أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 02-26-2014
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رسالة ما يجب معرفته على كل مسلم ومسلمة للشيخ محمد سعيد البرهاني

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمدلله رب العالمين وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن . أما بعد : فيقول جامع هذه الرسالة : لما قلت الرغبة وكلت الهمة في هذا الزمان ، وصار أكثر المكلفين لا يعرفون ما وجب عليهم من مقتضيات الإسلام والإيمان وهم في أمور دنياهم في غاية الحزم والإتقان ، أخذتني الغيرة الإسلامية ، إذ ليس من المسلمين من لم يهتم بأمرهم ، لأن خطر الجهل في العقائد عظيم ، وقد جمعت هذه الرسالة بحيث تفهمها سار الطبقات من الرجال والأولاد وسميتها ( رسالة ما يجب معرفته على كل مسلم ومسلمة من أمر دينه ) سائلا المولى سبحانه وتعالى أن ينفع بها من يطلع عليها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم . آمين .

تذكير : أقبل أيها المسلم على الدين وتعلم فوائده بشغف واجعله هوى فؤادك ومشرق روحك ورجاؤك ، فإن الثقافة وحدها لاتغني عن الدين شيئا .
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع الأنبياء والمرسلين وبعد:

فإن هذا الكتاب ليس للإطلاع والقراءة ثم وضعه جانبا . وإنما هو للتوسع في مفاهيم الدين ، والشريعة التي تبني عليها ( أيها القارىء) حياتك الأولى والآخرة . لقد جاء الإسلام فأيقظ القلوب من غفلتها وألانها من قسوتها حتى امتلأت هدى ورحمة ، ورفعها من حضيض الجاهلية إلى أوج المدنية ، وفتح أمامها سُبل العلم ، مما قد ملأ بطون التاريخ ، ودوخ أمم الأرض ، فكان المسلم جريئا لا يخشى في الله لومة لائم . فلأجل ان تعيد هذا الماضي ، انظر جيدا في سطور هذا الكتاب ، لترى أن الدين الإسلامي وتعاليمه عقيدة سامية ومُثل أخلاقية عليا .

إن البشر - مهما اتسعت عقولهم وقويت مداركهم وثقافتهم - عاجزون عن إيجاد نظام يضمن لهم السعادة كما يضمنها الشرع الإلهي .
يظن البعض أن الثقافة وحدها تكفي لأن تكون سبيل السعادة في الحياة وليس الأمر كذلك ، فكثير من يعلم ان الصدق فضيلة ، والأمانة مكرمة ولا يعمل بهما .
أما الدين فيفرض على صاحبه رقابة من الله تعالى ، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ،ويعلم ما تكنه الصدور وما تخفيه السرائر ويملي على المؤمن إيمانه دائما :
اعبد الله كانك تراه ، فإن لم تمن تراه فإنه يراك ، فكيف يكذب وهو يعلم ان الله رقيب عليه ! أم كيف يخون أحدا وربه عز وجل ناظر في جميع الأحوال إليه .

لقد جهل كثير من الناس فضل الدين الإسلامي ، فجسبوه مجرد عبادات لا صلة له بالحياة ، في حين أن الإسلام تشريع إصلاحي ، لم يترك ناحية من نواحي الحياة ، إلا نظمها أحسن تنظيم ولم يهمل مشكلة من مشاكل المجتمع إلا حلها على الوجه الأحسن وجاء بعبادات تنفع الأجسام وتهذب النفوس وتُحليها بالفضائل ، وتبعث فيها الخير وتطهرها من خُلق ذميم . اقرأ هذه الآية وانظر فيها من عدل " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين " أرأيت كم في هذه الآية من حفظ للحقوق ؟ وهذا نذر يسير من بحر خضم كبير . فكيف إذا قرأت القرآن بتمعن وتفهم للمعاني ، وتذوقت حلاوة الآياة الكريمة ،واسترسلت في التفكير فيمن خلق هذا الكون وذكرت الله جل جلاله قائما وقاعدا وعلى جنبيك ، ونظرت إلى خلق السموات والأرض فتتجاوب في أعماق نفسك ، وتقول " ربنا ما خلقت هذا باطلا يبحانك لا شريك لك ، فقني عذاب النار . ومتى خفت النار تصبح مسوقا بالرغبة الجامحة لتفاديها والإبتعاد عنها ولا يتم ذلك إلا إذا اتبعت الدين والشرع الحنيف .

لا أقول لك اترك العلم والثقافة ولكني أذكرك بأن الثقافة بلا دين إجرام ،والعلم الحديث وحده لا يكفي ولا يضمن لك الحياة السعيدة لديناك وأخراك. ها نحن في عصر العلم نرى أن الخطأ في كثير من نواحيه واضح ، إنك عندما تعامل الناس في بيعك وشرائك وجميع مصالحك ، هل تسأل : أيهم ذو شهادة أو أيهم ثقافة أعلى من سواه ، أم تسأل عن الأمين المستقيم في خُلقه الناصح في عمله؟ وهذه الصفات لا تجدها إلا عند المتدين الصالح . وإن جمعت بين الدين والثقافة ، تنشأ بين نورين : نور الدين الذي هو من نور الله تعالى ، ونور العلم الذي هو من فضل الله . إننا حينما تركنا العمل بكتاب ربنا وسنة نبينا ، ضعف أمرنا وأدركنا الوهن ولا عودة لنا إلى مجدنا السالف إلا بالعودة إلى الدين والعمل بتعاليمه وغحلال حلاله وتحريم حرامه ، وذلك إلى جانب الثقافة والعلوم الحديثة ، فنسعد ونسود . هدانا الله وهو يهدي السبيل والحمدلله اولا وآخرا ، ربنا أحسن ختامنا واغفر اللهم لنا وارحمنا .
- فصل -
الأولياء مسؤولون

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " فعُلم من هذا الحديث الشريف وأمثاله أن الأولياء مسؤولون عمن في رعيتهم : من ابن وبنت وأخت وأم ، وقد قال حجة الإسلام سيدي الغزالي رحمه الله تعالى في إحياء علوم الدين ( واعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من اهم الأمور وأوكدها ، والصبي أمانة عند والديه ، فإن عُوّد الخير وعُلّمه ونشأ عليه ، سعد في الدنيا والآخرة ، وشاركه في ثوابه أبواه ، وكل معلم له ومؤدب ، وإن عُود الشر ، واهمل إهمال البهائم ، شقيّ في الدنيا وهلك ، وكان الورز في رقبة القيم عليه والولي عليه . وقد قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا " ، ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا ، فلأن يصونه على نار الآخرة اولى ،وصيانته : أن يؤدبه ويهذبه ويعلمه . ا هــ.

فالواجب على الأولياء من أب وجدّ وأخ وأم وعم بالدرجة الأولى ، أن يعلموا أبناءهم ، ومن تحت رعايتهم ، أمور دينهم متى بلغوا سن التمييز ( السنة السابعة من العمر ) بحيث يقدر الولد على الأكل والشرب والإستنجاء وحده ،ويجب بالدرجة الثانية على أهل كل محلة تعليم اليتيم ،وتعليم لا ولي له ولا وصي : شروط الإسلام والإيمان وأركانهما ، وأمرهم بالصلاة والصيام بعد تعليمهم شروطهما وأركانهما ، وتعليم الأخلاق الإسلامية لما صح من قوله صلّ الله عليه وسلم ( مُروا اولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها ،وهم أبناء عشر ) وحكمة ذلك : التمرين على العمل ، لينشأ الولد على حب دينه وطاعة ربه ، ويُطلب أيضا من الأولياء تعليمه نسب النبي صل الله عليه وسلم ، وبعض صفاته المتواترة ومحل ولادته وهجرته ودفنه ، لأن من وصف النبي صل الله عليه وسلم بخلاف متهو موصوف به من الأوصاف المتواترة عنه ، أو أنكر ولادته بمكة أو دفنه بالمدينة المنورة ، وغير ذلك من الأمور المتواترة - كما سيأتي في هذه الرسالة - فإنه يكفر .
نعم إن الأباء مسؤولون

الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله أمرنا بوقاية أولادنا من الفساد ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من أدب أمته وذريته ، فكانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، فرضيّ الله عنهم .

إن التقوى شعار الصالحين والعارفين ، وإن أبناء اليوم هم رجال المستقبل ، وحكام الغد الذين سيكونون قاداتنا وساستنا فهم عماد الأمة ورجاء الشعب وقوة الدين وسياج الوطن ، وهم الجسر الأول الذي يتحكم في سياسة أمتنا والقوة المعبرة لنجاحنا ، فإذا قمنا بإحسان تربيتهم وتهذيبهم وحراسة أخلاقهم ، فغذيناهم بلبات العلوم النافعة ، وسقيناهم شراب الدين وحصنّاهم بالخلق المبين ، نبتوا نباتا حسنا ، وشبوا رجالا أشداء ، تفخر بهم شعوبهم ، ويحيا لهم دينهم ووطنهم .

أما إذا أهملناهم فإن المجتمع سينهار وتدور على الوطن الدوائر ، فينشأ الأولاد على فساد ، والشباب على ضلال أحبوا المجون وتحللوا من كل خلق ودين ، فلا يعتز بهم الوطن ولا ينهض بهم شعب ، وبدلا من أن يكونوا لأمتهم ، ينقلبوا عليها .

إن الولد أمانة تحت يدي والديه فمن الإثم أن يهمل الوالد تربية ولده على الدين ، فيتركه بعيدا عن الله تعالى ، تاركا للصلاة ، محبا للهو الذميم ، لا يتقن سوى إصلاح الهندام ولا يكترث بخلق ، ولا يوقر كبيرا ، قد خلع ثوب الحياء ، ولبس ثوب الفحش ، إذا سُئل عن عدد الصلوات لا يعرف ، وإذا سُئل عن دور السينما وأماكن اللهو والممثلات أجاب بإتقان ، ويختلطون شبابا وشابات ليتباروا في أسماء الأغنيات وملحنيها ومغنيها ، لينالوا على ذلك علامات ، وألياؤهم يفتخرون بأنهم مثقفون .
فقل لي بربك أيها المسلم : كيف تنهض أمة بهذا الشباب وكيف يتجدد لها عزم وإهاب ؟

إن الشباب قد نشأ على أيدي آباء ، قادوا أولادهم بأيديهم إلى اللهو والمراقص ، بدلا من أن يقودوهم إلى المساجد ، ويغذوا فيهم روحا إسلامية صافية قوية ، فلا تستعبدهم أهواؤهم ، ولا يقوى التيار التقليدي الأعمى على صدهم عن الهدى .

ألا يعلم هؤلاء الأباء الذين لا يصلون ولا يصومون أنهم قادوا أولادهم وأنفسهم إلى الشيطان ، وبعدوا مراحل كثيرة عن الرحيم الرحمن ، وخالفوا سنة رسول الملك الديان صلى الله عليه وسلم ، أولا يذكر هؤلاء أن الدين قد وضع منهجا لتهذيب أبناءنا ، لو اتبعناه لسعدنا به نحن ، وأولادنا وافتخرنا بذريتنا واستقامت أمتنا وقويت دولتنا .

هل خُلقت أجدادنا من طينة خاصة ، حتى فتحوا البلاد وخضعت لهم العباد ؟ كلا إنهم مخلوقون مثلنا ، ولكنهم اتبعوا الدين والخُلق الحسن .
نعم إنه الدين يا أخي وليس يطلب التوفيق في الدارين ، إلا من اتبع تعاليم الدين وسننه وأوامر الله ونواهيه.
الملفات المرفقة
نوع الملف: docx رسالة ما يجب معرفته على كل مسلم-2.docx‏ (46.8 كيلوبايت, المشاهدات 672)
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة وفاء من فضيلة العالم الجليل محمد سعيد رمضان البوطي أبو أنور القسم العام 17 03-25-2013 03:31 PM
من وصايا الشيخ محمد سعيد البرهاني رحمه الله عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 1 11-02-2011 01:02 PM
الشيخ محمد سعيد الكردي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-20-2011 12:04 AM
الشيخ محمد سعيد المفتي عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 8 01-24-2009 03:01 PM
وصف دمشق للشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني نوح ركن بلاد الشام 4 09-13-2008 06:01 PM


الساعة الآن 05:24 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir