أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           

إضافة رد
قديم 09-24-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي متى نفهم القرآن؟

منح الله الإنسان عقلاً ليفكر به ويتدبر من خلاله ملكوت السماوات والأرض، وأمره بقراءة الكتاب المسطور وهو القرآن الكريم، وقراءة الكتاب المفتوح وهو الكون بما فيه من سماء وأرض وما بينهما من كائنات تشتمل على الكثير من آيات الله في الكون وفي الإنسان . ومن شأن كل هذه الآيات الإنسانية والكونية أن توجه الإنسان إلى ما وراء هذا الكون المنظور من قوة عظمى تقوم بتسييره حسب قوانين لا تتخلف ولا تتبدل . وهكذا نجد أن دائرة عمل العقل الإنساني دائرة واسعة تفتح أمامه آفاقاً رحبة من العمل المتواصل الذي لا نهاية له . وقد أراد الله أن يساعد الإنسان بالإضافة إلى نعمة العقل بنعمة أخرى، تتمثل في منهج إلهي يعطي له النور الذي يضيء له جوانب حياته، ألا وهو الوحي الإلهي الذي أنزله الله على أنبيائه على مدى تاريخ البشرية والذي كانت خاتمته متمثلة في القرآن الكريم .



ومن المعلوم أن القرآن الكريم يعد معجزة عقلية مستمرة إلى قيام الساعة . وما دام الأمر كذلك فإنه لا مفر من استخدام العقل الإنساني في فهم القرآن الكريم وتدبر معانيه . فالقرآن لم يأت لمجرد قراءته من دون فهم أو ترديد آياته من دون وعي، كما أنه لم يأت ليكون كتاباً نقرأ منه على الأموات ونضعه في البيوت والسيارات لمجرد التبرك به . فهذا لم يكن ولن يكون مقصود الوحي القرآني، وإنما هو كتاب للحياة بكل أبعادها من أجل إعمارها بالروح والمادة على السواء .



ولا جدال في أن الوقوف على أسرار القرآن وتدبر معانيه في حاجة إلى عقل رشيد بما لديه من إمكانات لا حدود لها لفهم هذا القرآن على نحو سليم لتحقيق الهدف الأسمى من هذا الوحي القرآني العظيم . ومن أجل ذلك وجدنا القرآن يدفع المسلمين دفعاً إلى السير في هذا الطريق، ويحثهم على استخدام كل قدراتهم العقلية في فهم جوهر هذا الوحي، ومن ثم ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: “أفلا يتدبرون القرآن . .”، والمعنى نفسه في قوله: “أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها” . وقوله تعالى: “كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب” .



واستخدام القرآن للفظ التدبر هنا بدلاً من التفكر له مغزى لا يجوز أن يغيب عن الأذهان . فإذا كان التدبر في الأمر بصفة عامة معناه التفكر فيه، فإن هناك من غير شك فرقاً بين التفكر والتدبر، فالقرآن الكريم حين يذكر المعنى الواحد بألفاظ مختلفة فإنه لا يفعل ذلك لمجرد التكرار بأسلوب مختلف، وإنما يأتي ذلك قصداً لإبراز معنى جديد، ومن هنا فإننا نرى في الإشارة إلى لفظ التدبر معنى جديداً يزيد على مجرد التفكر . التدبر في الأمر يعد تفكيراً وزيادة ذلك، لأن التفكر يعني تصرف العقل بالنظر في الأدلة والظواهر الإنسانية والكونية، بينما التدبر يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك . فهو تصرف العقل بالنظر في عواقب الأمور .



وهذا يعني أن التدبر تأمل عميق ونظر دقيق وتقليب الأمر على وجوهه المختلفة والبحث عما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه، وبمعنى آخر هو إحاطة شاملة بكل جوانب الموضوع، وقد ورد لفظ التفكر ومشتقاته في القرآن الكريم في ثمانية عشر موضعاً بينما لفظ التدبر لم يرد إلا في أربعة مواضع فقط، وكلها تحث الإنسان على التدبر، والأمر اللافت للنظر هو ورود لفظ التدبير (وهو من مشتقات التدبر) منسوباً إلى الله تعالى في أربعة مواضع بتعبير “يدبر الأمر”، بينما لم يرد لفظ التفكر أو مشتقاته منسوباً إلى الله لأن التفكر شأن إنساني بحت .



وقد أدرك المسلمون منذ الصدر الأول للإسلام ما في القرآن الكريم من إشارات ربانية وتوجيهات إلهية تهدف إلى تحقيق الخير للإنسان فشمروا عن ساعد الجد وقاموا بحركة علمية كبرى أدت إلى صنع حضارة عريقة كانت من أول الحضارات عمراً في التاريخ . وقد استفادت منها البشرية أعظم فائدة، وكانت من أقوى الحوافز لأوروبا في العصر الوسيط لبناء نهضة جديدة مهدت الطريق للحضارة الحديثة .



وقد يثير البعض هنا سؤالاً مشروعاً يحتاج إلى إجابة شافية، فمن المعلوم من القرآن الكريم أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها . وإذا كان الأمر كما سبق بيانه هو أن من الضروري تدبر آيات القرآن بالمعنى الذي أوردناه والذي لا يصل إليه إلا أصحاب العقول الراجحة، فما هو الشأن إذن بالنسبة إلى عامة الناس الذين لا تساعدهم قدراتهم العقلية المحدودة على الوصول إلى هذه الدرجة؟



والإجابة عن ذلك تتمثل في أنه إذا كان مطلوباً من أصحاب العقول الراجحة أن يتدبروا القرآن، فإن عليهم مسؤولية نشر ما توصلوا إليه من علم بين الناس حتى يستفيد منه العامة والخاصة وبذلك يعم الخير الجميع . فإنه لا يجوز لعالم أن يكتم علماً تعلمه أو فتح الله به عليه
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: متى نفهم القرآن؟

جزاك الله خيراً على الطرح القيم
بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك
وفقك الباري
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جواهر القرآن علاء الدين المكتبة الاسلامية 1 11-06-2009 03:53 PM
مخطوطات القرأن عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 5 11-06-2009 12:11 AM
شبابية القرآن admin المواضيع الاسلامية 6 06-16-2009 08:56 PM
فضل بعض سور القرآن الـــــفراتي المواضيع الاسلامية 4 08-22-2008 10:05 AM


الساعة الآن 03:52 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir