رد: مسابقة في سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام نرجوا منكم المشاركة
اول جمعةاقيمت بالمدينة
اسعد بن زرارة و اقامةاول جمعة بالمدينة
قال ابن اسحاق : وحدثني محمد بن ابي امامة بن سهل بن حنيف ، عن ابيه ابي امامة ، عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك ، قال : كنت قائد ابي ، كعب بن مالك ، حين ذهب بصره ، فكنت اذا خرجت به الى الجمعة، فسمع الاذان بها صلى على ابي امامة ، اسعد بن زرارة .
قال : فمكث حينا على ذلك : لا يسمع الاذان للجمعةالا صلى عليه واستغفر له . قال : فقلت في نفسي : والله ان هذا بي لعجز ، الا اساله ما له اذا سمع الاذان للجمعةصلى على ابي امامة اسعد بن زرارة ؟ قال : فخرجت به في يومجمعة كما كنت اخرج ؛ فلما سمع الاذان للجمعةصلى عليه واستغفر له . قال : فقلت له : يا ابت ، ما لك اذا سمعت الاذان للجمعة صلِت على ابي امامة ؟ قال : فقال : اي بني ، كاناول من جـمَّع بنا بالمدينة في هزم النبيت ، من حرة بني بياضة ، يقال له : نقيع الخضمات ، قال : قلت : وكم انتم يومئذ ؟ قال : اربعون رجلا .
اسعد بن زرارة ، و مصعب بن عمير ، و اسلام سعد بن معاذ واسيد بن حضير وبني عبدالاشهل
قال ابن اسحاق : وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقب ، وعبدالله بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : ان اسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبدالاشهل ، ودار بني ظفر ، وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبدالاشهل ابن خالة اسعد بن زرارة ، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر .
- قال ابن هشام : واسم ظفر : كعب بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الاوس - قالا : على بئر يقال لها : بئر مرق ، فجلسا في الحائط ، واجتمع اليهما رجال ممن اسلم ، وسعد بن معاذ ، واسيد بن حضير ، يومئذ سيدا قومهما من بني عبدالاشهل ، وكلاهما مشرك على دين قومه ، فلما سمعا به ، قال سعد بن معاذ لاسيد بن حضير : لا ابا لك ، انطلق الى هذين الرجلين اللذين قد اتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا ، فازجرهما وانههما عن ان ياتيا دارينا ، فانه لولا ان اسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك ، هو ابن خالتي ، ولا اجد عليه مقدما .
قال : فاخذ اسيد بن حضير حربته ثم اقبل اليهما ؛ فلما راه اسعد بن زرارة ، قال لمصعب بن عمير : هذا سيد قومه قد جاءك ، فاصدق الله فيه ؛ قال مصعب : ان يجلس اكلمه . قال : فوقف عليهما متشتِّما فقال : ما جاء بكما الينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا ان كانت لكما بانفسكما حاجة .
فقال له مصعب : اوتجلس فتسمع ، فان رضيت امرا قبلته ، وان كرهته كف عنك ما تكره ؟
قال : انصفت ، ثم ركز حربته وجلس اليهما ، فكلمه مصعب بالاسلام ، وقرا عليه القران ؛ فقالا : فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الاسلام قبل ان يتكلم في اشراقه وتسهله ، ثم قال : ما احسن هذا الكلام واجمله ! كيف تصنعون اذا اردتم ان تدخلوا في هذا الدين ؟ قالا له : تغتسل فتطهَّر وتُطهِّر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلِ . فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وتشهد شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين ، ثم قال لهما : ان ورائي رجلا ان اتبعكما لم يتخلف عنه احد من قومه ، وسارسله اليكما الان ، سعد بن معاذ ، ثم اخذ حربته وانصرف الى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم ؛ فلما نظر اليه سعد بن معاذ مقبلا ، قال : احلف بالله لقد جاءكم اسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ؛ فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت ؟ قال : كلمت الرجلين ، فوالله ما رايت بهما باسا ، وقد نهيتهما ، فقالا : نفعل ما احببت ، وقد حُدثت ان بني حارثة قد خرجوا الى اسعد بن زرارة ليقتلوه ، وذلك انهم قد عرفوا انه ابن خالتك ، ليخفروك .
قال : فقام سعد مغضبا مبادرا ، تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة ، فاخذ الحربة من يده ، ثم قال : والله ما اراك اغنيت شيئا ، ثم خرج اليهما ؛ فلما راهما سعد مطمئنين ، عرف سعد ان اسيدا انما اراد منه ان يسمع منهما ، فوقف عليهما متشتما ، ثم قال لاسعد بن زرارة : يا ابا امامة ، اما والله ، لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ، اتغشانا في دارينا بما نكره - وقد قال اسعد بن زرارة لمصعب بن عمير : اي مصعب ، جاءك والله سيد من وراءه من قومه ، ان يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان - قال : فقال له مصعب : اوتقعد فتسمع ، فان رضيت امرا ورغبت فيه قبلته ، وان كرهته عزلنا عنك ما تكره ؟ قال سعد : انصفت . ثم ركز الحربة وجلس ، فعرض عليه الاسلام ، وقرا عليه القران ، قالا : فعرفنا والله في وجهه الاسلام قبل ان يتكلم ، لاشراقه وتسهله ؛ ثم قال لهما : كيف تصنعون اذا انتم اسلمتم ودخلتم في هذا الدين ؟ قالا : تغتسل فتطهَّر و تطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلِ ركعتين .
قال : فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وشهد شهادة الحق ، ثم ركع ركعتين ، ثم اخذ حربته ، فاقبل عامدا الى نادي قومه ومعه اسيد بن حضير .
قال : فلما راه قومه مقبلا ، قالوا : نحلف بالله لقد رجع اليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ؛ فلما وقف عليهم قال : يا بني عبدالاشهل ، كيف تعلمون امري فيكم ؟ قالوا : سيدنا و اوصلنا وافضلنا رايا ، وايمننا نقيبة ؛ قال : فان كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله .
قالا : فوالله ما امسى في دار بني عبدالاشهل رجل ولا امراة الا مسلما ومسلمة ، ورجع اسعد ومصعب الى منزل اسعد بن زرارة ، فاقام عنده يدعو الناس الى الاسلام ، حتى لم تبق دار من دور الانصار الا وفيها رجال ونساء مسلمون ، الا ما كان من دار بني امية بن زيد ، وخطمة ووائل وواقف ، وتلك اوس الله ، وهم من الاوس بن حارثة ؛ وذلك انه كان فيهم ابو قيس بن الاسلت ، وهو صيفي ، وكان شاعرا لهم قائدا يستمعون منه ويطيعونه ، فوقف بهم عن الاسلام ، فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ، ومضى بدر واحد والخندق ، وقال فيما راى من الاسلام ، وما اختلف الناس فيه من امره :
اربَّ الناس اشياء المت * يُلف الصعب منها بالذَّلولِ
ارب الناس اما اذ ضللنا * فيسرنا لمعروف السبيل
فلولا ربنا كنا يهودا * وما دين اليهود بذي شُكول
ولولا ربنا كنا نصارى * مع الرهبان في جبل الجليل
ولكنا خلقنا اذ خلقنا * حنيفا دينُنا عن كل جيل
نسوق الهَدْي ترسف مذعنات * مكشفة المناكب في الجلول قال ابن هشام : انشدني قوله : فلولا ربنا ، وقوله : لولا ربنا ، وقوله : مكشفة المناكب في الجلول ، رجل من الانصار ، او من خزاعة .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-31-2009 الساعة 11:28 AM