ماري ومعبد عشتار‏

كانت من أهم المدن في عصر السلالات الرافدية فهي تحتل موقع استراتيجي على نهر الفرات حيث تسيطر على حركة النقل ماري لا تزال نقطة التقاء لقبائل البدو لكن الآن تغطي مدينة ماري مساحة اربعمائة ألف متر مربع أي أنها من اكبر المدن القديمة.‏

ابتدأ Andre parrot بالتنقيب عام 1933 واستمر حتى عام 1939 حيث توقف بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية ثم عاود التنقيب عام 1951. لقد نشرت كتب ومقالات عديدة عن آثار مدينة ماري القصر الملكي الذي بني قبل عصر سرجون الأكادي المعابد عشتا ر - عشتارات ونيني زازا- عشتارات - شمس - داغان - نينهور ساغ. من أهم الآثار المكتشفة هو معبد عشتا ر. أما بقية المعابد فهي معاصرة لمرحلة الأكاديين أي المرحلة الانتقالية التي تقع بين البرونز القديم وبوابة البرونز الوسيط.‏

معبد عشتار يحتوي على ست طبقات ( A-F ) سما كتهم ستة أمتار يعني ذلك بالمقارنة ستة قرون ولا نعرف شيء عن طبقة F .‏

معبد أو طبقة E كناية عن بناء ضخم يغطي مساحة ستمائة وخمسون مترا مربعا بني هذا المعبد على أساسات ضخمة من الحجارة غرب المعبد كشف Parrot عن مساحة من البحص الأبيض (حوالي 170 متر مربع ) ربما كان أساسا" لبرج لم يعثر على أي شيء في هذا المعبد.‏

معبد طبقة D‏

تخطيطه غير واضح تماما. حول المعبد عدة غرف ربما لكهنة المعبد. عثر في هذا المعبد على مجموعة من الأواني الفخارية موضوعة في طبق بشكل قارب يسميه Parrot بال Barcasses هذا الشكل استمر ملازما لكل الطبقات المتتالية. نوع الفخار يشابه فخار شمالي العراق وليس الجنوب خصوصا فخار تشاغار بازار طبقات 3-4 تاريخ هذا المعبد غير مؤكد ولكن من غير الممكن أن يكون قبل السلالة السومرية الثانية (بداية هذه السلالة حوالي 2700ق.م) من الأشياء المميزة لهذه الطبقة وجود مقابر مبنية بحجارة كبيرة وبشكل قناطر وهي تشبه إلى حد بعيد القبور الملكية التي اكتشفت في مدينة أور Ur والتي تعود إلى السلالة السومرية الثالثة A (حوالي 2400 ق.م.) أي أن هذه القبور (رقم 300) كان يحوي أوعية فخارية من نوع Scarlet ware أي الأواني القرمزية هذا النوع من الفخار يعود إلى السلالة السومرية الثانية ولكنه استمر في الظهور حتى السلالة الثالثة. عثر أيضا" على أواني مدينة. هناك قبر واحد يمكن أن يكون قد حفر في فترة معبد ت .‏

معبد طبقة C‏

ربما كان هناك ثغرة زمنية بين معبدي C,D لان معبد C بني في جهة أخرى وتخطيطه يختلف عن المعبد السابق. انه كناية عن قاعة Cella (رقم 17) مساحتها حوالي خمسة وستون مترا مربعا. الجدران سميكة (320م) ومبنية من الطوب (Mud - brick ) الغير مشوي المذبح كان مقابل الباب الذي يعود إلى فناء واسع يحيطه خمسة أعمدة موازية لجدران الفناء . هذا التخطيط في البناء يعرف بال per style - البناء الوحيد الذي يشابهه هو معبد Chappell Orientate في جبيل عثر أيضا على‏

Barcarres وعلى نوع جديد من القرابين التي توضع في الأساسات عند تشييد بناء جديد. هذه القرابين كناية عن لوح برونزي في طرفه ثقب حيث يخرقه مسمار بشكل العقدة. عثر على لوح من اللازورد (Lapis lazuli ) وأخر من الالبسترا وثالث من الفض. يوجد عدة غرف ربما لكنها المعبد(لوحة 44- ا. ب)‏

معبد طبقة B‏

المعبد في هذه المرحلة هو عبارة على فخار بشكل القوارب أي Barcasses كذلك عثر على أختام اسطوانية شبيهة بأختام بلاد ما بين النهرين. عثر أيضا" على أواني مرصوفة بالصدف هذه الأواني لا يمكن أن تكون أقدم من السلالة الثالثة A بينما Parrot يقول أن العبد والآثار الموجودة فيه يعودوا إلى بداية الآلف الثالث لكن تاريخ هذا المعبد (كما يتفق على ذلك أكثرية الآثاريين ) هو السلالة السومرية الثالثة A.‏

المعبد الأخير طبقة A‏

يعود إلى السلالة الثالثة B انه معاصر لملك Messa ripada أو ربما لمرحلة ما قبل الإمبراطورية الأكادية. المعبد في هذه المرحلة يحتوي على قاعتين (رقمهم 18و17( عثر على تمثال لملك ماري المسمى ب Lamgi mari حاكم للإله الليل. في الدار المجاور لقاعات المعبد عثر على تمثال كاهن اسمه ابيخ آيل. بقرب تمثال ابيخ آيل عثر على أواني حجرية تشابه أواني وادي أل Indus وبلوشستان. فخار هذه المرحلة يشابه كثيرا فخار تل براك وتشاغار بازار انه رقيق جدا ولونه اسود لماع Parrot يؤرخ هذا الفخار إلى بداية الألف الثالث بينما في الحقيقة انه يعود إلى نهاية عصر السلالات أي ما بين 2500 - 2400 ق.م.من الأشياء المثيرة للاهتمام والتي عثر عليها في هذا المعبد هي ألواح مصدفه تحمل صورا عن أبناء ماري وملكهم نرى الجنود بلباسهم الحربي وهم يقاتلون أو يتأهبون لمعركة كذلك صفوف من النبلاء أو من الكهنة ثم رعايا المملكة في أعمالهم وحرفهم,هذه اللوحات تشابه كثيرا اللوحات التي اكتشفت في مدينة أور. انتهى هذا المعبد بحريق أتى على معظم البناء وترك الموجودات بحالة تفتت. نرى أثار الحريق في كل المدينة والمعابد والقصر الملكي. بين رماد القصر عثر على جرة فخارية وجد بداخلها أشياء كثيرة ولكن أهم شيء هو حبة من اللازورد Lapis lazuli حفر عليها اسم Mesannipada ملك أور ويقول انه أهداها إلى احد المعابد في المدينة في زمن جانسو ملك ماري.‏

سلالة ماري ربما تكون معاصرة ولعله أور الأولى والقصر الكبير ربما بنى في عصر Mesannipada . ذكرت ماري في لائحة أور سومر وذكر بان سلالتها التي حكمت المنطقة تأتي العاشرة بعد الفيضان. إذن من هو الملك الذي سبب هذا الحريق Zannatum أخر ملوك أور أو سرجون الأكادي مؤسس الإمبراطورية الأكادية؟ حتى الآن لن نجزم من هو الملك الذي احرق ماري بالرغم من الحفريات الجديدة التي تقوم تحت إدارة الأثري باسكال بيترلان.‏

المهم أن المدينة عادت إلى ازدهارها السابق خلال مرحلة إمبراطورية الأكادية حيث عثر على تقدمة كناية عن أواني برونزية جميلة محفور عليها اسم ابنة الملك نارام سن حفيد سرجون الأكادي‏