أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-20-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي شجرة الدر ملكة الفسيفساء والقلادة النادرة

المرأة وفنون الإسلام.. من جارية إلى سلطانة إلى قتيلة بـ «القباقيب»
شجرة الدر ملكة الفسيفساء والقلادة النادرة


من المصدر ©مدفن نجم الدين أيوب بالنحاسين

أحمد الصاوي

مع توالي أيام شهر رمضان الكريم، بدأت كثير من الأسر بالانصراف عن تناول طعام الإفطار في المنزل والذهاب إلى المطاعم المنتشرة في المراكز التجارية والفنادق، متخلية عن واحدة من أجمل سمات الشهر الفضيل، والمتمثلة في اجتماع أفراد الأسرة وتحلقهم حول المائدة في انتظار الأذان وسط طقوس رمضانية جميلة ومميزة، وقد تباينت أسباب هذا الانصراف بين الرغبة في التغيير، والاستجابة لضغوط الأبناء، وحتى انشغالات الزوجة والإرهاق الذي يصيبها نتيجة جمعها بين مسؤوليات البيت والعمل.

ليست شجرة واحدة إنما هي «شجرة الدر» أشهر سيدة في تاريخ مصر الإسلامية وأبعد النساء المسلمات أثراً في التاريخ السياسي، وكذا في تاريخ العمارة والفنون الإسلامية، هي في الأصل جارية أرمينية في بعض الأقوال وتركية شركسية على أرجحها تسرّى بها الملك الصالح نجم الدين أيوب أحد ملوك الأيوبيين المتأخرين وقت أن كان مقيماً بشمال الشام وأنجبت له ولداً اسمه «خليل»، فصارت حرة وزوجة و«أم ولد» ورغم أن الطفل مات صغيراً، فإن ذلك لم يؤثر في مكانتها لدى نجم الدين فكانت زوجته الأثيرة ومساعدته الأقرب في تسيير شؤون الحكم وربما كانت وراء قيام الملك الصالح فور توليه العرش الأيوبي في مصر بشراء المماليك من ذوي الأصول الشركسية ليكونوا نواة لجيشه الخاص.

شاءت الأقدار أن يتوفى زوجها مريضاً وجيوشه تواجه حملة «لويس التاسع» في معركة المنصورة فأخفت خبر موته خشية تأثر الروح المعنوية للجيوش، وكان زوجها قد أمهر بتوقيعه ألف أمر ملكي استخدمتها لإصدار الأوامر بتوقيعه وهو في عالم الأموات حتى حقق الجيش المؤلف من جنود ومماليك وعامة المصريين نصراً تاريخياً مؤزراً انتهى بوقوع الملك الفرنسي لويس التاسع نفسه في الأسر.




توران شاه
واحتراماً لرغبة زوجها أرسلت عقب وفاته لابنه «توران شاه» ليحضر من حصن «كيفا» بأعالي الشام ليتوج ملكاً على البلاد باسم الملك العادل، ولكنه لم يعاملها إلا كجارية ولم ينظر لمماليك والده إلا كرقيق فانتهى الأمر باغتياله على يد المماليك وبادر هؤلاء بمبايعة «شجرة الدر» سلطانة على البلاد فقبلت وضربت النقود باسمها ناعتة نفسها بالملكة المستعصمية الصالحية والدة خليل وعصمة الدنيا والدين. وبعد ثمانين يوماً قضتها ملكة تسير أمور البلاد والعباد جاءها خطاب الخليفة العباسي المستعصم بالله متجاهلاً أنها نسبت نفسها له «المستعصمية» توكيداً على الولاء للعرش العباسي برفض إسباغ الشرعية عليها مخاطباً رجال البلاط: «إن كانت عدمت لديكم الرجال فابعثوا لنا نرسل لكم رجلا يحكمكم». وعندئذ تنازلت الملكة عن الحكم لقائد العسكر المملوكي «عز الدين أيبك» الذي تزوجها ليحصل على صلة النسب بالبيت الأيوبي وإن كانت شجرة الدر ظلت تحكم البلاد فعلياً، بل وتحكمت بأيبك ومنعته من زيارة زوجته «أم علي» وأصرت على أن يفارقها بالطلاق.

المصير الدامي

وإزاء ضغوط البيت الأيوبي بالشام ورفضهم تولي المملوك أيبك السلطنة حاول الأخير أن يخطب ابنة أمير الموصل الأيوبي في صفقة زواج سياسي كادت تتحقق لولا أن شجرة الدر عاجلت أيبك بالموت ضربا على أيدي جواريها.

كانت لحظة حمق قادت شجرة الدر إلى مصيرها الدامي إذ ألقى مماليك أيبك القبض عليها وأسلموا أمرها «لأم علي» التي بادلتها قتلا بقتل فقضت تحت «قباقيب» جواريها وألقي بجثمانها خلف القلعة وظل نهباً لأعين المارة قبل أن يوارى الثرى في مكان مجهول ولم يقيض لها أن تدفن بقبتها التي شيدتها بنفسها.

وقد تركت شجرة الدر في تراث الفنون الإسلامية أثرين ما زالا قائمين لليوم وقلادة ذهبية يعتقد أنها كانت لها وقت السلطنة فضلاً عن عملات ذهبية نادرة تحمل اسمها «والدة خليل» وألقابها باعتبارها عصمة الدنيا والدين المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين.

والأثر الأول هو القبة الضريحية وتقع في شارع الخليفة بحي الدرب الأحمر، وهي عبارة عن بناء مربع من الآجر له باب واحد يواجهه من الداخل محراب مجوف على هيئة نصف دائرة وهو أول محراب في العمارة الإسلامية بمصر يزين بالفسيفساء الرخامية والزجاجية، وهي على هيئة زخارف نباتية مورقة منفذة على أرضية مذهبة بألوان أساسية هي الأبيض والأخضر والأحمر.

عصمة الدنيا

ويتوسط الضريح تابوت شجرة الدر الذي جدد فيما يبدو عندما دفن به أحد أمراء المماليك في وقت متأخر وإن بقيت بعض قطعه القديمة ماثلة للعيان وعليها اسم شجرة الدر ولقبها الذي تولت به الحكم «عصمة الدنيا والدين»، وهو ما يؤكد أنها شيدت هذا الضريح بحياتها أو أنجزته وهي قائمة بالملك على أقل تقدير.

وعلى النقيض من موقع قبتها البعيد عن قلب القاهرة الفاطمية اختارت شجرة الدر أن تشيد لزوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب قبة ضريحية يوارى جثمانه بها الثرى في الشارع الرئيسي بالقاهرة وهو شارع بين القصرين وبالتحديد في منطقة النحاسين بهذا الشارع وجعلت تلك القبة ملاصقة للمدرسة التي شيدها بحياته.

وحسب النص الإنشائي للقبة فقد شيد البناء وقت مرض السلطان في عام 647 هـ عندما كانت شجرة الدر تتولى بنفسها تصريف أمور البلاد ولذا فمن المؤكد أنها كانت وراء أمر تشييدها بعدما أيقنت بقرب وفاة السلطان الذي فضل أن يموت بخط المواجهة ضد الصليبيين بالدلتا. وقد تم تشييد الجدران المربعة لحجرة الدفن بالأحجار، ولكن وفاة السلطان سريعاً ألجأت شجرة الدر إلى استخدام الآجر أو الطوب الأحمر لتشييد منطقة الانتقال والقبة فوقها، حيث دفن الجثمان بشكل سري ولم يعلن عن وفاته إلا بعد انتهاء معركة المنصورة ووصول ابنه توران شاه من حصن كيفاً.

بناء مهيب

وضريح نجم الدين أيوب بناء مهيب على بساطته يتألف من مربع ينتهي من الداخل بمنطقة انتقال من ثلاثة صفوف من المقرنصات حولت المربع إلى مثمن أقيمت فوقه رقبة القبة ثم شيدت الخوذة ذات المقطع المدبب. وتزدان الواجهة المطلة على شارع بين القصرين بدخلات معقودة بعقود مدببة وبالطرف من الواجهة باب القبة وتتوج الواجهة شرفات مسننة. وترتكز القبة على مثمن فتح في أربعة من أضلاعها ثلاثة شبابيك بغرض الإضاءة وأيضاً لتخفيف ثقل البناء على منطقة الانتقال ومربع القبة، كما فتح في نهاية رقبة القبة الدائرية الشكل ثمانية شبابيك معقودة. ولهذا الضريح محراب مجوف زينت حنيته أيضاً بالفسيفساء المذهبة جرياً على ما كان مرعياً في تزيين المساجد والعمائر الإسلامية منذ تشييد قبة الصخرة والجامع الأموي بدمشق وإن كانت أقدم الأمثلة من تلك الفسيفساء في مصر تلك التي أمرت بعملها شجر الدر سواء في ضريحها أو الضريح المشيد لزوجها نجم الدين أيوب.

المدرسة الصالحية

ومن تصاريف القدر أن المدرسة الصالحية التي ألحقت بها القبة تعرضت للاندثار سريعاً وتم الاستيلاء على أرضها وزالت آثارها إلا مئذنتها القائمة فوق باب حارة الصالحية فيما بقي الضريح قائماً لليوم وقد جرت به أعمال الترميم مؤخراً في إطار مشروع القاهرة التاريخية ليكون واحداً من المزارات السياحية، بينما أهمل أمر ضريح شجرة الدر المحاصر اليوم بين المنازل الحديثة بشارع الخليفة.

الزخرفة السائدة في الفترة الأيوبية

أما القلادة الذهبية المحفوظة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة والتي يظن أنها كانت لشجر الدر فهي من الذهب الخالص وتزدان بكتابات نفذت بالمينا المتعددة الألوان، وتأخذ طابع الزخرفة السائدة في الفترة الأيوبية ونظراً لكبر حجمها وثقل وزنها الملحوظ فثمة اعتقاد بأنها كانت تعود للسيدة الأولى والوحيدة حتى اليوم التي تولت حكم مصر منذ العصور الوسطى وهي بالفعل جديرة بأن تكون لملكة لا لغيرها.


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الملاحق - ملحق امير داغ الثاني عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 9 03-23-2011 06:12 PM
بالصور النادرة ..قصة الوالي " جميل باشا " الذي سميت محلة الجميلية باسمه ..بقلم المحامي علاء السيد الـــــفراتي ركن التاريخ 0 03-02-2011 10:37 PM
أول من التقط صورا فوتوغرافية لمكة والمدينة عبدالقادر حمود القسم العام 0 01-25-2011 02:14 PM
لا تتزوج ملكة جمال عبدالقادر حمود القسم العام 11 12-16-2008 04:01 PM
منار شعبان ملكة جمال الفرات نوح ركن وادي الفرات 3 09-28-2008 11:16 PM


الساعة الآن 10:19 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir