بسم الله الرّحمن الرّحيم
أخي أبومعاوية
الأخت بنت الاسلام
سيدي أبو عبد الله

بارك الله بكم على المرور الكريم

أختى الكريمة
لقد أردت أن أرد مباشرة لكن أغلق علي, فتأخير الرد ليس تجاهلا,والعذر منك.

بالنسبة للاستشهاد بالآيات والأحاديث.

الفقير إلى الله أنقل موضوعا فقهيا هو محل خلاف الفقهاء المجتهدين, وقد بينت سابقا أن الكتاب الذي أعتمده على مذهب الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي.
ومسألة الاستدلال بالآيات والأحاديث مسألة أصولية غالبا.
فمثلا الفقير حنفي فلو استشهدت بآية الوضوء –ضمن موضوع فقهي لا أصولي- على عدم وجوب الترتيب لوقعت في أمرين:
أولا ظلمت السادة الشافعية رضي الله عنهم لأنهم استدلوا بنفس الآية على وجوب الترتيب, وعدم ذكري لأدلتهم هو نوع من التدليس.
ثانيا أكون قد ابتعدت عن الموضوع لأن ما نذكره هو خلاف فقهي اجتهادي لا خلاف أصولي في القواعد والاستدلال بالنصوص.

ومن ترينهم يشحنون مواضيعهم بالآيات والأحاديث ويقتصرون على آرائهم, دون وضع الخلاف موضع النظر فغالبهم يعلمون –أو ربما لا يعلمون- أن توجيه العلماء على خلاف ذلك, أو النص فيه خلاف بالاستدلال فاعلمي أن جلهم ممن يتعرض على العلماء, ويرى الخروج على المذاهب الأربعة.

وغالب من يؤلف في الفقه ترينهم لا يذكرون الاستدلالات الأصولية لأن الفقه مادة جاهزة, ومثالنا حين نأخذ الفقه جاهزا, كمن يأخذ الطبخ جاهزا,أما من يبحث في القواعد وأصول الاستدلال فهو كمن يطبخ فيأكل, أو مثل العامي كمثل من يأكل الفاكهة مقشرة, ومثل الفقيه كمن يقشرها.

بالنسبة لموضوعنا هذا, فتحري الهلال أمر فقهي اجتهادي, اختلف الفقهاء فيه, ولو طالعتي الرسائل التي ذكرتها, للسبكي وابن عابدين واللكنوي لوقفت على هذا الخلاف, فالأحناف قالوا بوحدة المطالع والشافعية قالوا بتعدد المطالع,وكلاهما على حقّ, وليس لأحد أن ينتقص من الآخر.

كما أن قبول الشهادة وشرط الشاهد أمر فيه خلاف طويل.

كما أن بقية العلوم باستثناء اللغة العربية والأصول –ولا يخفى الارتباط بينهما- يقل فيها إيراد الآيات والأحاديث, ولا يعتبر ذلك نقيصة فيها.

والحمد لله ربّ العالمين