أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 126

وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ
(126)
قولُهُ ـ سبحانه وتعالى: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا} يقولون: نَحْنُ لَمْ نَرْتَكِبْ إِثْماً أَوْ جُرْماً تَنْقِمُ بِهِ عَلَينا، وَالشَّيءُ الوَحِيدُ الذِي تُؤاخِذُنَا عَليهِ هُوَ أَنَّنَا آمَنَّا بِرَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا آيَاتُهُ. يقالُ "نقم" الشيءَ إذا عابه، فهو بمعنى "عاب" ويُقالُ نَقِمَ مِنْهُ إذا عابَهُ أيضاً وكَرِهَهُ، أي فما تَِعيبُ مِنَّا إلاَّ أصلَ المناقِبِ والمَفاخِرِ كُلِّها، وهو الإيمان. وهوَ مِنْ تأكيدِ المدحِ بما يُشبِهُ الذَمَّ، بأنْ يُؤتى بمُستَثنى فيهِ مَعنى المَدْحِ مَعْمولاً لِفِعْلٍ فيه مَعنى الذَمِّ.
قولُهُ: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} ثُمَّ اتَّجَهَ السَّحَرَةُ بِالدُّعَاءِ إِلى اللهِ تَعَالَى قَائِلِينَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَى دِينِكَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الصَّابِرِينَ عَلَى الأَذَى الذِي سَيُلْحِقُهُ فِرْعَوْنُ بِنا، وَتَوَفَّنَا وَنَحْنُ مُتَّبِعُونَ دِينَكَ وَنَبِيَّكَ، مُسْتَسْلِمُونَ لِقَضَائِكَ. و "أفرغ علينا صبراً" أيْ أَفِضْ علينا صبراً يَغمُرُنا كما يُفْرَغُ الماءُ، فـ "أفرغ" استعارةٌ تَبَعِيَّةٌ تَصْريحيَّةٌ، وقرينتُها "علينا صَبْراً"، والمرادُ هَبْ لَنا صَبراً تامّاً كَثيراً. أَوْ صُبَّ علينا ما يُطَهِّرُنا مَنَ الآثامِ، وهو الصَبْرُ على وَعيدِ فِرعون، وعليه يَكونُ "صَبْراً" استعارةً أَصْليَّةً مَكْنيَّةً، و "أَفْرِغْ" استعارةٌ تًخييليَّةٌ، وقيل: الكلامُ على الأوَّلِ كالكلامِ على الثاني إلاَّ أنَّ الجامعَ هُناكَ الغمرُ وهُهنا التَطهيرُ، وليسَ بِذاكَ.
قولُه: {وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} أي اقبضنا إليكَ ثابتين على ما رزقتنا من الإيمان برسالتك ونبيكِ غيرَ مَفتونين عن دينك بوعيدِ فرعونَ وبعذابه.
جاء عنِ ابنِ عبَّاسٍ، والكَلْبِيِّ، والسُدِّيِّ ـ رضي اللهُ عنهم ـ أنَّه فعل بهم ما أَوْعَدَهم بِهِ. وقيلَ: لم يَقْدِرْ عليهِ لِقولِهِ تَعالى في سورة القصص: {فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بآياتِنا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُما الغالبون} الآية: 35. وأُجيبَ عن ذلك بأنَّ المرادَ الغلبةُ بالحُجّةِ، أوْ في عاقِبَةِ الأَمْرِ ونهايَتِهِ، وهذا لا يُنافي قَتْلَ بعضِهم، واللهُ أعلم.
قولهُ تعالى: {إلاَّ أنْ آمنَّا} إلاّ: أداةُ استثناء، والمصدرُ المؤوَّلُ من "أنْ" والفعل "آمنا" بعدَها في محلَِّ نَصْبٍ مَفعولاً به للفعل "تنقمُ"، أيْ: ما تَعِيبُ علينا إلاَّ إيمانَنا، ويجوزُ أنْ يكون مفعولاً مِنْ أَجْلِهِ، أي: ما تَنالُ مِنَّا وتُعذِّبُنا لِشَيْءٍ مِنَ الأَشْياءِ، أو لسببٍ من الأسبابِ، إلاَّ لإيمانِنا، وعلى كِلا القَوْلينِ فهو اسْتثناءٌ مُفَرَّغُ.
قولُهُ: {لَمَّا جَاءَتْنَا} يجوزُ أنْ تَكونَ "لمَّا" ظرفيَّةً أيْ "عندما جاءتنا، أو وقتَ جاءتنا" وهو قولُ الفارسيِّ وأحدُ قوليْ سِيبَوَيْهِ. والعاملُ فيها على هذا "آمنَّا" أيْ: آمنَّا حين مجيء الآيات، ويجوزُ أَنْ تكونَ حرفَ وُجوبٍ لِوُجوبٍ، وعلى هذا فلا بُدَّ لها مِنْ جَوابٍ وهو محذوفٌ تقديرُه: لمَّا جاءَتْنا آمنَّا بها مِنْ غَيْر تَوَقُّفٍ.
قرأ الجمهورُ: "تَنْقِمُ" بكسرِ القافِ، على أنَّ وزنَهُ "فَعِلَ"، ك "عَلِمَ". وقرأَ الحَسَنُ بِفَتْحِها على أنَّ وزنَه "فَعَلَ" ك "ضَرَبَ". وهي لُغَةٌ فيها، يُقالُ: نَقِمْتُ الأمرَ ونَقَمْتُهُ: إذا أَنْكَرْتُه.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 03:41 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir