بدايات الكتابة والإدارة‏

ان الكتابة هي نتاج من نوع خاص للفكر الإنساني لم يكن السبب في نشأتها الحاجة إلى تدوين الحيثيات الدينية والتاريخية وإنما في البداية لمصلحة الاقتصاد والتنظيم الإداري فقط لقد سبقت الكتابة مرحلة تعلم فيها الإنسان استخدام أدوات لمساعدة حافظته كالأحجار العددية والألواح الرقمية والأختام 0‏

تدل اللقى المعثور عليها في مدينة أوروك / الوركاء / في جنوب بلاد الرافدين على أقدم الاثار الكتابية العائدة إلى نهاية الألف الرابع قبل الميلاد وبما ان التعامل الاقتصادي المتنوع في تلك الحقبة كان قد تم بعمليات إدارية ثابتة وموحدة وأدى إلى قيام علاقات تجارية خارجية كثيرة فان شيوع الكتابة جاء بشكل سريع جدا في العصر التالي 0‏

كانت الرموز الكتابية الأولى تصويرية لدرجة كبيرة هذا يعني أنها كانت في كثير من الأحيان تصور الشيء الذي ترمز أليه تصويرا عفويا 0‏

غير ان الكتابة طورت نفسها بسرعة من الكتابة التصويرية إلى الكتابة المسمارية المجردة البحتة ويعود السبب في ذلك في ذلك الى اداة الكتابة وهي عبارة عن قلم على صيغة عود مقصوص بشكل مائل والى المواد التي كان يكتب عليها ألا وهي الطين 0‏

لقد لخصت الخطوط الدائرية على شكل خطوط منفردة أو / أسافين / وكذلك أدير اتجاه الكتابة بدرجة 90 إلى اليسار في نفس الحين خفض عدد العلامات الكتابية الأصلي من حوالي 1200 إلى 500 علامة تقريبا وبهذا الشكل طورت الكتابة نفسها شيئا فشيئا من الكتابة المتضمنة للكلمات الكلية فقط إلى الكتابة الحاوية للكلمات الكلية والمقطعية معا 0‏