دار الضيافة








كانت دار عبدالله بن خلف الخزاعي داراً فخمة وقيل إنها أعظم دار بالبصرة وقد نزلتها السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في واقعة الجمل. ومن القصور الأخرى قصر عسل، وقصر أوس نسبة إلى أوس بن ثعلبة بن رقي أحد بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وقصر الأحمر وكان لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان ثم أخذه آل عمر بن حفص بن قبيصة وقصر النواهق وهو قصر زياد سماه الشطار بذلك، وقصر النعمان وكان للنعمان بن صهبان الراسبي الذي حكم بين مضر وربيعة عندما مات يزيد بن معاوية، وقصر عطية نسبة إلى عطية الأنصاري، وقصر المسير وكان لعبدالرحمن بن زياد وكان الحجاج بن يوسف الثقفي قد سير عيالاً من خرج مع عبدالرحمن بن محمد الأشعث الكندي إليه فحبسهم فيه، وهو قصر في جوف قصر عبيد الله بن زياد وإلى جانبه جوسق. ويذكر المسعودي ان جماعة من الصحابة اقتنوا في أيام عثمان رضي الله عنه الدور الصغيرة والضياع ومنهم الزبير بن العوام، وقد بقيت داره إلى سنة 332ه وكان ينزلها التجار من أرباب الأموال، ويبدو أن هذه الدار أصبحت أقرب للخان منها إلى البيت.



حول المسجد



أما دور مدينة الكوفة فقد خطت حول المسجد وكانت للصحابة والوجهاء ومن أهمها دار الإمارة وبيت المال فشيد عبدالله بن مسعود وطلحة بن عبيد الله وعمر بن حريث دورهم حول المسجد، وكذلك فعل سليمان بن ربيعة الباهلي والمسيب بن نجيه الفراري وجماعة من قيس حيال دار ابن مسعود. ومن الدور الأخرى التي أقيمت في الكوفة بعد دار الإمارة “دار الرزق” وقد أقيمت عند مخرج باب الجسر قرب الفرات لحفظ الصدقات والغنائم قبل توزيعها على المسلمين.



ومن الدور المهمة في الكوفة دار الضيافة التي أنشأها الوليد بن عقبة عندما كان والياً على الكوفة في زمن الخليفة عثمان رضي الله عنه لنزول كبار الشخصيات الإسلامية فيها، وهنالك دار أخرى للضيافة هي دار عبدالله بن مسعود، وكان الأضياف ينزلونها إذا ضاق عليهم ما حول المسجد. أما دار عمار بن عقبة فقد تحول الوليد بن عقبة من دار الإمارة إليها ونزلها عندما أمره الخليفة عثمان رضي الله عنه بعد أن شهد عليه بشرب الخمر، وسكن سعيد بن العاص دار الإمارة بعد أن أرسله عثمان رضي الله عنه إلى الكوفة أميراً عليها بدل الوليد بن العقبة. وأما الدور الأخرى التي يذكرها البلاذري فهي دار جحير نسبة إلى جحير بن الجعد الجمحي، ودار حكيم في أصحاب الأنباط ونسبت إلى ابن سعد بن ثور البكائي، ودار قماقم بنت الحارث بن هاني الكندي وكانت قرب دار الأشعث بن قيس. ودار الروميين وكانت مزبلة لأهل الكوفة تطرح فيها القمامات والكساحات حتى استقطعها عنبسه بن سعد بن العاص من يزيد بن عبدالملك فأقطعه إياها، ودار المقطع ونسبت إلى المقطع بن سمين الكلبي بن خالد بن مالك، ودار أبي أرطاة بن ملك البجلي، ودار عقيل واتخذت داراً للضيوف، ودار بن هبارة ودار الحارث بن أبي ربيعه، ودار أسامة، ودار آل الأخنس بن شريف وكانت تقع بالقرب منها جبانة السبيع بالكوفة ودار السقايا. ودار سعيد بن قيس، ودار أبي عبدالله الجدلي، ودار العنزيين وهي الدار التي قتل فيها حكيم بن طفيل الطائي، ودار فرات بن حيان العجلي، ودار محمد بن الأشعث التي هدمها المختار وبني بلبنها وطينها دار حجر بن عدي الكندي، ودار المختار، ودار جرير، ودار خالد بن عرفطة، ودار أبي موسى، ودار الوليد بن عقبة بن أبي معيط، ودار زراة نسبت إلى زراة بن يزيد بن عمر بن عدس من بني البكاء وكانت منزله فأخذها منه معاوية بن أبي سفيان، ودار عبيد الله التميمي المعروفة بالكناسة بدار الطلحتين.



قصور ودور



ومن القصور، قصر مقاتل ونسب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم وكان يقع ما بين عين التمر والشام. وبلغت الدور خلال العصر الأموي كما يروي ياقوت الحموي ألف دار للعرب من ربيعة ومضر و24 ألف دار لسائر العرب و6 آلاف دار لليمن.



أما بيوت العامة في البصرة أو الكوفة والتي تعود إلى العصر الإسلامي الأول، فمن المحتمل أن تكون هذه البيوت قد خططت وبنيت على نمط قريب الشبه بالبيوت الكبيرة للطبقات الموسرة من الناس. ويبدو أن النواة الأساسية فيها هي الوحدة السكنية التي تتألف من جناح يحتوي على إيوان تحف به حجارة من جانبيه، الأيمن والأيسر وهذا ما يطلق عليه بالطراز الحيري، وفي حالة توفر المال اللازم فإن صاحب البيت يستطيع أن يكرر بناء هذه الوحدة السكنية على بقية الجوانب وكذلك من الممكن إضافة حجر ومرافق سكنية أخرى حسب الضرورة والحاجة إليها. وهذه الوحدة تفتح على ساحة مكشوفة.