أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
قديم 09-21-2011
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
3 إعداد الأمة لمواجهة تحديات الاستعمار الجديد

سؤال يتردد على خاطر كل إنسان مهذب ومتحضر في العالم المعاصر، ألا وهو: ((أحوار أم صراع)) حضاري أم فكري؟ أما الذي يحب الخير لنفسه وللإنسانية، ويؤثر السلم والأمن والحق والعدل، ويترفع عن الأطماع الجشعة، ويقاوم الصراعات والعُقد الموروثة الداخلية والخارجية، فيقول بكل جرأة وصراحة في تحديد منهج العلاقات الإنسانية ومقتضيات الدين النقي الصحيح والأخلاق الكريمة والتعاون الصادق: بل حوار بنَّاء، لتقريب وجهات النظر، والعمل على وحدة الإخاء الإنساني، والحفاظ على نظام الأسرة الدولية، وإسعاد البشرية، وإعمال العقل الرشيد، وهذا هو كل مسلم وغير مسلم يريد حياة آمنة مستقرة، لا حروب فيها، ولا أزمات بل حرية مسؤولة، وانفتاح على العالم بأسره·
وأما الذي يَدَّعي نظرياً لا عملياً السلام والأمان ومقاومة العنف، والاضهاد والظلم والقهر والإكراه، ويطمع بسبب قوته وجشعه بما لدى الآخرين، ليعيش هو وحده، ويموت الآخر الضعيف، فيقول: بل صراع، صراع الحضارات والشعوب، وإيثار الحرب والاستعمار بنوعيه القديم والجديد لإبقاء تفوقه وسيطرته، مستغلاً قوته وتقدمه الحضاري، وحريصاً على إبقاء الآخرين في تخلف وتقهقر وجوع وفقر ومرض وجهل، فهو السيد الذي يحيا، وغيره العبد الذي يُؤمَر فيطيع، وهو الذي يريد فتح أسواق كثيرة في العالم أمام منتجاتِ مصانعه ومزارعه ومؤسساته التعليمية والتربوية، والحفاظ على تفوقه المادي·
ومن هنا برزت تحديات كثيرة للعالم الآخر غير الغربي ((والمقصود بالغربي الأوربي والأمريكي)) ونحوهما ممن يسير في فلك سياسة الغرب طوعاً أو كرهاً(النظام الصهيوني)، أو ينافس الغرب في سياسته كاليابان والصين وروسيا·
وتقع الطامَّة الكبرى بالذات على دول العالم النامي في آسية وإفريقية وشمال شرقي آسية، ومنهم العالم الإسلامي والعربي، حيث يُضيّق عليهم في بناء نهضتهم، ليبقوا متخلفين، مستهلكين مستوردين، تُستنزف خيراتهم، وتستذل رقابهم، ويمنعون من أي تدبير كريم أو إنقاذ فعلي·
وهذا الافتراق في الفكر والتطبيق يدعونا بإلحاح لبحث موضوعٍ في غاية الأهمية بعنوان ((إعداد الأمة لمواجهة تحديات الاستعمار الجديد))، وذلك في محورين:
المحور الأول: أنواع التحديات الاستعمارية الجديدة ودوافعها·
المحور الثاني: كيفية إعداد الأمة الإسلامية والعربية لمواجهة التحديات· لعل هذا البحث يفيد في وضع الخطط والاستراتيجيات الضرورية لإنقاذ أمتنا من الانهيار والضياع وبقاء التخلف، والله هو المستعان·
المحور الأول: أنواع التحديات الاستعمارية الجديدة ودوافعها·
ابتلي أكثر العالم الإسلامي والعربي بالاستعمار القديم في القرن العشرين، من الدول الأوربية كبريطانية، وفرنسة وألمانية وإيطالية وهولندة والبرتغال وغيرها، وكان من أسوأ المخططات في العالم العربي عقد معاهدة سايكس- بيكو- في 9- 26 مايو 1916م لاقتسام العراق وبلاد الشام بين فرنسا وإنجلترة، وكانت بريطانية هي المخطط الأخبث والأخطر في تقسيم العالم الإسلامي وزرع الكيان الصهيوني في فلسطين باتفاق الغرب والشرق، وتبع ذلك إلغاء الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك 1925، وتقطيع أوصال البلاد التابعة لها، تسهيلاً للتسلط عليها، وعملاً بسياسة ((فرِّق تسُد))· وبقيت آثار هذا الاستعمار بعد رحيله واستقلال أغلب الدول المستعمرة، على يد صنائع الاستعمار في تقليده وفكره، وحل محله الاستعمار الجديد في ظاهرة ((العولمة)) وهي الوجه الآخر للهيمنة كما يقول المفكر رجا جارودي، أو هي الاستعمار كما يقول ريتشارهبوت·
وقد عرَّف ((وترز)) العولمة بأنها عملية اجتماعية يتم من خلالها تقليص القيود التي تفرضها الجغرافية على الأنظمة الثقافية والاجتماعية 1 · وبعبارة أخرى: اتجاه لفرض نموذج اقتصادي وسياسي وثقافي معين على جميع أقطار العالم ودوله، بأسلوب مباشر وغير مباشر، دون النظر إلى مبدأ سيادة الدول وحقها الخاص في تنظيم شؤونها وترتيب أولياتها، طبقاً لخصوصياتها العرقية واللغوية والدينية والثقافية، وطبقاً لمقتضيات مصالحها الاقتصادية والسياسية 2 ·
ودوافع الاستعمار بنوعيه كثيرة، ومنها الشعور بتفوق القوة العسكرية وقوة التقدم الآلي وسائر المكاسب الحضارية المادية الخادمة للحضارة الغربية، ومنها الرغبة في السيطرة على الموارد الاقتصادية للشعوب النامية (المتخلفة) وحب التسلط وبسط النفوذ على البلاد الإسلامية والعربية، من أجل إضعاف المسلمين، وزرع الفرقة والاختلافات والنعرات الطائفية والمذهبية ليسهل التحكم فيهم، مستغلين بعض المبادىء كمشكلة الصراع بين الدين والعلم، أو بين الدين والعقل، والازدواج في التعليم بين المنهج الديني والمدني وظهور تعبير ((رجال الدين))وفصل الدين عن الدولة والدنيا، ووجود مفهوم آخر هو مفهوم العلمانية ومعناه: حياد الدولة وعدم تدخله في شؤون الدين، وكذا مصطلح اللادينية، ومعناها محاربة النزعة الدينية والأخلاق الواقعية، والأوضاع الاجتماعية والسياسية القديمة المتأثرة بأوضاع ثورية جديدة، وأدى كل ذلك في مجال التفكير الإسلامي إلى ظهور نزعات فكرية تصادم التفكير الإسلامي والعقيدة الإسلامية وأهمها:
1- النزعة الإلحادية بشتى صورها ومذاهبها·
2- النزعة القومية المغالية التي تتخذ من القومية عقيدة وقيمة عليا وهدفاً أعلى للحياة الحديثة 3 ·
ونجم عن ذلك ازدواجية التعليم بين ديني ومدني في البلاد الإسلامية والعربية، وكان من أسوأ آثار الاستعمار الجديد في الآونة الأخيرة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية محاولة ((احتواء الإسلام)) والعمل على تحجيمه وتطويقه من داخله وتفريغه من مضمونه، كما أُعلن في تقرير ((مؤسسة رند)) التابعة للمخابرات المركزية الأمريكية سنة 2007م، ووضع ما سموه بـ ((الفرقان الحق)) الخليط بين اليهودية والمسيحية والإسلام بتأويلات غريبة، وأفكار باطلة منبوذة، على يد قسيس نصراني فلسطيني يعيش في أمريكة· وكذلك الإمعان في تشويه الثقافة الإسلامية، والطعن بتعاليم الإسلام والقرآن ونبي الإسلام وتاريخ الإسلام، والتدخل في مناهج التعليم في البلاد الإسلامية والعربية، والتضييق على تعليم اللغة العربية ومحاولة طمس معالمها الفصيحة، وقصرها على المتخصصين الندرة، والتركيز على التوفيق بين الإسلام والأفكار الغربية، وإيجاد ((إسلام أمريكي)) مميَّع وممسوخ وسطحي في مظلة ما يعرف بالتسامح والمرونة والوسطية، وما يماثل أفكار الحضارة الغربية ونظمها، وهذا ما تركز عليه أمريكة في ماليزيا وإندونيسية، وفي بعض الدول العربية الموصوفة بالاعتدال، ويعني كل ذلك التبعية الفكرية والسلوكية لأمريكة وأوربة ونقل المسلمين إلى ساحة الفكر الغربي، والولاء للنفوذ الغربي، ومن أجل صهيون أو الكيان الصهيوني في فلسطين، وكذلك في سنغافورة إسرائيل الشرق، وإمداد الكيانين بالدعم المادي والعسكري بتزويدهما بأحداث الأسلحة الفتاكة من طيران حربي متطور، وصواريخ جبارة، وقوة نووية· وهذا في الواقع نوع من العنصرية لا الديمقراطية، ومصادرة للحرية، وكراهية مبرمجة ضد الإسلام وتعصب مقيت، ومحاربة المسلمين·
وتشتمل أنواع التحديات للعالم الإسلامي والعربي في مظلة العولمة وإفرازاتها المسمومة على ما يلي 4:
1- التحديات السياسية والأمنية: وتتمثل في الهيمنة السياسية والعسكرية التي يمارسها الغرب والكيان الصهيوني في المنطقة الإسلامية والعربية مثل انتشار القوات الأمريكية في آسية الوسطى وهي جمهوريات (الكازاخ، الأوزبك، القرغيز، الطاجيك، التركمان) بعد فترة وجيزة من أحداث (11 سبتمبر) أيلول سنة 2001م، واحتلال أمريكة وحلفائها الأوربيين العراق سنة 2003م بذريعة وجود أسلحة دمار شامل، ومشاركة (25) دولة بقيادة أمريكة في الأعمال العسكرية الموجهة ضد حركة ((طالبان)) في أفغانستان منذ سنوات، ثم إمداد قوى الحلفاء في أوائل شهر(ديسمبر) كانون الأول 2009، بقوات عسكرية جديدة في حدود 40 ألف عسكري لمنع الإرهاب في أفغانستان، وتحقيق الأمن القومي والمصالح الوطنية ومواجهة ما يسمى بـ ((خطر الأصولية الإسلامية))· وكل ذلك ونحوه نوع من الحرب على العالم الإسلامي وهي حرب غير معلنة من قبل الغرب، بقيادة أمريكة الشمالية، وهو ما سماه الرئيس الأمريكي السابق ((بوش))- عقب أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك- الحرب الصليبية على العالم الإسلامي، ثم تراجع في الظاهر لا في الحقيقة والواقع عن ذلك· وكذلك قصف الطائرات الأمريكية من دون طيار بعض أقاليم باكستان وطالبان باكستان·
2- التحديات الاقتصادية: ضد دول آسية الوسطى المسلمة، وضد بعض الدول العربية غير الموالية لأمريكة، وما سماه ((بوش)) محور الشر وهي إيران وسورية، وكوريا الشمالية وكوبا والعراق في عهد صدام حسين الذي أُعدم شنقاً في عيد الأضحى سنة 2007م لإضعاف المستوى الاقتصادي، والعمل على انخفاض دخل الفرد، وارتفاع معدل التضخم السنوي، وازدياد نسبة البطالة، وضعف قطاع الصناعة والخدمات وتخلفه، وكذلك التآمر على اقتصاد ماليزيا في عام 1997 حتى لا تصبح في مصاف الدول المتقدمة صناعياً، من طريق البورصة ((سوق الأوراق المالية)) في ماليزيا·
3- التحديات الثقافية والتربوية: وذلك بتطويق وتجميد الثقافة الإسلامية والعربية، وسيطرة الثقافة الغرببة بقيمها الفكرية وأنماط سلوكها الاجتماعي وطرق العيش المادي، سواء في دول آسية الوسطى المسلمة أم في بعض الدول العربية، والإشراف الفعلي لأمريكة على مناهج التعليم والتربية، ومحاولة طمس معالم اللغة العربية، وإبعاد الثقافة الإسلامية بقدر الإمكان في دول الخليج·
وفرضت ظاهرة العولمة نفسها بقوة مع بداية القرن الحادي والعشرين في دول آسية الوسطى ودول الخليج بإحلال ثقافي لصالح القيم الغربية وثقافة العولمة (الغرب) وذلك بتبني مفاهيم وأنماط ثقافة غربية ونشر ثقافة التغريب والعلمنة، ومحاربة الثقافة الإسلامية، وعلمنة سياسة التعليم، ونشر اللغة الإنكليزية باعتبارها لغة الثقافة والحضارة، ومحاولة إضعاف اللغة العربية، والتدخل في الثقافة الدينية والتاريخ الإسلامي·
4- التحديات العقدية: بتشكيك المسلمين في عقيدتهم وزعزعة الإيمان في نفوسهم في كل مكان في العالم، وتمكين الصهيونية من تنفيذ مخططاتها المدمرة، وإرسال البعثات التنصيرية الدعوية والطبية، وتكثير البوذيين والصينيين في بعض البلاد الإسلامية مثل ماليزيا وإندونيسية وتايلند وسنغافورة وغيرها ذات الصبغة الإسلامية القديمة، وذلك عن طريق تسلل العمالة والاستيطان والهجرة المنظمة لغير المسلمين، وتقديم الأموال بوسائل مختلفة لتعليم اللغة الإنكليزية وسماع المحاضرات والدروس وتوزيع كتب التنصير وبناء الكنائس، والترويج للفساد والدعارة والرقص والغناء والفن الرخيص في بعض مناطق الخليج ودول جنوب شرق آسية، ومحاولة تقسيم السودان وتقطيع أوصاله حتى لا يتدخل في نشر الإسلام في القارة الإفريقية، وذلك بالتمهيد لاستقلال جنوب السودان ودارفور وغير ذلك من المخططات الاستعمارية الجديدة·
5- التحديات الإعلامية: عن طريق إيجاد قنوات فضائية ومنشورات وبعثات وندوات في الدعوة إلى النصرانية، والصهيونية، والطعن به وتشويه الإسلام وثقافته، ومحاربة القيم الإسلامية والسخرية منها، وكذا المقدسات الإسلامية، ونشر الإباحية والفساد، والتقاليد الغربية، وهو في الواقع امتداد للإعلام الأمريكي وكذا الغربي الأوربي، بتصوير الإسلام بأنه عاجز عن مسايرة العصر، وأنه دين إرهاب، وأن المسلمين إرهابيون، وتصوير الأصولية الإسلامية بأنها تنشر ثقافة العنف، وتقتل الأبرياء، وتعادي النظم الديمقراطية الغربية، وذلك سواء في دول آسية الوسطى المسلمة، أو في إندونيسية وماليزيا، أو في البلاد العربية ومنها دول الخليج·
6- التحديات الاجتماعية: بالترويج للمسكرات والمخدرات، وازدياد نسبة الإصابة بمرض الإيدز (فَقد المناعة الجنسية) وارتفاع نسبة الجريمة، وظهور مشكلة العزوف عن الزواج، وارتفاع نسبة الطلاق، والتفكك الأسري والتفسخ الأخلاقي، وإبقاء وضع المرأة الاجتماعي في حالة سيئة كالعمل في الأعمال الشاقة وحافلات النقل العامة ومحطات البنزين وأعمال البناء· وإبقاء المجتمعات الإسلامية في حالة ضعف في التنمية الاجتماعية، وارتفاع نسبة البطالة، وتخلف الأحياء السكنية، وانتشار الفقر، حتى إنه في العالم الإسلامي هناك أكثر من ستين مليون نسمة يعيشون بدخل يعادل دولاراً واحداً للفرد في اليوم (وهو دون مستوى الفقر)·
المحور الثاني: كيفية إعداد الأمة الإسلامية والعربية لمواجهة التحديات:
الإعداد يتمثل في أمرين: المقاومة الفكرية، والمقاومة الدفاعية·
إن الوقوف المنظم والممنهج والجدي والدائم أمام تحدي الغرب وغيره وعقائده وفلسفاته ونظمه يتطلب ما يأتي لتغيير عقلية تكونت في قرون وفي زمن طويل، ونقض ألوان الخداع والتدليس في البحث عما يماثل أفكار الحضارة الغربية ونظمها، ومحاولة التوفيق بين الإسلام والأفكار الغربية، بإلباس الأفكار الغربية لباس الإسلام أحياناً ليسهل مرورها واجتيازها إلى المجتمع الإسلامي، وإلباس الإسلام أحياناً أخرى لباس الأفكار الغربية ليسهل على العقول التي َأَلفت التفكير الغربي استساغة الأساليب الغربية وتقبلها، أي إن العملية الأولى يراد بها نقل المسلمين إلى الفكر الغربي، ويساعد على ذلك بعض رجال الفكر أو السياسة من الغربيين، وأما عملية الفريق الآخر فهي تقريب الإسلام ودعوته إلى عقول الغربيين، إخلاصاً من دعاته للإسلام، وحرصاً عليه، فكانت هذه المرحلة جسراً يصل بين الإسلام والفكر الغربي 5 ·
ووسائل إعداد الأمة الإسلامية كثيرة أهمها 6 :
أولاً- على المستوى الثقافي والتربوي:
1- الكشف عن ذاتية الإسلام وتحرير المجتمع الإسلامي من التبعية الفكرية، والانطلاق من منهج القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية في كيفية بناء الأمة عقدياً وفكرياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وإعلامياً، بحيث يكون هناك تكامل بين الدين والحياة، ووضع خطط واستراتيجيات مستقبلية لبناء الفرد والمجتمع والأمة، مثلما فعلت اليابان في بناء نهضتها الصناعية المتطورة في مدى خمسين سنة، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24/8]·
والإحياء: يعني تحقيق النهضة في جميع عناصرها العقدية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وتنمية جميع المعارف الدينية والفكرية·
2- التخلص من ظاهرة ازدواجية التعليم (ديني، وعصري أو مدني) وتعميم الثقافة المعاصرة والجامعة بين الدين والدنيا، والأخلاق والسلوكيات وممارسة العبادات، والعناية بكل مقومات النهضة المدنية والحضارية والاجتماعية، وتنمية الموارد والطاقات، والاستفادة من إمكانات الأمة الاقتصادية، والسياسية، بحيث تكون الدراسات الشرعية مشتملة على الدراسات المعاصرة، وتشمل جميع مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي، ليصير التعليم موحداً بين أبناء الأمة، ولتكوين جيل مؤمن حقاً بالإسلام ورسالته الحضارية، وينتج في حياته كل ما تتطلبه الحياة المعاصرة من بناء الذات، وترك الاعتماد على الآخرين·
3- التخلي عن طريق ازدواجية التعليم: بحيث يكون هناك اتحاد بين الروح والمصدر، من غير انقسام في الفكر والتطبيق بين علوم شرعية محضة، وعلوم دنيوية تحتاجها الأمة في حياتها المعاصرة·
4- توحيد النظام الثقافي النابع من الإسلام أولاً، من معطيات الحياة المعاصرة·
ثانياً- على المستوى الإعلامي والفكري:
1- إحداث وعي إسلامي عام عقلي ونفسي، يعي مبادىء الإسلام وتعاليمه وقضايا الإسلام الكبرى في العصر الحاضر، ويعي ضرورة وحدة العالم الإسلامي، ومصادر قوته، وتحديد الأخطار التي يجابهها·
2- الإفادة من أنظمة الثقافة الأخرى فيما ينفع، ومنع كل ما يضر ويسيء للعالم الإسلامي·
3- وصل ما بين الدين والحياة: بحل المشكلات المعاصرة في ضوء الإسلام، وسد حاجات المجتمع الإسلامي ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً·
4- العناية في التطبيق بين الأصول والمبادىء وبين مناهج الحياة في هدي تعاليم الإسلام وآراء فلاسفته واجتهادات الفقهاء وتحقيق أحلام المستقبل، والتركيز على التطبيقات، والاستفادة من النظريات العلمية بقدر الإمكان في مرحلة الانطلاق·
5- ضرورة المحافظة على الهوية الثقافية للأمة الإسلامية في مواجهة عولمة الثقافة، والعمل على تنميتها وترسيخها، والتفاعل مع الثقافات الأخرى أخذاً وعطاء·
6- العناية بالحضارة الإسلامية والعمل على نشر تراث الأمة·
7- الاستمرار في إنشاء المؤسسات التعليمية التي تعنى بتعليم الثقافة الإسلامية واللغة العربية لغير الناطقين بها·
8- تعميق مشاعر الولاء للإسلام أولاً والإسهام في نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة·
9- إبراز عالمية الإسلام وإنسانيته ورحمته بالعالمين، وتغيير النظرة العدائية للمسلمين، والاعتراف بالحضارة الإسلامية على أنها رافد كبير للحضارة الإنسانية الشاملة·
10- الاعتماد على الحوار وإنهاء كل مظاهر الصراع الحضاري والفكري·
11- الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال الإعلام والاتصالات·
12- تنمية الوعي الشامل من خلال المعطيات الحضارية للإسلام من قيم واتجاهات وسلوكيات·
13- اعتماد أصول الإسلام في الحوار والتسامح والمرونة والوسطية، لقوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} [البقرة: 143/2]، {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} [آل عمران: 110/3]·
ثالثاً- على المستوى الدولي والخارجي:
1- معاملة الشعوب الأخرى على أساس من المودة والتعاون والتضامن وتنمية العلاقات التبادلية الاستثمارية والتجارية·
2- توثيق العلاقات السياسية بين الدول الإسلامية، وبين دول العالم·
3- الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والإقرار بحق الشعوب والدول في الحرية والمساواة وحق الدفاع عن النفس والبلاد، وإذكاء روح المقاومة والجهاد ضد المعتدين لقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} [البقرة: 208/2]·
4- لا بد من العمل على وحدة الأمة الإسلامية في مواقفها، فإن لم يتحقق الاتحاد، فعلى الأقل توحيد الجهود بين الدول المتجاورة، لأن الخطر عليها واحد مشترك·
الخاتمـة
أسهمت الأمة الإسلامية في تقدم الحضارة العالمية فكرياً وثقافياً وأخلاقياً ودينياً، وهي تحب الخير والسلام والأمن والاستقرار لشعوب العالم، وتعترف بحق هذه الشعوب في الحياة والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، فهي في علاقاتها مع شعوب العالم تنشد تحقيق الوئام والاستقرار، وتفعيل جميع حقوق الإنسان عملياً لا مجرد شعارات، كما هو الواقع لدى الغرب والشرق·
لكن هذه الأمة مظلومة من كل زمان، لا سيما في عصرنا الحاضر، حيث تجد عياناً ألوان التهم والأباطيل وتشويه الحقائق والثقافة الإسلامية، والمعطيات التربوية والتعليمية، مما يعرض هذه الأمة للاعتداءات وإلحاق الظلم بها ونهب خيراتها وثرواتها النفطية والمعدنية، وإبقائها في حالة تخلف·
وهي ذات عدد كبير (مليار وأكثر من نصف مليار) وفي موقع جغرافي متميز، فلا يصح بحال أو منطق أن تتعرض أمتنا لتحديات كثيرة على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية، والاقتصادية، والثقافية والتربوية، والعقدية والدينية، والإعلامية، والاجتماعية·
وأمام هذه التحديات التي تثير إشكالات كبيرة وذات خطورة واضحة، لا بد من إعداد الأمة الإسلامية إعداداً قوياً ومتيناً على المستوى الفكري والثقافي والدفاعي للحفاظ على وجودها وكرامتها، ومن ثم كان من حقها الوقوف أمام التحديات الغربية والشرقية على المستوى السياسي، والاقتصادي، والثقافي والتربوي، والإعلامي والفكري، وكل أنشطة الاستعمار الجديد المشبوهة والمسمومة، والمستقبل في النهاية للإسلام في القرن الحادي والعشرين وفيما يليه، لأن رسالة الإسلام رسالة إلهية خالدة وعالمية ذات انفتاح على الآخرين، ودون أطماع ولا إكراه، فكان لزاماً علينا الحفاظ على هذه الرسالة وهويتنا الثقافية ورصيدنا الحضاري·
وإذا تورط بعض الشبان المسلمين في بعض الأحداث كأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ونحوه، واتهم الإسلام ظلماً وزوراً وبهتاناً بأنه دين الإرهاب، فهذا اتهام باطل، ولا يصح وَصْمُ الإسلام كله بذلك، ولا الطعن بالمسلمين قاطبة، لأن الإسلام براء من كل أحوال العنف والإرهاب والتخريب ومن أفعال المتهورين المصادمين لتعاليم الإسلام·
والله مع الحق لا مع الضلال·
الهوامش
1- بحث الأستاذ زياد هواش: ص123 في أبحاث مؤتمر الإسلام والمسلمون في القرن الحادي والعشرين في الأردن·
2- بحث د· عبد اللطيف الصباغ "العولمة والهوية الثقافية" ص 2- 3 ·
3- التفكير الإسلامي الحديث في مواجهة الأفكار العربية، الأستاذ محمد المبارك: ص19، 54، 132 ·
4- زياد هواش، المرجع السابق: 120- 126 ·
5- الأستاذ محمد المبارك، المرجع السابق: ص15 ·
6- المرجع السابق: 19، 139- 153 ·
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-24-2011
  #2
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
افتراضي رد: إعداد الأمة لمواجهة تحديات الاستعمار الجديد

سيدي هل المقال لجنابكم الكريم؟
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-25-2011
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: إعداد الأمة لمواجهة تحديات الاستعمار الجديد

سيدي الكريم هذا المقال الأستاذ زياد هواش: ص123 في أبحاث مؤتمر الإسلام والمسلمون في القرن الحادي والعشرين في الأردن·
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإسلام و العصر تحديات وآفاق عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 05-23-2012 02:23 PM
السلق والشوي والتشويح والتحمير من طرق إعداد أطباق اللحوم مريم القسم العام 0 05-07-2011 01:19 AM
طريقة إعداد برنامج (مايكروسوفت اوتلوك 2003) للتعامل مع حساباتك البريدية admin قسم الحاسوب 1 02-24-2010 12:24 AM
تغيير كسوة ضريح الحسين بمصر من سوداء لخضراء"لمواجهة التشيع" عبدالقادر حمود المقدسات الاسلامية 3 02-03-2009 03:53 AM


الساعة الآن 10:07 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir