حمامات في حلب سبقت أوروبا
حلب
الجماهير
من المنشآت المعمارية التي حظيت بالعناية والتطور في العصور الاسلامية المختلفة الحمامات العامة التي زاد انتشارها وقد عرف الحمام العربي في العهد الأيوبي والعباسي و نشاهد آثاراً معمارية للحمامات
التي كانت ملحقة بالقصور الأموية في سورية مثل حمام قصر الحير الشرقي الذي بناه الخليفة هشام بن عبد الملك, وقد شارك عرابي أبو بكر في كتابة موضوع حول الحمامات في حلب : استمدت الحمامات العربية في العهد الاسلامي في أصولها من النمط الروماني للحمامات ولكنها تميزت بصفة محلية والحمامات العربية الاسلامية تميزت بصورة خاصة بانعدام المغاطس الراكدة وتتألف من البراني وهو القسم البارد والوسطاني هو القسم المعتدل والجواني هو القسم الحار. وكان الحمام العربي في حلب وغيرها من المدن ذا أثر في حياة الناس على وضعه وأدابه حكم وأمثال وقصص وتقاليد شعبية وقد عرفت مدينة حلب العديد من الحمامات التي انتشرت في احيائها ,وتذكر المصادر التاريخية أن عدد الحمامات في حلب وصل أحياناً إلى مئة وسبعة وسبعين حماماً إلى جانب الحمامات في الدور الواسعة ومازالت بعض الحمامات القائمة حتى اليوم محافظة على طابعها الأصيل وهي آية في الفن والعمارة وأصول توزيع المياه ومن أهمها: حمام اللبابيدية( الناصري): يقع قرب باب القلعة والقصر العدلي وكان يسمى حمام الناصري نسبة إلى بانيه الأمير المملوكي يلبغا الناصري المتوفى عام 892 هـ /1487 م, يعد هذا الحمام من الحمامات الفريدة التي مازالت تحافظ على طابعها الأصيل ومن أجمل حمامات حلب واجهة الحمام الخارجية مزينة بالميداميك المتناوبة اللونين الأسود والأصفر يؤدي إلى داخل الحمام من الباب مدخل صغير يليه ممر منكسر ينتهي إلى القسم البراني ( المشلح) والقسم الجواني واسع يتألف من أربعة ايوانات معقودة , وفي كل ايوان مصطبة وفجوات قوسية لوضع الملابس والمناشف , وتتوسط القسم البراني بركة مثمنة الشكل فيها نوفرة ماء يعلو هذا القسم قبة كبيرة تستند إلى أكتاف قناطر الايوانات بواسطة زوايا مثلثية كروية وقد قطعت من أعلاها لتشكل منفذاً للنور مثمن الشكل اضافة إلى ثماني نوافذ مستطيلة أخرى زينت القبة بزخارف نباتية مدهونة باللونين الأحمر والأزرق. وفي الجهة الشرقية من القسم البراني مدخل يؤدي بواسطة ممر منكسر إلى قسمين الأوسط والداخلي ( المعتدل والساخن) ويتألف كل منهما من قاعات رئيسية يحيط بكل منها أربعة ايوانات بها غرف صغيرة ( مقصورة) في كل منهما حوض حجري ويعلو القسم الرئيسي من كل منها قبة فيها منافذ دائرية الشكل مغطاة بالزجاج للانارة ورصفت أرضية القسم الداخلي ( الحار) بأحجار صغيرة متناوبة اللونين الأسود والأصفر موزعة بأشكال هندسية متداخلة بديعة التناسق. ويوجد في الحمام غرف تشكل مستودعاً للمياه وموقد للتسخين وبئر يجاور مستودع التسخين . حمام الجوهري : يقع في محلة باب قنسرين بناه نائب حلب الأمير علاء الدين أقبغا الجوهري سنة 787هـ/1384 م الذي بنى جامع الأطروش وهو يمثل نموذجاً عن الحمامات المملوكية في حلب ولايختلف كثيراً عن حمام اللبابيدية ( الناصري) سوى أنه أكثر بساطة ولم يؤثر ذلك على فخامته ودقة بنائه. حمام البياضة : يقع مقابل جامع الصروي أنشأه جمال الدين ابن النفيس في العهد المملوكي عام 854هـ /1450 م. حمام سوق الغزل : يقع في محلة بانقوسا بني في القرن الخامس عشر الميلادي في العصر المملوكي. حمام ساحة بزة : يقع في ساحة بزة بني في العهد المملوكي في القرن الخامس عشر الميلادي وباب الحمام معقود بالمقرنصات الجميلة. حمام النحاسين: يقع جنوب الجامع الكبير في منطقة الأسواق القديمة ويعد من أكبر حمامات حلب ويضم الأقسام الرئيسية للحمام ( البراني - الوسطاني- الجواني) ويعتقد أنه هو حمام الست الذي ذكر في قوائم حمامات حلب التي بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي. حمام برهم: يقع في محلة الجديدة ويسمى حمام الجديدة بناه بهرام باشا الحاكم العثماني الذي بنى البهرمية في القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي. الحمام في الأمثال ودخلت الحمامات في الأمثال من أوسع أبوابها لما لعبت من دور صحي واجتماعي في حياة الناس قبل أن تنتشر حمامات المنازل فهي مكان الاستحمام والطهارة وإقامة صبحية العرس ومشاهدة الفتيات للخطبة والسهر والمرح واللعب وكانوا لايفضلون الذهاب إليها أيام فصل الشتاء حتى لايمرض الانسان بسبب اختلاف حرارة الحمام المرتفعة عن الحرارة خارجها بالرغم من الاستراحة الصغيرة التي كانت تتم بعد الانتهاء من الاستحمام ولهذا قالوا : (الحمام في الشتا لا تعدي بابها وفي الصيف اجعل دابك ودابها) وكانوا يفضلون الاستحمام في عتبات البيوت وعدم الذهاب للحمام لتوفير المال ولهذا قالوا : ( مصاري المجانين بتروح في مجاري الحمامين) , مع العلم أن أجرة الحمام في الستينيات من القرن الماضي كانت لاتتجاوز الـ(25) قرشاً ثم ارتفع إلى (50) قرشاً للاغتسال و(100) قرش للاستحمام وهذا كان في أواخر الستينيات وكان البعض يحاول أن يغش صاحب الحمام إذا سأله (مستحم أو صب مي) فيقول له ( صب مي حتى يدفع 50 قرشاً فقط مع العلم أنه يكون قد مكث في الحمام لأكثر من ساعة . والطريف انه عندما كانت الدول العربية والاسلامية تغص بالحمامات العامة كانت أوروبا لايوجد فيها حمامات عامة أو خاصة حتى في قصور الأباطرة والملوك والأمراء.
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
01-09-2010
رد: حمامات في حلب سبقت أوروبا
مااجمل الطيور مشكور ابو معاويه
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
