أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
قديم 12-05-2008
  #1
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
12 قطوف من دفتر سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أحينا بحبك وحب نبيك وأشغلنا بك عن كل ما سواك وأظهر على ظواهرنا سلطان لا إله إلا الله وتجلى علينا بأنوار جمالك ورحمتك يا رب العالمين وصل وسلم على شمس الجمال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- أوصافُ البشريَّة : هي الأخلاقُ التي تناقضُ خَلوصَ العبوديّة . ومرجعها إلى أمرين :
الأوّل : تعلُّقُ القلب بأخلاق البهائم : وهي شهوةُ البطن والفرج وما يتبعهما من حبِّ الدنيا وشهواتها الفانية قال الله تعالى (( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب )) .
الثاني : تخلُّقُه بأخلاق الشّياطين كالكبر والحسد وغيرهما من هوى النّفس .



- قال الإمامُ النوويُّ رحمه الله أصولُ الطرّيقة خمسةٌ :
1_ تقوى الله في السّرّ و الإعلان .
2_ اتباعُ السنة في الأقوال والافعال .
3_ الإعراضُ عن الخلق في الإقبال والإدبار .
4_ الرّضا عن الله على الكثير والقليل .
5_ الرّجوع إلى الله في السّرّاء والضّرّاء .




- من حقَّقَ الأصول نالَ الوصولَ ومن حُرمَ الأصول حُرمَ الوصول .



- الفرقُ بين الواحديّة والأحديّة :
أنَّ الواحديّة تدلّ على أنّ الأسم محيطٌ بكلِّ شيء وأنَّ الأحديّة تدلُّ على أنّ كلَّ شيٍء حيًٍّ يشيرُ إلى كلِّ أسمٍ له تعلقٌ بالكون
فالتَّجلي بالواحديّة بإحاطته بكلِّ الأشياء ، وبالأحديّة بإرائه كلَّ شيٍء لكلِّ الأسماء.

كتاب المثنوي العربي لبديع الزمان رحمه الله تعالى صفحة: /263/


- كما أنّ الإعتقاداتِ الفاسدة تكون مانعةً لنزول أنوار القدسيّة على النُّفوس الإنسانيّة فكذلك الأخلاقُ الذميمةُ مانعةٌ لإشراق القلوب .



- من مقالة الشيّخ حفظه الله تعالى :

الدُّخَانُ يُذهِب الأنوار .
خيرُ الكلام ما قلَّ ودلَّ و لم يملّ .
من لا ينفعُك بعدُه لا ينفعك قربُه .
ملتفتٌ لا يصل مشكِّكٌ لا يفلح
من شروط المتعلِّم التَّواضع ومن شروط المعلِّم الحلم

قال تعالى (( وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) سورة الأعراف 29
إن اللهَ تعالى لا يتَّقبَّلُ العملَ حتَّى يجمعَ هذين الركنين
1 - أنْ يكون صوابا ًموافقا ً للشريعة
2 - أن يكون خالصا ً من الشِّركِ الخفيّ .




- كلُّنا لا نرضى بحالنا ولكنَّا نرضى لأعمالنا هذا علامةٌ غيرُ مرضيّة .



- المعالجةُ بالدّواء وبالحمية . وهذه القاعدةُ عامّةٌ في المعالجة الجسميّة والقلبيّة ،
فعلاجُ القلب : الذكرُ والطاعاتُ والحمايةُ من المعاصي
وكما أنَّ الصيدليّةَ غير مفتوحةٍ للمريض بل طبيبٍ فكذلك صيدليّةُ الرّوح .
فإذا مرضَ القلبُ فعليه بصيدليّة القرآن الكريم واسترشادِ طبيب الأديان للخلاص من مرضه .




- سُئِل الإمامُ الجنيدُ رحمَه اللهُ تعالى عن الشُّكر فأجاب : أن تستعمل ما أنعمه الله عليك في طاعة الله عزّ وجلّ .





الملف كامل من خلال الرابط
http://www.albwhsn.net/vb/attachment...7&d=1516444022

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 01-21-2018 الساعة 10:28 PM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-06-2008
  #2
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

- اعلم أنّ في النُّفوس البشرية تفاوتات :
بعضُها : روحانيةٌ ، نورانيةٌ ، قابليّةٌ ، لها حظٌ في عالم الأرواح .
وبعضُها : كثافيةٌ ، ترابيةٌ ، لاينتبهون للحقِّ ، وهم ساقطون عن رتبة الإنسانيّة



- الذكرُ مجالسةُ المذكور فإن كنتَ تذكرُ اللهَ تعالى فأنت تجالسه وإن كنتَ تذكرُ رسولَ الله
وتصلِي عليه - صلى الله عليه وسلم - فأنتَ تجالسه ويسمع صلواتك عليه بأذنه الشريفة .



- إنّ المصليّنَ الّذين يصلُّون على رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم على ثلاثة أقسام :
1_ قسمٌ يصلي على هيئته البشريّة .
2_ قسمٌ يصلّي على روحه التي ملأتِ العالم .
3_ قسم يصلي على نوره الذاتيّة كما قال اللهُ جلَّ وعلى (( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )) المائدة /15
فالنورُ هو رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلم والكتابُ هو القرآنُ الكريم .




-من ذاقَ عرف ، ومن حُرم انحرف ، العلمُ مفتاحُه السؤال .



- البرزخُ ينقسم إلى قسمين : برزخُ الأرواح في الصور وبرزخُ الأجسام في القبور .




- أحلُّ الحلال : أن لا تطلبَ من أحدٍ ولا تمنع .




- من نصائح الإمام أبي الحسن الشّاذليّ رحمه الله تعالى :
1_ إن أردت أن يكمُل إيمانُك فحسّنْ خُلُقَك .
2_ وإن أردت أن يحبِّك اللهُ تعالى فاقضِ حوائجَ اخوانك المسلمين .
3_ وإن أردت أن تكون من المطيعين فأدِّ فرضَ الله تعالى عليك .
4_ وإن أردت أن تلقى اللهَ يومَ القيامة نقيّا ً من الذنوب فاغتسلْ من الجنابة ولازم غسلَ الجُمُعة .
5_ وإن أردت أن تُحشرَ يومَ القيامة في النُّور الهادي وتسلمَ من الظّلماتِ فلا تظلم أحداً من خلق الله تعالى .
6_ وإن أردت أن تقلَّ ذنوبُك فالزمِ الإستغفار .
7_ وإن أردت أن تكون أقوى الناس فتوكّلْ على الله تعالى .
8_ وإن أردت أن يسترَ اللهُ تعالى عليك فاستر عيوبَ الناس .
9_ وإن أردت أن يمحوَ الله تعالى خطاياك فأكثرْ من الإستغفار والخشوع والخضوع والحسنات في الخلوات .



- القلبُ إنما يحيى إذا أخذ بَذرَ التوحيد من قلبٍ حيِّ فيكون بَذرُه كاملا ً - والبذرُ غير
البالغ لا ينبت - ولذلك فبذرُ كلمةِ التوحيد في القرآن الكريم في موضعين :
أحدهما : مقارنٌ بالقول الظاهريّ كما قال الله تعالى (( إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)) فهذا بحق العوام .
ثانيهما : مقرونٌ بالعلم الحقيقيّ كما قال الله تعالى (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)) .





- إنْ كنتَ تدري تعرُج وتسري ___ خذ عنِّي سرِّي به تلقى اللَه .
أخذُ السِّرِّ يكون : بالمرافقة و الموافقة و النّظرة والتّسليم والخدمة والمحبّة .





- قال الله تعالى (( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)) الزخرف 43-44

بأن تعتقدَ أنَّه حقٌ وبأن تعمل بموجبه فإنَّه الصِّراط المستقيم الَّذي لا يميلُ عنه إلا الضَّالُّ في الِّدين
وأعلم أنَّ هذه الآيه تدلُّ على أنَّ الإنسانَ لابدَّ وأن يكونَ عظيمَ الرغبةِ في الثناء الحسن والذكر
الجميل ولو لم يكن الذكرُ الجميل أمراُ مرغوباً فيه لما من َّ الله تعالى به على سيدنا محمّدٍ
صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى ((وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ )) .
ولَما طلبه سيّدُنا إبراهيمُ عليه السلام حيث قال ((وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ))سورة الشعراء
84


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 06:41 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-12-2008
  #3
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

قال الله تعالى : ((وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ))سورة إبراهيم 52.
إنَّ النَّفس الإنسانيّة لها شعبتان :
الأولى :القوّة النّظريّةُ وكمالُ حالها في معرفة الموجوداتِ بأقسامها وأجناسها وأنواعها حتى تصير
النفسُ كالمرآة الّتي يتجلّى فيها قدسُ الملكوتِ ويظهرُ فيها جلالُ اللاهوت . ورئيسُ هذه المعارف
والجِلاء معرفةُ توحيدِ الله جلّ جلاله بحسب ذاته وصفاته وأفعاله .
الثانية : القوة العمليّة ، وسعادتها في أن تصيرَ موصوفةً بالأخلاق الفاضلة التي تصيرُ مبادئَ لصدور
الأفعال الكاملة عنها ورئيسُ سعادة هذه القوّة طاعةُ الله تعالى وخدمته . / فخر الرازي /.





- (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) معيّتُهُ سبحانه وتعالى بالرَّحمة والفضل والرُّتبة
فقوله (( الَّذِينَ اتَّقَوْا)) إشارةٌ إلى التعظيم لأمر الله تعالى . وقوله :(( وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) إشارةٌ
إلى الشّفقة على خلق الله تعالى ، وذلك يدلُّ على أنّ كمالَ السَعادة للإنسان في هذين الأمرين أعني :
التّعظيم لأمر الله والشّفقة على خلق الله تعالى ،
وعبّر عنه بعضُ المشايخ فقال : كمالُ الطَّريق صدقٌ مع الحقِّ ، وخُلُقٌ مع الخلق . فخر الرازي / سورة النحل /





-(( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) سورة المؤمنون /51 /.
واعلم أنه سبحانه وتعالى كما قال للمرسلين فقد قال للمؤمنين :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )) البقرة 173 .
فلابدّ للإنسان من سفرين : سفرٌ في الدّنيا وسفرٌ من الدّنيا . فالسّفرُ في الدّنيا لابدَّ له من طعامٍ
وشرابٍ ومركبٍ ومالٍ ، والسفر من الدّنيا لا بد له من معرفةِ الله جل َّ جلاله ومحبَّتِه .






-قال الله تعالى ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) سورة الأعراف /181 /.
أي : ومِنْ بعض الأمم الّتي خلقنا أمَّةٌ مستمسِكةٌ بشرع الله - قولاً وعملاً - يدعون
الناسَ إلى الحقِّ ، وبه يعملون ويقضون .
قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله تعالى : والمرادُ في الآية : هذه الأمَّةُ المحمّديّة ، لحديث
( لا تزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي ظاهِرينَ على الحقِّ لا يضُرُّهُمْ منْ خذلهم ، ولا من خالفهم
حتّى يأتيَ أمرُ الله وهم على ذلك ) والحديث في الصحيحين .







- قال الله تعالى ( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) سورة أل عمران /103 /. يُروى عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما :
أنّ حقَّ تُقاته أن يُطاعَ فلا يُعصى طرفةَ عينٍ وأن يُشكَرَ فلا يُكفر وأن يذكر فلا ينسى .







-قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) سورة يونس /57 /.
فالحاصلُ أنَّ الموعظة إشارةٌ إلى تطهير ظواهر الخلق عمَّا لا ينبغي وهو الشّريعة .
والشفاءُ إشارةٌ إلى تطهير الأرواح عن العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة وهو الطريقة ،
والهدى هو إشارةٌ إلى ظهور نور الحقِّ في قلوب الصِّدِّيقين وهو الحقيقة
والرحمةُ هي إشارةٌ إلى كونها بالغةً في الكمال والإشراق إلى حيثُ تصيرُ مكمِّلةً للناقصين وهي النُّبُوَّة ،
فهذه درجاتٌ عقليةٌ ومراتبُ برهانيّهٌ مدلولٌ عليها بهذه الألفاظِ القرآنيّة لا يمكن تأخيرُ
ما تقدَّم ذكرُه ولا تقديمُ ما تأخَّر ذكره . /فخر الرازي /.


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 07:44 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-17-2008
  #4
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

قال الله تعالى : (( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) سورة يونس /63 /.
اعلم أنّا بيّنا أنّ قوله تعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ ) . ممَّا يقوِّي قلوبَ المطيعين ، وممَّا يكسرُ
قلوبَ الفاسقين ، فأتْبَعَهُ اللهُ تعالى بشرحِ أحوال المخلصين الصّادقين الصِّدِّيقين وهو المذكورُ في هذه الآية :
المسألةُ الأولى :اعلم أنّا نحتاج في تفسير هذه الآية إلى أن نبيِّن أنَّ الوليَّ مَنْ هو ؟ ، ثمَّ نُبيِّن تفسيرَ
نفي الخوفِ والحزن عنه . فنقول أنَّ الوليَّ من هو ؟ فيدلُّ عليه القرآنُ والخبرُ والأثرُ والمعقولُ .
أما القرآنُ فهو قوله تعالى في هذه الآية : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) فقوله : ( آمَنُوا) إشارةٌ إلى
كمال حال القوَّة النَّظريَة . وقوله : ( وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) إشارةٌ إلى كمال حال القوّة العمليّة .
وفيه مقامٌ آخر وهو أنْ يُحملَ الإيمانُ على مجموع الإعتقاد والعمل ثمَّ نصفُ الوليَّ بأنَّه كان متّقياً بالكلِّ .
أمّا التَّقوى في موقف العلم فلأنَّ جلال الله تعالى أعلى من أن يحيط به عقلُ البشر .
فالصِّدِّ يقُ إذا وَصَفَ اللهَ سبحانه وتعالى بصفةٍ من صفاتِ الجلال فهو يقدِّسُ اللهَ تعالى عن
أن يكون كمالُه وجلالُه مختَصرا ً على ذلك ، والمقدار الذي عرفه وصفه به .
وإذا عبد الله تعالى فهو يقدِّس الله تعالى عن أنْ تكون الخدمة لائقة بكبريائه فتقدِّره بذلك المقدار .
فثبت أنَّه أبداً يكون في مقام الخوف والتقوى .
وأمّا الأخبارُ فكثيرةٌ : روى عمرُ رضي الله عنه أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم قال : ( هم قوم ٌ تحابُّوا
في الله على غير أرحامٍ بينهم ولا أموالٍ يتعاطونها . فو الله إنّ وجوهَهم لنورٌ وإنَّهم لعلى منابرَ من
نورٍ لا يخافون إذا خافَ الناسُ ولا يحزنون إذا حزنَ النَّاس ، ثم قرأ هذه الآيه ) رواه ابو داود
وعن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( همُ الّذينَ يُذكَرُ اللهُ تعالى برؤيتهم ).
قال أهلُ التَّحقيق : والسببُ فيه أنّ مشاهدَتهم تُذكِّرُ أمرَ الآخرة لِما يُشاهَدُ فيهم من آيات الخشوع
والخضوع ولِما ذكر الله سبحانه في قوله : ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ).
وأما الأثر : قال أبو بكر الأصمّ رحمه الله تعالى : ( أولياءُ الله تعالى هُمُ الّذين تولّى الله هدايَتّهَم
بالبرهان وتولَّوا القيامَ بحقِّ عبوديَّةِ الله تعالى والدعوة إليه .
وأما المعقول : فنقول ظهر في علم الإشتقاق أنّ تركيبَ الواو واللام والياء يدلُّ على معنى القرب ،
فوليُّ كلّ شيءٍ ، هو الّذي يكون قريباً منه والقربُ من الله سبحانه وتعالى بالمكان والجهة محال .
فالقربُ منه إنّما يكون إذا كان القلبُ مستغرقاً في نور معرفةِ الله تعالى ، فإن رأى رأى دلائلَ
قدرةِ الله تعالى ، وإن سمعَ سمعَ آياتِ الله تعالى ، وإن نطق نطق بالثناء على الله تعالى .
وإن تحرَّك تحرّكَ في خدمة الله تعالى ، وإن اجتهد اجتهد في طاعة الله تعالى .
فهناك يكون في غاية القرب من الله تعالى . فهذا الشخصُ يكون وليّاً لله تعالى ، وإذا كان كذلك كان
اللهُ تعالى وليّاً له أيضاً كما قال الله تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) سورة البقرة 357 .
ويجب أن يكون الأمرُ كذلك لأنَّ القربَ لا يحصلُ إلا من الجانبين .
وقال المتكلمون : وليُّ الله تعالى من يكون آتياً بالاعتقاد الصحيح المبنيِّ على الدّليل
ويكون آتياً بالأعمال الصَّالحة على وفق ما وردتْ به الشريعة . _ تفسير فخر الرازي - ج 17- ص 103 _







-( العلماءُ مصابيحُ الأرض وخلفاءُ الأنبياء وورثة الأنبياء ) رواه ابن عديّ عن عليّ رضي الله عنه
وهو حديث صحيح كما قال الامام المناوي رحمه الله تعالى . كشف الخفاء -ج2- ص 10 .






- ( بينَ كلِّ صلاةٍ وآذانٍ صلاةٌ لمن شاء ) رواه البخاري رحمه الله تعالى .






-يا سائلي عن رسول الله كيف سها ____ والسهوُ من كلِّ قلبٍ غافلٍ لاهي
سهى عن كلِّ شي يسره ....


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 08:44 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-19-2008
  #5
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

-إنَّ مدارَ سلوكِ الصرِّاطِ المستقيم على قسمين :
أحدهما : التزكيهُ بنفي ما لا ينبغي ،
ثانيهما : التَّحليةُ بتحصيل ما ينبغي . قاله الامام الغزالي رحمه الله تعالى في جواهر القرآن ص42 .






- أقول بأنَّ الربُّوبيَّةَ تقتضي الرحمةَ على المربوبين .

الأعمالُ الصَّالحةُ لابدَّ لها من بَذرٍ صالحٍ حتى تنَبُت وهو ما كان موافقاً لرضا الله تعالى
ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم ، وموافقاً لحقيقة نور الإسلام الّذي يرضى به الله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لا لأجل الثَّوابِ وخوفِ العقاب ( اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) .






-( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) سورة الانفال 34 .
يختلفُ تفسيره حسب أختلاف النَّاس في الجبْر والقدَر . فتعيَّنَ أن يكون فاعلُ الاعتقادات
والإرادات والدَّواعي هو الله تعالى .
فنصُّ القرآن دلَّ على أنَّ أحوالَ القلوبِ من الله تعالى ، والدلائلُ العقليةُ دلَّتْ على ذلك ، فثبت
أنَّ الحقَّ ما ذكرناه . فخر الرازي .






-واعلم أنَّ موضعَ المعرفةِ والفكرةِ والعلم والجهل هو القلبُ وموضعَ الفكر والوهم والخيال هو الرأسُ
وأثر هذه الأحوال إنما تظهر في الوجه . فخرالرازي - عند نفسيره سورة إبراهيم 52 .





-نتيجةُ علم المعارف الطَّيرانُ بالرُّوحانيّة إلى القربى .
والعارفُ طيّارٌ إلى القربى والعابدُ سيّارٌ إلى الجنَّة .






-أصولُ الطَّريقةِ خمسةٌ : الذكرُ ، المذاكرةُ ، المجاهدةُ ، العلمُ ، المحبةُ .






- المؤمنُ من يكفُّ الأذى ويتحمَّلُ من الخلق الأذى ويتشرَّبُ ولا يترشَّحُ بغير شكوى ولا إظهار
كالأرض يُلقى عليها كلُّ خبيث فتنبت كلَّ خضرةٍ وكلَّ نزهة . لطائف الإشارات - ج3 - ص 89 .






- عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم :
( من أحبَّ أن يكون أكرمَ النَّاس فليتَّقِّ اللهَ ومن أحبَّ أن يكون أقوى النَّاس فليتوكَّلْ
على الله ، ومن أحبَّ أن يكونَ أغنى النَّاس فليكنْ بما في يد الله أوثقَ ممَّا في يده ).
وقال عليِّ رضي الله عنه : التَّقوى تركُ الإصرار على المعصية وترك الإغترار بالطَّاعات . فخر الرازي ج3 ص/30 .





- التَّخلُّصُ من الذنوب بثلاثةٍ :
1- التَّوبة ، بدليل :( التَّائبُ من الذنب كمن لا ذنب له ) .
2- عمل الحسنات ، بدليل ( إِنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيئاتِ ) .
3- الصّدقات ، بدليل ( الصَّدقاتُ تطفئُ غضبَ الرَّبِّ )

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 01:17 PM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-07-2009
  #6
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

سنوحات قلبيّة :
1 - مثالُ العبد كشجرةٍ إذا طلعت عليها الشَّمسُ يدورُ ظلُّها بحسب ميل الشَمس . هل لتلك الشَجرة أن
يستقيمَ ظلُّها مع ميلان الشمس ؟ الجواب : لا ، كذلك أفعالُ العبد تحت تصرُّفات الخالق جل ّ جلاله .



2 - اليقينُ والتَّوكَّلُ على الله جل ّ جلاله :
اليقينُ: هو رؤيةُ العيان بثبات قوَّة الإيمان بالله تعالى وحده ، أو مشاهدةُ علام الغيوب بصفاء
القلوب بتوحيد الخالق جل ّ جلاله ، وملاحظةُ الأسرار بمحافظة الأفكار نحو المنشئ المبدع جل ّ جلاله .
التوكُّلُ : هو رجوعُك إلى الله تعالى واعتمادُك على مولاكَ وإكتفاؤك بعلم الله تعالى
فيك عن تعلُّق القلب بسواه والثَّقةُ به سبحانه وتعالى . - من رياض الصالحين -ص53 -


3- القلبُ في بَدء السُّلوك صغيرٌ وينمو بالذكر إذا تغذى أمَّا إذا لم يزدَدْ من الغذاء فيبقى صغيراً.


4- الغير هو الذي يشغلك عنه تعالى وهوى الشّيخ يدفعك إليه سبحانه وتعالى .

5- الإهتمامُ يوجبُ الإلتزام ، والإلتزام يأتي بالعمل والنتائج .





- صفات المنافقين عشرةٌ :
الكذبُ : وهو خلافُ الواقع ، الخداعُ : إظهارُ خلاف
الباطن ، السَّفهُ : قلةُ العقل وضعفُ الرأي ، المكرُ الإستهزاء بالمؤمنين ، الفسادُ في الأرض
بعمل المعاصي ، الجهلُ : ضدُّ العلم ، الضَّلالُ : ضدُّ الصَّلاح ، التّذبذبُ بين الكفر
والإيمان ، السَّخريةُ بالمؤمنين . - صفوة التفاسير -جزء1 ص/ 39 .




- قال الامامُ القرطبيّ رحمه الله تعالى : وصف الله تعالى عبادَ الرَّحمن بإحدى عشْرَةَ خَصلةٍ
هي أوصافهم الحميدة - من التَّحلِّي والتَّخلِّي - وهي :التَّواضعُ, و الحلمُ, والخوفُ, وتركُ
الإسرافِ والإقتار ، والبعدُ عن الشرك ، والنَّزاهةُ عن الزِّنا والقتلِ, والتَّوبةُ , وتجنُّبُ الكذبِ,
وقَبولُ المواعظِ ، والابتهالُ إلى الله تعالى . - صفوة التفاسير - ج 3- ص373 - .





- وظيفةُ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلَّم الأساسية هي : التَّبليغُ والتَّذكيرُ والإنذارُ والتَّبشيرُ وليس
عليه أن يُجبرَ النَّاس على الإيمان . - في إبتداء تفسير سورة طه






-القلبُ حين يستشعرُ القربَ منه سبحانه وتعالى ، وعلمَه بسرِّه ونجواه يطمئنُّ ويرضى
ويأنسُ بهذا الربِّ الكريم . - صفوة التفاسير .عند تفسير قوله تعالى ( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى )سورة طه 7 .





-المالُ زرعُ الأعمال خيرُ المال ما استعمل في الحلال .




حكمتان : لولا الحقُّ ماوُجدَ الخلقُ ، ولولا الخلقُ ماظهرَ الحقُ .
قال الشيخُ الأكبرُ رحمه الله تعالى :المعرفةُ إنَّما تحصلُ لكشفِ حجابِ النَّفس عن مرآةِ
القلبِ - بتصفيته - فيرى فيها جمالَ الكنز المخفيِّ في سرِّ لبِّ القلبِ ، كما قال في الحديث القدسيِّ :
( كنتُ كنزاً مخفياً فأحببتُ أن أعرف فخلقتُ الخلقَ لكي أعرف )
قال الملا علي رحمه الله تعالى : معناه مستفادٌ من قوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) .
لا يعرف لهذا الحديث سند صحيح ولا ضعيف إلا أنّ علي القاري قال : ولكن معناه صحيح مستفاد من قوله تعالى
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) اي : إلا ليعرفون ، كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما . باختصار من كشف الخفاء




- العلمُ في الصُّدور لا في السُّطور ، العلمُ صيدٌ والكتابةُ قيدٌ .





- كلامُ الشُّيوخ متنٌ وشرحُه بثلاثة أشياء : بالكلام وبالأعمال وبالأخلاق .






- إنَّ همَّةَ الأولياء ومددَهم وأفاعيلَهم المعنويَة بالإفاضات نوعٌ من الدُّعاء - حاليّ او فعليّ -
والهادي هو الله تعالى ، وهو المغيثُ المعينُ ، ولقد تلمعُ لي شيءٌ ، لكن ما تشخـَّصَ لي واضحاً
أن في الإنسان لطيفةٌ وحالةٌ ، فإذا دعا الإنسانُ - ولو كان فاسقاً - بلسانها اسْتُجيبَ قطعاً ،
نعم هي لطيفةٌ إذا أقسمتْ على الله تعالى أبـَّرها . - المثنوي العربي لبديع الزمان رحمه الله تعالى صفحة /338 .




- قال سيدنا عمرُ لسيدنا أبيّ رضي الله تعالى عنهما عندما رأى خلفَه أخوانَه :
الَّذي أنتَ فيه فتنةٌ للمتبوع وذِلَّةٌ للتَّابع .


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 03:13 PM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-09-2009
  #7
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

- قال الشّيخُ أحمدُ زرَّوق رحمه الله تعالى : أصولُ طريقتنا الشاذليَّة خمسةُ أشياء :
1 - تقوى الله تعالى في السِّرِّ والعلانيّة .
2 - إتباع السُّنَّة في الأفعال واللأقوال .
3- الإعراضُ عن الخلق في الإدبار والإقبال .
4 - الرِّضا عن الله تعالى في القليل والكثير .
5 - الرُّجوعُ إلى الله تعالى في السّرّاء والضّرّاء . الأنوار القدسية





- قال الشيخُ أبو الحسن الشاذليّ رحمه الله تعالى :قيلَ لي إن أردت إرضائي فمن إسمي ومنِّي لا من
اسمك ومنك ، قلتُ :وكيف ؟ قال : سبقت أسمائي عطائي وأسمائي من صفاتي ، وصفاتي قائمةٌ بذاتي
ولا تُمحَقُ ذاتي .
وللعبد أسماءٌ دنيّةٌ وأسماءٌ عليّةٌ فأسماؤه العليّةُ قد وصفه الله تعالى بها بقوله :
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )
وبقوله :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ
لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .
وأسماؤه الدَّنيّة معروفةٌ كالعاصي والمذنبِ والفاسق والظَّالم وغير ذلك . فكما تُمحَقُ أسماؤك
الدّنيّة بأسمائك العليّة فكذلك تُمحَقُ أسماؤك بأسمائه وصفاتُك بصفاته ، لأنَّ الحادثَ إذا أقترنَ
بالقديم فلا بقاءَ له
فإذا ناديته باسمه كقولك : يا غفورُ ، يا توابُ ، يا قريبُ ، يا وهّابُ ، فاستدعيت بها العطاءَ لنفسك وقد
تنزلت لنفسك من أسمائه . وكذلك إذا لا حظت أسماءَك الدَّنيّة من المعاصي و الظلم والفسق
فاشتغلت بسَترها ومغفرتها فأنت باق ٍ مع نفسك .
وإذا ناديته باسمه العليِّ ولا حظتَ صفاتِه العليّة قائمةٌ بذاته ، مُحِقتْ أسماؤك كلُّها وانعدم وجودك
فصرتَ محواً لا وجود لك البتَّة . فذاك محلُّ الفناء والبقاء بعد الفناء . (( ذَلِكَ فَضْل اللَّه يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء
وَاَللَّه ذُو الْفَضْل الْعَظِيم ) .





- يرى الإمامُ الرازيَّ رحمه اللهُ تعالى أنَّه لا بدَّ كي تكونَ الرِّياضةُ نافعةً : أن تكون نفسُ المريد
مستعدةً لهذا الحديث وملائمةً له إذ لو لم يكن كذلك ما نجحت فيه الرياضةُ أصلاً ، لأنَّ تأثيرَ
الرِّياضة ليس إلا في إزالةِ العوائق ورفع الحُجُبِ والأستار . وزوالُ العوائق لايكفي في حصول
المطلوب ، بل لا بدَّ معه من القابل المستعدِّ . فإذا لم تكن النَّفسُ مستعدةً لم تفدِ الرياضةُ سعادةً
أصلا لكنَّها تفيد السلامة .شرح الإشارات -ص113- المدرسة الشاذلية الحديثة - /338 - .






-من القوم من يقف عند الأفعال ، فيفنى في أفعاله سبحانه وتعالى .
يدلُّ عليه قوله تعالى (( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى )) .
ومنهم من يقف عند الصِّفات ، يدلُّ عليه قوله تعالى ( ‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ ).
ومنهم من يصل إلى مقام الإحسان فيتصل بقلبه بذاته جلَّ جلالُه.

أقول وبالله التَّوفيق : الوقوفُ عند الأفعال لمن بواسطة الأفعال يصلُ إلى الصِّفات ومنها إلى الذات
هذه المقاماتُ تحصلُ لبعضهم دفعةً فيكون الجمعُ مع الفرق . هذا لمن وصل إلى الذات بنور الإيمان
الصَّادق مع الأخذ بالشَّريعة ، يعرفُ ربَّه بإذنه تعالى لا يحتاج إلى دليلٍ .
ولذا قال سيّدي أبو الحسن الشّاذليّ رضي الله عنه : نحن نعرفُ الله جل ّ جلاله بدون دليل .
والحاصلُ : التَّفكرُ بالأفعال والصِّفاتِ لتقويةِ الإيمان لبعضهم وللبعض الآخر الجمع مع الفرق
من كلام سيدي الشيخ أحمد حفظه الله تعالى .





- قال سيّدي ابنُ مشيش رحمه اللهُ تعالى : واصحبْ من إذا ذكِرَ ، ذكرَ اللهُ فالله يُغني به إذا شَهِدَ
، وينوبُ عنه إذا فُقِدَ ، وذكرُه نورُ القلوب ومشاهدتُه مفاتيحُ الغيوب .






-قال الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) .
إنَّما يمسُّ المتَّقينَ طيْفُ الشَّيطان في ساعةِ غفلتهم عن ذكر الله تعالى ولو أنَّهم استداموا
ذكرَ الله سبحانه وتعالى بقلبهم لمَا مسَّهم طائفُ الشيطان ، فإنّ الشّيطانَ لا يقرَبُ قلباً في حال شهود
الله سبحانه وتعالى ، لأنَّه ينخنسُ عند ذلك ، ولكنْ لكلِّ صارمٍ نوبةٌ ولكلِّ عالمٍ هفوةٌ ولكلِّ عابدٍ
شِرَّةٌ ، ولكلِّ قاصد فترةٌ ولكلِّ سائرٍ وقفةٌ ولكلِّ عارفٍ حَجْبَةٌ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :( إنَّه لُيغانُ على قلبي ...الخ ) أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم رحمهما الله تعالى .
أخبرَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلّم أنَّه يعتريه ما يعتري غيرَه . فأخبرَ أنَّ خيارَ الأمّة وإنْ جلَّت
رتبتُهم لا يتخلَّصون عن حدّةٍ تعتريهم في بعض أحوالهم فتخرجَهم عن دوام الحلم . /لطائف الإشارات /
إعلم أنّه تعالى بيـَّن في الآيه الأولى : أنَّ الرَّسولَ صلّى الله عليه وسلّم قد ينزغه الشيطانُ وبيـَّن
أنّ علاجَ هذه الحالة الإستعاذةُ بالله تعالى .
كما هو مبيَّـنٌ في هذه الآيه :أن حالَ المتّقين يزيدُ على حال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في هذا
الباب ، لأنّ الرّسولَ صلّى الله عليه وسلّم لا يحصل له من الشّيطان إلا النزغُ الذي هو كالابتداء
في الوسوسة . وجوَّز في المتَّقين مايزيدُ عليه وهو أن يمسَّهم طائفٌ من الشّيطان وهذا المسُّ
يكون لا محالةَ أبلغ من النزغ . /فخر الرازي /.


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 05:30 PM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2009
  #8
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

-قال الله تعالى ( وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ )
اي : استقم كما امركَ ربُّك تعالى ، لا كما تفكَّرتَ بعقلِك فإذا أصبتَ وإلا أخطأت .


- إن عظمة الرُّبوبيّة الظّاهرة في مجموع الكون وتُثبِيتُ الوحدانيّة الإلهيّة وتدلّ عليها ,
كما أنّ النّعمة الرّبانيّة التّي تعطي الأرزاقَ المقنّنةَ - حتى الجزئيّات ذوات الحياة - تثبتُ
الأحديّة الإلهيّة وتدلّ عليها .
وأمّا الواحديّة فتعني : أنّ جميع تلك الموجودات ملكٌ لصانعٍ واحدٍ ، وتتوجه
لصانعٍ واحدٍ ، وكلُّها إيجادُ موجدٍ واحدٍ . المكتوب العشرين صفحة /305/ .


- وقايةُ اللهِ أغنتْ عنْ مضاعفةٍ *** منَ الدَّروع وعن عال منَ الأطُم
ماسامني الدَّهرُ ضيماً وأستجرتُ به*** إلا ونلتُ جواراً منه لم يضّم


- حُكيُ أنّ محمّد بنَ كعب القرظيّ رحمه الله تعالى قال : كنت في مسجد الكوفة في ليلةٍ من الليالي ، فبينما
أنا في نصف الليل فإذا انا بعليِّ بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما قد ّ جاء ووقف بالمسجد وهو
يقول في بعض مناجاته : يا حبيبي وقرّة عيني غَلَّقتِ الملوكُ أبوابَها وطافت عليها حرَّاسُها وبابُك
مفتوحٌ . ثم دخل المسجد وصلَى ركعتين ثمّ أنشد يقول :
لبَّيْكَ يامنْ أنتَ مولاه *** فارحمْ عُبَيْداً إليكَ ملجاهُ
عليكَ ياذا الجلال معتمدي***طُوبى لمنْ كنتَ أنتَ مولاهُ
طوبى لمنْ كان خائِفاً وجِلاً***يشكو إلى ذي الجلال بلواهُ
وما به علَّةٌ ولا سقم*** أكثر من حبِّه مولاهُ
إذا خلا في الظَّلام مبتهلا *** أكرمه اللَهُ ثمَّ لبَّاهُ
قال محمد بن كعب فسمعت هاتفا ً من السماء يقول : ( أرجع إلى رسائل الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى ترى جواب مناجاته ) .


- ذهب أهلُ الحقِّ إلى أنّ النَّفس - أي الروح - مختلفةٌ بحسب جواهرها
فمنها : روحٌ علويَةٌ لها شعورٌ بعالم الأروح فتستفيدُ بالفيض من عالم الأرواح أموراً عجيبةً .
ومنها : نفوسٌ كثيفةٌ كدِرةٌ مشفوفةٌ بالجسمانيّة لاحظَّ لها من عالم الأرواح .
قال الله تعالى :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) سورة الحجر /75/
أي : فيما حل ّ بهم من الدّمار والعذاب لَدَلالات وعلامات للمعتبرين المتأمِّلين بعين البصر والبصيرة .


- إنَّ الإنسانَ المؤمنَ قد أتى بما هو أفضل الخيرات وهو الإيمانُ وخلصَ من الكفر وهو أقبح القبائح .
وحقُّ المؤمنَ أن يعمل عملا صالحاً حتّى يكونَ عملُه موافقاً لمقتضى الإيمان
ويمكن للمؤمن أن يعمل المعاصي فيكون بها فاسقاً قد أحبط عقابُ معصيته ثوابَ طاعته .
حين ذلك يرجح جانب الوعيد نعوذ بالله تعالى .
أنَّ المؤمنَ لابدَّ وأنْ يعتدلَ خوفُه ورجاؤه ، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
( لو وُزنَ خوفُ المؤمن ورجاؤه لاعتدلا ) .
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :
(مامنْ عبدٍ يَسْتَرْعيهِ اللهُ رعيّةً ، يموتُ وهو غاشٌ لرعيَّته الا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّة )
فخر الرازي ج 3-4ص 138الحديث - للبخاري ومسلم جامع الصغير مجلد 2 ص 518

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-17-2011 الساعة 07:11 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-10-2009
  #9
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

-المحبةُ الذاتيَّةُ علامةُ الفناء ، والفناءُ عبارةٌ عن نسيان ما سوى الله تعالى ، فإذا لم يُزلِ العلومَ
عن ساحة الصَّدر بالتّمام ولم يحصلْ له التَّحقُّقُ بالجهل المطلق ، فلا نصيب له من الفناء أصلا . وهذا
الجهلُ دائميِّ ، لا إمكانَ لزواله ، لا أنَّه يحصلُ أحياناً ويزولُ أخرى .
فمن عين الجهالة شعورٌ ، وفي عين الحيرة حضورٌ وهذا موطن حقِّ اليقين .





- سَألتُ : هل يتكلَّمُ فلانٌ عن الطَّريقة ؟ فقيل لي : قليلاً ، فأجبته بهذا : من كان رأسُ ماله الطّريقةُ
فربحه التَّكلُّمُ عن الطَّريقة . فالمصلِّي الخاشعُ ، كما يحافظُ على النَّظر في محل سجدته ، فكذلك لابدّ
لصاحب الحضور أن يحفظ قلبَه بالنَّظر إلى الله جل ّ وعلا حتّى لا ينحرف إلى ما سوى الله تعالى .





- قال الله تعالى : ((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة البقرة - آيه 282 .

وقال تعالى : (( وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ )) سورة آل عمران - آيه 13 .

وقال تعالى : (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)) سورة النساء - آيه 175 .

وقال تعالى : (( "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )) سورة الأنعام - آيه 75
وههنا دقيقةٌ عقليةٌ وهي : أنّ نور جلال الله تعالى لائحٌ غيرُ منقطعٍ ولا زائلٍ البتّة ، والأرواحُ البشريةُ
لا تصيرُ محرومةً عن تلك الأنوار إلا لأجل حجابٍ ، وذلك الحجابُ ليس إلا الإشتغال بغير
الله تعالى ، فإن كان الأمرُ كذلك فبقدر مايزولُ ذلك الحجابُ يحصل التجلي .. فخر الرازي - 13 - 14 .






- أخبر سبحانه وتعالى بأن كل حادثة تحدث في الكون بقضائه وإرادته ، فقال :

( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) أي : إلى الرِّضا والصَّبر واليقين .
علينا أن نرضى بقدر الله تعالى ، وإذا حدث معنا شيءٌ نكتفي بعلم الله تعالى -وهو سبحانه يعلم السرَّ وأخفى - ونتكلمَ كلاماً موافقاً بما يعلمُ تعالى ، حتى لا يكونَ علمُنا الجزئيّ حجةً علينا
نحن نكتفي بعلمه سبحانه وتعالى ونخرج من علمنا إذا وجد .






- من الأرواح الفاضلة : أرواحُ الأنبياء صلواتُ الله تعالى وسلامُه عليهم أجمعين .
فإنّ الله تعالى لمّا أرادَ أنْ يجعلهم قدوةً للخلق جمع في نفوسهم أنواع الفضائل ونفى ضدَّها عنهم .
ومنها : أرواحُ الأولياء فإنّها لمّا كانت تابعةً لأرواح الأنبياء متشبِّهة بها صدرت عنها آثارٌ عجيبةٌ .
ومنها : أصحابُ الفراسة ، وهي تَستدلُّ بالأحوال الظَّاهرة على الأمور الباطنة .
وهو استدلالٌ صحيحٌ وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتَّقوا فراسَةَ المؤمن فإنَّه ينظرُ بنور الله تعالى ) .





اعلم أنَّ الإنسانَ مركبٌ من عالم الخلق الذي هو ظاهره وعالم الأمر الذي هو باطنُه .
فالأحوالُ والمواجيد والمشاهداتُ والتَّجلِّياتُ التي تظهرُ في الابتداء والوسط نصيبُ عالم
الأمر ، الذي هو باطنُ الإنسان .
وكذا الحيرةُ والجهالةُ والعجزُ واليأسُ التي تحصلُ في الانتهاء أيضاً نصيبُ عالم الأمر الذي هو باطنُ
الإنسان . وللظاهر حكمُ الباطن وللأرض من كأس الكرام نصيب .
ولا يحسبون أنفسهم من الكُمَّل ، كما صار الفأرُ من رؤياه ناقةً .
قال واحدٌ من الكبراء : من قال أنا قريبٌ ، فهو بعيدٌ . ومن قال أنا بعيدٌ ، فهو قريبٌ وهذا هو التَّصوَّف .

ولمَّا كان العروجُ المحمَّديّ إلى جانب الشّؤون ، ولا مناسبة بين الشؤون والعالم أصلا ، لأنَّ العالمَ
ظل ُّ الصِّفاتِ ، لا ظلُّ الشؤون . إنّ الولاية عبارةٌ عن قربٍ إلهيٍّ لا يُتَصوَّرُ بلا شائبةِ الظِّلِّيِّة .
أنّ القربَ الإلهيَّ جل ّ جلاله بحسب الفناء والبقاء . أنّ القرب الذي هو منوطٌ بالفناء والبقاء
والسُّلوك ، هو قربُ الولاية الذي تشرّفَ به أولياءُ الأمّة .

قال واحدٌ من الأعزّة : الهي ، ماهذا الذي جعلت أولياءك على وجهٍ ، من عرفهم وجدك ومن لم
يجدْك لم يعرفهم .
وقد دعا النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم ، على أهل الشرّك في بعض أدعيته بهذه العبارة
( اللهمَّ شتِّتْ شملهم وفرِّقْ جمعهم ، وخرِّبْ بنيانهم ، وخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر ).


عقلُ المعاد وعقلُ المعاش :
فعقلُ المعاد : للأنبياء عليهم الصلاة والسّلام ، وللصُّلحاء رضيّ اللهُ تعالى عنهم ، والآخر : لأرباب الدُّنيا .





التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-17-2011 الساعة 08:26 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009
  #10
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

- إنّ حقيقة الحقِّ : وجودٌ صرفٌ ، لم ينضمَّ إليه شيءٌ غيرُه أصلا ، فنؤمنُ أنَّه تعالى محيطٌ
بالأشياء وقريبٌ منها ، وأنَّه تعالى معها ولكنْ لا نعرف معنى إحاطتِه ، وقربِه تعالى ومعيَّتِه
أنَّه ماهو .والقولُ بالإحاطةِ والمعيَّة من تأويلات المشبِّهة.
قال بعض الأولياء رحمهمُ اللهُ تعالى : علامةُ من عرف حقَّ المعرفة ، أن يطَّلعَ على سرِّه فلا يجد
علماً به . فتلك المعرفةُ التي لا معرفةَ وراءها .
وقال بعضُهم قدَّسَ اللهُ اسرارَهم : أعرفُهم بالله تعالى أشدُّهم تحيُّراً فيه .






- ينبغي للسَّالك أنْ يعتقدَ سعادتَه في قبول شيخه وشقاوتَه في ردِّه . نعوذ بالله سبحانه من ذلك .
وقد جُعِلَ رضا الحقِّ سبحانه تحت حُجُبِِ رضا المرشد . وما لم يجعلِ المريدُ نفسَه فانياً في رضا المرشد
لا ينالُ نصيباً من مرضاته سبحانه وتعالى .

آفةُ المريد في أذيَّة شيخه . وكلُّ زلَّّةٍ يمكنُ تداركُها إلا زلَّة أذيّة المرشد فإنَّه لا يمكن تداركُها
بشيءٍ من الأشياء . وأذيَّةُ المرشد أصلُ شقاوة المريد وعرقُها -عياذاً بالله سبحانه وتعالى
من ذلك - والخللُ الطَّارىءُ في المعتقداتِ الإسلاميّة ، والفتورُ الواقعُ في إتيان الأحكام الشَّرعية ، من
نتائج تلك الأذيِّة وثمرتِها . وماذا يحول من الأحوال والمواجيد المتعلِّقة بالباطن ، فإن بقيَ أثرٌ من الأحوال
مع أذيَّة المرشد ينبغي أن يعدَّه من الإستدراج الذي يجرُّ أخيراً إلى الخرابيَّة ولا ينتج شيئاً غيرَ الضَّرر


والسلام على من اتبع الهدى




التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-17-2011 الساعة 08:53 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي رحمه الله تعالى عبدالقادر حمود تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 50 06-09-2023 04:53 PM
وفاة الشيخ المربي سيدي الشيخ أحمد فتح جامي رحمه الله عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 06-09-2023 04:52 PM
من توجيه شيخنا سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى... عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 11-28-2018 09:45 PM
من كان ينشد بحضرة سيدي الشيخ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى ‎ عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 7 01-16-2012 07:37 PM
ترجمة سيدي الشيخ أحمد بن عليوة رحمه الله تعالى عبدالقادر حمود تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 8 11-14-2011 11:49 PM


الساعة الآن 04:46 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir