فضل الأزمنة والأمكنة.. الطائفون موضع مباهاة الله عز وجل أمام ملائكته
البيت الحرام مثابة وأمن ورزق وشفاء




لاينقطع الطواف بالكعبة على مدار الساعة




أحمد شعبان

فضائل البيت الحرام لا يمكن حصرها لأنها غير متناهية فهو أول بيت وضع للناس كافة في الأرض للعبادة واتخاذه قبلة وهو البيت الذي بنته الملائكة وآدم وإبراهيم عليهم السلام جميعاً.

وبيت الله الحرام مثابة الناس ومرجعهم وتهفو إليه ملايين الأفئدة ويفد إليه الناس ويكررون الزيارة إما لحج أو عمرة أو كسب ثواب أو لتوبة ودعاء لإصلاح الحال في أمر الدين والدنيا.

ومن فضله أن من قصده لا يعود إلا بأجر أو غنيمة أو ضمان الجنة ومن قصده للصلاة فيه عاد كيوم ولدته أمه ومن زاره مخلصاً ومات في طريقه إليه دخل الجنة بلا حساب وتعظيم الأمة الإسلامية لهذا البيت الشريف سبب الخير واستمراره والطواف بالبيت سبعاً يعدل عتق رقبة والطائفون هم موضع مباهاة الله عز وجل أمام ملائكته وكثرة الطواف به سبيل لمحو الذنوب.




وحول فضل الحرم المكي يقول الدكتور منتصر مجاهد -أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس: هو أول مسجد على وجه الأرض وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً قال: المسجد الحرام قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال أربعون سنة وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد” فكان أول بيت وضع للعبادة كما قال الله عز وجل: “إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركاً وهدى للعالمين” آل عمران 96 وضاعف الله ثواب الصلاة في المسجد الحرام عن غيره من المساجد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام” وجعل الله حج الناس إليه وقال تعالى “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً “آل عمران 97 ومن قصد الحرم المكي جعل الله سبحانه وتعالى زيارته مكفرة للخطايا والآثام كما جاء في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
ويضيف: من فضل البيت الحرام أن الكعبة المشرفة بيت الله في الأرض وقبلة المسلمين في العالم لا ينقطع الطواف بها على مدار الساعة فقد أرضى الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتحديد اتجاه القبلة إليه حيث يقول تعالى في سورة البقرة: “قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعلمون” آية 144 وجعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس أي مركز نظامهم المادي المحسوس والروحي الذي ينطلقون منه والذي يتجهون إليه والمعلم البارز الذي يوحد أهدافهم ومصائرهم والذي يشع معه شعاع التوحيد الذي يحمله المسلمون إلى أنحاء الدنيا كلها وبها مكان يسمى الملتزم وهي منطقة تقع بين الحجر الأسود وباب الكعبة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف عنده باسطاً يديه ملصقاً ظهره به وواضعاً رأسه عليه متضرعاً إلى الله عز وجل ويبكى بكاء شديداً فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنت تبكي يارسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: “هنا تسكب العبرات” لجلال وعظمة هذا المكان.

وتضم الكعبة المشرفة الحجر الأسود ويقع في حائط الكعبة في الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف المتر من سطح الأرض وعنده يبدأ الطواف وهناك أحاديث نبوية كثيرة تؤكد فضله ومكانته التي تختلف عن أي حجر على ظهر الأرض حيث قال صلى الله عليه وسلم: “الحجر الأسود نزل به ملك من السماء” وقال أيضاً: “نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم” ومما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: “ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب وما مسهما من ذي عاهة ولا سقم إلا شفي” يقصد الحجر الأسود ومقام إبراهيم.

ويضم الحرم المكي أيضا مقام إبراهيم وقال الله سبحانه وتعالى: “وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” وهو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام عند بناء الكعبة وكان يرتفع به كلما ارتفع البناء وهو الذي أراد الله أن تغوص فيه قدما إبراهيم عليه الصلاة والسلام تخليداً لذكراه وما فيها من إيمان كامل وتعلق بالله شامل وأصل المقام من الجنة لما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “إن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة”.

مثابة للناس وأمناً

يشير الدكتور منتصر إلى فضل المسجد الحرام بوجود ماء زمزم فيه سيد المياه وأشرفها وأجلها قدراً وأنفسها عند الناس وهو سقيا الله لنبي الله إسماعيل وقال صلى الله عليه وسلم عنها: “إنها مباركة إنها طعام طعم وشفاء سقم” أي من يشرب منها تغنيه عن الطعام وتشفى المريض عندما يشرب منها بنية الشفاء.

ومن فضل الحرم المكي أن الله سبحانه وتعالى جعله آمنا بدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما دعا ربه: “وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات “البقرة 126.

وهناك مضاعفة الرزق في المسجد الحرام فقد استجاب الله دعاء إبراهيم عليه السلام كما في قوله تعالى: “ربنا اني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون” سورة إبراهيم الآية 37 “.