:الثلاثاء ,07/02/2012 - الخليج

عندما يقول بينامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني “إن الشيء الوحيد الذي يضمن وجودنا وأمننا وازدهارنا هو القوة” و”إن “إسرائيل” ستواصل بناء قوتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية”، فهو لا يكشف سراً، إنما يعلن واقعاً يعرفه العرب لكنهم يتجاهلونه، لأنهم لا يريدون مواجهته رغم أنه يشكل خطراً وحيداً على حاضرهم ومستقبلهم، بل ووجودهم .

نتنياهو وغيره من القادة الصهاينة يعرفون أن وجود الكيان الغاصب في المنطقة هو وجود غير طبيعي، يتناقض تماماً مع تاريخها وثقافتها وحضارتها، وهو وجود غريب ومصطنع يخدم مصالح الغرب وهو جزء من استراتيجياته للهيمنة والنهب والسطو، لذلك يدرك نتنياهو أن كل وجود غريب إلى زوال طال الوقت أم قصر، لأنه يتناقض مع كل حقائق التاريخ والجغرافيا .

ثم إن الفكر الصهيوني الذي قامت “إسرائيل” على أساسه هو فكر مبني على التوسع والعدوان والعنصرية، وهذا يستدعي توفير قوة استثنائية لتحقيق هذه الأهداف، خصوصاً أنها تؤدي وظيفة شراكة مع الاستعمار الغربي ضد وحدة العرب والمسلمين ونهضتهم .

لقد عمدت “إسرائيل” وبدعم من معظم الدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة إلى امتلاك أحدث الأسلحة المتطورة وتقنيات الحرب لضمان تفوقها العسكري في المنطقة كي تتمكن من تحقيق أهدافها بالعدوان المتواصل والتوسع، باعتبار أن ذلك وحده يضمن بقاءها، والعمل من جهة أخرى على إبقاء العرب في حالة من الضعف والارتهان للخارج وعدم تمكينهم من امتلاك وسائل القوة اللازمة لمواجهة الخطر “الاسرائيلي” من خلال إلهائهم بقضايا ثانوية وتفكيك كياناتهم وتفتيتها واللعب على مكوناتهم المذهبية والطائفية والإثنية والغرق في صراعات داخلية .

إن نتنياهو يدرك تماماً أنه لو امتلك العرب قرارهم وحددوا عدوهم، وحسموا أمرهم ووحدوا قدراتهم، لكانت مسيرة الصراع اتخذت شكلاً آخر، ومنحى آخر . لكن بما أن العرب قرروا أن “السلام” وحده هو خيارهم الاستراتيجي الوحيد في مواجهة قوة “إسرائيلية” متفوقة، فإن نتنياهو مطمئن حتى الآن إلى خياراته، لكنه لن يضمن ذلك إلى الأبد إذا ما صار “الربيع العربي” ربيعاً فعلياً يقلب المعادلات القائمة التي تحاول “إسرائيل” والولايات المتحدة تكريسها كأمر واقع في المنطقة .