والتقاليد الأسرية .

وإن قضية غياب الآباء عن المنزل لساعات طويلة ، أو لأيام وأسابيع له أثر خطير على نفسية الطفل ومهما كانت مشاغله فيجب أن تبقى الأسرة في مقدمة مسؤولياته وعليه الحفاظ عليها وكذلك توزيع الأدوار بشكل مدروس بينه وبين الأم ولكن في ظل غيابه هل تنجح الأم في إدارة شؤون الأسرة .‏

- أما عن أسباب غياب الوالد وتخليه عن إدارة شؤون الأسرة كالغياب المادي والجسدي وأسبابهما سواء بالسفر أوطبيعة العمل ولكن اخطر ما في نتائج غياب الوالد حضوره الجسدي وغيابه المعنوي بحيث تضطر الأم أن تلعب الدورين معاً وفي ذلك ارهاق لها وانشاء لعلاقة غير طبيعية بين الأم والأبناء تنشأ عنها لاحقاً تفاعلات سلبية تؤثر في تكوينهم النفسي .‏

- آثار غياب الوالد على كافة أفراد الأسرة‏

الأم تتأثر بقدر كبير من غياب الأب عن المنزل لأن الواجبات تقع على عاتقها بالكامل أما الأولاد فيمتصون أزمة الغياب ولكن حين تأتي ساعة الحقيقة يتبين أنهم بحاجة إلى تفريع ما عندهم من تراكمات نفسية ناشئة عن غياب العاطفة والتوجيه والسلطة الأبوية فيأتي تنفيسهم لهذه الاحتقانات في غير موضعه بشكل انحراف سلوكي أو أخلاقي ربما ينتهي بهم في السجن .‏

كيف نخفف آثار غياب الوالد عن الأسرة‏

حقيقة أن غياب الزوج غالباً ما يودي إلى انهيارات كارثية في الأسرة لذا فالمعني بالتدخل لتصحيح هذا الخلل لا تنفرد به جهة محددة أو شخص محدد فالأقارب يلعبون دوراً كبيراً إضافة للأصدقاء كما أن مؤسسات المجتمع والرعاية ومدارس التوجيه وجمعيات الأسرة وحقوق الإنسان كلها جمعيات صالحة للمساهمة في تخفيف النتائج السلبية الناشئة عن غياب الأب .‏

وبالنهاية أقول أن العمل المركزي يتمثل بمنع غياب الأب قبل معالجة آثار غيابه وهذا يتطلب حواراً داخلياً صادقاً ضمن الأسرة يمكن فيه اشراك الابناء الراشدين بحيث يتحمل كل فرد مسؤولية هذا المجال .