أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
قديم 08-28-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الغجر.. شعب يكتنفه الغموض

عالم الغجر عالم اشبه بالأساطير، ظن البعض أن ولوجه محرم واعتبره كثيرون أنه حكر على أصحابه لا يعرف اسراره سواهم، ومنذ أمد بعيد والمحاولات تجري على قدم وساق للكشف عن سر هذا الشعب الذي تملك في كل بلد مكاناً فهو يعيش مع الحضارة وعلى هامشها في آن واحد، وله دويلات داخل الدول لها كل المقومات باستثناء الأرض والحدود. كتب الكثير عن الغجر واستخدمت الكثير من الطرق لخرق أسرار أصلهم وفك رموز رحيلهم الدائم وتسلسل اختلاط قبائلهم لكن سر الغجر مايزال غامضاً وشعبهم مازال من أكثر الشعوب مدعاة الى الدهشة في تاريخ البشرية.

حاول بعض المؤرخين اجراء دراسات حول الغجر وتبين لهم أن تاريخ هذا الشعب يعود الى ما قبل ثلاثة آلاف سنة من التاريخ القديم حين تجمعت على شواطئ الهندوس قبيلة من الجنس الأبيض يتقن افرادها صنع المعادن ويعرفون أسرار البرونز. وقد اطلعوا عليها شعوباً أخرى حين اقترب موعد الهجرة الكبرى.

بدأت هذه الهجرة حوالي سنة 1000 ق.م فانطلق الغجر من الهند وتوجهوا نحو آسيا الصغرى ومن هناك تفرقوا الى مجموعتين كبيرتين انقسمتا فيما بعد الى فروع متعددة، حيث اتجهت قافلة نحو جزيرة كريت وبلاد البلقان، وتقدمت أخرى نحو مصر وافريقيا الشمالية لتصل في النهاية الى اسبانيا وتفرع عنها قسم اجتاز شبه الجزيرة الايطالية وعبر منها الى سويسرا وفرنسا والمانيا وبلجيكا ومن هناك الى انجلترا.

ومن الفرعين الأساسيين انطلقت فروع في اتجاهات عدة فبلغت اوروبا الشمالية والدنمارك والسويد.

ويشير بعض المؤرخين الى أن الغجر زرعوا أولى بذور الحضارة في كل مكان اجتازوه منذ ما قبل التاريخ الى درجة أن مؤرخاً مثل هوميروس اطلق عليهم لقب “شعب النجمة” حتى قيل إن بعضهم أسس بقيادة زعمائهم بلداناً مثل البانيا التي تأخذ اسمها من كلمة “ألبا” أي أبيض، خاصة أن كلمة أبيض كانت تطلق على الرؤساء بصفة خاصة، كما تطلق بصفة عامة على الشعب الغازي المنتصر، بينما تطلق كلمة “أسود” على الشعوب المغلوبة على أمرها.

ولقد كان شيوع كلمة أبيض عند الغجر دافعاً لبعض المؤرخين كي يتخذوها مؤشراً لتتبع آثار هجراتهم حتى اقدم الأزمنة فكانت لهم عوناً اكيداً لأن تراث هذا الشعب الرحال، تراث شفهي كله ينتقل من الأم الى ابنتها ولا يمكن معرفة شيء عنه سوى ما يقبل الغجر كشفه.

أبناء الرياح

واسفرت الدراسات الأخيرة عن أن الغجر هاجروا حوالي سنة 500 ق.م الى اسبانيا مروراً بالمغرب وصادفوا الكثير من الاضطهاد في شبه الجزيرة الأيبيرية واطلق عليهم اسم “السود” أما في قشطيلية فقد اطلق عليهم لقب “خيتا نونى” أي الأشرار.

ولكن حين يطلب الباحث الحقيقة من افواه أصحابها، يجد أن الأساطير تختلط لديه بالوقائع التاريخية، فالغجر يتقنون رواية القصص ويزينون بالحكايات الخارقة اطول السهرات وهم يؤكدون أنه من الطبيعي جداً أن يرى الغجر المستقبل بشكل أكثر وضوحاً من سائر الشعوب لأنهم “شعب مختار” بل ويؤكدون مقولة عمرها نصف قرن تقول إن الغجر حين تحين ساعتهم وينتهي الناس البلهاء من افناء بعضهم بعضاً فإنهم يطلقون قوى عشواء وينزلون من جبال التبت ويصبحون ينبوع حياة جديدة على الأرض.

ويطلق الغجر على أنفسهم القاباً مختلفة كأولاد الطرقات وشهود الزمان وابناء الرياح لأنهم لا يركنون أبداً الى مكان ثابت. ومن يتقصى اخبار الغجر، يتضح له أنهم قد انتظموا منذ أمد بعيد في طبقات اجتماعية تختلف عاداتها وطرق حياتها وأنهم يصنفون الى مجموعتين رئيسيتين هما المانوش والروم. ويشكل المانوش قاعدة الهرم الاجتماعي عند الغجر ويتكلمون لغة شديدة القرب من الالمانية ويكثر فيهم الموسيقيون وعازفو الكمان والغيتار. أما الروم فينقسمون الى ثلاث فئات أو طبقات اجتماعية اللورا، والتشوراترا، والكالديراش.

ويقول الكاتب أديب أبي ضاهر في كتابه “عادات وتقاليد الشعوب” أن فئة اللورا تحتل قمة الهرم الاجتماعي ومن وظائفهم نقل أسرار الاجداد من الأم الى ابنتها وكذلك القوانين التي تسير عليها قبائل الغجر منذ فجر التاريخ. ومن أهم أعمالهم تجارة الخيل. أما فئة التشوراترا فيفضل أصحابها كثرة التنقل حتى أنهم نادراً ما يبقون في مكان واحد أكثر من ساعات معدودة، وذلك على عكس فئة الكالديراش التي لا يتنقل افرادها إلا قليلاً حتى ليعتبرهم البعض شبه حضر ومن عاداتهم أنهم يقيمون في ضواحي المدن ويمارسون فيها حرفهم اليدوية لبعض الوقت.

تيارات الحقد

أثار الغجر الكثير من مشاعر الحقد والضغينة ضدهم لأنهم رفضوا القوى الرئيسية الثلاث: الكنيسة والدولة ورؤساء النقابات الحرفية، فلم ينجحوا في ممارسة أية مهنة سوى العمل في المعادن والحدادة وكل هذه الضغوط أدت بالغجر الى ممارسة بعض الجرائم واللجوء الى الاحتيال وعكف نفر منهم على السحر وقراءة الكف ورؤية الطالع والتنجيم.

وفي ظل هذا المناخ، بدأت تطفو على السطح تيارات الحقد والكراهية ضد الغجر فأشيع أنهم انحدروا من أصول غير طبيعية وانهم جميعاً ورثوا اللعنة نتيجة الذنوب التي اقترفها اجدادهم. كما اشيع أنهم يأكلون لحوم البشر ويخطفون الأطفال وضاق الناس منهم لأنهم يمارسون السحر. ورأى البعض أنهم فاسدو الاخلاق يحاولون اغراء نساء غيرهم، وقد عامل بعض الدول الغجر معاملة جيدة، إلا أن دولاً أخرى اضطهدتهم.

ويقال إن الزعيم النازي ادولف هتلر أباد حوالي نصف مليون غجري في حين رفضت دول اوروبا الغربية توظيف الغجري لعدم استقراره في مكان اقامته. وذهبت بعض الدول الى كتابة عبارات عند مداخل المخيمات التي اعتاد الغجر السكن فيها مثل “ممنوع دخول الغجر” وإذا تجاهل الغجري هذا التحذير فإنه يكون عرضة للملاحقة القانونية. وتقول “هنرييت ديفيد” التي تشغل منصب سكرتيرة عامة في إحدى مدارس العاصمة الفرنسية “باريس” وتدرس ثقافة الغجر: “بعض الغجر لا يريد الاعتراف بأنه غجري ولقد لمست ذلك لدى العديد من الصغار والمسنين والمتعلمين وحتى الأميين منهم لأنهم يريدون الابتعاد عن الانطباع السائد ضدهم بأن الغجري عبارة عن لص”.

التمسك بالعادات والتقاليد

يتمسك الغجر بعاداتهم وتقاليدهم ويعيشون في جماعات مكونة من 100 الى 150 عائلة متجاهلين كل سلطة إلا سلطة الجماعة، وينصبون عليهم رئيساً يعرف من عصاه والازرار المذهبة على سترته وهو يمارس سلطة مطلقة ولا استئناف لحكمه القضائي. والغجري ينفق المال متى حصل عليه وعندما يموت يحرق كل ما لديه ولذا فإنه لا توجد في القاموس الغجري كلمة ادخار.

وتقول “ساندرا جايات” وهي شاعرة ورسامة غجربة تقيم في بارس: “يعتقد الكثيرون أننا سعداء ولا مبالين ولو استمعوا الى موسيقانا والحانها لتأكدوا أنها تعكس حالات من الكآبة والحزن والشعور بالعزلة”.

ومعظم احاديث الغجر تدور حول رحيلهم من مكان الى آخر وكأن هذا الأمر غدا شيئاً يسري في دمائهم.

وعلى الرغم من أن الغجر قد اعتنقوا بعض الديانات خلال القرون الماضية إلا أنهم مازالوا يمارسون العديد من العادات الوثنية كاتخاذ الحيوانات تعاويذ وبيع المرأة حيث يتم تزويجها بغير عقد قران. ويستخدم الغجري مصطلح البيع بدلاً من مصطلح الزواج وترفع قيمة مهر المرأة تبعاً لصباها وجمالها فهي أولاً وآخر مصدر الرزق الأساسي للأسرة ولذا فالمرأة الغجرية تحتل مكانة رفيعة في مجتمع الغجر ناتجة عن اضطلاعها بالدور الاقتصادي الأساسي إلا أن هذه المكانة ليست مطلقة إذا أراد الزوج ممارسة التسلط. ومن عادات الزواج عندهم أن يجرح معصما الرجل والمرأة لمزج دمهما. وفي ستينات القرن الماضي اثيرت مسألة إقامة دولة للغجر لكن عشرات الألوف منهم رفضوا ذلك، والسبب مجهول والاجابة على هذا السؤال تعد من الأسرار التي يحتفظ بها الغجر بشدة، لكن ما يعرف بالتأكيد أن الغجريين يعتبرون أنفسهم ابناء الرياح، والشعب المختار.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-29-2009
  #2
الحسين
محب نشيط
 الصورة الرمزية الحسين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور -ابو حمام
المشاركات: 279
معدل تقييم المستوى: 16
الحسين is on a distinguished road
افتراضي رد: الغجر.. شعب يكتنفه الغموض

شكرا اخي الحسيني على هذا الموضوع-----
الحسين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحج عن الغير عبدالقادر حمود الفقه والعبادات 8 07-14-2018 10:25 AM
قائمة بالعلماء والأكاديميين العراقيين الذين طالتهم أيادي الغدر عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 7 10-01-2009 05:00 PM
تشييع ضحايا الغدر والارهاب مريم ملتقى الأعضاء 8 11-16-2008 11:26 AM


الساعة الآن 10:51 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir