ترميم موقع الشيخ حمد فـي دير الزور‏

يعتبر موقع الشيخ حمد (دورا كاتليمو) من أهم المواقع الأثرية في المحافظة وعلى مستوى المنطقة حيث تعتبر( دورا كاتليمو)العاصمة الآشورية في المنطقة .‏

إن أعمال التنقيب السابقة كشفت عن كنوز هامة في هذا التل والأعمال استمرت على مدى 03 عام تقريباً .‏

الموقع بوضعه الحالي يعتبر موقعاً فريداً كونه يقع على الطريق (حسكة - دير الزور ) البناء الحالي له, من الطين فإن هذا الموقع مهدد بالزوال إن لم تكن هناك أعمال حماية وصيانة وترميم له .‏

في هذا العام دخلت المديرية العامة للآثار والمتاحف مع الجانب الألماني العامل بالموقع بأعمال ترميم للجدران وبعض المنازل الهامة في الموقع.‏

بدأ العمل بإعداد المواد اللازمة لهذه العملية والمؤلفة من ( التربة الجيدة الخالية من الأملاح -والتبن - و الماء) ويجب أن تكون هذه المواد من المنطقة التي ترقد فيها الأوابد الأثرية التي يتم العمل على ترميمها وهنا تبدأ عمليات الخلط والتخمير بشكل جيد وتبقى لفترة زمنية لأكثر من ثلاثة أيام ويتم تصنيع اللبن وحسب المقاسات المحددة وهي (83*83*21) سم (83*83*51)سم بالإضافة إلى أنصاف هذه المقاسات بعد جفاف البن بشكل جيد وتبين قساوته يتم تحضير الجدران اللازمة لعملية الترميم و التدعيم بإزالة الأجزاء الضعيفة يتم البناء بالمحافظة على المستويات الأفقية تركب قطع اللبن مع بعضها البعض بالإضافة إلى الاستقامة الجيدة‏

وتوضع المادة الرابطة بين قطع اللبن من نفس المواد المصنعة لبن .‏

يتم حماية الوجه الأخير من الجدران بواسطة طبقة من المونة الطينية وسيتم إضافة مادة جديدة كيميائية يتم إحضارها من ألمانية تقوم بوظيفة حماية الجدار من تسرب المياه إلى داخله .‏

هذا ببساطة موجز عن الأعمال علماً بأن العمال المنفذين هم من نفس المنطقة وإن طريقة التدعيم والمواد ليست صدفة إنما تمت عليها تجارب سابقة من حيث المواد الداخلة في عملية التصنيع وقد اثبتت التجربة أن الطريقة القديمة والتي ما زالت متبعة هي الطريقة الصحيحة والسليمة علماً بأن هناك جدران تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد وبذلك فإننا في هذه الأعمال نوصل الزمن البعيد بالقريب وبطريقة واحدة ومواد واحدة ومواد موحدة منذ آلاف السنين حتى الآن‏

ويجب أن نشير من خلال هذا العمل أن البناء بالطين هو مستقبل البناء في العالم الكثير من البلدان تتجه إليه