أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           

إضافة رد
قديم 03-29-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي ذو النورين وذات الهجرتين


كلمات
ذو النورين وذات الهجرتين
سوسن سحاب

كانت رقية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم تملك الكثير من خصائل أمها وكانت سيرتها عنواناً للفضيلة والأخلاق علاوة على حسنها وحيائها، مما جعل الخُطاب يتوافدون على أبيها .

وجاء أبوطالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاطباً رقية وأم كلثوم لابني أخيه عبد العزى بن عبدالمطلب (أبي لهب) وقال أبو طالب: جئناك نخطب ابنتينا رقية وأم كلثوم وما أراك تضيق بهما على ابني عمك عتبة وعتيبة ابني عبد العزى، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم: “معاذ القرابة والرحم، ولكن هلاّ أمهلتني يا عم حتى أتحدث في هذا إلى ابنتي”؟ ولما عرض الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر على أهله، انقبضت خديجة لأنها تعرف قسوة أم جميل - زوجة أبي لهب - وطبعها الحاد، وأشفقت الأم على ابنتيها من معاشرتها، ولكنها لم تشأ أن تعكر على زوجها طمأنينته بالزيجتين فسكتت كما سكتت الفتاتان حياء .

وتم الزواج وانتقلت العروسان من بيت الأب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والأم خديجة . . إلى بيت أبي لهب وامرأته حمالة الحطب .

وكان عثمان بن عفان من أكثر رجال قريش ثراء، فضلاً عن كونه أكثرهم حياءً وتواضعاً، وكان يتمنى أن يخطب رقية ولكنه حزن عندما علم أنها تزوجت من ابن عمها عتبة بن أبي لهب .

ولم يطل بقاء رقية وأم كلثوم في بيت العم كثيراً، فقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة الناس إلى الإسلام وقرر أبو لهب وأم جميل، الانتقام من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأخذا بإيذائه واضطهاده، حتى نزلت سورة المسد تبشر بالمصير المشؤوم لأبي لهب وحمالة الحطب، فاستشاطا غضباً وحنقاً ثم أمراً ولديهما عتبة وعتيبة بأن يطلقا زوجتيهما إغاظة لأبيهما وحتى ينشغل بأهله عن الدعوة .

وعندما علم عثمان بطلاق رقية أسرع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخطبها منه، وتم الزواج وعاشا معا في سعادة، وعندما اشتد أذى قريش للمسلمين كان عثمان ورقية أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة .

مكيدة قريش

ووصلت إلى الحبشة شائعات كاذبة، تتحدث عن إيمان قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد بعض المهاجرين إلى مكة يسبقهم الحنين للأهل وللديار وكان يتقدمهم عثمان ورقية، ولكن ما إن بلغوا مشارف مكة، حتى تبين أنها مكيدة من قريش حتى تظفر بالمهاجرين .

تسللت رقية حتى وصلت إلى بيت أبيها تحت جنح الظلام، وسألت عن أمها خديجة، فوجدت الدمع هو الجواب الوحيد فعلمت أن أمها قد توفيت، وأقبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نحو ابنته يحنو عليها ويصبرها ويواسيها .

ولم يبق عثمان ورقية في مكة طويلاً، ففي العام الثالث عشر للبعثة هاجر أكثر المؤمنين من مكة إلى المدينة، لينتظروا نبيهم صلى الله عليه وسلم .

ورزقهما الله بوحيدهما عبدالله الذي كان قرة عين لأبيه وأمه، ولكن المؤمن مبتلى ممتحن . . فبينما كان الصغير نائماً في مهده نقره ديك في عينيه فتسمم ومات بعد أيام فبكته أمه وأبوه وجده صلى الله عليه وسلم .

وفي غزوة بدر اشتد المرض على رقية فأذن النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بأن يبقى مع زوجته ليمرضها، وكانت رقية تغالب المرض ولكنها لم تستطع أن تقاومه طويلاً، فأخذت تجود بأنفاسها وهي تتلهف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، وتتلهف لرؤية أختها زينب في مكة، وعثمان ينظر إليها والحزن يعتصر قلبه على ألمها، وبعد صراع مع المرض لحقت رقية ذات الهجرتين ببارئها ودفنها زوجها بالبقيع وحزن عليها كثيراً، ولكن حزنه الأكبر على انقطاع صلته الوثيقة بالنبي صلى الله عليه وسلم .

الكلمة الأخيرة

عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم مستبشراً بنصر الله له في بدر، أحزنه خبر وفاة ابنته رقيه حزناً كبيراً . . وذهب إلى قبرها بالبقيع وبكاها ودعا لها، وكذلك حزن عثمان على حبيبته ورفيقة هجرتيه حزناً عظيماً، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم قدره ولذا زوّجه من ابنته الثانية أم كلثوم، ولذلك سمّي بذي النورين لأنه تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم .
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir