أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2011
  #1
حجة الإسلام
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
حجة الإسلام is on a distinguished road
افتراضي حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الإمام المجدد ( ج 1)


حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الإمام المجدد ( ج 1)
نشأته الدينية :
هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي ، الملقب بالغزالي ، لأن أباه كان يعمل بغزل الصوف ، ولد عام 450 هـ هجرية في مدينة طوس في بلاد فارس ...
نشأ الإمام الحجة أبو حامد الغزالي في بيت دين حيث كان أبوه عابد ورع ، ثم لما وافته المنية أوصى فيه وأخوه أحمد ، صديق له من المتصوفة ، و أوصاه أن يعلمه وأخيه ، وترك له اليسير من المال فلما انتهى المال قام هذا الزاهد الصوفي بأخذهم إلى المدرسة الطوسية ، التي كان يديرها العارف الرباني " أبوعلي الفارمدي " رحمه الله ، حيث تلقى أبو حامد مع أخيه أحمد أصول الفقه و العقيدة و علوم القرآن ، وعلم السلوك وتزكية النفس من أعوان الفارمدي و من ثم الفارمدي نفسه ، كان الفارمدي هو الوارث المحمدي في ذلك الوقت وقد كان بحر العلوم وملتقى الفهوم في زمانه ...
لكن الغزالي كان جامحاً متوقد الذكاء منذ نعومة أظفاره ، شغوف بالعلوم و أهلها لم يستطع أن يقبل بالفيض اليسير الذي كان يأخذه من شيخه الأكبر الفارمذي ، وقد تفرس الفارمدي رحمه الله هذه الرغبة في مريده ...
فطلب منه مرة عندما انتهى درسه أن لا يغادر ، فسأله عن حاله فأخبره عما يبتغيه من فيض العلم ...
فقال له العارف الرباني ، يا بني إن العلم النافع يؤخذ من الصدور لا يحفظ من السطور ، ومكنون علمنا هو كتاب الله ، فإن فضل كتاب الله على سائر الكتب كفضل الله في علياه على سائر الخلق في دنياه ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه وذلك أنه منه ) ، رواه البيهقي في "الأسماء و الصفات" ، و السيوطي في "الجامع الصغير " ، وقال : صحيح ، والدارمي في " الرد على الجهمية" ، وقال : حسن ، وحكمه النهائي : حسن لصحة معناه وعدم مخالفته لنص قرآني أو حديث صحيح ...
ويقول ذو السبطين كرم الله وجهه : (خَيْرُ النَّاسِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآَنَ وَعَلَّمَهُ ، وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ )
ولكن لا يتوقد هذا الفهم عن الله في كتابه الكريم ، حتى يتوقد الإيمان في قلبك يا بني ، ولا يكون ذلك إلا بإخلاص القلب لله بأن تكون وجهتك خالصة لله وحده ...
فمن أخلص قلبه لله وهو محسن أربعين يوماً أتاه الله الحكمة ونور قلبه بنور الإيمان ، ثم تلا قول الله تعالى : ( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) [البقرة : 269] ...
يقول ذو السبطين "علي " كرم الله وجهه : ( من أخلص قلبه لله أربعين فجراً ، فجر الله في قلبه ينابيع الحكمة و الرحمة ، وأجراها على لسانه ) ...
وفي الأثر أيضا : ( طوبي لمن أخلص عبادته ودعائه لله ، ولم يشغل قلبه ما تراه عيناه ، ولم ينسه ذكره ما تسمع أذناه ، ولم يحزن نفسه ما أعطي غيره ) ... ذكره أبن أبي الدنيا في "الإخلاص و النية" ...
يقول الإمام الغزالي فلما سمعت ذلك أخلصت قلبي لله أربعين صباحاً فلم يتفجر في قلبي شيء فقلت ذلك لشيخي رحمه الله "الفارمذي" ، فقال ذلك يا بني لأن قصدك كان الحكمة ولم يكن الحكيم ، ولأن وجهتك كانت الفتح ولم تكن الفتاح الحق المبين ...
بينما الأمر كان مختلف مع أخيه "أحمد" فكان له الفتح من الله وتوقد في قلبه الإيمان الشهودي منذ نعومة أظفاره لكنه أسر ذلك ، ولقب فيما بعد "أبو الفتوح" ، لشدة إيمانه وتقواه وفتحه في معرفة الله ...
عندما بلغ الغزالي السابعة و العشرين من عمره قرر الرحيل طلباً للعلم بعد ما وافت المنية شيخه الوارث "الفارمدي" عام 477 هـ ، بينما يقي أخوه "أحمد" ملازماً لأمه قائماً على برها والإحسان إليها ورعايتها في طوس ثم ذهب بعد ذلك إلى مرشده الجديد في "همدان" ...
هاجر الإمام الغزالي إلى "نيسابور" ليستقي العلم التحصيلي ، بعد وفاة شيخه وكان معه مخلاة جمع فيها ما اكتسبه من علم عن شيخه الرباني فتعرض له اللصوص وجردوه مما معه ، فلحق بهم فقال كبيرهم ، ويحك أرجع و إلا هلكت ، فقال الغزالي : أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد علي تعليقتي فقط ، فما هي بشيء تنتفعون به ، فقال ما هي تعليقتك ؟ فقلت : كتب في تلك المخلاة وهي علمي ، فضحك اللص وقال : ( ما هذا العلم الذي يسلبه منك عيار جاهل ) ، ثم أعاد له مخلاته ...
لكن هذه الحادثة كان لها تأثير كبير في حياة الغزالي ، وكانت أول تأويل لكلام شيخه الفارمدي طيب الله ثراه ، أن العلم يحفظ في الصدور لا في السطور ...
فكانت أول خطوة من خطوات الغزالي هي تقوية الحافظة حيث كان يحفظ من فرط ذكائه وقوة حافظته كل شيء ...
فحفظ كل ما تعلمه في ثلاثة سنوات ...
وهنا لزم في "نيسابور" إمام الحرمين " أبو المعالي الجويني" رحمه الله ، الذي لقب الغزالي " البحر المغدق" ، لفرط ذكائه وقوة حافظته و براعته في علم الفقه و العقيدة وعلم الخلاف والمنطق ، وأتقن كل ذلك ...
ثم ألف فيما بعد كتب فيها ، فقد كان إضافة لفرط ذكائه ، وقوة حافظته ، سديد النظر ، عجيب الفطرة ، سريع الفهم ، بعيد الغور ...
وبعد وفاة معلمه الثاني قصد أخوه في الله وزميل دراسته عند الإمام "الفارمدي" رحمه الله ، وزير السلطان السلجوقي "ألب أرسلان" والملقب بنظام الملك وهو "الحسن بن علي الطوسي" فلزمه في مخيم السلطنة حتى عام 484 هـ ، حيث ولي التدريس في المدرسة النظامية ببغداد ...
لتبدأ شهرته ، وهنا نلاحظ أن الفرق بين الغزالي و الحلاج أن الأول دعم من السلطان أما الثاني و أعني الحلاج حورب من السلطان فالتبس أمره على الناس فتاهوا عن حقيقته أهو ولي مؤمن أم زنديق منافق ...
وبلغ وأعني الغزالي في هذه المدرسة أوج مجده حيث كان يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر العلماء ، فعلى جاهه حتى صار في مصاف درجات الأكابر و الأمراء ...
هنا حن الغزالي إلى نشأته الصوفية الإيمانية التي كانت لها دورها الخاص في تألقه في مجالات النجاح لما فجرت عنده من قوة الفهم والحافظة ، لأنه داوم على طريقه شيخه الأكبر "الفارمدي" في الكسب الإيماني لكنه لم يتعدى طور العقل الإيماني الأول أو الشبر الثاني من العلم ...
فهو يقول : ( أوتيت العقل الأول بعد أن خرجت ستون ألفاً طالب من طلاب العلم ) ...
وهو الذي يقول : ( العلم ثلاثة أشبار : شبر يورث الكبر و شبر يورث التواضع وشبر يعلمك علم ما لم تعلم ) ...
ولكن لما كبرت مشاغل الغزالي ومسئولياته أهمل ورده الإيماني فقلت وراداته ، وبدأ يلحظ ذلك في شخصيته ، فكثرت أكادره ، و سيطرة عليه الكآبة و الحزن ، وساءت حافظته وبدأ يشعر أن النفاق كان يسري في قلبه ...
يقول الله تعالى : ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ۞ مثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ) [البقرة :16-17] ...
واشتروا الضلالة بالهدى إي انشغلوا بالدنيا وأمالها "زينتها " عن الله ( زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ) [يونس : 88] ...
فكانت النتيجة أن ذهب الله بنور الإيمان الذي توقد بقلوبهم ...
و يبين ذلك قول إمام التأويل ذو السبطين كرم الله وجهه : ( تعلموا العلم لتعملوا به و لا تتعلموه لتحدثوا به فيكون لغيركم نورا ولكم بورا ) ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علما لغير الله ، أو أراد به غير الله ، فليتبوأ مقعده من النار) ، رواه الترمذي في "سننه" ، وابن القطان في "الوهم والإيهام" ، وقال:صحيح ، و الصعدي في "النوافح العطرة" ، قال : رجال ثقات ، و السيوطي في "الجامع الصغير" ، وقال : حسن ...
وهنا يقول الغزالي : ( تعلمنا العلم لغير الله ، فأبى أن يكون إلا لله ) ...
وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن ذا النون المصري أنه قال : ( اعلموا أنه لا يصفو لعامل عمل إلا بإخراج الخلق من القلب في عمله وهو الإخلاص فمن أخلص الله لم يرج غير الله فكن وكن على علم أنه لا قبول لعمل يراد به غير الله فمن أراد طريق التجريد إلى الإخلاص فلا يدخلن في إرادته أحد سوى الله عز وجل فشمر عن ساقك واحذر حذر الرجل أن يدخل في العظمة لله تعظيم غير الله واجعل الغالب على قلبك ذلك وقد صفا قلبك بالإخلاص ) ...
ومنه نفهم ما حصل عند الإمام الشافعي حيث تراجعت قوته الذهنية و قوة حافظته لما كثرت مشاغله في البحث الفقهي فأهمل إقباله وصفائه الإيماني فقل وارداته فتعكر حاله ، فشكا ذلك إلى مرشده "وكيع بن الجراح" رحمه الله تلميذ العارف بالله المعروف " معروف الكرخي" رضي الله عنه حيث يقول الإمام الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبـرنـي بـأن العــلـم نــور *** ونـور الله لا يهــدى لعـاصي
والمعصية هي انشغال العارف بالله عن ربه ولو كان ذلك بالفقه الشرعي ، فنور الله هنا هو نور الإيمان القلبي ومن ثم نور التقوى التي تؤدي إلى الإيقان وهو الإيمان كله ...
يقول صلى الله علية وآله وسلم : ( الصبر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله ) ، رواه المنذري في "الترغيب و الترهيب" ، وقال : رواته رواة الصحيح ، و ابن الملقن في "شرح البخاري" ، وقال : إسناده صحيح ...
لكن الإمام الغزالي وجد صعوبة شديدة في أن يعود مريداً بعد ن أصبح فقيه بغداد ...
فما كان منه إلا أن طالع كتبهم وأعني الصوفية الأصحاء وآثرهم ، عله يهتدي إلى ضالته ...
فقال : ( فعلمت يقيناً أنهم أرباب الأحوال لا أصحاب الأقوال ، وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم قد حصلته ، ولم يبق إلا ما لا سبيل إليه بالسماع و التعليم ، بل بالذوق والسلوك ) ...
ولكن الغزالي وجد التصوف الرشيد ، ولم يهتدي إلى أصحاء الصوفية ...
إلى أن كانت تلك الحادثة التي قلبت حياة الغزالي السلوكية ؟؟؟ !!! ...
نهاية الجزء الأول ...
المصدر : "المنقذ من الضلال" للغزالي ...
المصدر : " طبقات الشافعية الكبرى" لابن السبكي ...
المصدر : "إتحاف السادة المتقين" للزبيدي ...





__________________
لا نريد صوفية تشطح * ولا سلفية تنطح * بل وسطية "تنصح وتصلح وتصفح"



لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبلى بأربع : شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهال ، وحسد العلماء ، فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به




** اللهم أنت مقصودي ... ورضــاك مـطلـــوبـي **




حجة الإسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011
  #2
حجة الإسلام
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
حجة الإسلام is on a distinguished road
افتراضي رد: حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الإمام المجدد ( ج 1)


الموضوع الأكثر تخصيص للصوفية هو على الرابط وهو الذي له توابع و أجزاء أما هذا الموضوع فقد أعددته لموقع سلفي

http://www.albwhsn.net/vb/showthread.php?t=6319
__________________
لا نريد صوفية تشطح * ولا سلفية تنطح * بل وسطية "تنصح وتصلح وتصفح"



لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبلى بأربع : شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهال ، وحسد العلماء ، فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به




** اللهم أنت مقصودي ... ورضــاك مـطلـــوبـي **




حجة الإسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترجمة الإمام المجدد أبي الحسن الأشعري عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 09-07-2016 10:37 PM
مختارات من كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى عبدالقادر حمود كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله 2 09-09-2014 10:53 AM
دعاء الإمام الغزالي عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 2 01-28-2013 03:10 AM
الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 2] حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-10-2011 07:31 PM
حجة الإسلام الغزالي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 14 11-24-2008 11:23 AM


الساعة الآن 01:37 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir