أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2013
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 63

قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.
(63)
قَوْلُهُ تَعَالَى شأنُه: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} خطابٌ آخرُ مِنَ اللهِ تعالى لِرَسولِهِ محمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ: قُلْ لِهَؤُلاَءِ المُشْرِكِينَ الغَافِلِينَ عَنْ آيَاتِ اللهِ، فِي الأَنْفُسِ وفي الآفَاقِ: مَنْ غَيْرُ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْجِيكُمْ مِنَ ظُلُمَاتِ البَرِّ إذَا ضَلَلْتُمْ فَتَحَيَّرْتُمْ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْكُمُ الطُّرُقُ؟ وَمَنْ يُنْجِيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ البَحْرِ، إذَا رَكِبْتُمُوهُ فَأَظْلَمَتْ عَلَيْكُمْ فِيهِ السُّبُلُ فَلَمْ تَهْتَدُوا، فأَخْطَأْتُمُ الطَّرِيقَ وَخِفْتُمُ الْهَلاكَ، فهَلْ هُنَاكَ غَيْرُ اللهِ مَنْ تَضْرَعُونَ إلَيْهِ، وَتَفْزَعُونَ إليه فِي السِّرِّ وَالعَلَنِ، وَتَقْولًونَ لَئْن أَنْجَانَا مِنْ هذِهِ المَخَاطِرِ الشَّدِيدَةِ التِي نَحْنُ فِيهَا، لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ المُخْلِصِينَ فِي العِبَادَةِ. فظلمات البرِّ والبحرِ شَدَائِدُهمَا وأَهوالُهُما التي تُبْطِلُ الحواسَ وتُدْهِشُ العُقولَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: يَوْمٌ مُظْلِمٌ إِذَا كَانَ شَدِيداً، فَإِنْ عَظَّمَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ، وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِعَمْرٍو بْنِ شأسٍ:
بَنِي أَسَدٍ هَلْ تَعْلَمُونَ بَلاءَنَا ............. إِذَا كَانَ يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشْنَعَا
ومِنَ الأمثالِ القديمةِ "رأى الكواكبَ ظُهْراً" أيْ أَظْلَمَ عليْهِ يَومُهُ لاشْتِدادِ الأَمْرِ فيه حتى كأنَّه أَبْصَرَ النَّجْمَ نهاراً، وكذا تتوعَّدُ العامَّةُ فتَقولُ: لأُرِيَنَّكَ نجومَ الظُهْرِ، ومِنْ ذلكَ قَوْلُ طَرَفَةَ:
إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ ......................... وَتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ
وقيلَ: المُرادُ ظُلْمَةُ اللَّيلِ وظُلْمَةُ السَّحابِ وظُلمةُ البَحْرِ، وقيل: ظُلمةُ البَرِّ بالخَسْفِ فيْه وظُلمَةُ البَحرِ بالغَرَقِ فيه، والظُلُماتُ على الأوَّلِ: كما قيلَ استِعارةٌ، وعلى الأخيريْنِ حَقيقةٌ. ومِنهمْ مَنْ جَعَلَها كِنايةً عنِ الخَسْفِ والغَرَقِ، والكلامُ في الكِنايَةِ مَعلومٌ. ومَنْ جَوَّزَ جمعَ الحَقيقةِ والمجازِ فَسَّرَ الظُلُماتِ بِظُلْمَةِ اللَّيلِ والغَيْمِ والبَحْرِ والتِيهِ والخَوْفِ.
قولُهُ: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} إشارةً إلى ما هُمْ فيها المُعَبَّرِ عنْها بالظُلُماتِ، أَيْ لئن أنجيتَنا مِنْ هَذِهِ الشَّدَائِدِ "لنكوننَّ مِنَ الشاكرين" الطَّائِعِينَ لك الشاكرين لِنِعْمَتِكَ وفضلِك. أيْ الراسخين في الشُكرِ المُداوِمين عليْه لأجْلِ هذهِ النِّعْمَةِ الجَليلةِ، أو جميعِ النِّعَمِ التي هذهِ مِنْ جملتِها.
قَوْلُهُ: {ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} توْبيخٌ لهم من اللهُ لدُعَائِهِمْ إِيَّاهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، وَهُمْ يَدْعُونَ مَعَهُ فِي حَالَةِ الرَّخَاءِ غَيْرَهُ.
قولُه تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} الاسْتِفهامُ للتقريرِ والتَوبيخِ، وفي الكلامِ حذفُ مُضافٍ أيْ: مِنْ مَهالِكِ ظُلماتِ..، أوْ مِنْ مخاوُفِها. وجملةُ: "تَدْعُونَهُ" في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ: إمَّا مِنْ مَفعولِ "يُنْجيكم"، وهو الظاهرُ، أيْ: يُنَجيكم داعين إيَّاه، وإمَّا من فاعِلِهِ أي: مَدْعُوَّاً مِنْ جِهَتِكم. و"تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً" مَصدران في مَوْضِعِ الحالِ أيْ: تَدْعُونَه مُتَضَرِّعين ومُخْفِين. أو هما مصدران مِنْ معنى العامِلِ لا مِنْ لَفْظِهِ كقولِهِ: قَعَدْتُ جُلُوساً.
قولُه: {لَّئِنْ أَنجَانَا} جملةٌ قَسَمِيَّةَ جاءت تفسيراً للدُعاءِ قبْلَها وهو الظاهرُ، ويجوزُ أنْ تَكونَ مَنْصوبةَ المحلِّ على إضمارِ القولِ، ويَكون ذلك القولُ في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ مِنْ فاعلِ "تَدْعُونَه" أيْ: تَدعونَه قائلينَ ذلك.
قولُهُ: {مِنْ هذِه} متعلِّقٌ بالفعل قبلَه، و"مِنْ" لابتداءِ الغايةِ، والإشارةُ في "هذه" إلى الظُلُماتِ؛ لأنَّها تجري مَجْرى المؤنَّثةِ الواحِدَةِ، وكذلك في "مِنْها" تَعودُ على الظُلُماتِ لِمَا تَقَدَّمَ.
وقرأ السبعةُ قولَه: "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ" مُشَدَّدَةً، وقرأ الكُوفِيُّونَ وهِشام بنُ عَمَّار عن ابْنِ عامرٍ قولَهُ: "قلْ اللهُ يُنجِّيكم" مُشَدَّدةً كالأُولى، وقَرَأَ الثِّنْتَيْنِ كلٌّ مِنْ حميدٍ بْنِ قيْسٍ ويَعقوبَ وعليٍّ بْنِ نَصْرٍ عن أبي عَمْرٍو، "يُنْجِيكُم" بالتَخفيفِ مِنْ "أنجى" وتحصَّلَ مِنْ ذلك أنَّ الكوفِيِّين وهِشاماً يُثَقِّلون في المَوْضِعيْنِ وأَنَّ حميداً ومَنْ مَعَه يُخَفِّفون فيهِما، وأَنَّ نافِعاً وابْنَ كثيرٍ وأبا عَمْرٍو وابْنَ ذَكْوانَ عنِ ابْنِ عامرٍ يُثْقِّلون الأُولى ويُخَفِّفون الثانية، والقراءاتُ واضحةٌ فإنَّها مِنْ نجَّى وأَنْجى، فالتَضعيفُ والهمزةُ كلاهما للتَعْدِيَةِ، فالكُوفِيُّون وهِشامٌ التزموا التَعْديَةَ بالتَضْعيفِ، وحميد وجماعتُه التزموها بالهمزةِ، والباقون جمعوا بين التعديتَيْن جمعاً بينَ اللُّغتين كقولِه تَعالى: {فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} الطارق: 17.
وقرَأَ الكُوفِيُّونَ: "أَنْجانا" بلفظِ الغَيْبَةِ مُراعاةً لِقولِهِ: "تَدْعُونَهُ" وقرأ الباقون "أَنْجَيْتَنا" بالخِطابِ حِكايةً لخِطابهم في حالةِ الدُعاءِ، وقدْ قَرَأَ كلٌّ بما رُسِمَ في مُصْحَفِهِ، فإنَّ في مَصاحِفِ الكُوفَةِ: "أنجانا"، وفي غيرِها: "أَنْجَيْتنا".
وقرأ الجمهور: "خُفْية" بضم الخاء. وقرأ أبو بكر بكسرِها وهما لُغتان كالعُدْوَةِ والعِدْوَةِ، والأُسْوَةِ والإِسْوَةِ. وقرأَها الأعمشُ: "خِيفَةً" كالتي في الأعرافِ وهي مِنَ الخَوْفِ، قُلِبَتْ الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلها وسكونها، ويَظهَرُ على هذه القراءةِ أَنْ يَكونَ مفعولاً مِنْ أَجْلِهِ لولا ما يَأْباهُ "تضرُّعاً" مِنَ المعنى.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-11-2013
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 63

جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-12-2013
  #3
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي رد: فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 63

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، بارك الله بك أخي فراج
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 72 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-15-2013 03:41 PM
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 68 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-12-2013 01:36 PM
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 39 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 11-21-2013 07:02 PM
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 38 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 11-21-2013 10:11 AM
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 20 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 2 11-21-2013 10:10 AM


الساعة الآن 06:29 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir