أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمد ك وتبارك اسمك وتعالي جدك، ولا إله غيرك           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
قديم 09-06-2008
  #31
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"فالخلائق من التراب ، ولكن ظهر فيهم العجب العجاب، ‏قال تعالى:‏‎ { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ‏الأَلْبَابِ } (2) ‏. وأولو الألباب هم الذين يأخذون لُبَّ الأشياء ‏ويطرحون القشور إلى الوراء.‏


ففرَّ من المباني إلى المعاني، تدخل حضرة القدس وأنت في ‏المحبوب فاني...

.‏
اشهد في روحك سرَّ "الحيِّ القيُّوم".‏


واشهد في قلبك سرَّ "الواسع ، الحكيم"، الذي إليه ترجع ‏الأمور.‏


واشهد في عقلك سرَّ " الهادي الخبير".


واشهد في سماعك "السميع".‏


وفي بصرك "البصير".‏


واشهد في لسانك أنك سر "المتكلم" الذي أنطق الجماد.‏


وشاهد في يدك: سرَّ "القوي، المتين" الذي يغيث العباد.‏


واشهد في وجهك سرَّ"الجميل" الذي حلاَّك.‏


واشهد في بطنك "الحكيم" الذي غذَّاك.


واشهد في رأسك سرَّ "العليم" الذي منحك التفكير، ‏واشهد سرَّ من منحك التدبير.‏


ولاحظ في باطنك أنوار"الباطن". ومن ظاهرك ‏أسرار"الظاهر".


وشاهد في العظام أسرار"المتين"، وفي العروق أسرار"المنعم، ‏المعين".


وشاهد أنوار القادر الذي جمع فيك الضدين، وهداك ‏النَّجدين، ففيك الروح وهي: نور ومظهر "للهادي، المبين". ‏


وفيك الجسم وهو: ظلمة ومظهر لاسمه "الستار" في كل ‏حين. ‏


واشهد في والديك أسرار "الممد، الودود".‏" اهـ



اقتباس:==================== الحاشية =====================


2- ‏: سورة يوسف - الآية 111.‏" اهـ 129





(يتبع إن شاء الله تعالى مع الباب الثالث: معارج الوصول ‏ وأسرار التوحيد.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #32
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الباب الثالث

معارج الوصول ‏ وأسرار التوحيد‏
‏ ‏
‏ ‏
الصــفا والوفـــا

التمسك بسنة المصطفى - صلى الله عليه ‏وسلم - بها نيل الوفاء والصفاء‏



إذا أساء إليك إنسان، فاجتهد أن تصبر على الأذى، أو ‏فارضَ بالقضا، أو حاول أن تعفو عما مضى، واحترس من ‏الدعاء على مسلم مهما كان، فالقاتل بدعائه مثل القاتل ‏بسيفه، يسأل أمام الديَّان.‏


إن زلَّ أخوك فادع له بالهداية والتوبة والإصلاح، واسأل ‏الله أن يكفيك شرَّه حتى تنال السماح، ولكن توجَّه إلى الله ‏أن يصلح فساد قلبك، حتى تصل إلى ربك، وأن يؤدِّب ‏نفسك بإحسانه ويشهدها أسماءه الحسنى بحنانه.‏" اهـ (ج2/ص:131)




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: أسرار الوصول.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #33
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

أسرار الوصول



"اعلم أن سرَّ الحضرة العليَّة لا يتجلَّى إلا لمن يتحقَّق ‏بالعبودية، والعبودية : أن تشهد في نفسك عين اليقين أنك ‏ضعيفٌ، فقيرٌ، جاهلٌ بحقائق الأمور. ذليلٌ ناقصٌ، خطَّاءٌ ‏مذنبٌ، لا حولَ لك ولا قوة إلا بالله (1) ‏.


فإذا واجهت حضرة الغني بفقرك، والعزيز بذُلِّك، والقوي ‏بضعفك، والكمال بنقصك، جاءتك الإغاثة في الحال.‏


والذي حجب الإغاثة ركون العبد على فكرته وقوته، ‏وتدبيره (2) ‏. ولذلك نرى القلوب تحنُّ إلى رحمة الأطفال، لأنهم ‏لا تدبير لهم ولا تفكير، وتعطف على المرضى والفقراء، لأنهم ‏تحقَّقوا بما يوجب العطف عليهم، ولو أن رجلاً ينازعك ‏ويخاصمك معتمداً على ماله وقوَّته، ورأيته مريضاً ضعيفاً ‏عطفت عليه، فإذا رأيته وقع في الأرض مغشياً عليه بادرت في ‏إسعافه، فإذا رأيته وقع صريعاً وخرجت روحه انفعل قلبك ‏بالعطف عليه، وكنت ممن يحملوه ويجهزوه ، مع أنه كان ‏خصماً لك!.‏


اقتباس:======================= الحاشية =====================


(1) ‎ ‎‏: وقد قال سيدي ابن عطاء الله :" تحقق بذلِّك يمدُّك بعزِّه ، تحقَّق بعجزك يمدُّك ‏بقدرته ، تحقَّق بضعفك يمدُّك بحوله وقوته" ولسيدي ابن عجيبة رحمه الله ورحمنا به، ‏كلام نفيس هنا لابأس بذكره تتميماً للفائدة حيث قال: أوصاف العبودية أربعة ‏يقابلها من أوصاف الربوبية أربعة : أولها: من العبد الفقر ، ومن الله الغنا. الثاني: من ‏العبد الذل ومن الله العز. الثالث: من العبد العجز ومن الله القدرة . الرابع: من العبد ‏الضعف ومن الله القوة. ‏


‏ والتحقق بالوصف: هو التجلي والاتصاف به قلباً وقالباً، ويكون ذلك بادياً بين خلقه، ‏فلا يتحقق الذل لله حتى يظهر ذلك بين عباده، فمن أراد أن يمـــــده الله ‏بالغنا به عما سواه، فليتحقق بالفقر مما سواه. ومن أراد أن يمده الله بالعز الذي لايفنى ‏، فليتحقق بالذل لله، والتواضع بين خلقه، فمن تواضع دون قدره، رفعه الله فوق ‏قدره، ومن أراد أن يمده الله بالقدرة الخارقة للعوائد فليتحقق بعجزه، ويتبرأ من حوله ‏وقوته، ومن أراد أن يمده الله = = بالقوة على طاعة مولاه ، ومجاهدة نفسه وهواه ، ‏فليتحقق بضعفه ، ويسند أمره إلى سيده ، فبقدر ماتعطي تأخذ ، وبقدر ماتتخلق ‏تتحقق ، وبقدر ماتتحقق بوصفك يمدك بوصفه ، انتهى من شرح الحكم لابن عجيبه ‏رحمه الله ورحمنا به .


(2) ‎ ‎‏: أي اعتماد العبد على تدبيره واختياره. فالواجب على المتأدب بآداب الله ترك ‏الاعتراض على الحال الذي أقامه الله فيه، وأراده له، فلا يريد خلاف ما يراد له ولا ‏يختار خلاف ما يختاره له ‏{وربك يخلق ما يشاء ويختار} ‏ قال سيدي ابن عطاء الله في ‏حكمه: "إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية وإرادتك ‏الأسباب == مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلية" ، و "سوابق الهمم ‏لا تخرق سور الأقدار "، و"أرح نفسك من التقدير فما قام به غيرك عنك لا تقم به ‏لنفسك"، و " ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يحدث في الوقت شيئاً غير ما أظهره ‏الله "، و "لا تطلب منه أن يخرجك من حال ليستعملك فيما سواها فلو أراد ‏لاستعملك من غير إخراج". وقد خلقك الله لما شاء لا لما تشاء فكن مع مراد الله ‏فيك لا مع مرادك لنفسك ففوض إليه ولا تركن إلى شيء ولا تدبر شيئاً وإن كان ولا ‏بد من التدبير فدبر أن لا تدبر وهو أقامك فيما فيه صلاحك لا فيما علمت أنت.‏" اهـ 133




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: ‏"فالسعادة كلها لمن ‏ .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #34
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"فالسعادة كلها لمن ألقى سلاح،وتحقَّق بالضعف لمولاه، ‏ومات على الحق لا يتحوَّل.‏


قال بعض العارفين: ذكرت الله اياماً فصحَّت لي جلالة ‏واحدة كانت سرَّ وصولي وبلاغ مأمولي".‏


فإذا قلت: " لا إله إلا الله". فتأكَّد بعين اليقين أنَّه لا قويَّ ‏إلا الله، ولا دافع إلا الله، وهكذا جميع معاني أسماء الله ‏الحسنى، فتكاشف بالأسرار، وتغرق في الأنوار.


واعلم أن الدعاء ؛ إما أن تكون طالباً به قُرباً ووصولاً ‏وتوبةً. أو تكون طالباً به معونة دنيوية لكمال جسمك، ‏وراحة قلبك من الهم.‏


فالأول: هو أشرف المطالب. ويليه الثاني ، لأنه الوسيلة ‏للأول.‏


فإذا طلبت طلباً دنيوياً لا تطلبه لحظِّك بل اطلبه لتستعين ‏به على دينك، فيتحوَّل بسبب النية من دنيا إلى أخرى.‏


واعلم أن الدعاء محقَّق الإجابة (1)‏ ‏.


قال سبحانه وتعالى:‏‎ { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ ‏لَكُمْ }‏ (2)‏ ‏. ولكن قد يؤجِّل النفاذ لوقت معلوم لحكمة عالية، ‏أو تُدَّخر الإجابةإلى الدار الآخرة، لأنه حكيم رحيم، يختار ‏لعبده الخير كله (3)‏.‏" اهـ137

اقتباس:==================== الحاشية ====================

(1) ‎ ‎‏: وقد قال سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله تعالى عنه ونفعنا به وبالصالحين في ‏الدارين:" (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نحسن ظننا ‏في ربنا، وأنه يجيب دعاءنا ولا نترك الدعاء أبدا استنادا إلى السوابق، فإن في ذلك ‏تعطيلا للأوامر الشرعية، ولو تأمل العبد وجد نفس دعائه من الأمور السوابق، ونحن ‏نعلم من ربنا جل وعلا أنه يحب من عبده إظهار الفاقة والحاجة، ويثيب عبده على ‏ذلك سواء أعطاه أو منعه، وأكثر من يخل بهذا العمل العهد من سلك الطريق بغير ‏شيخ، فيترك الوسائل كلها ويقول: إن كان سبق لي قضاء هذه الحاجة فلا حاجة ‏للدعاء، وإن لم يقسم لي قضاء تلك الحاجة فلا فائدة في الدعاء، وقد مكثت أنا في ‏هذا المقام نحو شهر ثم أنقذني الله منه على يد شيخي الشيخ محمد الشناوي رحمه الله، ‏وفي القرآن العظيم: ‏{قُلْ مَايَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ }‏. فأخبر أن العبد من أدبه مع ‏الله أن يدعوه في كل شدة ولا يعول على السوابق، فإن العبد لا يعلمها نفيا ولا إثباتا، ‏وقد دعت الأكابر من الأنبياء والأولياء ربهم سبحانه وتعالى ولم ينظروا إلى السوابق. ‏{ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ };‏ والله يتولى هداك.‏


(2) ‎ ‎‏: سورة غافر – الآية 60.‏


(3)‎ ‎‏: وقد ورد في هذا الباب أحاديث كثيرة منها ما رواه الترمذي في الباب الثامن ‏والأربعين من سننه " أحاديث شتى من أبواب الدعوات" . الحديث رقم 3747 - ‏بسنده عَن أبي هُرَيْرَةَ قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو الله ‏بِدُعَاءٍ إلاّ اسْتُجِيبَ لَهُ. فإِمّا أنْ يُعَجّلَ لَهُ في الدّنْيَا، وإِمّا أَنْ يُدّخَرَ لَهُ في الاَخِرَةِ، وَإِمّا ‏أنْ يُكَفّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا. مَا لَمْ يَدْعُ بإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أوْ يَسْتَعْجِلْ. ‏قالُوا يَا رَسُولَ الله وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قالَ يَقُولُ دَعَوْتُ رَبّي فَمَا اسْتَجَابَ لِي". ‏


‏ قال في "فتح الباري": وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أن العبد عليه أن ‏يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار ‏الافتقار، حتى قال بعض السلف:" لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم ‏الإجابة"، وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه " من فتح له منكم باب الدعاء ‏فتحت له أبواب الرحمة " الحديث أخرجه الترمذي بسند لين وصححه الحاكم فوهم، ‏قال الداودي: " يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم ‏الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير" انتهى.‏


‏ وقال ابن الجوزي: أعلم أن دعاء المؤمن لا يرد، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير ‏الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب ‏من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض. والله سبحانه ‏وتعالى أعلم وأحكم.‏" اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع "الحقُّ واحد، والخلق واحد ‏.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #35
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الحقُّ واحد، والخلق واحد



"الحق واحد؛ وإن تعدَّدت أسماؤه وصفاته، والخلق واحد؛ ‏وإن تنوَّعت أجناسه وتطوُّراته، فللحقِّ تعالى حضرات يتجلَّى ‏بها، ولكلِّ حضرة منها أحكام وآداب، وأسرار، يراها أولو ‏الألباب.‏


ولكلِّ اسم رجال وأفراد،ولهم علوم خاصة من حضرة ‏الجواد. ‏


أما حضرة الذات العلية: فليس لمخلوق فيها قدم، وقد شاء ‏الحقُّ أن يتجلَّى لخلقه، ويتنـزَّل برحمته – وهو الغني الكبير ‏‏– فيتجلَّى في عزِّ الألوهية، ويظهر في رداء الكبريائية، ويقول:‏‎ ‎{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي } (1)

‏ ‏ ‏.‏
فحضرة الألوهية: ظهور الحقِّ بالأوصاف الكمالية من ‏عظمةٍ وتقديس، وعلوّ، وغنى مطلق. ولا يصل إلى تلك ‏الحضرة إلا الكُمَّل الذَّاتيو، وتلك الحضرة أدهشت الألباب، ‏وحيَّرت الأرواح، لأن الله يجمع فيها بين الضِّدَّين باقتداره ‏العالي، فيظهر عبد ضعيف أصله العدم، ويظهر مولى كبير ‏شأنه العظم، وتثبت رتبة العبد وهي الشرف العظيم، ويتجلَّى ‏العليُّ الأعلى، البّرُّ الرَّحيم.... .‏


ومن الحضرات الحقِّيَّة حضرة الربِّ تعالى، وهو يتنـزل ‏على قدر العقول والاستعداد، فيتملى به كل مراد. ولتلك ‏الحضرة تسعة وثمانون إسماً. مظهرها الإنسان، الذي هو كنز ‏الحق ، وصورة الرحمن، فإنسانٌ حيٌّ بحياة الله، بصيرٌ بنور الله، ‏سميع بمدد الله، مريد بمراد الله.‏


تراه "رحيماً" والرحمة صفة ربه، "حكيماً" والحكمة من ‏سيده، تراه "قوياً" والقوي هو فيَّاض المدد، وهكذا بقية ‏الأسماء التسعة والثمانون التي تجلَّت أسرارها ظاهرة في ‏الإنسان، وبها نال الخلافة في الأكوان، مسخّرة للإنسان، لما ‏تجلَّى فيه من أسرار الربوبية للعيان. قال تعالى:‏ {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ ‏لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}‏(2) ‏ ‏. ‏


فما سجدت الملائكة ، وخضعت العوالم، إلا لظهور ‏أسرار الرب فيه، وقد يحصل للولي تصريفٌ في الأكوان بحكم ‏السرِّ الذي فيه (3) ، وتقبل عليه العوالم احتراماً وإجلالاً للظاهر ‏فيه من أنوار باريه.‏" اهـ 140

اقتباس:=================== الحاشية ====================

(1) ‎ ‎‏: سورة طه - الآية 14.‏

(2) ‎ ‎‏: سورة البقرة - الآية 30.‏

(3) ‎ ‎‏: وبذلك يصبح من أهل التصريف. و هم أهل الوجاهة عند الله والقبول لديه، ‏واستجابة الدعاء، سواء كان ذلك نطقاً باللسان، أو توجُّهاً بالقلب، أو تحرُّكاً ‏للإرادة، وكنه الهمة، في حدود ما جاء في الحديث القدسي الجليل الآتي، وحديث " ‏من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" أو كما قال صلى الله ‏عليه وآله وسلم في حديث الشريف:" رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب ‏لو أقسم على الله لأبرَّه" وهذا هو معنى قول ساداتنا الصوفية:" إن لله عباداَ إذا أرادوا ‏أراد".وذلك ترجمة لقوله تعالى:‏‎ {ادعوني أستجب لكم} ‏. فافهم يا أخي هذا ، فهَّمنا ‏الله وإياك.

‏ لذلك كله لا يرد على كلام الشيخ رضي الله عنه أي خلاف إلا ممن ولع بالخلاف ‏وكان طبعه حب المخالفة لشهوة في نفسه واتباع للشيطان ورسله!، فلكلام الشيخ ‏رضي الله عنه شاهد قوي من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ‏سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الجليل،( إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ ‏بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي ‏يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي ‏يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ ‏اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ ‏الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) الحديث في صحيح البخاري وغيره. وفيه دليل على أن ‏العبد إذا أخلص الطاعة وصارت أفعاله كلها للّه عزَّ وجلَّ، فلا يسمع إلا للّه، ولا ‏يبصر إلا للّه أي ما شرعه اللّه له، ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة اللّه عزَّ وجلَّ ‏مستعيناً باللّه في ذلك كله. عند ذلك يكون متحقِّقاً بصفة الفناء في الله تعالى، - ‏ويصير كما مرَّ - من أهل التصريف الذين إذا أرادوا أراد الله إكراماً لهم، وتثبيتاً ، ‏ومعونة. وذلك لتخلُّقهم بأخلاقه سبحانه ، ثم لاتصافهم بمحض عبوديتهم، فأمدَّهم ‏الله بوصفه. وفي بعض روايات الحديث - في غير الصحيح -: "فبي يسمع وبي يبصر ‏وبي يبطش وبي يمشي". ‏

‏ فالمراد "بالتصريف" هنا هو تفضل الله تعالى على عبده بإيقاعه تعالى الأمر – كما ‏سبق في علمه القديم – على مراد عبده الظاهر، بما يجيء في دعائه القولي، أو توجّهه ‏القلبي ، أو تحرك إرادته الروحية، وذلك تنفيذاً لترتيب الأسباب والمسببات، على ‏مقتضى ما في اللوح وأم الكتاب. فليس العبد مصرفاً شيئاً من الله تعالى ولكن الله ‏تعالى يتفضَّل فيصرِّف الأشياء كما هي في علمه، على مراد أوليائه وأحبائه ظاهراً ‏فقط، تنفيذاً لسبق إرادته.‏

‏ لذلك فـ "أهل التصريف" يعنون بهم:" أهل الفضل الإلهي" الذين يكرمهم الله ‏بتحقيق مرادهم الظاهر، وهو مراد الله الحقيقي الباطن فيما يطلبونه من الكونيات، ‏سواء كان الطلب بالقول أو الفعل أو الهمة.‏

‏ وبمعنى آخر: أن الله تعالى يجعل عبده الصالح نفسه أداةً من أدوات تنفيذ المراد الإلهي ‏الأزلي، الذي قد يظهر في صورة مراد العبد البشري، فيما يراه الناس. والله سبحانه ‏وتعالى أعلم. " اهـ 142‏




(يتبع إن شاء الله تعالى .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #36
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ولكن يخشى على العبد أن تستر عنه رتبة العبودية بإشراق ‏أنوار الربوبية فيشم رائحة التعالي على الأكوان، فينقص منه ‏العرفان.‏


يرى الجمال في نفسه، واللطف في أحواله، وأسرار الربوبية ‏تتجلَّى منه له في الآفاق، يرى جميع أسماء الربوبية ظاهرة وهو ‏مظهرها، فلا يكمل وينجو إلا بمعرفة أسماء الألوهية.‏


وألطف الكائنات المسخرة بسر الخلافة في الإنسان هي ‏الفواكه؛ فهي هيِّنةٌ ليِّنةٌ جميلةٌ، ملذِّذة، ثم الحبوب، ولكنها ‏محتاجة إلى الطحن والخبز.‏


وقد تتعاصى على الإنسان بعض المعادن، فجعل لها النار ‏والمطرقة حتى تلين وتخضع، فكما أن لله ناراً يدخل فيها من ‏عصاه، فلخليفته نار يدخل فيها من المعادن ما تعاصى!!. ‏فالربوبية ظاهرة في الإنسان ، وقد طاوعته الأكوان، ويخشى ‏عليه أن يقول: أنا ، لي، أو عندي، أومني، أول إليّ ‏.... (1) .‏


وقد قال لي الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه -:‏


‏"احذر أن تشهد نفسك في الأكوان،ولكن اشهد نفسك ‏مع الله واسع الإحسان". وقد أشار القرآن إلى بيان حضرة ‏الربوبية فقال:‏‎ { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ‏الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}‏(2) ‏ ‏.


ونبَّه على وسعة حضرة الألوهية ، فقال:‏ { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن ‏بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّه }‏(3) " اهـ145

اقتباس:==================== الحاشية ===================‏ ‏. ‏


(1) : ‎ ‎‏: كما هو ملاحظ في طغيان إنسان يومنا وجبروته، وظنه بنفسه أنه ملك الكون ببعض ‏اكتشافات سمَّاها ظلماً" اختراعات" إنما هي في الحقيقة اكتشافات قدَّر الله لها أوقاتاً ‏تظهر فيها بأسبابها وفق إرادته سبحانه، لكن "فرعون" ابن آدم وهي نفسه يأبى إلا أن ‏يتمرَّد على فطرته التي خلقه الله عليها، ونسي عبوديته لله بمجرَّد سطوته على = = ‏بعض أسباب الكون، فصاح لسان حاله – وإن لم يفصح بلسان مقاله - :"أنا ربكم ‏الأعلى" فوقع في المحذور الذي كان سبب بلائه وشقائه، فانقلبت اكتشافاته التي سماها ‏‏"اختراعات" انقلبت في غالبها وبالاً وشقاء عليه، كما أخبر سبحانه وتعالى بقوله:‏‎ ‎{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ‏لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}‏ سورة الروم – الآية 41. فأذاق الله البشرية نتيجة استكبارها ‏وتكبرها، وتجبُّرها، وغرورها وطغيانها وفسادها بعضاً من العذاب كما رأينا من قبل، ‏وما زلنا نرى اليوم في أيام الناس هذه من أوبئة وأمراض ، وجوائح، ومصائب، ‏وفيضانات، ورياح هوجاء، وثقب في طبقة "الأوزون" ....إلخ ، وما خفي كان ‏أعظم..... كل ذلك نتيجة هذا الغرور والطغيان، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان.فـ:‏‎ ‎{يا حسرة على العباد}‏.‏

(2) ‎ ‎‏: سورة الكهف - الآية 109.‏

(3) ‎ ‎‏: سورة لقمان الآية 27.‏" اهـ



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: معرفة الله وتوحيده.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #37
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

معرفة الله وتوحيده



"إن الذي عرف الله تجلَّت له وسعته، وعزَّته، وعظمته، ‏فيصغر معها الوجود، وقد قال الإمام أبو العزائم [ ] :‏


‏"إن عقبات السالك في أمرين:


الأمر الأول: إذا سطعت عليه أنور ربه فمحته عن آياته ‏وكسبه، وعن أنانيته، ويفنى في أنوار الوحدانية، ويستغرق في ‏المعاني بالكلية؛ فيفتِّش على نفسه فلا يراها، ويحجب عن ‏رتبة العبودية ذاهلاً عن فحواها، وهذه هي:" وحلة التوحيد"، ‏التي يقول فيها الإمام ابن مشيش (1) [ ] ‏:" وانشلني من أوحال ‏التوحيد".‏ لأن رقي العبد في شهود العبودية، فإذا حجب عنها وقف ‏عن الرقي.‏


العقبة الثانية: بادية الإلحاد وهي شهود آثار العبد، ‏وخصوصية نفسه، والذي هو في وحلة التوحيد واقف عن ‏الرقي".‏


والذي هو في بادية الإلحاد مغرور بشهود وجوده، والمرشد ‏الكامل به الخلاص من كل العقبات، وبه الفوز بالمقامات.‏


فالسعادة كلها في معرفة الألوهية، ولم ينكشف سرُّها إلا ‏لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفازت الأمة بسر ‏المشهد العالي، الذي تحقَّقت به العبودية. قال تعالى:‏‎ { إِنَّ ‏الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِم }‏ (2) ‏ ‏.‏


ولله تعالى حضرة رحمانية، وهي تجلِّيه تعالى بالرحمة الشاملة ‏لجميع العوالم.‏


ولله تعالى حضرة العزَّة، وهي ظهوره بالعزَّة والكبرياء ‏والجلال.‏


ولله تعالى تجلِّي الوحدانية، وهي ظهور أسمائه وصفاته، ‏وقد سترت بسلطانها الأكوان.‏" اهـ149


اقتباس:======================= الحاشية ==================


(1) ‎ ‎‏: : هو الشيخ الإمام العارف بالله القطب الواصل أبو محمد مولانا عبد السلام بن ‏مشيش بن بكر بن علي بن حرمة ابن عيسى بن سلام بن مزوار بن حيدرة بن علي ‏بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى بن ‏الحسن السبط بن علي وفاطمة رضي الله عن جميعهم. توفي رحمه الله شهيداً سنة اثنين ‏وعشرين، أو أربع وعشرين، أو ست وعشرين وستمائة. قال ابن خلدون : قتله بـ ‏‏"العَلَم"، قوم بعثهم لقتله ابن أبي الطواجين الكتامي الساحر المدعي النبوة. وضريحه – ‏أي : الشيخ رضي الله عنه وأرضاه – هناك معروف. ويروى أن الشيخ رضي الله عنه ‏كان يوماً بإزاء خلوته جالساً يتلو القرآن ومعه تلميذه الشيخ أبو الحسن حتى وصل ‏إلى قوله تعالى في سورة الأنعام:‏‎ {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} ‏ فورد عليه ‏وارد الهي، اقتطعه عن حسه، فلما أفاق رفع يديه إلى السماء داعياً ، فكان من دعائه: ‏‏"اللهم من سبق له الشقاء منك والحرمان فلا يصل إلي، ومن وصل إلي أكون له شفيعاً ‏يوم القيامة، اللهم لا تبعث لنا من حكمت بشقائه ". ويشهد لهذا إسلام بعض الكفرة ‏لما قرب من الضريح، ورجوع بعض الفسقة الذاهبين بقصد الزيارة لأسباب اتفقت لهم منعتهم الوصول. وتغلغله رضي الله عنه في علوم القوم التي مدارها على ‏التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن لما ورد عن عائشة ‏رضي الله عنها أشهر من أن يذكر . وقد قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: كنت ‏في ابتدائي حصل لي تردد هل ألزم البراري والقفار للتفرغ والطاعة والأذكار أو أرجع ‏إلى المدائن والديار لصحبة العلماء والأخيار ؟ فوصف لي ولي هناك وكان برأس جبل؛ ‏فصعدت إليه ليلاً ؛ فقلت في نفسي: لا أدخل عليه في هذا الوقت . فسمعته يقول ‏وهو يدخل المغارة:"اللهم إن قوماً سألوك أن تسخر لهم خلقك فسخرت لهم خلقك، ‏فرضوا منك بذلك، اللهم وإني أسألك اعوجاج الخلق علي حتى لا يكون لي ملجأ إلا ‏إليك. قال: فالتفت لنفسي وقلت: انظري من أي بحر يغترف هذا الشيخ؟ فلما ‏أصبحت دخلت عليه فقلت: يا سيدي كيف حالك؟ فقال: أشكو إلى الله من برد ‏الرضا والتسليم كما تشكو أنت من حر التدبير والاختيار!!!. فقلت: أما شكواي من ‏حر التدبير والاختيار فقد ذقته وأنا الآن فيه، وأما شكواك من برد الرضا والتسليم فلم ‏أفهمه !!! . فقال : أخاف أن تشغلني حلاوتهما عن الله تعالى . قلت : يا سيدي ‏سمعتك البارحة تقول : (اللهم إن قوماً ...إلخ ) ؟ ؛ فتبسم وقال : يا بني عوض ما ‏تقول: سخر لي خلقك. قل : يارب كن لي. أترى إذا كان لك أيفوتك شيء ؟ فما ‏هذه الجبانة؟. وإليه - رضي الله عنه - تنسب الصيغة المشتهرة في الصلاة على النبي صلى الله ‏عليه وآله وسلم " الصلاة المشيشية" أو " البشيشية " التي يعرفها الخاص والعام من ‏المحبين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.‏


(2) ‎ ‎‏: سورة الفتح - الآية 10.‏





(يتبع إن شاء الله تعالى مع: .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #38
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"يقول لك الرب في حضرة الربوبية: " يا عبد! أنت ‏صورتي، أنت خليفتي، أنت كنـزي، أنت مصباح، بك ‏عرفت، ولولاك ما تجلَّى سرُّ الربوبية... .‏


أظهرت فيك سر السميع البصير، وتجلَّيت لك باسم" ‏الحكيم"، " الخبير". وحملتك أمانة السرِّ العزيز، فاشهد فيك ‏أنوار"القريب"، وتنعَّم في رياض المعية، فأنا لك مجيب، سعد ‏العالم بأنوار ظهوري فيك، فاسعد أنت بي، فالحبيب يوافيك.‏


ويقول لك الحق في حضرة الألوهية: من أنت حتى تطمع ‏في الوصل إليّ؛ وأنا الغني الكبير؟. أنت العدم، وأنا صاحب ‏القدم، أنت الظلمة، وأنا النور. النقص وصفك، والكمال ‏وصفي، عند ذلك ينتفي الغرور، ويتجلى الحق للعبد ‏الشكور.‏


ويقول لك في حضرة اسمه "الظاهر": أنا المتجلِّي بأسراري ‏للفكر والعقول، أنا المشهود بأنواري، وأنا المسؤول ليس في ‏الوجود إلا ظهور أنواري، وانكشاف معاني وأسراري فلا ‏تشهد بالقلب والروح إلا أنوار تجلياتي.‏


ويناديك الحق من حضرة اسمه "الباطن": إياك أن تحكم ‏عليَّ بشهودك، فأنا "الباطن" عن عيون الأرواح، فضلاً عن ‏الأشباح، فعجزك عن المعرفة هو المعرفة، وعجزك عن الشكر ‏هو الشكر، فما عرف الله إلا هو.‏


ويناديك الحق من حضرة عزته فيقول لك: أيُّ نسبة بيني ‏وبينك؟. أنت الظلمة وأنا "النور". وأنا : "القدُّوس، الصَّمد" ‏وأنت الظلوم الجهول، بالأزل والأبد، فاعرف من أنت، ومن ‏أنا، تفز مني بالغنى.‏


ويناديك الحقُّ من حضرة القيُّومية، فيقول لك: أنت قائمٌ ‏بي في كل الأحوال، وعواطفي تواليك في الأفعال والأقوال، ‏فاشهد فيك حسن ولائي، واقرأ فيك آيات عطائي.‏


فمن العارفين: المسرور بالجمال.‏

ومنهم: الخاضع للجلال. والعبد الكامل هو الذي منح كل ‏الحضرات وورث سيد السادات صلى الله عليه وآله وسلم.‏" اهـ152





(يتبع إن شاء الله تعالى مع: "علوم اليقين .... )‏
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #39
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

علوم اليقين


"إن مراتب الرجال في المعرفة على ثلاثة أقسام:‏


الأول: علم اليقين (1) ، وهو أن تتلقَّى الحقائق عن رسول ‏الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعن الوارثين لأسراره، ‏فتقوم بها، وتسلِّم لها، وتشتاق إلى شهودها، وهذا هو علم ‏اليقين، الذي لا يتزعزع صاحبه، ولا يتحوَّل عنه.‏


وقد أخبرنا القرآن أن الله معنا، فنؤمن بتلك المعية (2) ، ‏ونسلِّم بها مع ملاحظتها، حتى يكشف الله "الستَّار" عن ‏معناها اللائق بحضرته تعالى، فيصبح العبد في "عين اليقين"، ‏يشاهد الرب المعين، فإذا فني عن وجوده في شهود مولاه، ‏وصل إلى "الحق اليقين".‏


وإنك لو اعتقدت عقيدة ثابتة في أن ربَّك هو الحفيظ ‏النافع، فتكون فيهذه الحالة في "علم اليقين"، فإذا واجهك ‏نور"الحفيظ، النافع" انكشف لك أن جميع ما لديك من ‏الأسباب والماديات، والتفكير، كلّها بمدد نوره، ولو سلب ‏هذا المدد لوقف نظامك في الحال.‏


ويكفيك أن النار لم تحرق الخليل، والسِّكين لم تؤثر في ابنه ‏اسماعيل، فلو عرفت ذلك صرت في معية الله : عين اليقين؛ ‏فلا تتحرك إلا وتشهده بمدده، ولا تسكن إلا وتشهده ‏بعنايته، فإذا تجمَّلت بجمال الأسماء، وعشقت معانيها، وصلت ‏إلى حق اليقين.... .‏


ولا تظنّ أن تلك المعيَّة محدودة، ولكنها سارية معك، ‏وأنت في علم الله، وفي بطن أمك، وهي معك في الدنيا، والله ‏على ما عليه كان، لا فرق عنده بين كونك في علمه، أو في ‏عالم الأرواح، أو في عالم الأشباح (3) ‏. ‏


واعلم أن السرَّ في الوصول إلى هذه الحقائق : صحبة ‏الرجال العارفين، وهو استحضار جمال الله ، ونعمه، وعطفه، ‏وكرمه. وأنه أحياك، ورقَّاك، وجعل تلك المعاني فيك، فإذا ‏ذكرت الله ذكرك، وهذا هو الشرف العظيم.‏


قال الله تعالى في الحديث القدسي: (من ذكرني في نفسه ‏ذكرته في ملأ خير منه) (4)‏ ‏. ‏


والذكر في النفس استحضار معاني المذكور، فيذكرك في ‏نفسه، ويملأ قلبك نوراً، وإذا ذكرته في ملأ بين الإخوان، ذكرك ‏في الملأ الأعلى، وأفاض عليك من الرضوان، فتكون ذاكراً ‏مذكوراً، مؤيَّداً منصورا.‏" اهـ 158



اقتباس:=================== الحاشية ===================


(1) ‎ ‎‏: هناك علم اليقين، وعين اليقين وحق اليقين. ‏

‏ فعلم اليقين: ما كان من طريق النظر والاستدلال. ‏

‏ وعين اليقين: ما كان من طريق الكشوف، والنوال. ‏

‏ وحق اليقين: ما كان بتحقُّق الانفصال عن لوث الصلصال بورود رائد الوصال. ‏


‏ علم اليقين لا اضطراب فيه. وعين اليقين : هو العلم الذي أودعه الله تعالى الأسرار، ‏والعلم إذا انفرد عن نعت اليقين كان علماً بشبهة، فإذا انضم إليه اليقين كان علماً بلا ‏شبهة. وحق اليقين: ما أشار إليه علم اليقين وعين اليقين.

‏ وقال الإمام الجنيد قدس سره العزيز:" حق اليقين ما يتحقَّق العبد بذلك، وهو أن ‏يشاهد العيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة عيان، ويحكم على الغيب فيخبر عنه ‏بالصدق، فعلم اليقين حال التفرقة. وعين اليقين حال الجمع. وحق اليقين: جمع ‏الجمع بلسان التوحيد. انظر: عوارف المعارف للسهروردي 2/332.‏


(2) ‎ ‎‏: في قوله تعالى:‏‎ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‏} ‏. سورة الحديد - ‏الآية 4. ‏


(3)‎ ‎‏: وهذا كله داخل في عموم قوله تعالى:‏‎ {‏ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ‏}‏. أي في أي ‏مرحلة من مراحل وجودكم، سواء في عالم الأرواح، أو في عالم الأشباح، أو في عالم ‏البرزخ، وفي أي حالة من حالاتكم، وتقلب من تقلُّباتكم، فهو سبحانه وتعالى معكم ‏يراكم، ويمدّكم بمدده، مجتمعين ومنفردين:‏‎ { كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء ‏رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا }‏.‏


(4) ‎ ‎‏: في الحديث القدسي فيما يرويه صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل : إذا ‏ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ‏ملئه ، وإذا تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً ، وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ‏، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه أحمد ، والشيخان ، والترمذي، وابن ماجة ، ‏وابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ:" يقول الله عز وجل : أنا عند ‏ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ‏ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً ، وإن ‏تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " . ‏

وفي هذا الذكر أكرمك الله أيها العبد بكرامات ثلاث : جعلك ذاكراً له ؛ ولولا فضله ‏لم تكن أهلاً لجريان ذكره عليك. وجعلك مذكوراً به ؛ إذ حقق نسبته لديك . ‏وجعلك مذكوراً عنده ، فتمم نعمته عليك . يعني أن الله تعالى أكرمك أيها المؤمن ‏بثلاث كرامات ، جمع لك فيهن أنواع الفضائل والمبرات .‏

‏ الأولى : جعلك ذاكراً له بلسانك وقلبك ، ووجه حلاوة ذلك إليك ، ولولا فضله لم ‏تكن أهلاً لجريان ذكره عليك. ‏

‏ والثانية : جعلك مذكوراً به عند الناس ؛ بأن يقال: هذا ولي الله وذاكره ؛ إذ حقق ‏نسبته _ أي خصوصيته _ لديك ، وهي ما أظهره من أنوار الذكر والطاعة عليك.

‏والثالثة : جعلك مذكوراً عنده ، فتمم نعمته عليك بمزيد الإكرام ومنتهى الفضل ‏والإنعام . وفي ذلك تصديق لقوله تعالى في الحديث القدسي : " من ذكرني في نفسه ‏ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " . وقال صلى الله عليه ‏وسلم : " ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ‏ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " . والعندية هنا عندية مكانة _ أي ‏شرف _ لا مكان ، تعالى الله عن ذلك .‏" اهـ 158




(يتبع إن شاء الله تعالى : مواجهة الأسماء الحسنى -تتجلَّى الأسماء الإلهية للمراقب لعزة الربوبية.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008
  #40
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

مواجهة الأسماء الحسنى

تتجلَّى الأسماء الإلهية للمراقب لعزة الربوبية


"قال الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه -:" إن الأولياء ‏تتفاوت مراتبهم بحسب مشاهدهم:


فأول مرتبة تواجهك فيها أنوار الأسماء (1) ‏ : أن تتنـزَّل ‏من أنانيتك وتدبيرك واختيارك، وتلاحظ أنك طفل في مهد ‏ربِّك، يتولاَّك بعنايته، ويحفظك بلطفه، ليس لك في الوجود ‏بعير ولا نقير، وعند ذلك يرفع الله عنك الهموم، ويدفع ‏البلايا، ويعطف عليك القلوب. فترى آثار اسمه:"الرحيم" ‏يحيط بك ، وأنوار اسمه:"الكريم" تعمُّك، يغفر الله لك ‏الهفوات، كما يسامح الوالد ابنه الصغير، وتشاهد ‏انفعال النفوس لك، والحنوّ عليك، كما تحنو النفوس على ‏الأطفال الصغار، فيتجلَّى بالعناية والحفظ، واللطف والكرم.‏


فاطرح الحول والطَّول، والفهم والتدبير، وقل له: تولاَّني يا ‏بصير، يا خبير.‏


كذلك أولياء الله مع الله، سلَّموا له الأمور (3) ، ورضوا ‏بالمقدور، وهذه معاملتهم مع الحق سبحانه وتعالى، أما مع ‏الخلق فهم نبهاء، عقلاء، يقدِّرون الأشياء ، ويميزون بين ‏مراتب العالم، وينـزلون كل حقيقة في منـزلتها (3) ‏. " اهـ161


اقتباس:============================== الحاشية ==============================


(1) ‎ ‎‏: يقول الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي رضي الله عنه وأرضاه، وعنَّا به:" ‏أنوار الأسماء نور ينبسط على المعدومات والموجودات، فلا يتناهى امتداد انبساطها، ‏وتمشي العين مع انبساطها، فينبسط نور عين صاحب هذا المقام فيعلم ما لا يتناهى ‏كما لا يجهل مالا يتناهى بتضاعف الأعداد، وهذا علامة من يكون الحق بصره، ‏فالأسماء كلها موجودة، والمسمَّيات منها ما هي معدومة العين لذاتها، ومنها ما هي ‏متقدّمة العدم لذاتها، وهي التي تقبل الوجود والأحوال لا تقبل الوجود مع إطلاق ‏الاسم على كل ذلك، فللأسماء الإحاطة والإحاطة لله لا لغيره. فمرتبة الأسماء الإلهية ‏وما فضل آدم الملائكة إلا بإحاطته بعلم الأسماء فإنه لولا الأسماء ما ذكر الله شيئاً ولا ‏ذكر الله شيء، فلا يذكر إلا بها، ولا يذكر و يحمد إلا بها، فما زاحم صفة العلم في ‏الإحاطة إلا القول، والقول كله أسماء، ليس القول غير الأسماء، والأسماء علامات ‏ودلائل على ما تحتها، فقد ظهر له ما لا يمكن ذكره. ‏‏ انظر: الفتوحات المكية - 2/489.


(2) ‎ ‎‏: وهذا حال كل ولي لله تعالى من أهل الله العارفين، حيث سلَّموا له سبحانه في كل ‏الأمور كما كان عليه سيدنا إبراهيم حين سأله جبريل وقت كان - على نبينا وعليهما ‏أفضل الصلاة والسلام - ملقى في النار فقال له : " علمه بحالي يغني عن سؤالي" ، ‏فقد فوَّض الأمر كلَّه لله تعالى فأنقذه الله تعالى مما هو فيه وقال للنار: ‏{كوني برداً ‏وسلاماً على ابراهيم}، وكذلك من كان على تلك الحالة من التفويض لا بدَّ أن يبدل ‏الله نار الذل إلى برد العز ونار الضعف إلى برد القوة ونار الفقر إلى برد الغنى وهكذا ....في جميع المحن والبلايا ‏‏.‏


(3) ‎ ‎‏: فهم رضي الله عنهم سكارى صاحون، فانون باقون، تراهم مع الخلق بأشباحهم، ‏ومع الخالق بقلوبهم وأرواحهم، إذا ما نظرت إلى أمورهم الدنيوية تراهم على غاية ‏الدقة، والعلم بما هو حلال وما هو حرام، حكَّموا الشرع في حركاتهم وسكناتهم ‏وأقوالهم وأعمالهم، وفي أعمال الآخرة باقون بأذواقهم وأحوالهم، ومعرفتهم بربهم.‏" اهـ 161





(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الرتبة الثانية من مراتب الولاية:‏.... )‏
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 100 12-06-2012 05:08 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM


الساعة الآن 06:01 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir