المزارعة
المزارعة وفي بعض البلاد تسمى المخابرة، هي عقد على الزرع ببعض ما يخرج منه، كما يقول الأحناف .
- وعرَّفها المالكية بأنها الشركة في الزرع .
- والشافعية يقولون إنها عمل الأرض ببعض ما يخرج منها، والبذر من المالك، أما إذا كان البذر من العامل فهي المخابرة .
- والحنابلة قالوا إنها دفع الأرض إلى مَنْ يزرعها والزرع بينهما .
- والجعفرية يقولون: إنها معاملة على الأرض بحصة من حاصلها .
- والمزارعة عند أبي حنيفة، رحمه الله تعالى، غير جائزة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المخابرة وهي المزارعة، وعدم مشروعيتها راجع إلى أن أجر المزارع مما تخرجه الأرض، وهو إما معدوم لعدم وجوده عند العقد، أو مجهول لأن الأرض قد لا تخرج شيئاً أو تخرج قليلاً .
- وإذا قيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر على أراضيهم، فذلك كان خراجَ مقاسمته كثلث أو ربع غلة الأرض بطريق الصلح .
- ورأى الجمهور أنها جائزة، واستدلوا بحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع . (رواه البخاري) .
- والذين قالوا بجوازها قالوا عنها إنها شرعت للحاجة كالمضاربة، إذ ليس كل صاحب أرض يحسن الزراعة، فماذا يعمل إذا كان يملك أرضاً ولا يملك خبرة؟
- إذاً هي جائزة بالنقل والإجماع والقياس .
- والشافعية أجازوها في الأرض التي تكون بين النخيل والعنب .
- وشروط صحة المزارعة أن تقع من عاقل مميز، وأن يكون البذر معلوم القدر والجنس .
والبذر يجوز عند الأحناف أن يكون من المزارع أو من المالك، ولا يجوز أن يكون من الاثنين معاً .
أما المالكية فأجازوه مطلقاً، بشرط ألا يكون مقابل الأرض، وإذا كان من الاثنين فإنهم يشترطون التماثل .
- واشترط الفقهاء في المحصول:
أن يكون معلوماً في العقد .
أن يكون مشتركاً بين العاقدين: رب المال والمزارع .
أن يكون جزءاً مشاعاً بينهما، فلا يقال بقدر البذر أو أربعة أمداد مثله .
ألا يشترط أحدهما أن يكون له الناتج على الجداول مثلاً، وللآخر غيره، ولا أن يكون لأحدهما التبن وللآخر الحب، وقد ورد في الحديث عن حنظلة قال: “سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض بالذهب والورق فقال: لا بأس به، إنما كان الناس يؤاجرون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم على الماذيانات (أصغر من النهر) وإقبال الجداول وأشياء من الزرع، فيهلك هذا ويسلم هذا، ويسلم هذا ويهلك هذا، فلم يكن للناس كراء إلا هذا، فلذلك زجر عنه، فأما شيء معلوم مضمون فلا بأس به” (رواه مسلم) .
واشترطوا أيضاً أن تكون الأرض محل المزارعة معلومة وصالحة للزراعة في المدة المخصصة للزراعة، إلا أن بعضهم لم يشترط مدة معينة .
- وشروط المزارعة عند الجعفرية ثلاثة هي:
أن يكون النماء مشاعاً بينهما .
أن تكون المدة معينة .
أن تكون الأرض مما ينتفع بها .
- والمزارعة بلفظ إجارة الأرض لا تصح عندهم .
د . عارف الشيخ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
04-06-2012
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
