أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الفقه والعبادات

الفقه والعبادات كل ما يختص بفروع الفقه الإسلامي والمذاهب الفقهية الأربعة والفتاوي الفقهية

إضافة رد
قديم 10-02-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي أسألك أسئلة إن جاوبتني عليها أسلمت

من موقع الدكتور محمد بن عبدالغفار الشريف




نص السؤال :
أريد الحق سيدنا الشيخ سأسألك أسئلة إن جاوبتني عليها أسلمت وسلمت لله تسليما تاما لماذا يقول القرآن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن سؤال والرجل أيضا إذا نشز لماذا لم يقل .....واضربوهم أعرف أن الرجل سيتحول لوحش إذا ضرب فلماذ لم يقل القرآن صراحة أيتها المرأة إذا نشز زوجك وتمرد اذهبي للقاضي لماذ لم يقلها صراحة مع أنه ركز عند الرجل وقالها للرجل بشأن المرأة صراحة لماذا قال الرسول بما معناها لو أنه سيأمر أحد أن يسجد لأمر المرأة أن تسجد لزوجها لماذا ليس العكس أيضا لماذا ذكر الرسول طاعة الرزوجة لزوجها ولم يذكر طاعة الزوج لزوجته مع أن المرأة تتعب أكثر من الرجل لماذا عندما تسأل فتاة علماء الإسلام يقولون أطيعي زوجك وهي تطيعه وبرضاها وعندما تقول هو يجب أن يطيعني أيضا لايقدرون أن يقولوا أطع زوجتك شكرا لك كثيرا



الإسلام المشروط

بني لا يمن أحد على الله بإسلامه ، بل لله المنة عليه أن هداه إلى الإسلام ، قال الله تعالى { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

قال السيد العلامة المفسر ابن عجيبة الحسني رحمه الله :
يقول الحق جلّ جلاله: { قل أتُعَلِّمون اللّهَ بدينِكم } أي: أتُخبرونه بذلك بقولكم آمنّا؟ رُوي أنه لمّا نزل قوله: { قل لم تؤمنوا } جاؤوا يحلفون إنهم لصادقون فأكذبهم الله بقوله: { قل أتُعلمون.. } الخ. والتعبير عنه بالتعليم لغاية تشنيعهم، كأنهم وصفوه تعالى بالجهل. قال الهروي: و " علَّمت " و " أعلمت " في اللغة بمعنى واحد، وفي القاموس: وعلّمه العلم تعليماً، وأعلمه إياه فتعلّمه. هـ. { واللّهُ يعلمُ ما في السماوات وما في الأرض } فلا يحتاج إلى إعلام أحد، وهو حال مؤكدة لتشنيعهم، { واللّهُ بكل شيءٍ عليمٌ } أي: مبالغ في العلم بجميع الأشياء، التي من جملتها ما أخفوه من الكفر عند أظهارهم الإيمان.

{ يمنُّون عليك أنْ أسْلَموا } أي: يعدون إسلامهم مِنّة عليك، فـ " أن " نصب على نزع الخافض، والمَنُّ: ذكر النعمة في وجه الافتخار. وقال النسفي: هو ذكر الأيادي تعريضاً للشكر، ونهينا عنه. هـ. فانظره. { قل لا تمنُّوا عليَّ إِسلامَكم } أي: لا تعدوا إسلامكم منةً عليَّ، فإنّ نفعَه قاصرٌ عليكم إن صح، { بل الله يَمُنُّ عليكم } أي: المنة إنما هي لله عليكم { أنْ هداكم للإِيمان } أي: لأن هداكم، أو: بأن هداكم للإيمان على زعمكم { إِن كنتم صادقين } في ادّعاء الإيمان، إلاَّ أنكم تزعمون وتدعون ما الله عليم بخلافه. وجواب الشرط محذوف؛ لدلالة ما قبله عليه؛ أي: إن كنتم صادقين في ادعائكم الإيمان فللّه المنّة عليكم.

وفي سياق النظم الكريم من اللُطف ما لا يخفى؛ فإنهم لمّا سَموا ما في صدورهم إيماناً، ومَنُّوا به، نفى تعالى كونه إيماناً، وسمّاه إسلاماً، كأنه قيل: يمنون عليك بما هو في الحقيقة إسلام وليس بإيمان، بل لو صحّ ادّعاؤهم للإيمان فللّه المنّة عليهم بالهداية إليه لا لهم.

{ إِنَّ اللّهَ يعلمُ غيبَ السماوات والأرض } أي: ما غاب فيهما، { والله بصير بما تعملون } في سِركم وعلانيتكم، وهذا بيان لكونهم غير صادقين في دعواهم، يعني: الله تعالى يعلم كل مستتر في العالَم، ويُبصر كل عمل تعملونه في سِركم وعلانتيكم، لا يخفى عليه منه شيء، فكيف يخفى عليه ما في ضمائركم. قال الورتجبي: ليس لله غيب، إذ الغيب شيء مستور، وجميع الغيوب عِيان لله تعالى، وكيف يغيب عنه وهو موجده؟! يُبصرُ ببصره القديم ما كان وما لم يكن، وهناك العلم والبصر واحد. هـ. قوله: " العلم والبصر واحداً " هذا على مذهب الصوفية في أن بصره يتعلق بالمعدوم، كما يتعلق به العلم، ومذهب علماء الكلام: أن متعلق البصر خاص بالموجودات، فمتعلق العلم أوسع. وانظر حاشية الفاسي على الصغرى.

واسمح لي يا ابني أن أقسو عليك شيئا ما ، فأقول لك إذا كان إسلامك متوفقا على ما ذكرت فهذه سطحية ما بعدها سطحية ، ولو حررت عقلك وفكرت لوجدت الجواب من الطبيعة ، انظر فيما حولك من مخلوقات من عالم الطير والحيوان تجد أن الرياسة في الأسرة أو القبيلة أو الدولة هي لشخص واحد وهو يملك سلطة إيقاع العقوبة والتأديب . وهو في الغالب للذكر ، إلا في بعض المجتمعات البدائية من الخلق تكون للأنثى . ومهما كان فهي لفرد واحد .

وعلى هذا هل تعترض على تأديب الوالدين لأوداهما ، والمدرس لتلاميذه ، هل تريد مثلا أن يؤدب الولد والديه ، أو التلاميذ مدرسهم ، لما لا يكون كذلك ؟!!
وهل ترى أنه يجب أن يعالج المريض الطبيب ، ولم يكون العكس ؟!
بل قد يطرأ على بالك ما هو أصعب من ذلك بكثير ، لم تكون المرأة هي التي تتحمل أعباء الحمل والوضع والرضاع والحضانة .... الخ ، ولم لا يكون الرجل هو الذي يتحمل كل ذلك ، أليس من العدالة في مفهومك ، أو مفهوم من علموك أنه يجب ان يتشارك الرجل والمرأة في كل المسئوليات ؟!

ثم نرجع إلى موضوعك " وهو لمَ يقول القرآن الكريم : { وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } " ؟!

فاعلم أن القرآن لم يبتدأ تشريع ضرب الرجل زوجته ، بل هو تشريع سارٍ في جميع المجتمعات البشرية من البدائية إلى أرقى المجتمعات اليوم ، ولو عدت إلى الجرايد والصحف لكفتك ذلك .

ولكن القرآن الكريم جاء ليقيد هذه السلطة وينظمها ، ولا يترك للرجل حق التسلط على زوجته .

قال العلامة شيخ الإسلام الطاهر بن عاشور رحمه الله :
قال جمهور الفقهاء: النشوز عصيان المرأة زوجها والترفّع عليه وإظهار كراهيته، أي إظهار كراهية لم تكن معتادة منها، أي بعد أن عاشرته، كقوله: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا». وجعلوا الإذن بالموعظة والهجر والضرب مرتّبا على هذا العصيان، واحتجّوا بما ورد في بعض الآثار من الإذن للزوج في ضرب زوجته الناشز، وما ورد من الأخبار عن بعض الصحابة أنّهم فعلوا ذلك في غير ظهور الفاحشة.

وعندي أنّ تلك الآثار والأخبار مَحْمَل الأباحة فيها أنّها قد روعي فيها عرف بعض الطبقات من الناس، أو بعض القبائل، فإنّ الناس متفاوتون في ذلك، وأهل البدو منهم لا يعُدّون ضرب المرأة اعتداء، ولا تعدّه النساء أيضاً اعتداء، قال عامر بن الحارث النمري الملقّب بجِرَانِ العَوْد.
عَمِدْتُ لِعَوْدٍ فَالْتَحَيْتُ جِرَانَهُ ولَلْكَيْسُ أمضى في الأمور وأنجح
خُذا حَذراً يا خُلَّتيَّ فإنّني رأيتُ جران العَوْد قد كاد يصلح

وقد ثبت في «الصحيح» أنّ عمر بن الخطاب قال: (كنا معشر المهاجرين قوما نغلب نساءنا فإذا الأنصار قوم تغلبهم نساؤهم فأخذ نساؤنا يتأدّبن بأدب نساء الأنصار). فإذا كان الضرب مأذونا فيه للأزواج دون وُلاة الأمور، وكان سببه مجرّد العصيان والكراهِية دون الفاحشة، فلا جرم أنّه أذن فيه لقوم لا يعُدّون صدوره من الأزواج إضراراً ولا عارا ولا بدعا من المعاملة في العائلة، ولا تشعر نساؤهم بمقدار غضبهم إلاّ بشيء من ذلك.

وقوله: { فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن } مقصود منه الترتيب كما يقتضيه ترتيب ذكرها مع ظهور أنّه لا يراد الجمع بين الثلاثة، والترتيب هو الأصل والمتبادر في العطف بالواو، قال سعيد بن جبير: يعظها، فإن قبلت، وإلاّ هجرها، فإن هي قبلت، وإلاّ ضربها، ونُقل مثله عن علي.

واعلم أنّ الواو هنا مراد بها التقسيم باعتبار أقسام النساء في النشوز.

وقوله: { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً } احتمال ضمير الخطاب فيه يجري على نحوما تقدّم في ضمائر { تخافون } وما بعده، والمراد الطاعة بعد النشوز، أي إن رجعن عن النشوز إلى الطاعة المعروفة. ومعنى: { فلا تبغوا عليهن سبيلاً } فلا تطلبوا طريقاً لإجراء تلك الزواجر عليهنّ، والخطاب صالح لكلّ من جعل له سبيل على الزوجات في حالة النشوز على ما تقدّم.

والسبيل حقيقتُه الطريق، وأطلق هنا مجازاً على التوسّل والتسبّب والتذرّع إلى أخذ الحقّ، وسيجيء عند قوله تعالى:
{ ما على المحسنين من سبيل }
في سورة براءة (91)، وانظر قوله الآتي { وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً }.

و { عليهنّ } متعلّق بــــ(سبيلا) لأنّه ضمّن معنى الحكم والسلطان، كقوله تعالى:
{ ما على المحسنين من سبيل }
[التوبة: 91].

وقوله: { إن الله كان علياً كبيراً } تذييل للتهديد، أي إنّ الله عليٌّ عليكم، حاكم فيكم، فهو يعدل بينكم، وهو كبير، أي قويّ قادر، فبوصف العلوّ يتعيّن امتثال أمره ونهيه، وبوصف القدرة يُحذر بطشه عند عصيان أمره ونهيه.

ومعنى { تخافون نشوزهن } تخافون عواقبه السيّئة. فالمعنى أنّه قد حصل النشوز مع مخائل قصد العصيان والتصميم عليه لا مطلق المغاضبة أو عدم الامتثال، فإنّ ذلك قلّما يخلو عنه حال الزوجين، لأنّ المغاضبة والتعاصي يعرضان للنساء والرجال، ويزولان، وبذلك يبقى معنى الخوف على حقيقته من توقّع حصول ما يضرّ، ويكون الأمر بالوعظ والهجر والضرب مراتبَ بمقدار الخوف من هذا النشوز والتباسه بالعدوان وسوء النية.

والمخاطب بضمير { تخافون } إمَّا الأزواج، فتكون تعْدية (خاف) إليه على أصل تعدية الفعل إلى مفعوله، نحو
{ فلا تخافوهم وخافون }
[آل عمران: 175] ويكون إسناد { فعظوهن واهجروهن واضربوهن } على حقيقته.

ويجوز أن يكون المخاطب مجموع من يصلح لهذا العمل من وُلاَة الأمور والأزواج؛ فيتولّى كلّ فريق ما هو من شأنه، وذلك نظير قوله تعالى في سورة البقرة (229)
{ ولا يَحلّ لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله }
إلخ. فخطاب (لكم) للأزواج، وخطاب
{ فإن خفتم }
[البقرة: 229] لولاة الأمور، كما في «الكشّاف». قال: ومثل ذلك غير عزيز في القرآن وغيره. يريد أنّه من قبيل قوله تعالى في سورة الصفّ (11):
{ تؤمنون بالله ورسوله }
إلى قوله:
{ وبشر المؤمنين }
الصفّ (13) فإنّه جعل (وبشّر) عطفاً على (تؤمنون) أي فهو خطاب للجميع لكنّه لمّا كان لا يتأتّى إلاّ من الرسول خصّ به. وبهذا التأويل أخذ عطاء إذ قال: لا يضرب الزوج امرأته ولكن يغضب عليها. قال ابن العربي: هذا من فقه عطاء وفهمه الشريعة ووقوفه على مظانّ الاجتهاد علم أنّ الأمر بالضرب هنا أمر إباحة، ووقف على الكراهية من طريق أخرى كقول النبي " ولن يضرب خياركم " وأنا أرى لعطاء نظرا أوسع ممّا رآه له ابن العربي: وهو أنّه وضع هاته الأشياء مواضعها بحسب القرائن، ووافقه على ذلك جمع من العلماء، قال ابن الفرس: وأنكروا الأحاديث المرويَّة بالضرب. وأقول: أو تأوّلوها. والظاهر أنّ الإذن بالضرب لمراعاة أحوال دقيقة بين الزوجين فأذن للزوج بضرب امرأته ضرب إصلاح لقصد إقامة المعاشرة بينهما؛ فإن تجاوز ما تقتضيه حالة نشوزها كان معتديا.

ولذلك يكون المعنى { واللاتي تخافون نشوزهن } أي تخافون سوء مغبّة نشوزهنّ، ويقتضي ذلك بالنسبة لولاة الأمور أنّ النشوز رفع إليهم بشكاية الأزواج، وأنّ إسناد { فعظوهن } على حقيقته، وأمّا إسناد { واهجروهن في المضاجع } فعلى معنى إذن الأزواج بهجرانهنّ، وإسناد { واضربوهن } كما علمت.

وضمير المخاطب في قوله: { فإن أطعنكم } يجري على التوزيع، وكذلك ضمير { فلا تبغوا عليهن سبيلاً }.

والحاصل أنّه لا يجوز الهجر والضرب بمجرّد توقّع النشوز قبل حصوله اتّفاقاً، وإذا كان المخاطب الأزواج كان إذنا لهم بمعاملة أزواجهم النواشز بواحدة من هذه الخصال الثلاث، وكان الأزواج مؤتمنين على توخّي مواقع هذه الخصال بحسب قوّة النشوز وقدره في الفساد، فأمّا الوعظ فلا حدّ له، وأمّا الهجر فشرطه أن لا يخرج إلى حدّ الإضرار بما تجده المرأة من الكمد، وقد قدّر بعضهم أقصاه بشهر.

وأمّا الضرب فهو خطير وتحديده عسير، ولكنّه أذن فيه في حالة ظهور الفساد؛ لأنّ المرأة اعتدَتْ حينئذ، ولكن يجب تعيين حدّ في ذلك، يبيّن في الفقه، لأنّه لو أطلق للأزواج أن يتولّوه، وهم حينئذ يشْفُون غضبهم، لكان ذلك مظنّة تجاوز الحدّ، إذ قلّ من يعاقب على قدر الذنب، على أن أصل قواعد الشريعة لا تسمح بأن يقضي أحد لنفسه لولا الضرورة. بيد أنّ الجمهور قيّدوا ذلك بالسلامة من الإضرار، وبصدوره ممّن لا يعدّ الضرب بينهم إهانة وإضراراً. فنقول: يجوز لولاة الأمور إذا علموا أنّ الأزواج لا يحسنون وضع العقوبات الشرعية مواضعَها، ولا الوقوفَ عند حدودها أن يضربوا على أيديهم استعمال هذه العقوبة، ويعلنوا لهم أنّ من ضرب امرأته عوقب، كيلا يتفاقم أمر الإضرار بين الأزواج، لا سيما عند ضعف الوازع.

ثم من قال لك بأن الإسلام لم يعط المرأة السلطة في مقاضاة زوجها الناشز ، بل ذكر حكم ذلك في القرآن الكريم ، قال الله تعالى { وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ ٱلأنْفُسُ ٱلشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }

قال الإمام المفسر المحدث الطبراني رحمه الله :
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً }؛ الآية نزلت في خُوَيْلَةَ ابْنَةِ مُحمدِ بن مَسْلَمَةَ وفي زوجِها سعدِ بنِ الربيعِ؛ تزوَّجَها وهي شابَّةٌ؛ فلما عَلاَهَا الْكِبَرُ جَفَاهَا وتزوَّج عليها شابَّةً آثرَها عليها، فشَكَتْ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فنَزلت هذه الآيةُ، هذا قولُ الكلبيِّ وجماعةٍ من المفسِّرين.

وقال سعيدُ بن جُبير: (كَانَ رَجُلٌ لَهُ امْرَأةٌ قَدْ كَبرَتْ؛ وَكَانَ لَهَا سِتَّةُ أوْلاَدٍ، فَأَرَادَ أنْ يُطَلِّقَهَا وَيَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: لاَ تُطَلِّقْنِي وَدَعْنِي عَلَى أوْلاَدِي؛ وَاقْسِمْ لِي فِي كُلِّ شَهْرَيْنِ أوْ أكْثَرَ إنْ شِئْتَ، وَإنْ شِئْتَ لاَ تُقْسِمْ، فَقَالَ: إنْ كَانَ يَصْلُحُ ذلِكَ فَهُوَ أحَبُّ إلَيَّ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ ذلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ).

ومعناها: { وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ } أي عَلِمَتْ مِن زوجِها بُغضاً، أو إعْرَاضاً بوجههِ عنها لإيْثَار غيرِها عليها. قال الكلبيُّ: (يَعْنِي: تَرَكَ مُجَامَعَتَهَا وَمُضَاجَعَتَهَا وَمُجَالَسَتَهَا وَمُحَادَثَتَهَا؛ فَلاَ جُنَاحَ عَلَى الزَّوْجِ وَالْمَرْأةِ أنْ يُصَالِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً مَعْلُوماً بتَرَاضِيْهِمَا؛ وَهُوَ أنْ يَقُولَ لَهَا الزَّوْجُ: إنَّكِ امْرَأةٌ قَدْ دَخَلْتِ فِي السِّنِّ؛ وَأَنَا أريْدُ أنْ أتَزَوَّجَ عَلَيْكِ امْرَأةً شَابَّةً أوثِرُهَا عَلَيْكِ فِي الْقَسْمِ لَهَا لشَبَابهَا أوْ أزيْدُ فِي نصِيْبهَا مِنَ الْقَسْمِ، فَإنْ رَضِيْتِ وألاَّ سَرَّحْتُكِ بالأَحْسَنِ وَتَزَوَّجْتُ أخْرَى. فَإنْ رَضِيَتْ بذلِكَ فَهِيَ الْمُحْسِنَةُ، وَحَلَّ لِلزَّوْجِ ذلِكَ).

كَمَا رُويَ " عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ طلَّقَ امْرَأتَهُ سَوْدَةَ؛ فَسَأَلَتْهُ لِوَجْهِ اللهِ أنْ يُرَاجِعَهَا وَتَجْعَلَ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ فَفَعَلْ " ومثلُ هذا الصُّلْحِ لا يقعُ لازماً؛ لأنَّها إذا أبَتْ بعدَ ذلكَ إلى المقاسَمَة على السؤالِ كان لَها ذلكَ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ }؛ أي خيرٌ من الإقامةِ على النُّشُوز. وَقِيْلَ: خيرٌ من الفِرْقَةِ. ودخولُ حرفِ الشَّرطِ على الاسمِ في قولهِ تعالى: { وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ } فعلى تقديرِ فِعْلِ مُضْمَرٍ؛ أي: وَإنْ خَافَتِ امْرَأَةٌ خَافَتْ، أو على التقديمِ والتأخير، كأنه قالَ: وَإنْ خَافَتِ امرأةٌ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً، وعلى هذا قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ }
[النساء: 176]،
{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ }
[التوبة: 6] وهذا لا يكونُ إلاّ في الفعلِ الماضي؛ كما يقالُ: إنِ اللهُ أمكَنَني ففعلتُ كذا، فأمَّا في المستقبلِ فيصُحُّ أن يُفَرَّقَ بين الَّتِي للجزاءِ وبين لفظِ الاستقبال، فيقالُ: إنِ امرأةٌ تَخَفْ؛ لأنَّ (إنْ) تحرمُ المستقبلَ فلا يفصلُ بين العاملِ والمعمول.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأُحْضِرَتِ ٱلأنْفُسُ ٱلشُّحَّ }؛ أي جُبلَتِ الأنفسُ على الشُحِّ، فَشَُحُّ المرأةِ الكبيرة مَنَعَهَا من الرِّضَا بدون حقِّها، وتركِ بعضِ نصيبها من الرجلِ لغيرِها، وشُحُّ الرجلِ بنصيبهِ من الشَّابَّةِ يَمْنعُه من توقيرِ نصيب الكبيرةِ من القَسْمِ عليها. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ }؛ أي إن تُحسنوا العِشْرَةَ وتتَّقُوا الظُّلْمَ على النساء؛ { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }؛ من الإحسانِ والْجُودِ، عالِماً بخيرِ عملِكم، والسوءِ فيجزيكُم على ذلكَ.


وأرى أن هذا القدر يكفي لمن كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ، والله الهادي إلى صراطه المستقيم .




http://www.dralsherif.net/Fatwa.aspx...D=4&RefID=6079
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-02-2010 الساعة 10:35 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-03-2010
  #2
حمامة المدينة
مشرفة القسم العام وقسم التراث والتاريخ
 الصورة الرمزية حمامة المدينة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 645
معدل تقييم المستوى: 15
حمامة المدينة will become famous soon enough
افتراضي رد: أسألك أسئلة إن جاوبتني عليها أسلمت

جزاكم الله خيرا
ولكن من هو هذاا لشيخ لقد دخلت موقعه وقرأت عن سيرته ومؤهلاته
فوجدت أنه متخرج من الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
وموقعه ممتاز لمن أراد الفتوى
ولكن سؤالي هل هو من المتصوفين؟
__________________
حمامة المدينة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: أسألك أسئلة إن جاوبتني عليها أسلمت

مرحبا اختي الفاضلة سؤالك يجيب عليه سيدي الحبيب علي الجفري حفظه الله


http://www.almoreed.com/shaikhs/



http://www.alhabibali.com/ar/links/
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010
  #4
حمامة المدينة
مشرفة القسم العام وقسم التراث والتاريخ
 الصورة الرمزية حمامة المدينة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 645
معدل تقييم المستوى: 15
حمامة المدينة will become famous soon enough
افتراضي رد: أسألك أسئلة إن جاوبتني عليها أسلمت

جزاكم الله خير الجزاء على التوضيح
وبارك الله فيكم وبأهل الله جميعا ونفعنا الله بهم
__________________
حمامة المدينة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-18-2010
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: أسألك أسئلة إن جاوبتني عليها أسلمت

اللهم امين
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محق التقوّل في مسألة التوسّل عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 12-19-2011 02:53 AM
اللهم إني أسألك لسانًا صادقًا عبدالرحمن الحسيني المواضيع الاسلامية 0 06-23-2010 06:26 PM
ويندوز(انا مسلمة) احمد قسم الحاسوب 3 11-15-2009 07:03 PM
رسالة الى كل امراة مسلمة بنت الاسلام القسم العام 10 12-18-2008 08:47 PM
مكالمات لم يرد عليها =1 الـــــفراتي القسم العام 3 10-29-2008 08:48 PM


الساعة الآن 11:32 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir