تحولات الأسماء عند إخوة "بطة"
محمد الحيجي
الخميس 22 تموز 2010
"صخر"، "جمعة"، "علي صائب"، "جهاد عزمي"، "محمد أمين"، "نجم الدين"، "حكمت"، "طلعت"، "فرزت"، "دهموش"، "جرو"، "أبو خليل"، "أبو جاسم"، "خديجة"، "فاطمة"... أسماء "ديرية" بامتياز ولكل اسم من هذه الأسماء حكاية سنتعرف عليها من خلال هذه الحوارات التي أجراها موقع eDeiralzor. البداية كانت مع الحاج "عبد العزيز المصطفى" المختار السابق لحي "الشيخ ياسين" والذي حدثنا قائلاً:
«يبدأ أهالي "دير الزور" منذ الشهور الأولى للحمل باختيار الاسم الذي سيطلقونه على المولود المنتظر، وقد مرت هذه الأسماء خلال الأجيال المتلاحقة بالكثير من التغيير في نوعيتها وتركيبتها، وتطورت مع تقدم الزمان والظروف وحتى المناسبات التي رافقتها، حيث كانت الأسماء المفضلة لدى أهالي الدير في فترة ما بعد الثلاثينيات من القرن الماضي، هي الأسماء التي تدل على القوة والشجاعة منها "حرب"، "أسد"، "ذئب أو ذيب"، "فهد"، "شهاب"، ظناً منهم أن هذه الأسماء تصقل الشخصية وتغرس في صاحبها بعض صفاتها، في حين اتجهت تسمية البنات في تلك المرحلة إلى الأسماء الخفيفة المسمع مثل "حبيبة"، "أميمه"،...الخ.
ثم تطورت الأسماء فيما بعد وبدأت تأخذ منحى دينياً تجلى بتسمية الأشخاص بأسماء الأنبياء والصحابة، فكانت أغلب أسمائهم: "إسماعيل"، "إسحاق"، "يعقوب"، "خليل"، "إبراهيم"، "صالح"، "خليل"، "محمد"، "أحمد"، "طه"، "عثمان"، "عمر"، "أبو بكر"، "عيسى"، "موسى"، "عبد القادر"، "عبد الله"، "عبد الرحمن"، "عبد العزيز"، "شعيب"...الخ، ثم تجاوزوا هذا التقليد إلى أسماء أخرى مثل "شعبان"، "رمضان"، "رجب"، "سيف"، "عادل"، "فرحان"، فيما اتجهت أسماء النساء إلى أسماء زوجات الرسول وبعض الصحابيات أمثال: "خديجة"، "فاطمة"، "زينب"، "حفصة"، "آمنة"، "حليمة"، "مروة"...
كما كان لأسماء الحيوان نصيب أيضاً، فلا تزال إلى يومنا هذا تكنى بعض العوائل بهذه الأسماء والتي كانت تطلق على الأفراد لاعتقاد الأهل بأن مثل هذه الأسماء تدفع العين عن أبنائهم وعلى سبيل المثال عائلة آل "خاروف"، "جرو"، "نمر"، "جربوع"...الخ».
ويضيف الحاج "المصطفى" قائلاً:
«كما تأثر أهالي "دير الزور" خلال فترة الحكم "العثماني" بالأسماء "التركية"، حيث أخذ بعض الشباب يضيفون أسماء على اسمهم الأول وصارت هذه الأسماء المركبة علماً لأصحابها عرفوا بها دون الحاجة لإضافة اسم الأب أو الكنية من ذلك "علي صائب"، "مصطفى نوري"، "توفيق فكرت"، "محمود شوكت"، "جميل عزمي"، "محمود شوقي"، "عبد الله جودت"، كما أخذنا من "الأتراك" أسلوب الأسماء المركبة والتي منعت في هذه الأيام نظراً لما تحدث من أخطاء وتشابه واختلاطات في السجلات المدينة وبعض الوثائق الرسمية، وقد
مازن شاهين
كانت هذه الأسماء المركبة تسمى خلال الفترة الماضية بسبب النذور التي كان يقطعها والد المولود أو حتى تجنباً لحدوث خلاف في التسمية بين العائلة، كان يسمى الشخص مولده على اسم والده أو جده إضافة للاسم الآخر، ومن هذه الأسماء، "محمد صالح"، "محمد ياسر"، "محمد سامر"، "محمد أمين"، "جمال الدين"، "نجم الدين"، "سيف الدين"،... ومن مميزات هذه الأسماء أنها أسماء مركبة فقط على السجلات الرسمية، فغالباً ما يعرف الشخص باسم واحد فقط، وعلى سبيل "محمد سامر" لا يعرف إلا باسم "سامر"».
كما التقينا الباحث "مازن شاهين" عضو لجنة جمع التراث "بدير الزور" والذي حدثنا عن بعض التسميات والألقاب قائلاً:
«يحرص أهالي "دير الزور" على تكريم الشخص بكنيته والتي في الغالب هي من وحي أسماء الأنبياء والصحابة الكرام، فكل "محمد" يكنونه "أبو جاسم أو أبو قاسم"، وكل "أحمد" يكنى بـ "أبي شهاب"، وكل "ياسر" بـ "أبي عمار"، وكل "حسن" بـ "أبي مرعي"، وكل "عمر" بـ"أبي خطاب"، وكل "سليمان" بـ"أبي داود"، وكل "داود"، بـ"أبي سليمان"، وكل "خالد" بـ"أبي سليمان"، وكل "عبد الله" بـ"أبي نجم".
كما يتبع "الديريون" عادة الأسماء المتكررة في العائلة، فالولد الكبير من المفترض أن يسمي طفله على اسم والده، لذا فتجد الاسم كثير التكرار في العائلة الواحدة، وفي الغالب تجد اسم الحفيد مشابهاً لاسم الجد، كما أن أهالي المحافظة مولعون أيضاً بتصغير الأسماء فكل شخص اسمه "عبد الرحمن" يدلعونه "رحوم"، وكل "عبد المجيد" بـ"مجود"، وكل "عبد اللطيف" بـ"لطوف"، وكل "عبد العزيز" بـ"عزوز"، كما يجتمع أهالي "دير الزور" جميعاً على اسم واحد وهو "إخوة بطة" فإذا أراد أي شخص القيام بأمر ما، أو كما يطلق عليها الديرية "ينتخي" يقول "أنا أخو بطة" ويقدم على ما ينوى فعله.
أما فيما يتعلق بأسماء هذه الأيام، فقد أخذ أهالي "دير الزور" بالتوجه إلى الأسماء الخفيفة المسمع واللطيفة المعنى، وغالباً ما تكون من الأسماء الثلاثية الحروف، نظراً لسهولة حفظها وسلاسة نطقها، نذكر منها: "ليا"، "هيا"، "لين"، "زين"، "غيث"، "جاد"، "زيد"، "ليث"، "رشا"، "هبا"، "هلا"، "حلا"...».