هل تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وردنا السؤال التالي: هل تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين ؟
الجواب:
هذا أمر ثابت ثبوتاً قوياً كما جاء في صحيح مسلم ، وإذا وجدت رواية أخرى تخالف هذا كالرواية التي تقول إنه تزوجها وهي بنت ثمانية عشرة فهي شاذة أومنكرة
، ولاينبغي لذي علم أن يضعف رواية مسلم تحت ضغط هجوم الكافرين أوأذيالهم من بيننا ، فهؤلاء قوم لايصدقون في قولهم عن فهم للطبيعة العربية في قلب الجزيرة حيث تبلغ الفتاة سن النكاح وهي بنت تسع سنين ، وهم يجعلون طبيعة المرأة التي في بلادهم الباردة ميزاناً لكل الدنيا ، وهو جهل معه عصبية ، فلو أنه تزوجها وهي في الخامسة عشرة من عمرها أو السابعة عشرة لقالوا : إنها طفلة ، لإن البنت لاتعتبر ناضجة إلا في الثامنة عشرة عندهم ، ومازعمه بعضهم من أنها تعد طفلة وإن كانت بالغة لإن طبيعتها الجسمية طفولية ، وكذلك طبيعتها النفسية فهذا كلام يصدر عن جهل .
أما من الناحية الجسمية فالبلوغ علامة نضج جسمي واضح ، وهي كانت بين ضراتها طويلة ذات قوام جيد ، ومشاركتها في خدمة الجرحى يوم أحد وهي في الثانية عشرة من عمرها دليل واضح على ذلك .
وأما من الناحية النفسية فقد كان النضج فيها أوضح ، فقد كانت بين ضراتها أقواهن ويظهر ذلك حين انقسمن في التنافس إلى فريقين فكانت تقود هي الفريق الأقوى مع أن الجميع من أفراد الفريقين أكبر منها سناً ، ومواقفها في كل المناسبات تدل على نضج كامل كما هو ظاهر في قصة الإفك، وعمرها يوم ذاك لايجاوز خمس عشرة سنة وهي حين ذاك طفلة حسب موازين الغربيين ، ثم هي قد شهدت عن قرب شديد منذ كانت عند أبيها أحداث تنزل القرآن ، وأحداث تبليغ الرسالة ، وما نشأ عن ذلك من أحداث ، ثم شاهدت الصراع عن قرب ، وكل ذلك يمنحها نضجاً خاصة كما نشاهد اليوم من جرأة الطفل الفلسطيني وهو في حدود العاشرة من عمره فنراه يتصدى بالحجارة للدبابة ،وكذلك يعطي هذا الظرف الذي عاشت به السيدة عائشة رضي الله عنها نضجاً اجتماعياً لإن هذا الصراع الاعتقادي والاجتماعي كانت له آثاره الكبيرة جداً ، وكانت هي إحدى المتأثرات بذلك حيث كانت مخطوبة لرجل آخر هو من أقارب أبيها فطلقها أو ترك خطوبتها من أجل اختلاف دينها وأبيها عنه ، وهذه الخطوبة لها دلالة خاصة في قضية اعتياد الزواج بالصغيرة في المجتمع العربي فليس النبي صلى الله عليه وسلم في زواجه هذا خارج عن عرف مجتمعه ولاهو مخالف للطبيعة البشرية نفسية كانت أو جسمانية
وقد تزوج السيدة صفية بنت حيي وعمرها سبع عشرة سنة بعدما كانت متزوجة قبله ومات عنها زوجها ، والسابعة عشرة عند الغربيين من سن الطفولة مع أن صفية كانت متزوجة من قبل ومات عنها زوجها .
ومشكلة هؤلاء الغربيين أنهم يجعلون واقعهم ميزاناً لكل الناس وكل الأمم وكل الأماكن مهما اختلفت الأوطان والأزمان ، وأتباعهم من بيننا يتقبلون منهم كل شيء دون تفكر، ومشكلة بعض الذين يتصدون للرد على هذه الاعتداءات الدينية والثقافية أنهم يتقبلون الأساس الذي بنيت عليه الشبهة _وهو باطل _ ثم بعد ذلك يحاولون أن يردوا العدوان فيأتي ردهم وكأنه تمحل وكأنه في مضمونه إقرار لهذا الأمر ، الذين يتقبلون أن سن السيدة عائشة ( التاسعة ) سن طفولة يصعب عليهم أن يردوا عليه رداً علمياً ، والطريق الحق هو ماتقدم بيانه من أن سن التاسعة في جزيرة العرب ولاسيما في ذلك الزمان ليس سن طفولة وإنما هو سن نضج كماهو معلوم من دراسة الطبيعة العربية
للشيخ الدكتور محمود احمد الزين عن موقعه
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 05-26-2010 الساعة 04:03 PM