أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-27-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 108

وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ
(108)
قولُه ـ تباركت آياته: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} نزع يده: أَخْرَجَها مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، وقيل من جَيبِهِ، قال تعالى في سورة النمل: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سوءٍ} الآية: 12. والجيبُ هو الفتحة في الثوب يدخلُ منها الرأسُ، ولا خلافَ فإنَّه حتى يدخل كفه تحت إبطه عليه أنْ يُدخِلَها في جِيبِهِ أَوَّلاً، والنَزْعُ الإخراجُ بِعُسْرٍ، لأنَّ النَزْعَ يَدُلُّ على وجود مقاومة، قال تعالى: {قُلِ اللهم مَالِكَ الملك تُؤْتِي الملك مَن تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَاءُ} سورة آل عمران، الآية: 26، لأنَّ نَزْعَ المُلْكِ ليسَ مَسْألةً سهلةً؛ ففي الغالبِ يحاوِلُ صاحبُ الملك التَشَبُّثَ بمُلكِه، لكنَّ الحَقَّ ـ سبحانه ـ يَنْزِعُهُ منه، ويَدُهُ: كفُّهُ، فيما روى أبو الشيخ عن مجاهد. فأخرجها فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ تَتَلأْلأُ للناظرين مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ وَلاَ بَرَصٍ، بيضاءُ بياضًا فوق المعتادِ، يجتمع عليها النّظارَةِ، أو بيضاءُ للنُظَّار، لا أنها كانت بيضاءَ في خِلقتِها، بل كانتْ شديدةَ الأَدَمَةِ كَلَوْنِ جلدِ صاحبها، فقد كان ـ عليه السلام ـ شديدَ الأدمةِ، فقد أخرج البخاري عن ابنِ عُمَرَ ـ رضي اللهُ عنهما قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((وأمَّا موسى فآدمُ جَثيمٌ سَبْطٌ كأنَّه مِنْ رِجالِ الزُطِّ)) والزُطُّ هُمُ السُودانُ والهُنودُ ويعرفون بسوادِ لون جلدهم، فأدخلَ يدَه في جَيْبِهِ، أوْ تحتَ إبْطِهِ، ثم أخرجها، فإذا هي بيضاء نورانيَّة، غَلَبَ شُعاعُها شُعاعَ الشمسِ. وكانت اليد اليمن.
يُروى: أنَّ موسى ـ عليه السلامُ ـ أرى فرعونَ يَدَهُ وقال: ما هذه؟ قال: يَدُكَ، ثم أَدْخَلَها جَيْبَه وعليْه مدرَّعةُ صوفٍ ونَزَعَها، فإذا هي بيضاءُ بياضاً نورانياً غلبَ شعاعُها شعاعَ الشمس.وقال ابْنُ عبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: كان لها نور ساطع يضيء بين السَّماء والأرض، ولمّا كان البياضُ في الجلدِ مرضاً يدعى البرص، ويعدُّ عيباً، بيَّن تعالى في سورة طه أنَّ بياضها كان من غيرِ سوءٍ فقال: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى} الآية: 22.
قوله تعالى: {لِلنَّاظِرِينَ} متعلِّقٌ بمحذوف لأنَّه صفةٌ لبيضاءَ. وليس بالناظرين كما ذكر الزمخشري حيث قال: فإن قلت: بمَ تُعَلِّقُ للناظرين؟ قلتُ: يتعلَّقُ ب "بيضاء" والمعنى: فإذا هي بيضاء للنظَّارة، ولا تكون بيضاءَ للنَّظارة إلا إذا كان بياضُها بياضاً عجيباً خارجاً عن العادةِ، يجتمعُ الناسُ للنظر إليه كما تجتمع النَّظارة للعجائب.
وهذا تفسيرُ معنى لا تفسيرُ إعرابٍ، لأنَّه إنما أرادَ التعلُّقَ المعنويَّ لا الصِناعيِّ، كقولهم: هذا الكلامُ يتعلَّق بهذا الكلام. أي إنَّه من تتمَّةِ المعنى له.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 06:03 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir