أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > ركن وادي الفرات

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

إضافة رد
قديم 12-25-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الأمثال الشعبية في التراث "الحوراني"

الأمثال الشعبية في التراث "الحوراني"


معن الحلقي



تعتبرالأمثال الشعبية، شكلاً هاماً من أشكال التراث "الحوراني"، الذي تناقلته الأجيال عبر العصور، حتى وصل إلى صيغته الحالية، ولم تكن تلك الأمثال مجرد نزوة عابرة قالها بعضهم من جراء ملاحظة مباشرة، وإنما كانت حصيلة للتجارب والملاحظات الكثيرة، وانعكاساً حقيقياً للظروف المعيشية، خلال الحقب الزمنية السابقة.


يقول السيد "محمد جدعان شاكر"، من أهالي بلدة "غصم": «تعد الأمثال الحورانية جزءاً لا يتجزأ من التراث الشعبي العربي، على الرغم من أن لها خصوصيتها الاقليمية، وذلك لأن الثقافة والتراث واحد، ولهما سمات مشتركة بين البلدان العربية، كما لها في نفس الوقت سماتها الخاصة بكل منطقة، أما تشابه الأمثال وتطابق غاياتها ومغزاها والحمكة منها، فيعكس الوحدة الفكرية الثقافية في الوطن العربي، وتشابه الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعاشية».

السيد "شاكر" ذكر بعض الأمثال الحورانية: «في الحقيقة يوجد الكثير، ولكن على سبيل المثال؛ (ماشي بسوق النحاسين وبيسأل وين الطق)، وهذا المثال يقال لمن يسأل عن شيء معروف، ومثل (فاكهة الدار تطيل الأعمار)، و(جيزة حمزة براس المعناة)، ويستخدم لمن يطلب تنفيذ طلباته في الحال"، و(إن شفت الفقير بيركض بيكون الزنقيل مصخرو)».

وقال السيد "نضال شرف" من أهالي مدينة "نوى": «عكست الأمثال الشعبية جوانب الحياة المختلفة، ومراحل نشوء وتطور علاقة الإنسان مع الظواهر الطبيعية والفلكية والنباتات والحيوانات والجمادات، بالإضافة للتعرض إلى الأشياء المحسوسة المتعلقة بحياة الإنسان وظروفه المعاشية، كالغنى والفقر والجوع والعطش وغيرها، ويعد المثل كالوصفة الطبية في أهميتة، حيث يلخص طول الحديث بعبارات محدودة، ذات فوائد كثيرة، وقد اكتسبت الأمثال حضورها الاجتماعي، من خلال تناولها لقضايا ذات اهتمام مشترك بين الناس، ما ساهم في حفظها بذاكرة المجتمع».

أما السيد "إبراهيم الشعابين" رئيس المركز الثقافي العربي في مدينة "درعا" فيقول: «إن الأمثال الشعبية في"حوران" ترتبط بتراثنا الثقافي وشخصيتنا، ودلالة واضحة على حياتنا وطريقة تفكيرنا، وتعطي بمختلف أنواعها فكرة عن المجتمع الذي اعتمد عليها، باتخاذها منارات تضيء له جوانب الطريق، وتعالج مشاكله بوحي منها، وتثبيتها في أذهان الناس للسير على هداها، وتأتي الأمثال أحياناً كتشريعات قوية ثابتة، تعالج قضايا المجتمع، وتنشر فيه الأمانة وحب الأرض، كأن


يقال في "حوران":

(الحق بالسيف والعاجز بدو شهود)، و(يا مدور السحور عند البايرات)، ويستخدم لمن يبحث عن شيء في غير مكانه الأصلي، و(حمارتي العرجه ولا فرس ابن عمي)، وهو دعوة للاعتماد على النفس، و(أرنب زعلان وجبل مش داري)، ويذكر لمن ينزعج من شخص دون أن يعلمه بذلك، و(إذا حكمت الجدي حش واطعموا)».

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "6/12/2010" السيد "تيسير الفقيه" عضو لجنة التراث الشعبي في محافظة "درعا"، الذي تحدث بداية حول المثل الشعبي وأهميته ومصدره قائلاً: «المثل ظاهرة اجتماعية تستمد قيمتها الذاتية والموضوعية، من سياق الحدث أو السلوك الاجتماعي، ويقال إن الأمثال ظواهر اجتماعية موجودة في المجتمع، وتسبق وجود الأفراد وتبقى بعد فنائهم تسري بين الناس، وتكون بمثابة قانون غير مكتوب لهم، ومصدره الطبقة الفقيرة والمتوسطة، لأن الفرد يعزز الجملة المثلية البدائية في سياق الحدث الاجتماعي المحدد في فترة زمنية محددة، وفي بيئة اجتماعية ومكانية معينة.

ولهذه الأمثال أو الحكايا أهميتها لأنها تعطي الانطباع الأولي لخصوصية هذه المنطقة، دون غيرها سواء من حيث اللهجة، أو صيغة المثل وتباين مفرداته بين الناس، وتشكل تراثاً جمعياً يعبر عن عناوين قصص وحكايات شعبية، ذات مضامين معبرة عن حكمة الناس وقدراتهم على صياغة الحقائق والقيم والمشاعر المتنوعة».

وفيما يخص الأمثال الحورانية ذكر "الفقيه": «هناك الكثير من الأمثال المتوارثة والمعروفة في"حوران"، منذ سنوات بعيدة منها: (هوش القرايب مثل الحنة عالشوارب)، أي إن الخلافات بين الأقارب سريعة الزوال، و(جاي من قيطة)، ويقال للسخرية من الشخص الذي يعرف كل شيء ويتظاهر بعدم المعرفة، و(ثم أجلق وخاشوقة")، لمداعبة الشخص كثير المتطلبات، و(لبس الخنفسه بتصير أحلى من النسه)، أي إن اللباس الجميل يجعل الفتاة القبيحة تبدو جميلة، و(الكلب الأسود بفكر حالو عجل)، ويستخدم للسخرية من الإنسان المغرور.

و(صار لأبو جعامه شكاره)، ويذكر للشخص السيئ الذي يحاول أقناع الآخرين بأنه تغير وأصبح نزيهاً، و(إن فاتك العفير لا تفوتو)، ويقال للحث على الزراعة في وقت مبكر، و(ضبع حايم ولا سبع نايم)، للسعي من أجل الرزق، و(أسمر ولابس أحمر)، ويذكر للشخص الذي لا يدرك معنى تصرفاته.

و(قرعة ومتغاوية بشعر بنت خالتها)، ويستخدم لمن يتفاخر بمزايا قريب له، و(دشر العجل بيعرف أمو)، ويعني عدم التدخل بشؤون الآخرين، و(المعاتبه صابون القلوب)، أي إن العتاب يصفي النفوس ويحيي الحب، و(اللي ما بيبكي أمو ما بتسكتو)، أي من لا يطلب ما يحتاج لا يلبى طلبه، و(الأكل والهزيمه ما بدها عزيمة) وغيرها الكثير من الأمثال».

وفيما يتعلق بميزات الأمثال "الحورانية" قال "الفقيه": «إنها أمثال شعبية عامة، عبرت بكلام مأثور موجز عن خلاصة تجربة الناس، وتتفاوت بالتعبير، وتحتوي على فلسفة ظاهرة المعنى، وتزهر بأسلوب شعبي سلس، يسهل على العامة فهمها وحفظها وترديدها، علماً أن شكل المثل يتعرض لتغيرات وتطورات، فتصبح كلماته أكثر سلاسة وتناغماً، ليدخل بعدها مرحلة الشيوع والانتشار والرواية والمشافهة والأحاديث العامة والخاصة، ويتحول من نطاق الفردية إلى نطاق الاستخدام الجماعي، ليصبح منظومة الموروثات الثقافية للمجتمع».

وأضاف "الفقيه": «ينتقل المثل الشعبي بشكل شفهي عبر الأجيال، ويحرص البعض على حفظه والاستشهاد به، ليحل محل الدستور أو القانون الذي ينظم السلوك، ويحكم العلاقات أوالخلافات بين الأفراد، وينتشر المثل بشكل كبير في القرى والبوادي أكثر من المدن، بسبب شكله التعبيري من جهة، وصياغته العامية من جهة ثانية، ما يشكل ما نسميه الحكم الجاهز الذي يقال في مكانه.

فعندما يذكر المثل يكون جواباً قاطعاً ودليلاً موثقاً وحجةً واقعيةً في يد المتحدث، وقد تطرق المثل الشعبي الحوراني لكل مناحي الحياة بأدق تفاصيلها حيث قيل (لكل مقام مقال)، ويقول العرب (المثل في الكلام كالملح


في الطعام)».

وحول تاريخ الأمثال الحورانية يقول الباحث الدكتور "محمود مصطفى" في كتابه "الأمثال والحكايات الشعبية الحورانية": «مما لا شك فيه أن الأمثال قديمة قدم الإنسان، حيث ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالبيئة أرضاً ومناخاً وظروفاً اقتصادية واجتماعية، لذلك نجد من الصعب معرفة تاريخ ظهورها، لأنها ارتبطت بظهور المجتمعات البشرية، وكانت وليدة التجربة الإنسانية، مثلها في ذلك مثل اللغة، والأمثال الشعبية أحد مقومات المأثور اليومي في الحياة العامة لأهالي "حوران"، وتعطي صورة تقريبية لواقع الحياة الذي عاشه الأجداد على هذه الأرض وكيف تكيفوا معه، عبر تعدد أشكال التلاقي الاجتماعي، بدءاً من التسلية وسرد الأحاديث وتبادل الكلام المأثور في شتى صوره ومختلف أنواعه».
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
"دار التراث" في "الرقة"... نموذج الماضي برؤية الحاضر الـــــفراتي القسم العام 0 05-23-2011 09:43 PM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
"الهوسة" شعر الحماسة في التراث الأدبي الفراتي عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 0 01-29-2011 08:45 PM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM


الساعة الآن 10:29 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir