أمير مكة المكرمة: الحصيلة مرشحة للزيادة
الحجاج يبدأون النفرة إلى مزدلفة.. وسيول جدة تقتل 77 شخصاً
حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة
منى - العربية.نت ، جدة - العربية
يواصل حجاج بيت الله الحرام الخميس 26-11-2009 أداء الركن الأساسي من فريضة الحج بالوقوف على صعيد عرفة حيث يمضي الحجاج هذا اليوم التاسع من ذي الحجة في عرفة، قبل النفرة اليوم إلى مزدلفة.
واستقبل جبل عرفات نحو مليوني مسلم وسط أجواء صافية، تذكر فيها المسلمون المكان والزمان الذي ألقى فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) خطبة الوداع. فيما ارتفعت حصيلة القتلى من الامطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جدة بوابة الحجيج الى مكة الى 77 قتيلا معظمهم جرفتهم التيارات القوية أو غرقوا، والحصيلة مرشحة للارتفاع كما ذكر أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل.
وفي مكة توجه معظم الحجاج الى عرفات سيرا على الأقدام للدعاء حتى الغروب، ونصبوا خياما في سهل وجلسوا على جانب الطريق في أماكن مخصصة للإيواء أو مكثوا في مسجد نمرة القريب.
ويتوجه الحجاج فيما بعد إلى المزدلفة لجمع أحجار الجمرات. وجاء نحو 1.6 مليون حاج من الخارج لأداء الفريضة.
ويقول المنظمون السعوديون للحج ان الامطار التي هطلت الاربعاء وهي الاكثر غزارة التي تشهدها المملكة منذ سنوات حالت دون وصول الآلاف من جدة الى مكة لكنها لم تسبب وفيات بين الحجاج.
وأكد تقرير لمصلحة الأرصاد السعودية ان هناك احتمال هطول أمطار رعدية على أجزاء من غرب المملكة تشمل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وجدة اليوم.
ومن المحتمل غدا الجمعة ان تصل الامطار الرعدية الأجزاء الشمالية من شرق السعودية مروراً بالمنطقة الوسطى وتشمل: حائل، القصيم، رفحاء، وحفر الباطن.
وتسببت السيول في جرف 3 آلاف سيارة وداهمت 1500 منزل في أحياء شرق الخط السريع. وقال الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة عبد الله العمري إن " غرفة العمليات تلقت الكثير من البلاغات، أغلبها بلاغات خاصة بحوادث تماسات كهربائية أو احتجاز نتيجة تجمع المياه وبشكل كبير، إضافة إلى تأثر الكثير من المنازل نتيجة تسرب المياه مبيناً ان جميع فريق الدفاع المدني تعاملت مع البلاغات، وتم تحرك الفرق في وقتها بالاضافة إلى تحريك 3 طائرات إنقاذ قامت بإنقاذ كثير من المحتجزين مؤكداً أنه ما زالت البلاغات تتوافد على غرفة العمليات.
خطة طوارئ صحية ميدانية داخل عرفات ومزدلفة
من جابنها، أعلنت وزارة الصحة السعودية أنها بدأت في تطبيق خطة الطوارئ الميدانية المتكاملة داخل مشعر منى؛ حيث أعطت جسر الجمرات الجديد أولوية كبرى في هذه الخطة. وسيتم التواجد الميداني بجوار الجسر من خلال فرق طبية ميدانية بكامل مستلزماتها، وسيارات إسعاف مجهزة كدعم للهلال الأحمر السعودي.
كما سيتم تشغيل (16) مركزاً صحياً للطوارئ تقع على جانبي جسر الجمرات بعد إكمال تجهيزاتها وتوفير القوى العاملة اللازمة لها لتعمل كمراكز طوارئ للتعامل مع الحالات الطارئة على الجسر وتقديم الخدمات الإسعافية للحجاج.
وتم إعداد خطة طوارئ لممر المشاة الذي يبدأ من منطقة عرفات ماراً بمزدلفة إلى أن يصل منطقة منى تحسباً لحدوث أي طارئ، فيما تم التركيز على منطقة المشعر الحرام بمزدلفة نظراً لتواجد أعداد كبيرة من الحجيج في هذه المنطقة ومراقبة ومتابعة الوضع ميدانيا ًمن خلال الفرق الطبية الميدانية وسيارات الإسعاف الصغيرة لنقل الحالات المرضية.
كسوة الكعبة
ومن ناحية أخرى، تم صباح اليوم استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بالكسوة الجديدة جريا على العادة السنوية، حيث تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام باستبدال ثوب الكعبة المشرفة بثوب جديد تتم صناعته بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.
وتبلغ التكلفة الاجمالية لثوب الكعبة المشرفة 20 مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعى الخاص الذى يتم صبغه باللون الاسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد فى الثلث الاعلى منه الحزام وتحته آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل.
تنظيم حركة الحجاج
تنقل الحجاج بالحافلات
ومنذ الثانية صباحا بدأت وفود الحجاج تتجه إلى عرفة، وواكبت الجهات الأمنية العملية في ظل مراقبة جوية عبر الطائرات المروحية التي واصلت تحليقها طوال الوقت فوق الطرقات التي يسلكها ضيوف الرحمن.
ومع الصباح الباكر كانت المنطقة حول جبل الرحمة قد تغطت تماما. وسيؤدي الحجاج اليوم الخميس صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة.
ومع غروب شمس هذا اليوم ستبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ليصلوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر غدا الجمعة العاشر من شهر ذي الحجة لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها الفجر.
فيما أوضح الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ورئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج أن "كافة الترتيبات والتنظيمات الخاصة بنقل الحجاج تأتي انطلاقاً من الرغبة في تنظيم الأمور المتعلقة بخدمات الحجاج من حيث تخفيض عدد المركبات وتعظيم الاستفادة من المركبات ذات الطاقة الاستيعابية العالية التي تدخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وعدم ضغط الطرق والشوارع بها بما يكفل سرعة تنقل الحجاج ووصولهم لوجهاتهم براحة وأمان، وكذلك الإسهام في تمكين الجهات العاملة في الحج من تقديم أفضل مستوى من الخدمات من خلال تهيئة السبل والطرق المناسبة لهم لسرعة الانتقال والوصول للأماكن التي تتطلب تلك الخدمات مثل خدمات النظافة والإعاشة والتغذية ونقل المرضى والإسعاف وغيرها".
عرفة
وذكر الفيصل أنه خلال أيام الذروة في حج هذا العام سيتم نقل حوالي 300 ألف حاج بين المساكن والمسجد الحرام لكل صلاة من الصلوات الخمس بمسارات مستقلة بأسلوب النقل الترددي وبعدد محدود جداً من الحافلات بدلاً من الضغط على شوارع مكة المكرمة بالأعداد الهائلة من الحافلات والمركبات الصغيرة التي كانت تقوم بذلك بأسلوب عشوائي غير منظم وتسبب الازدحام والتلوث البيئي في شوارع مكة المكرمة، أي أنه تم بهذا الأسلوب الاستعاضة عن أكثر من (6000) حافلة كانت مطلوبة لنقل هذا العدد من الحجاج بمعدل (50) حاجا لكل حافلة أو مايوازي (75) ألف سيارة صغيرة بمعدل (4) ركاب للسيارة.
وأكد تطبيق قرار منع المركبات التي تقل سعتها عن 25 راكبا من نقل الحجاج والدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في موسم حج هذا العام 1430هـ مشيرا إلى التنسيق من قبل الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج مع وزارة الحج في إطار مهامها ومسؤولياتها بالتأكيد على شركات ومؤسسات خدمات حجاج الداخل لنقل الحجاج بالحافلات من مدنهم أو من أقرب مدينة لمكة المكرمة.
وعرفة هي المشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله 7 أمتار، فيما يحيط عرفات قوس من الجبال أهمها وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6كيلو مترات من المزدلفة. وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة شبيهة بالبرث يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف علي الجبل خاصة من واجبات الحج.
ومن المقرر أن يقوم خادم الحرمين الشريفين عشية السبت المقبل بافتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة ومستشفى منى الوادي لتقديم المزيد من الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.