أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

:extra138:

جواهر


من كلام الشيخ أحمد جامي



الشاذلي من روض الرياحين

أحببت أن أنقل لإخوتي في هذا المنتدى المبارك بعض كلام شيخي وسيدي أحمد جامي حفظه الله , ومقتطفات من أقواله أيام الاعتكاف, من باب نقل الخير إلى الغير , ورأيت أن أبدؤها بكلام سيدي وأخي في الله جامع هذه الدرر حفظه الله وبارك لنا فيه , حيث يقول:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي منَّ علينا بهذا الدّين القويم، وجعلنا من أتباع سيّد المرسلين، ودلّنا على وارث من ورّاث نبيّه الصّادقين. فله الحمد وله الفضل وله المِنَّة وله الثناء الحسن الجميل.
والصّلاة والسّلام على هادي الأنام، ومنقذ البشريّة من الظّلام، سيّدِنا وحبيبِنا وقدوتِنا محمّدٍ دليلِنا إلى دار السّلام، وعلى آله وأصحابه الأعلام، رضي الله تعالى عنهم وعمَّن تبعهم بإحسان.
وبعد: يقول الله تعالى في مُحْكَم آياته: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [النحل / 18]. فمِن أجلّ النّعم وأعظمها بعد نعمة الإيمان والإسلام نعمةُ السّلوك في الطّريق الموصل إلى التَّحقيق في بلوغ المرام من مقام الإحسان، على يد مَن جعلهم الله ورَّاثاً لأنبيائه في دلالة الخلق عليه، ومشاعلَ نور تضيء درب السّالكين إليه. أحمدك اللهم حمدَ الحامدين، وأشكرك شكر الشّاكرين، أنْ عَرَّفتنا على عَلَمٍ فردٍ من هؤلاء الأعلام، عزَّ أمثاله، وقلَّ أن يوجد أشباهه، وخاصّة في هذا الزّمان ؛ ألا وهو شيخي وقرَّة عيني وحبيب قلبي سيّدي أحمد فتحُ الله جامي، خادم الطّريقة الشّاذليّة القادريّة، الدّالُّ على الله تعالى بحاله قبل قاله، والموجّه إلى التّمسّك بشرع الله تعالى وسنّة نبيِّه المصطفى عليه الصّلاة والسّلام بفعله قبل وعظه، الخليفةُ الأوحدُ لسيّدي الشّيخ عبد القادر عيسى رحمه الله، وطيَّب ثراه، وجَعَلَ في أعالي الجِنان مثواه، وجزاه عنّا وعن المسلمين كلَّ خير ؛ فإنّه رحمه الله لصدق أمانته أبى أن يَترك على رأس هذه الطّريقة المباركة إلاّ رجلاً بل جبلاً شامخاً يتابع بعده المشوار، و يأخذ بيد السّالكين ويسير بهم في مدارج الكمال على درب التّوحيد الخالص والمعرفة الحقّة والعبوديّة الصّادقة. فجزاه الله عنّا خير ما جزى شيخاً عن مريديه.
بعد هذا أيُّها القارئ الكريم: أظنّ أنّك تعذرني إن لم أُوفِّهِ حقَّه، ولم أُعْطِهِ قَدْره. فأنّى لمثلي أن يتحدّث عن مثله، وأين الثّرى من الثّريّا.
ولِما عرفْتُ منه حفظه الله مِن كُرهِهِ للمدح وبُغضِهِ للثناء، فإنّي لن أتحدّث عن شخصيّته العظيمة، وصفاته النّبيلة، ومزاياه الكريمة، ومقاماته الرّفيعة، لكنّني سأتحدّث عن آثاره الملموسة وعطاءاته المحسوسة.
فإنّني واللهِ مُذْ رأيتُهُ لأوّل وهلة أخذ لُبّي وسبى عقلي، وملَكَ روحي، قبل أن أسمع منه كلاماً، أو يوجِّهَ إليَّ خطاباً. فعرفتُ فيه سرَّ الوراثة النَّبويِّة الكاملة، فلَمْ أعُدْ أُطيقُ البعد عنه، فلازمتُه ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً، فإذا بصحبته تغذّي الأرواح، وبنظراته تمزِّق حُجُبَ النّفوس، وبكلامه يدغدغ القلوب. وهذا من ميزات الطّريقة الشّاذليّة المباركة وتأثيرها في أتباعها عن طريق شيوخهم بالتّسلسل إلى رسول الله
ولستُ وحدي في هذا الشّعور، بل هذا شعور كلِّ مَن صاحَبَه وجالَسَه وسمع كلامه، إلاّ مَن حُجِبَ بحجاب النَّفس، أو تمسّك باتّباع الهوى. نسألُ اللهَ تعالى لنا ولهم الهداية والسّداد.
وممّا منَّ الله تعالى به عليَّ أن شرَّفني بصحبته حفظه الله في أيّام وليالي الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان لسنين عديدة، وكنت أكتب عنه جواهر كلامه الذي يُفيضُ الله به على قلبه الشّريف، من نفحات تلك الأوقات المباركة، حيث كانت تتدفّق أحياناً كالشّلاّل الذي لا يملك هو أن يوقِفَهُ، ولا يستطيع تكراره إذا ما طُلِبَ منه ذلك، لأنّه ما خرج من عُصارة عقل، ولا من إعمالِ فِكر، ولا من استرجاع حافِظةٍ، ولكنَّه فيضٌ من العلوم اللّدنّيّة والتّوجيهات الربّانيّة التي أكرمه الله تعالى بها، وهذا من لوازم الطّريقة الشّاذليّة المباركة. فكانت هذه الوصايا والحِكَمُ مليئة بتوجيه القلوب إلى الله عزَّ وجلّ، والحثِّ على التّمسّك بالشّريعة ظاهراً وباطناً، واتّباع رسول الله سرَّاً وعلناً، والتّخلّي عن الأخلاق الذّميمة، والتّحلّي بالأخلاق الحميدة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الطّريق والتّصوّف والمرشد، وما يحيط بذلك من أوهامٍ ومفاهيمَ مغلوطةٍ وبدعٍ مذمومةٍ، انتشرت بين مَن تمسّكوا بقشور الطّريق وتركوا لُبَّه وحقيقته، فكانوا سبباً لإعراض الكثيرين عن التزام طريق الحقّ، والتّمسّك بأهل الصِّدق. وكان أثر هذه الوصايا كبيراً، وفعْلُها بيِّناً في كلِّ مَن سمعها بعد ذلك أو قرأها.
من هنا جاءت فِكرة جمعها في كتاب، لعلَّ نفعَها يكون أعمَّ وأثرَها يكون أشمل.
فمِمَّا يُميِّز هذه الوصايا والحِكَم وهذا سِرُّ فاعليَّتِها أنَّه حفظه الله ما نقَلها من كتاب، ولا تعلَّمها من معلِّم، ولا هيّأها وجهَّزها مُسبقاً، ولا حضَّرها من مراجع، وإنَّما انسابت على لسانه الطّاهر من قلبه العامر بمدد إلهيٍّ باهر، رزقاً للسّامعين، وهدىً للسّائلين.
ففي اعتكاف عام ألفٍ وأربعِمائة وواحد وعشرين للهجرة، قبل العيد بيومين، نظر حفظه الله إلى دفاترنا الّتي كادت تمتلئ من كتابة وصاياه، فقال: قبل أن تأتوا بيوم أو يومين تفكَّرت بيني وبين الله، قلت: يا ربّ! غداً يأتي الأحباب للاعتكاف، ماذا أقول لهم؟ تفكّرت... تفكّرت... واللهِ ما وَجدْتُ ولا كلمة، ووجدْتُ نفسي فقيراً. انظروا الآن كمْ كتبتم، واللهِ هذا ليس منّي، هذا رزقكم أتاكم من ربِّكم، فهو معنا، كلَّما سألتم يأتي الجواب منه تعالى، لأنّه يعرف ضعفنا ويعرف احتياجنا.
فاللهَ العظيم أسأل، وبجاه نبيِّه الكريم أتوسَّل أن يَمُدَّ في عُمُر شيخنا مع كمال الصحّة والعافية ودوام التَّرقِّي، وأن ينفعنا به وبوصاياه، وينفع بها أهلَ الطّريق وعامّةَ المسلمين، وأن يجزيَه عنّا خير الجزاء، فإنّا عاجزون عن شكره.
وصلّى الله تعالى على سيِّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلِّم
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليِّ العظيم
والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصَّالحات


سئل سيدي حفظه الله
س: هل يصح أن نقول: إننا نقدّم أرواحنا إلى الله؟
ج: هذا لا يمكن. لأنّ أرواحنا مُلْكٌ له، فليس لنا منَّة في ذلك. وكذلك المال والأولاد وباقي النّعم جميعها وكالات عندك، ووكالتك في الأشياء لكي تستخدمها فيما خُلقت من أجله ؛ فإذا أخرجتَ نفسك ممّا بينك وبينها تتخلّص من العجب والكبرياء والرياء... الخ.
فمِنَ النّاس مَن يكون عبداً للمال، ومنهم مَن يكون عبداً للكشوفات، ومنهم مَن يكون عبداً للشهرة، ومنهم... ومنهم … ومنهم مَن يكون عبداً لله، لا يتعلّق سرُّه إلاّ بالله، لا بالعقبى ولا بالدّنيا. وإذا كان قلب العبد المؤمن خالياً من الدّنيا ولا يقع في سرِّه خطرات الكونين (العقبى والدّنيا) آنذاك يسع قلبُ المؤمن عظمةَ الله.
فإذا أردت أن تكون صاحب همّة عالية فعليك: أن تتعرّى بنفسك عن حبِّ الدّنيا، وبروحك عن التَّعلّق بالعقبى، وبقلبك عن إرادتك بإرادة المولى، وأن تجرّد سرَّك أن لا يلمح الكون، بأن لا يخطر في سرِّك شيء منه.

يقول سيدي الشيخ أحمد جامي حفظه الله:
القلبُ الرّبّانيُّ غيرُ القلب الجسمانيّ علِّقوا قلبَكم الرّبّاني بالله كما قال الإمام الغزالي والإمام السّيوطي، ويقول الفقير ثالثاً كذلك. القلب الجسمانيُّ يوجد في الحيوان أيضاً، أما الرّبّانيُّ فلا يوجد إلا في المؤمن. تفكُّرُكم في خالقِكم وتحصيل رضا ربِّكم واتّباع نبيّكم الذي يجلب محبّة الله تعالى ؛ هذا كلُّه من شؤون القلب الرَّبَّاني. وتعلُّق القلب الرّبّاني بالجسماني شيء خفيٌّ نسبةً، لا يَبين ؛ فالعلماء يقولون كما قال الإمام الغزالي: كاستيلاء السّلطان على المملكة، ولكنَّني أقول: كما أنّ المغناطيس إذا وُضع قُرْبَ الحديد يجذبه قبل أن يصل إليه، فكذلك القلب الرّبّاني إذا قُرِّبَ من الجسماني ؛ هذه هي العلاقة بين القلب الرّبّاني والجسماني.
وإذا استعملتم القلب الرّبّاني وسكَّرْتُم الباب على النّفس والشّيطان يشتغل القلبُ الرّبّاني ببركة والقرآن الكريم، فيدور دوران الرّحى الّذي يدور بماء الشّلال، من الرّسول، وتَنزِل على صاحب هذا القلب الفيوضات الإلهيّة الّتي تصل إلى رسول الله الرّبّاني الّذي سكَّر باب النّفس والشّيطان.
نرجو الله أن نكون من الذين فهموا الدّين وتمسّكوا بالشّريعة وبآداب أسيادنا إلى أن نلحق بهم: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطّور / 21]. نلحَقُ إن شاء الله بأسيادنا وأشياخنا وأساتذتنا، مع عدم عملنا مثل عملهم.

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 12-29-2011 الساعة 03:46 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوبة ومقدماتها لسيدي الشيخ احمد فتح الله جامي عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 06-10-2023 06:58 PM
من توجيهات مرشدنا سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 05-09-2015 05:46 PM
زيارة لسيدي الشيخ احمد فتح الله جامي 17-9-2013 عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 10 04-02-2014 01:39 AM
رؤيا في سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي عبدالقادر حمود تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 10 06-11-2013 12:48 PM
وصية من سيدنا الشيخ احمد فتح الله جامي 2012-04-22 محب الاحباب رسائل ووصايا في التزكية 8 05-04-2012 12:03 PM


الساعة الآن 03:28 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir