أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           
العودة   منتديات البوحسن > اسلاميات > المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-14-2010
  #1
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
افتراضي يا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه, ومن المردود منا فنعزيه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كان سيدنا عدي بن أرطاة رضي الله تعالى عنه يخطب بعد انقضاء شهر رمضان فيقول: يا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه, ومن المردود منا فنعزيه. [أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق].
أيها الإخوة: أُمرنا بالصيام فصمنا, وأُمرنا بالقيام فقمنا, وربنا جل في علاه يقول: {إنما يتقبل الله من المتقين}, هل يا ترى يتساءل الواحد منا بعد الصيام والقيام, هل قبل الله عز وجل منا الصيام والقيام؟ أم إنه لا قدر الله ضربت وجوهنا بهذا الصيام والقيام؟ لأنكم تعلمون أيها الإخوة قول الله عز وجل: {وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية}, وتعلمون قول الله عز وجل: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً}. نعم الآيتان في حق الكفرة ومن لم يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم, ولكن ما ينبغي أن تغفل أنت عن هذه الحقيقة, أكرمك ربي عز وجل بنعمة الإسلام, وأكرمك بنعمة الإيمان, وأكرمك بنعمة الطاعة, فوفقك للصيام والقيام, ولكن قال لك: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}, هل كان عندنا الإخلاص في صيامنا وقيامنا وتلاوتنا لكتاب ربنا عز وجل؟ هل عملنا وصمنا وصلينا وقمنا وقرأنا القرآن نبتغي مرضاة الله عز وجل؟ أم أننا فعلنا ذلك ليقال عنا بأننا صمنا وصلينا وقمنا وقرأنا القرآن العظيم؟
أيها الإخوة: سيدنا عدي يقول: من المقبول منا فنهنيه, ومن المردود منا فنعزيه, عبد أمره مولاه وسيده بالعمل, ثم بعد ذلك لا يدري هذا العبد هل قبل السيد العمل أم لم يقبل؟ ولذلك ربنا عز وجل وصف عباده المؤمنين بقوله: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} خائفة هل قبل الله منهم الصلاة والصيام أم لم يقبل جل وعلا؟
أيها الإخوة: من تمام الرحمة ومن تمام الفضل أنه جل في علاه جعل لك علامات تدل على قبول هذا العمل, أو رد هذا العمل على فاعله, فإذا رأيت أثراً لطاعتك في سلوكك وفي عملك, وكان هذا الأثر إيجابياً فإن هذا الأثر من وراء الطاعة يدل على أن عملك مقبول عند الله عز وجل. أما إذا لم تر أثراً لطاعتك, ولم تر أثراً لصيامك وقيامك, فأرجو الله ألا نكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش, ورب قائم حظه من قيامه السهر) [رواه ابن خزيمة والبيهقي].
أيها الإخوة: علينا أن ننظر إلى أثر طاعتنا في سلوكنا, ربنا عز وجل أمرنا بالصيام ولكن جعل علامة على قبول هذا الصوم أنك تصبح من الأتقياء, قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} أن تتقي الله عز وجل فيما أسبغ عليك من نعم, وفي بيعك وشرائك, وفي زوجتك وأولادك, وفي جلوتك وخلوتك, وفي صحتك وفي مرضك, وفي غناك وفي فقرك, أما إذا صمنا وصلينا ثم بعد ذلك نظرت إلى أعمالنا فلم تر فيها أثراً للتقوى, فما هذا الصوم أيها الإخوة؟
أسوق لكم بعض الأمثلة: رجل صائم يتقرب إلى الله بصومه, وقائم يتقرب إلى الله عز وجل بقيامه, يختلف مع زوجته, وأمر طبيعي أن تختلف مع أهل بيتك, فهذا ليس بغريب, وكل بني آدم خطاء, فإذا بهذا الصائم القائم يقسم يميناً بالطلاق والحرام ثلاثاً ألا تذهب الزوجة إلى بيت أهلها شهراً كاملاً, وجاءت أيام العيد, يا أخي, اختلفت مع صاحبة بيتك, فلماذا تحرم الوالدين من رؤية ابنتهما؟ هل هذا من التقوى؟ وهل هذا أثر يدل على أن صيامك مقبول عند الله عز وجل؟ لا أيها الإخوة, التقوى أن تكون منصفاً, وألا تكون جائراً وظالماً, وألا تتعدى حدود الله عز وجل.
أيها الإخوة: صورة أخرى من صور الصائمين القائمين أنه يقسم أيماناً مغلظة على سلعته من أجل أن يروجها, أي صيام وقيام هذا حتى يقبل عند الله عز وجل إذا كان هذا هو حالك؟
صورة أخرى: صائم وقائم يلزم أبناءه أن يلزموا نسائهم بالاختلاط فيما بين بعضهم البعض, ويلزم زوجة ولده بمواجهة سائر أبنائه, أو يلزم زوجة ولده أن تختلط مع أصهاره, أي صيام وقيام هذا؟
أيها الإخوة: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش, ورب قائم حظه من قيامه السهر), ويقول ربنا جل وعلا: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}, انظر إلى نفسك بعد الصوم هل أنت ملتزم بكتاب الله؟ وهل أنت ملتزم بشرع الله؟ من علامات قبول الصيام والقيام أن تصبح ملتزماً شرع الله, تحل الحلال وتحرم الحرام. ومن علامات قبول الصيام عند الله عز وجل أن تستمر بعد رمضان على الاستقامة كما أكرمك الله بالاستقامة في شهر رمضان. في شهر رمضان حافظ بعضنا على صلاة الفجر في جماعة, وعلى صلاة الجمعة والجماعة, فما الذي يحصل بعد شهر رمضان؟ هل تعبد الله عز وجل في رمضان وتنساه في باقي الأيام؟ أنسيت قول الله عز وجل وهو يخاطب سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. أقبلت على الله في شهر رمضان صائماً, فلماذا بعد رمضان لا تتم الصيام بالنوافل تقرباً إلى الله عز وجل؟ وربنا يقول في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه, وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه). لماذا بعد رمضان تقصر في صلاة الجماعة؟ ولماذا تقصر في صيام النافلة؟ وخاصة في صيام ستة أيام من شوال, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) [رواه مسلم].
في شهر رمضان كنت تقرأ القرآن العظيم, فماذا حصل بعد شهر رمضان, لماذا تركت تلاوة القرآن الكريم؟ وفي شهر رمضان كنت تغض بصرك وتحفظ فرجك وسمعك وبصرك, فما الذي حصل بعد رمضان؟ من علامات قبول الصيام عند الله أن تستقيم على ما كنت عليه من الاستقامة في شهر رمضان.
أيها الإخوة: لعلنا أن نتلمس صيامنا وقيامنا, وها نحن في اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك, ما هي إلا سويعات وتطوى أعمال هذا الشهر العظيم المبارك, وترفع إلى الله عز وجل, سل نفسك يا أخي وأنت في الساعات الأخيرة من شهر رمضان: هل شهر رمضان شاهد لك أم شاهد عليك؟ في شهر رمضان الذي ستطوى فيه صحائف الأعمال لترفع إلى الله عز وجل هل تستطيع أن تختم هذه السويعات بكثرة التوبة والاستغفار, وأن تتراجع عن العناد والإصرار على الظلم والتعدي لحقوق الناس؟ هل بوسعك أن تتوب إلى الله وتستغفر الله هذه السويعات المتبقية؟ الوقت قصير أيها الإخوة, سويعات وينتهي شهر رمضان, سويعات وأنت ينبغي عليك أن تتذكر قول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له) [رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك], هل تتعرض لنفحة الله بأن تعتق من نار جهنم بالتوبة والإنابة وكثرة الاستغفار؟ وخاصة وأنت في يوم عظيم مبارك, فيه ساعة الدعاء فيها مجاب عند الله, وقال بعض العلماء: إنما هي بعد صلاة العصر إلى الغروب, فهل تستطيع أن تستغل هذه السويعات بالإقبال على الله نادماً على ما فرطت وقصرت, معاهداً ربك عز وجل أن تستقيم بعد شهر رمضان كما أمر الله عز وجل؟ قبل أن تطوى أعمال هذا الشهر أيها الإخوة, وقبل أن يرفع هذا الشهر إلى الله عز وجل, ولا ندري أيرفع وهو شاهد لنا أم شاهد علينا؟
أرجو الله عز وجل أن يوفقنا للتوبة والإنابة والاستغفار, إن قصرنا وأسأنا وعصينا في شهر رمضان.
أيها الإخوة: تعالوا لنكثر من الاستغفار قبل أذان المغرب, لأنه إذا أُذِّن للمغرب طويت أعمال هذا الشهر ورفعت إلى الله, الذي كان ينادي هؤلاء العباد: (يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر) [رواه الحاكم وابن حبان وابن خزيمة], فينظر مولانا جل وعلا من الذي أقبل ومن الذي بقي مصراً ومعانداً؟ احذر يا عبد الله أن تكون معانداً لآيات الله, لأن ربنا قال في حق الوليد بن المغيرة: {إنه كان لآياتنا عنيداً * سأرهقه صعوداً} وقال فيه: {سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر}.
تذكر يا عبد الله وأنت في يوم الجمعة في آخر شهر رمضان قول الله عز وجل: {إن الله يحب التوابين}, فهل نكون من التائبين والمستغفرين الذين يرجون أن يتقبل الله عز وجل منهم الصلاة والصيام والقيام؟ تعالوا أيها الإخوة لنستغل هذه السويعات المتبقية من شهر رمضان المبارك في الاصطلاح مع الله, عسى أن يختم هذا الشهر في صحائف أعمالنا بالتوبة والإنابة والاستغفار, فإذا ختمت صحيفة عملك في شهر رمضان بالتوبة والإنابة وأنت محقق شروط التوبة, فإن الله يقول لك: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}, ولا تكن عنيداً ومصراً, لأن العناد والإصرار كانا سبباً في طرد إبليس من رحمة الله عز وجل.
أقول هذا القول وكل منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية: يا أيها الصائم, ويا أيها القائم, وأنت تودع شهر رمضان ولم يبق منه إلا سويعات, هل بوسعك أن تسمع معي حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تحفظه كما تحفظ سورة الفاتحة, أذكرك به لأنك قد حفظته قولاً ونسيته سلوكاً وعملاً, أذكرك بهذا الحديث ولعلك أن تعزم خلال هذه السويعات المتبقية أن تتوب إلى الله وتعيد الحقوق إلى أصحابها.
اسمع يا أيها الصائم ويا أيها المصلي ويا أيها القائم ويا أيها التالي للقرآن, اسمع قول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش) يعني الذي يمشي بينهما [رواه أحمد]. يا من أكلت الرشوة لا تظن بأن الله غافل عنك, ولا تظن بأن صلاة وصيامك يغنيان عنك من الله شيئاً, يا آكل الرشوة, يا من أكل أموال الناس بالباطل, يا من استطاع أن ينجو من محاسبة المخلوقين بطريق أو بآخر, كيف تستطيع أن تخلص نفسك من بين يدي مولاك يوم القيامة الذي قال لك: {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}. يا أيها المرتشي وأنت الصائم المصلي هل بوسعك أن تعزم في هذه السويعات المتبقية, على أن تتوب إلى الله, ومن تمام التوبة أن تعيد الحقوق إلى أصحابها, وإن كانت الرشوات كثيرة وكثيرة جداً, وربما أن يلزمك هذا أن تخرج من مسكنك الذي سكنته, عليك أن تفعل, لأنك خارج من النعمة التي أنت فيها إن شئت وإن أبيت, فاخرج باختيارك بإعادة الحقوق إلى أصحابها قبل أن يخرجك ملك الموت, وستحاسب على ذلك.
هل نستطيع أيها الإخوة أن نتوب إلى الله وأن نعيد الحقوق إلى أصحابها, وهل تستطيع أنت أيها الصائم المصلي القائم, أن تعين الموظف على عدم أكل الرشوة فلا تدفع له شيئاً؟ هل نتعاون أيها الإخوة على البر والتقوى أم نتعاون على الإثم والعدوان؟ أي صلاة وأي صيام وأي قيام والصائم القائم إما راش وإما مرتشي وإما رائش بينهما.
تعالوا أيها الإخوة لنتوب إلى الله في هذه السويعات المتبقية, وثقوا تماماً ورب الكعبة بأن هناك من تاب إلى الله وأعاد الحقوق إلى أصحابها, وما هي إلا سويعات وأيام قليلة انتهى أجله على توبة واصطلاح مع الله عز وجل. بعضهم كان مرابياً, فصارت عنده المليارات من الربا, فإذا بهذا العبد قبل نهاية أجله بشهرين وهو لا يعلم متى ينتهي أجله, اصطلح مع الله, فخرج من الأموال الربوية كلها وطبق قول الله عز وجل: {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم}, فأخذ رأس ماله وتبرأ من الأموال الربوية جميعها, فحجر عليه أبناؤه, وادعوا أنه صار مجنوناً سفيهاً, بعدما أن تاب إلى الله وامتثل قول الله عز وجل: {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون}, وبعد شهرين التقى مع الله بعد وفاته.
أيها الإخوة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن واهٍ راقع, فسعيد من هلك على رقعه) [رواه الطبراني], واهٍ يقع في المعصية, راقع يتدارك نفسه بعد المعصية بتوبة, فطوبى لمن مات على توبة لله عز وجل. أيها الراشي تب إلى الله, وأيها المرتشي تب إلى الله وأعد الحقوق إلى أصحابها, لأنك إذا مت على توبة غفر لك, وإذا لم تتب إلى الله, فهيئ نفسك للفضيحة يوم القيامة, عندما تأتي بكل مال ارتشيت به محمولاً على عنقك لتفضح على رؤوس الأشهاد ويعرفك الجميع بأنك كنت تأكل الحرام والعياذ بالله.
__________________
ابو خالد الحسيني
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انتقل الى رحمة الله تعالى العالم الربانى الشيخ يوسف العتوم الأردنى admin المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 1 10-14-2013 12:11 PM


الساعة الآن 06:04 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir