أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي كعب بن زهير أسلم

كعب بن زهير أسلم على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وأنشد فيه قصيدة

ليس من طالب علم مر بمراحل الدراسة إلا وعلم شيئاً عن زهير بن أبي سلمى، الشاعر الجاهلي، الذي عد من فحول شعراء الجاهلية، وتميز عن غيره من الفحول بميزات عديدة، وقبل أن نعرف بشعره، نعرف بشخصه، فهو زهير بن أبي سُلْمى، واسمه ربيعة بن رباح بن العوام بن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هرمة بن لاطم بن عثمان ابن فرنية بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وربما أجمع كل من له تذوق للشعر أن زهير بن أبي سلمى هو في مقدمة شعراء الجاهلية إن لم يكن أشعرهم، فقد روى ابن سلام فقال: أخبرني عيسى بن يزيد بن دأب بإسناد له، عن ابن عباس قال، قال لي عمر: أنشدني لأشعر شعرائكم. قلت: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: زهير. قلت: كان كذلك؟ قال: كان لا يعاظل ـــ أي لا يعقد ـــ بين الكلام، ولا يتبع وحشيه ـــ أي غريبه ـــ، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه.
وقال ابن سلام أيضاً: أخبرني عمر بن موسى الجُمحي عن أخيه قدامة بن موسى، وكان من علماء أهل المدينة: انه كان يقدم زهيراً. قلنا: فأي شعره كان أعجب إليه؟ قال: التي يقول فيها:
قد جعل المبتغون الخير في هرمٍ
والسائلون إلى أبوابه طرقا
من يلق يوماً على علاته هرماً
يلق السماحة منه والندى خلقا
وقال أهل النظر: كان زهير أحصفهم شعراً، وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعنى في قليل من المنطق، وأشدهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره.
وخلاصة القول إن زهير بن أبي سلمى هو من الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، ومعلقته مشهورة ومعروفة عند القاصي والداني، وأنه لم يدرك الإسلام، رغم أن شعره مليء بالحكمة، ومليء أيضاً بما يدل على إيمانه بالبعث والحساب، وقد أنجب ولدين هما كعب بن زهير، وجبير بن زهير، وإن كعب بن زهير نشأ على موهبة متألقة، وبديهة حاضرة، حتى قدم البعض شعره على شعر أبيه، وذكر الرواة أن كعب كان يكمل لأبيه الشعر، فقد روى أبو الفرج في الأغاني قال: (أخبرني) أحمد بن عبدالعزيز الجوهري وحبيب بن نصر المهلبي قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا علي بن الصباح عن هشام عن اسحاق بن الجصاص قال: قال زهير بيتاً ونصفاً ثم أكدى ــ أي انقطع ـــ، فمر به النابغة فقال له يا أبا أمامة أجز فقال: وما قلت؟ قال: قلت:
تزيد الأرض إما مت خفا
وتحيا إن حييت بها ثقيلا
نزلت بمستقر العرض منها
أجز.. فقال: فأكدى والله النابغة، وأقبل كعب بن زهير وإنه لغلام فقال أبوه: أجز يا بني، فقال: وما أجيز؟ فأنشده فأجاز النصف بيت فقال: وتمنع جانبيها أن يزولا.. فضمه زهير إليه وقال: أشهد أنك ابني، وقال ابن الأعرابي قال حماد الراوية تحرك كعب بن زهير وهو يتكلم بالشعر فكان زهير ينهاه مخافة أن يكون لم يستحكم شعره فيروي له ما لا خير فيه فكان يضربه في ذلك كلما ضربه يزيد فيه فغلبه فطال عليه ذلك فأخذه فحبسه، فقال والذي أحلف به لا تتكلم ببيت شعر إلا ضربتك ضرباً ينكلك عن ذلك فمكث محبوساً عدة أيام، ثم أخبر أنه يتكلم به فدعاه فضربه ضرباً شديداً ثم أطلقه وسرحه في بهمة وهو غليم صغير فانطلق فرعى ثم راح عشية وهو يرتجز:
كأنما أحدو ببهمي عيرا
ومن القرى موقرة شعيرا
فبعد ذلك أقر أبوه بشاعريته وأعلن عنها، وأخذ بيده وقال: قد أذنت لك في الشعر يابني، فتكلم وألف أول قصائده التي أولها:
أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع
بعرض أبيه في المعاشر ينفق
ثم لما شب واستوى، اتفق هو وأخوه بجير أن يذهب أولاً ويلقاه، ثم يرجع فيخبره بما وجد، وذهب بجير فلقي النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل في دينه فلم يعجب كعباً ،وقال أبياتاً ينتقص فيها من أقدار النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ويعيب عليه، موحياً أن أبابكر رضي الله عنه ضلله، فيها قوله:
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
فبين لنا إن كنت لست بفاعل
على أي شيء غير ذلك دلكا
على خلق لم ألف يوماً أباله
عليه وما تلقى عليه أخا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل إما عثرت لعا لكا
سقاك بها المأمون كأساً روية
فأنهلك المأمون منها وعلكا
وفي رواية (سقاك أبوبكر) وزادت:
ففارقت أسباب الهوى وتبعته
على أي شيء ويب غيرك دلكا
فلما جاءت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها، فقال لما سمع: (سقاك بها المأمون) «صدق الكذوب». ولما سمع: (على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه). قال: «أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه».. ثم أهدر دمه، وقال: «من لقي منكم كعب بن زهير فليقتله».
فكتب إليه أخوه بجيرا يخبره، وقال له: «انج بنفسك وما أراك بمفلت» وكتب إليه بعد ذلك يأمره أن يسلم ويقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قبل صلى الله عليه وسلم منه وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعب وقال القصيدة التي اعتذر فيها عمّا بدر منه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل ملثماً وأناخ ناقته بباب المسجد، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في مجلسه بين أصحابه، فاخترق حلقات الصحابة حتى جلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، الأمان يا رسول الله. قال: «ومن أنت؟» قال: كعب بن زهير. قال: «الذي يقول» ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: «كيف يا أبابكر؟» فأنشده:
سقاك أبوبكر بكأس روية.. وأنهلك المأمور منها وعلكا
قال: يا رسول الله، ما قلت هكذا. قال: «فكيف قلت؟» قلت، إنما قلت: وأنهلك المأمون منها وعلكا. فقال: «مأمون والله».. وأمنه النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم أنشده قصيدته الشهيرة، والتي بدأها بالغزل العفيف في قوله:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول.. متيم إثرها لم يشف مكبول
حتى انتهى إلى قوله:
وقال كل خليل كنت آمله.. لا ألفينّك إني عنك مشغول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته.. يوماً على آلة حدباء محمول
نبئت أن رسول الله أوعدني.. والعفو عند رسول الله مأمول
يريد أنه لم يكن يجد ناصراً له على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا له أنت وشأنك فإنا عنك في شغل، واستقر أمره في النهاية على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرحم به منهم، ومن يأمل فيه خيراً سيجده كما رجا وأمل.
إلى قوله: إن الرسول لنور يُستضاء به.. مهند من سيوف الله مسلول
في فتية من قريش قال قائلهم.. ببطن مكة، لما أسلموا: زولوا
يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم معه فتية من قريش واشتد عليهم الأذى في مكة فقرروا الهجرة إلى المدينة حفاظاً على عقيدتهم ودينهم، وعندما هاجروا لم يكونوا ضعافاً ولا جبناء يخشون الموت والطعان، وعطف بالإشادة بأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
من سره كرم الحياة فلا يزل.... في مقنب من صالح الأنصار
الباذلين نفوسهم لنبيهم.... يوم الهياج وسطوة الجبار
يتطهرون كأنه نسك لهم.... بدماء من علقوا من الكفار
صدموا علياً يوم بدر صدمة.... ذلت لوقعتها جميع نزار
يعني بني علي بن مسعود، وهم بنو كنانة.. فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردة اشتراها معاوية من آل كعب بن زهير بمال كثير قد سُمِّي. فهي البردة التي تلبسها الخلفاء في العيدين.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زهير الصديق نوح القسم العام 3 10-07-2009 01:51 PM
زهير بن أبي سُلمى ساره ركن التاريخ 2 05-14-2009 01:08 PM
الشاعر بهاء الدين زهير هيثم السليمان القسم العام 0 04-01-2009 03:59 PM
لأصبع محمد بن واسع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير، عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 01-05-2009 04:53 PM
رجل مسلم أسلم على يديه كل من كان في الكنيسة أبوانس القسم العام 4 08-16-2008 03:47 PM


الساعة الآن 09:49 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir