مبزرة الخضراء جنة تخلد عشق الإنسان للبيئة
قصة مكان.. تتربع على قمة المدن السياحية في المنطقة
الاتحاد ©«مبزرة» بساط من الجمال والخضرة بين الجبال
خورشيد حرفوش - الاتحاد
ما من صاحب قدم تطأ مبزرة الخضراء في مدينة العين، إلا ويسترجع ويتذكر قصة هذا المكان الساحر، وصاحب اليد الفضلى في وضع اللبنة الأولى لهذا المكان!
واحد من أجمل وأروع الأماكن السياحية، التي تجسد علاقة الإنسان بهذه الأرض الطيبة، وتجسد تلك الرؤية الثاقبة لاستثمار جماليات ومواصفات المكان ومعطيات الطبيعة، التي حباها بها الخالق سبحانه وتعالى، ولا بد أن يسترجع كيف أدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ بعبقريته الفطرية أن يجعل من هذا المكان معلماً، ومتنفساً ورئة سياحية طبيعية تخلد عشق الإنسان للبيئة النقية، وللطبيعة وجمالها وسحرها!
لقد وضع، طيب الله ثراه، اللبنة الأولى من هذا المكان، وتابعه بصبر وحكمة وجلد حتى أصبح كما نراه الآن معلماً ومزاراً سياحياً لا يسقط أبداً من ذاكرة كل من حظي بارتياد هذا المكان.
كانت منطقة «المبزرة الخضراء» في مدينة العين، الواقعة عند جبل حفيت المشهور، محل اهتمام استثنائي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ حيث كان يتابع باستمرار المشاريع التطويرية والتنموية بالمنطقة، ويعطي توجيهاته السديدة، حتى يراها كما يتمناها، ولتنفيذ أعمال التطوير المختلفة بالمنطقة بالشكل الأمثل، إضافة إلى العمل على تأمين الترتيبات كافة الملائمة لتنفيذ مخططات المشاريع التطويرية بالمنطقة على أكمل وجه.
وادي مبزرة
المنطقة كانت أرضاً جرداء قبل سنوات لا يمر بها سوى من يقصد جبل حفيت، مجرد رمال وصخور وجبال صماء وبعض شجيرات هنا وهناك، نحلت وانسحب منها اللون الأخضر، ويبست أغصانها ولما أصبحت الحاجة ملحة للبحث عن مصادر جديدة للمياه أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ بحفر مجموعة من الآبار الاستكشافية في وادي مبزرة الذي كان يحبس قطرات المطر التي تتساقط أحياناً، وما أن بدأت الحفارات العملاقة عملها حتى أطلت بشائر الخير. ينابيع المياه تفجرت في شكل نافورة تبشر بخير وفير ومخزون من المياه أشاع الفرحة في النفوس وزفت البشرى، وكانت الفرحة، حيث ترجم ذلك ـ طيب الله ثراه ـ في معجزة أبهرت القاصي والداني وباتت مضرب المثل في الإرادة والتحدي وقهر الصحراء. مبزرة الخضراء.. تنضم بقوة إلى قائمة وجهات العين ومعالمها العديدة التي أهلتها منذ فترة طويلة للتربع على قمة المدن السياحية في الدولة والمنطقة بأسرها.
وبدأت أعمال البناء والتعمير والتجميل في المنطقة وسط أعداد كبيرة من المقيمين والزوار الذين جاءوا لمشاهدة منظر المياه الكبريتية التي خرجت من باطن الأرض بفضل عمليات الاستكشاف، ووسط ذلك الإقبال منقطع النظير تحولت مبزرة إلى ورشة عمل كبرى تسرح وتمرح فيها الآليات الضخمة ليل نهار، وهكذا بدأت المرافق تظهر الواحد تلو الآخر، بدأت ببحيرة كبرى رئيسية تحتضن مياه الأرض ومجاري وقنوات وأفلاجاً ومسابح عامة وخاصة وأحواضاً «جاكوزي» واستراحات ومظلات وطرقاً ونوافير ودوارات ومواقف للسيارات وكافتيريات ضخمة ومسرحاً والكثير الكثير من تلك الأعمال التي لا يتسع المجال لتعدادها.
من يزور مبزرة الخضراء الآن لن يتخيل على الإطلاق أن ما يراه كان قبل فترة قصيرة مجرد صحراء قاحلة تتناثر فيها بعض صخور جبل حفيت وعدة أشجار برية.. الخضرة في كل مكان وبلغت الإرادة حد الإصرار على زراعة الجبال، حيث يلاحظ الزائر أن مرتفعات مبزرة يكسوها اللون الأخضر، فقد تحولت إلى جبال خضراء رائعة الجمال بفضل مشروع جديد يعتمد على تخضير الجبال واستخدامها ركنا أساسيا وجماليا يضاف إلى جمال المياه والبحيرة التي تم تزويدها هي الأخرى بمجموعة من القوارب للترفيه عن العائلات والأطفال والزوار الذين يقضون وقتاً ممتعاً بين المياه والخضرة ووسائل الترفيه المختلفة.
مبزرة الآن
في مبزرة الآن، آلاف أشجار النخيل تروى من مياه الينابيع وعددها يزداد يوماً بعد آخر تتخللها حدائق الأطفال والمسطحات الخضراء والمظلات ومواقف السيارات والطرق الداخلية وغيرها من المرافق التي تظهر كل يوم في مشروع لم يتوقف منذ أن بدأ يتضمن جديداً كل يوم لتطوير المنطقة لتتكامل مع ما يجاورها من معالم كجبل حفيت ومنتجع العين الفايضة.
فمن يزور منطقة مبزرة الخضراء، يشاهد المعجزة العملاقة المتحققة، وكيف تم تحضير الجبال بالمنطقة، وزراعة الآلاف من أشجار النخيل، وتوفير المناشط السياحية البديعة، وتوفير ينابيع المياه الجوفية بطرق فنية مبدعة، وحيث تتكامل الإنجازات مع الخدمات، بفضل تلك النظرة الثاقبة التي كان يتمتع بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وكيف صنع هذه التحفة الشامخة في مدينة العين. كانت التوجيهات السديدة للمغفور له بإذن الله تعالى، لدائرة بلدية العين بإقامة العديد من المشاريع السياحية، والخدمية، والزراعية بالمنطقة، حيث تم بناء 200 شاليه سياحي، وتسليمها لشركة أبوظبي للفنادق لإدارتها، وتأجيرها بأسعار رمزية تشجيعاً للزوار القادمين إليها. وقد تم بناء هذه الشاليهات وتجهيزها وتوزيعها حسب احتياجات كل منطقة، بالإضافة إلى تنسيق المنطقة بشكل عام ليتخذ شكلاً غاية في الروعة والجمال.
وتشهد منطقة مبزرة الخضراء بالعين إقبالاً كبيراً من جانب الزوار من جميع مناطق الدولة والسياح الأجانب، لا سيما أيام العطلات والأعياد والإجازات. وأصبحت منطقة مبزرة السياحية العريقة من أهم المناطق السياحية بالدولة، والتي يزداد الإقبال عليها من جانب زوار مدينة العين، وذلك للاستمتاع بقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة الخلابة وجداول المياه الكبريتية الغنية الموجودة، وحيث تتمتع المنطقة بوفرة المشاريع التطويرية السياحية الحديثة التي شهدتها منطقة مبزرة، لتحديث وتطوير مرافقها السياحية كافة بأحدث التقنيات المتطورة التي تساهم في جذب الزوار وتوفير الراحة والمتعة لهم.
فمع ينبوع المياه الحار، هناك المسابح الحارة للرجال والنساء والأطفال، مسابح مغطاة ومفتوحة بشكل المباني القديمة، وموزعه في أنحاء المنطقة، فضلاً عن مناطق جلوس العائلات الموزعة هنا وهناك، ودورات المياه، وأماكن الشواء المنتشرة في كل مكان، وأقيمت المساجد، والكافتيريات والاستراحات، ونقاط الإسعاف، التي تحيط بها قنوات المياه الاصطناعية والمسابح والنوافير والشلالات. فالمشاريع السياحية والترفيهية التي تم إنجازها في المرافق كافة بمنطقة مبزرة تعتبر من أهم الإنجازات السياحية بالعين، وتساهم في توفير الراحة للزوار من خلال توفر المرافق السياحية الجميلة لقضاء الأوقات الممتعة وسط الطبيعة الخلابة ومقوماتها الفريدة الجذابة، وما تحويه من آثار تاريخية عريقة تعبر عن التاريخ العريق للإمارات، ولتصبح منطقة مبزرة ملتقى عالميا للسياحة البديعة في العين.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات