أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2011
  #11
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

رحماء بينهم
قال الله تعالى: ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [1].
الموقف الكلي للعبد المحسن أمام مولاه عابدا ضارعا سامعا مطيعا لا يُوَلِّدُ أنانيةَ راهب الكنيسة الذي يحتكر الفهم وينتصب ليُعْبَدَ من دون الله، ولا أنانيةَ الزعيم الذي يُفيض من عليائه الشرعية على سياسة الوقت.
رحماء بينهم، وأشداء على الكفار. هذه السنة، وهذا هو المنهاج النبوي في علاقة العباد بربهم، علاقة تنظم الجماعة في سلك الرحمة الإلهية الممتدة بركة من السماء وشَجَنَةً بين المومنين على الأرض. القرآن هدى ورحمة وبشرى للمحسنين. وحول محمد صلى الله عليه وسلم صحابة رحماء بنفس الرحمة، مهديون بنفس الهدى. قرآن يتلى فيتجسد حقائق تسعى بين الناس. وحي يأتي به جبريل عليه السلام فلا يلبث أن يتحول التعليم القرآني حياة نابضة بالأخوة والقوة. الركع السجد لا يبتغون سوى فضل الله ورضوانه.
هنالك سلسلة من المعاني القرآنية النبوية لا تزال تتلى ألفاظها بينما حقائقها غابت عن الأذهان وغابت من أنفس المسلمين وواقعهم وتقلص أثرها في الأمة. إنها معانٍ كالنور، والبركة، والرحمة، والسكينة التي تنزل على المومنين في ساحة القتال، ومجالس القرآن، وحلق الذكر. وكأن عدوى الفكر الجاهلي والإرهاب الفكري الذي يطارد الغيبيات جعل بعض المسلمين، غفر الله لنا ولهم، يتنازلون عن إيمانهم، حتى إن بعضهم فسر الجن بأنه يشبه أن يكون نوعا من المكروب، وبعضهم أحال القرآن نوعا من دائرة معارف كونية. إن لغة الجاهلية التي سرت عدواها في لغتنا كما سرت عدوى التشبه بهم في سائر أوجه حياتنا لا تتسع لتعبر عن معاني القلب. فتجد منا من لا يتجاوز في تصوره درجة التسليم لنور القرآن، وسكينة القلوب، وطمأنينتها، وسيما الوجوه الساجدة، وبركة السماء، وما إلى هذا من معجزات الأنبياء، وكرامة الأولياء، وعالم الجن والملائكة، وحقائق الجنة والنار، وأسرار القدر، والإلهام، والتحديث. كل هذا واجب الإيمان به. لكن أن يصبح كل هذا لب حياة الأمة دون أن يتسطح في خرافية شعبية، ودون أن تدخله شعوذة، ودون أن يحمل على مغالاة وانحراف، هو المطلب التربوي الأول. وما من معنى قرآني إلا وهو شعبة من شعب الإيمان، فإن نضبت شعب الرحمة وأخواتها فلا يبقى في يدنا إلا شكل القرآن وشكل الإيمان والصورة الظاهرة الحرفية للدين.
قال الله تعالى لنبيه الكريم: ﴿ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ [2]. هذا معنى رحماء بينهم. رحماء بتأليف إلهي بين القلوب. فإن غاب هذا التأليف القلبي، ولا تعوضه الألفة الطبيعية بين الناس، فما يجدي توحيد الخط الفكري. في الديمقراطية التعددية يحدث الخلاف فلا حرج في الانفصال عن الحزب، فهي أساسا تعددية. وفي الديمقراطية المركزية يفرض تماسك الجسم الحزبي بالقهر والإرهاب و"الانضباط الثوري". لا مكان للرحمة هنا ولا هناك.
وقال عز من قائل: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [3]. شورى على رحمة، ورحمة تلين القلب، مظهرها العفو وحب الخير عند الله لإخوانك. ليست نقاشا على جفاف الفكر وتناطح المصالح والأنانيات. ثم توكل، والله يحب المتوكلين. وما التوكل في قاموس المذاهب الفكرية، وما حب الله عباده حتى عند من يومن بالله؟
قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ [4].
وقال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [5].
فإذن منة الله على أمة الإسلام أن بعث فيها رسولا يزكي -أي يربي ويطهر- ويعلم الكتاب ومعه الحكمة. نبي أمي لكيلا تحسب أنها فلسفة وبراعة وعبقرية. نبي أمي اسمه في التوراة والإنجيل، وظيفته وظيفة الأنبياء، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحل الطيبات، ويحرم الخبائث، ويحرر الناس من الإصر والأغلال، كناية عن أنواع العبودية لغير الله. ومع النبي الأمي نور ورحمة وسكينة وتأييد ونصر. كل هذه معان غيبية تجسدت في المجتمع القرآني فكان ظهور الإسلام معجزة تاريخية. معجزة في تأليف أمة موحدة بين أعرق البشر في العصبية الجاهلية. معجزة عسكرية. معجزة أخلاقية. معجزة إيمانية. معجزة كلية جعلت من عرب أميين قادة النصر، وأئمة العلم، وهداة البشرية، ومحرري الشعوب.
[1] الفتح: 29
[2] الأنفال: 62-63
[3] آل عمران: 159
[4] آل عمران: 164
[5] الأعراف: 157
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسات في التصوف ، الغوث الجامع: عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:16 PM
دراسات في التصوف، في الرحمة و الرأفة عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:13 PM
3.دراسات في التصوف : الختم و الكتم عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:12 PM
دراسات في التصوف ، في المعرفة : عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 03:04 PM
دراسات في التصوف عمرالحسني المواضيع الاسلامية 0 10-30-2010 02:57 AM


الساعة الآن 11:58 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir